الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد بايلوجي

فليحة حسن

2011 / 5 / 27
الادب والفن


• نقد بيولوجي
يحلو لبعض الرجال حين التعرض نقداً لـ(كتابة النساء ) البحث عن ملامح الأنوثة لدى المرأة كاتبته ، ليتخذ من نص المرأة سواء أكان شعراً أم سرداً وثيقة صالحة للاستعمال ضدها في اغلب الأحيان ، بينما يرى بعضهم إن من الواجبات الأساسية في نص المرأة أن يجسدها لاغيرها حين الظهور، ويعيب قسم ثالث على ذلك النص انتمائه للمرأة ما لم يشي بلون فساتينها ،
وكأن ذلك الناقد يبحث في نص المرأة عن الماورائي والرغبة المكبوتة فقط ،
متناسياً وجود حقيقة نقدية ترى إن النص الأدبي هو وحده صالح للإخبار عن فكر منتجه ،
وان علينا أن ننظر الى النص المطروح أمامنا- بغض النظر عن منتجه- بوصفه أسلوباً للفكر فقط، بعيداً عن سجن ذلك النص بحقل دلالي واحد دوماً ،
خصوصاً وإننا نطلب من نص المرأة أن يثبت حضوره كنص إبداعي بين أقرانه أولاً وقبل كلّ شيء ؛
وبما إن نص المرأة كوجودها ليس مشكلة تتطلب الحل، فهي –ببساطة- تكتب بصفتها امرأة موجودة ولا حاجة بها لطلاء الأظافر كي تثبت أنوثة نصها ،
الأمر الذي يتوجب على الناقد الرجل أن لا يكون مهموماً بمحاولات تدوين القاموس الأنثوي في نص المرأة المدروس من قبله ؛ فلربما اختفى ما كان يبحث عنه حينها،
فليس من الضرورة أن تشترك اللغة الإبداعية والجسد المنتج لها في الأبنية الانجازية نفسها دوماً؛
وإلا أين نضع نص المرأة الذي تحاكي فيه انفعالات الرجل ؟
وهذا ما يحدث غالباً في الشخصيات الذكورية المنتجة في الرواية والقصة التي تكتبها المرأة ؟
إن مقدرة المرأة الكتابية على إنتاج مثل تلك الشخصيات أمر يقودنا الى حقيقة مفادها -وبعيداً عن النظرة المتوارثة الى الرجل كـ(ظاهرة اجتماعية، دينية ) - بأن اختلاف الرجل عن المرأة اختلاف خالي من التميز،
يقول لاكان :( إن وضعنا في هذا العالم ليس وضع معرفة إنما قراءة )
فلماذا لا تكون قراءتنا للغة المرأة قراءة أخرى جديدة مغايرة للقراءة البيولوجية المطروحة حالياً؟
ولأن نقد كتابة النساء يفتقر الى منهج خاص به،فان هذا يؤكد مشروعية مطالبتنا
بنظرية نقدية خاصة بأدب المرأة تحتكم الى ثوابت معينة نركن إليها حين تعرضنا الى ما تنتجه أنامل المبدعات،
نظرية تشخص ما يمتاز به إبداع المرأة عن سواه ، نظرية تجعلنا نشاطر المبدعة
مشاعرها وهي تحتفي بذاتها كجزء من الكون الذي تحياه بتفاصيله المتباينة على شكل نص منتج ،
نظرية تتعامل مع إبداع المرأة كإبداع فقط ، وليس نظرية تركن الى التشكل البيولوجي وتتخذ منه أداة نقدية لها،
صحيح إن "مهمة المبدع أن يجعلنا نرى" - كما يذهب الى ذلك كونراد – لكن هذا لا يجعلنا نؤمن أن لغة المرأة هي مجرد ثقوب أو فجوات تمكّن الرجل بنظارته النقدية من التلصص على كعبها العالي أو نوع أقراطها ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح


.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟




.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د


.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل




.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف