الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
زوال الأسد وبقاء سورية
ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
2011 / 5 / 27
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
منذ انطلاق ثورة الكرامة السورية في 15 مارس ، ولايزال بعض السوريين يتساءلون في قرارة أنفسهم ، إلى أين تتجه الأوضاع في سورية؟.
في ضور المعطيات الراهنة على الأرض ، فإن الأوضاع في سورية تتجه نحو تغيير نظام الوريث بشار أسد ، والمؤشرات على ذلك كثيرة ، أولها التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب السوري في سبيل استعادته لحريته وعزته وكرامته التي سلبت منه على مدى أربعة عقود متتالية ، ثانيها التلاحم الوطني الذي ظهر في صورة المظاهرات التي جابت أرجاء الوطن السوري ، فالنظام راهن على ضرب ذلك التلاحم من خلال دس عصابات "الشبيحة" إلى عمق المدن والبلدات والقرى ، إلا أن الواقع أثبت فشل النظام في وأد ثورة الكرامة رغم اعتماده الكامل على الأجهزة الأمنية ذات الطبيعة القمعية ، وبالتالي فإن الأوضاع في سورية تسير وفق ما يريده الشعب ، وليس وفق ما يريده النظام .
ومما لا شك فيه، أن ثورة الكرامة، أتت رداً على سياسة القمع والاستبداد التي مارسها نظام الأسد على مدى أربعين عاماً ، وكان ضحيتها الشعب السوري بمختلف أطيافه، فقد أهدرت حقوق الشعب طوال تلك السنوات، وصودرت حريته، وانتهكت كرامته، تحت ذرائع شتى وحجج واهية، أبرزها أكذوبة الصراع مع إسرائيل ، ومقولة لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، والكل يعلم أن نظام الأسد يعتاش من حالة اللاحرب واللاسلم ، ولذلك فإن سقوط نظام الأسد ، سيعني عودة الحقوق كاملة للشعب السوري .
النظام السوري وفي ظل التطورات المتسارعة على الأرض ، يعيش الآن أعلى مراحل الإفلاس السياسي ، ويحاول الهروب إلى الأمام بأي ثمن ، فعندما يقدم على اعتقال الأطفال والمسنين ، فهذا التصرف لا يدل إلا على إفلاس كامل ، وليس اجتيازاً للأزمة أو الخطر كما يشيع أركان النظام ، وبالتالي ليس لدى هذا النظام الذي يستخدم الأسلحة الثقيلة لدك المدن والقرى وقتل الأبرياء العزل ، أي شرعية يمكن أن يفقدها ، فهو فاقد لكل الأوراق والشرعيات .
والسؤال الأهم ، الذي لا يستطيع النظام الإجابة عنه ، لماذا أخفقت كل دعواته في الإصلاح ؟ لأن الثقة ما بينه وبين الشعب معدومة ، بل لا توجد ثقة على الإطلاق ، فالنظام بدلاً من أن يشرع في بناء هذه الثقة ، بنى جدران سمكية من الخوف والرعب في نفوس الشعب ، ثم أن نظام الأسد باعتباره نظاماً ديكتاتورياً أوتوقراطياً ، لا يستطيع أن يخطو خطوة واحدة على طريق الإصلاح ، فهذا الطريق بالنسبة للأنظمة الشمولية ، يعد طريقاً مهلكاً ولنا في تجربة الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف خير دليل على ذلك ، فما دام الشعب في واد والنظام في واد آخر ، لا يمكن الرهان على إصلاح يأتي من نظام غارق في الفساد .
مصير نظام بشار أسد هو الزوال الأبدي من صفحات التاريخ، كغيره من النظم المستبدة التي قمعت شعوبها ، وقبل ذاك خضوعه لمحكمة الشعب التي ستقول حكمها العادل فيه وستضعه في المكان المناسب حيث يستحق ، وبالتالي لا يمكن للشعب السوري الذي يتحفز الآن لإسقاط نظام الوريث بشار أسد ، أن يقبل العيش في كنف هكذا نظام تسلطي فاقد للشرعية الشعبية والوطنية ، بعد أن تمرغت يداه بدماء الشعب الثائر .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حوار خاص مع زهير المغزاوي المترشح للرئاسيات في تونس
.. كامالا هاريس خلال المناظرة الرئاسية. هل ارتدت أقراطا أم سماع
.. لقاء خاص مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع
.. نشرة إيجاز - قائد وحدة الاستخبارات الإسرائيلية -8200- يعلن ا
.. حالة من الحزن في الأوساط الرياضية المصرية بعد وفاة إيهاب جلا