الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان يعيدون إنتاج انتهازيتهم!!

خالد الكيلاني

2011 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


الإخوان يعيدون إنتاج انتهازيتهم!!

يبدو أن التاريخ يعيد نفسه ويبدو أنه لا جديد لدى جماعة الإخوان ليقدمونه لنا سوى انتهازيتهم القديمة... وذات طريقتهم في الهرولة نحو الحكام لجني المصالح الشخصية الضيقة، والسطو على كراسي السلطة ولو على جثث شركائهم في الوطن أو النضال.
تحالفوا مع الملك فؤاد ضد الوفد والقوى الوطنية في ثلاثينيات القرن الماضي، وتحالفوا مع الملك فاروق ورجالات القصر والحرس الحديدي ضد نفس القوى، ثم سرعان ما انقلبوا عليه واغتالوا رئيس وزرائه محمود فهمي النقراشي حين تضاربت المصالح، وتحالفوا مع جمال عبد الناصر وضباط ثورة يوليو الشبان وحرضوهم على حل كافة الأحزاب ومصادرة كافة القوى الوطنية باستثناء الإخوان، ثم سرعان ما انقلبوا على عبد الناصر وحاولوا اغتياله، وتحالفوا مع السادات في السبعينيات ضد قوى اليسار ثم سرعان ما انقلبوا عليه وحرضوا على اغتياله، وتحالفوا مع نظام مبارك طوال ثلاثين عاماً في اتفاق غير مقدس مفاده أن يمارس عليهم النظام قليلاً من القمع بسجن بعض أفراد الصف الثاني من قياداتهم والتضييق عليهم في السفر والتنقل والتجارة مع استمرار الجماعة عملياً على كافة الساحات الإعلامية والبرلمانية والنقابية ووجود مقار معلنة ومفتوحة لها والسماح لهم بالسطو السياسي على عدة نقابات والاكتفاء باستخدام تعبير "الجماعة المحظورة" على مستوى الإعلام الحكومي فقط، مقابل ألا يتجاوزوا الخطوط الحمراء المرسومة لهم من طرف قيادات ضباط أمن الدولة وألا تتجاوز معارضتهم الحكومة وتتجه إلى رأس النظام، وأن يقاوموا التوريث علناً ويوافقون عليه سراً.
وقد استمتع الطرفان بنتائج هذا الاتفاق غير المعلن فالإخوان أصبحوا شهداء نظام قمعي فاشي مستبد يمارس عليهم القمع والقهر والمنع والحظر فاستحوذوا على الشارع وتعاطف العامة في مصر تقريبا معهم باتوا يكسبون كل يوم أرضاً جديدة، ونظام مبارك استفاد من وجودهم ومناوشاتهم المرسومة والمحدودة معه في أن يجعل منهم "فزاعة" مستدامة – مثل التنمية المستدامة – للداخل والخارج.
ففي الداخل استفاد نظام مبارك من وجودهم في استمرار القمع الأمني، واستمرار حالة الطوارئ، ووضع المجتمع بكامله تحت سيطرة جهاز أمن الدولة مباشرة، وفي استمرار مبارك نفسه لمدة ثلاثين عاماً. وفي الخارج استفاد النظام المخلوع من وجود جماعة الإخوان بابتزاز الغرب عموماً والولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً بالسكوت والتغاضي عن كل جرائم النظام من نهب وفساد واستبداد وتوريث لأن البديل هو حكم الإخوان الذين سوف يحولون المنطقة إلى إيران أخرى، أو ما كان يطلق عليه مبارك ... البديل المخيف
وها هم الآن يعيدون إنتاج انتهازيتهم القديمة ويحاولون اختطاف الثورة التي قاوموها في البداية، ثم شارك فيها شبابهم ضمن ملايين المصريين خروجاً عن قرار مكتب الإرشاد، والأكثر من ذلك فهم يحاولون خلق فراعين جدد من المجلس العسكري ويحاولون أيضاً فعل ما يحذروننا منه .... وهو الوقيعة بين الجيش والشعب.
فقد خرجت علينا جماعة الإخوان منذ أيام واصفة مظاهرة الجمعة 27 مايو بأنها "ثورة ضد الشعب وأغلبيته" وتهدف للوقيعة بين الشعب والقوات المسلحة!!، ويخرج علينا اليوم السيد محمد البلتاجي عضو مكتب الإرشاد ليعطي المصريين دروساً في الوطنية وفيما يجوز ولا يجوز، محذراً من جمعة الغضب الثانية زاعماً أنها سوف تتسبب في الوقيعة بين الجيش والشعب!!، وأنها خروج على الشرعية والإجماع الوطني!! وطرح لقضايا جرى حسمها في الاستفتاء ووافقت عليها الجماهير!!، هكذا!!، محذراً من سيناريو العنف المستعر في سوريا وليبيا!! ... لاحظوا أنها نفس مصطلحات وتعبيرات النظام المخلوع في وصف معارضيه والمختلفين معه ... والغريب أنهم ومعهم "رديفهم" من السلفيين وبعض أفراد جماعة الجهاد والجماعات الإسلامية يعضون بالنواجذ على استفتاء 19 مارس الذي حولوه إلى صنم يعبدونه من دون الله ... وكأن استفتاء 19 مارس كان استفتاءً على تولي جماعة الإخوان لمقاليد الحكم، وكأن كل من قالوا نعم للتعديلات الدستورية كانوا يقولون نعم للإخوان... ونعم للسلفيين ... ونعم لكل من سار في دربهم . فكل من يطالب بأسبقية إعداد الدستور قبل الانتخابات البرلمانية يطلقون عليه مدفعيتهم الثقيلة بحجة أنه خالف إجماع 18 مليون مصري شاركوا في الاستفتاء الذي جعلوا نتيجته قرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكل من يطالب بتشكيل مجلس رئاسي لإدارة البلاد في المرحلة الانتقالية هو "علماني ليبرالي يساري كافر!!" يخرج على إجماع الملايين الذين قالوا نعم لدولة الإخوان والسلفيين الدينية في استفتاء التاسع عشر من مارس!!، وكل من يطالب المجلس العسكري بالخروج من حالة التباطؤ التي قد تصل إلى حد التواطؤ في محاكمة رموز النظام السابق محاكمة سياسية عادلة شاملة عاجلة، أو يطالب بتطهير مصر من كل رموز النظام السابق وعلى رأسها المحليات واتحاد العمال وأجهزة الإعلام الرسمية هو شريك في مؤامرة صهيونية على المادة الثانية من الدستور!! تلك المادة التي لخصوا الإسلام فيها وجعلوها عنواناً للإسلام كما جعلوا الحجاب من قبل.
ورغم أن التاريخ يقول لنا أن انتهازية جماعة الإخوان سرعان ما تودي بهم وأن سحرهم غالباً ما ينقلب على الساحر إلا أنهم لا يتعلمون، فهم كآل "بوربون" في فرنسا ... لا ينسون ولا يتعلمون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نسمع ضجيجا و لا نرى طحين الاخوان
محمد حسين يونس ( 2011 / 5 / 27 - 10:48 )
يتقن السلفيين و الاخوان النباح العالي ..انهم كلاب من قش لا قيمة لهم.. خصوصا لو وصلوا للحكم فسيعرف الجميع ان لصوص شركات توظيف الاموال قد عادوا لمزاولة سرقة و فجر لم نشهد مثلة .. لا تقلق ما دام في مصر من هم في وعيك

اخر الافلام

.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا


.. طالبة تلاحق رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وتطالبها بالاستقا




.. بايدن يقول إنه لن يزود إسرائيل بأسلحة لاجتياح رفح.. ما دلالة


.. الشرطة الفرنسية تحاصر مؤيدين لفلسطين في جامعة السوربون




.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت