الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صالات عامة..و جوامع

أحمد بسمار

2011 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


صــالات عـامـة.. و جــوامــع

في كل الدول العلمانية المتحضرة, توجد في كل مدينة عدة صالات ضخمة تتسع لمئات الأشخاص, وأحيانا لآلاف الأشخاص. حسب عدد سكان المدينة. صالات مجانية طبعا, تحتوي على جميع التقنيات الضرورية, تجتمع فيها الأحزاب السياسية والمؤسسات الاجتماعية والروابط من جميع الأفكار والنشاطات المختلفة. والبلديات التي تشكل السلطة المحلية والتشريعية المنتخبة هي التي تتحمل دائما جميع النفقات الناتجة عن هذه الاجتماعات أو السهرات الطويلة التي تقام في هذه الصالات.. وغالبا تستفيد روابط الجاليات الأجنبية.. ومنها رابطة الجالية السورية لدى إقامة اجتماع أو سهرة في هذه الصالات...
جاءتني هذه الفكرة التساؤلية. ولماذا لا تقيم السلطات السورية, من ضمن مشاريعها الإصلاحية, صالات يجتمع فيها المواطنون للنقاش عن الحريات العامة والديمقراطية وتأسيس الأحزاب السياسية (المستقبلة والجديدة).. بدلا من الاجتماع كل يوم جمعة فقط, وفي الجوامع الإسلامية, مما ينفي اشتراك بقية الطوائف فيما يشرح ويوجه من أفكار أو إصلاحات اجتماعية.. صالات مفتوحة لجميع الفئات الشعبية, نساء ورجالا, دون أية تفرقة أو تمييز. صالات شعبية حقيقية. تسمى صالات الديمقراطية وحرية التعبير. يمكن إيضا إضافة الحدائق العامة النظيفة الجميلة لهذا المشروع الديمقراطي.. مثل حديقة هـايد بـارك في لندن...أو ساحة الباستيل في باريس!... حيث أن التجمعات في الجوامع الإسلامية والتظاهرات التي تنطلق منها ـ غالبا ـ بعد صلاة الجمعة, تعطي صورة طائفية مذهبية موحدة الشكل والهدف, بعيدة نوعا ما عن المطالب الحقيقية السياسية والاجتماعية والحقوقية التي يجب أن تشمل جميع مواطني البلد الواحد من جميع المعتقدات والمذاهب, وحتى الذين لا معتقد طائفي لهم, أو العلمانيين.
هذه الصالات الشعبية التي من شروطها الأساسية أن يؤمن الهدوء والطمأنينة فيها من ينظمون الاجتماعات فيها, بمساعدة رجال الأمن العادي, أي لا حاجة لمخابرات أو استخبارات فيها.. لأننا في حـالـة طمأنيننة ديمقراطية طبيعية.. وعادة تجري بحضور عنصر أو إثنين من رجال الإطفائية فقط.. للحالات الإسعافية الضرورية لا غير.
************


بالطبع بعد هذه المقدمة الاقتراحية, سوف تردني الميلات والمخابرات(يعني التليفونات وليس هؤلاء) من بعض أصدقائي. منهم المستفسر ومنهم الغاضب قائلين : أين أنت؟؟؟... بدأت ترى نفسك في بلاد أفلاطون الخيالية المشتهاة والغير معقولة في بلدنا. إذ أن اجتماع شخصين أو ثلاثة يحتاج لأذن أمني مسبق. حتى الأعراس العائلية يحضرها عنصر أمني. لا لتأمين أمن الحضور. إنما ليسمع القيل والقال أو أي حديث مشبوه.. وكل حديث في بلدي, حتى عن غلاء سعر البطاطا والبندورة والخيار البلدي مـشـبـوه!!!...
معهم الحق كل الحق, أصدقائي ومن يعترضون... وأنا معي الحق. ويحق لي أن أحلم وأحكي وأكتب عن أحلامي وغير أحلامي, وما يحيط بي من واقع وما أرى.. وأنا أيضا يحق لي أن أكون شــاهـد عــيــإن. مثل من يتصلون بتلفونات الثريا الباهظة الثمن للجزيرة والعربية وFrance 24 والـ B B C وجميع وسائل الإعلام التي تهتم اليوم ـ يا للعجب ـ بأمور بلدي الذي نام من خمسين سنة وأكثر.. واستيقظ اليوم ـ فجأة ـ في الجوامع والشوارع والقرى..وأنا أيضا أريد أن أكون شاهد عيان, لأحكي ماذا يجري خارج المتاريس والدم وصراخات الله أكبر والتوابيت والنعوش. ماذا يجري في العالم المتحضر. وكيف يعيش بقية البشر, بلا صراخ الله أكبر والتوابيت والنعوش. كيف يلتقون ويجتمعون و يعيشون في صالات واحدة مع بعضهم البعض.. من أفكار عقائدية ومذهبية مختلفة. كل يعرض أفكاره أو يسمعنا موسيقاه أو أشعاره أو يعرض علينا مجموعة انتقاداته للسلطة أو ذلك الحزب.. يمكنك حتى انتقاد جميع الأفكار والمذاهب بكل تهذيب وحكمة.. أو عن ذلك الدين أو ذاك..انتقادات سياسية أو اجتماعية مختلفة..أو عن حجاب المرأة وقيمتها ومشاركتها بتطوير المجتمع.. دائما بكل تهذيب ولا صراخ. الكل يستمع للآخر.. ومن يرغب الرد والانتقاد, يرد وينتقد.. لقاء الفكر مع الفكر.. والنقد الحر مع النقد الحر.. دون تـابـو ولكن دون شتيمة أو بذاءة أو كراهية حاقدة ظاهرة أو مخبوءة.
***********

اليوم كان يوم جمعة حماة الديار في ســوريـا.. وكم أتمنى لو يكتمل بيت الشعر الأول من النشيد الوطني السوري الذي يقول :
حماة الديار.. عليكم سلام.. أبت أن تـذل النفوس الكرام...
هل نستطيع ـ يوما ـ أن نجتمع في صالات عامة, في المدن السورية المختلفة, بأحزاب متعددة مختلفة, بمعتقدات مختلفة, بمذاهب مختلفة, وأن ننشد معا بصوت واحد النشيد الوطني السوري.. بقوة .. وحريات مضمونة...
أن يحمي الجيش شعبه.. وأن يستطيع الشعب أن يلتف بأمان حول جيشه.. أمنية.. أمنيات.. حلم.. أحـلام!!!...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز احمد بسمار
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 5 / 27 - 18:08 )
تحيه
أوجدنا صالات للحب.....قلنا
نحن الأفضل قالوا
قلنا...كيف
اوجنا صالات للحرب
قالوا
قلنا..في هذاحيف
احسب قالوا
حرب=ح+ر+ب
حب=ح+ب
قلنا
ما أجتمع اثنين الا وكان........بينهما


2 - العزيز احمد بسمار
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 5 / 27 - 18:10 )
لم يظهر سطر يقول
وضعنا بين حروف الحب حرفاً من حروف الرب
قلنا ما أجتمع اثنين الا وكان.....بينهما
المعذره


3 - رد للسيد عبد الرضا حمد جاسم
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 5 / 27 - 18:24 )
لا تعتذر يا صديقي. فكل فشة خلق ـ اليوم ـ مقبولة. بشرط أن يلتقي الرأي بالرأي الآخر.. أو حتى الرأي الثالث والرابع.. وغيرهم. المهم أن يهدأ الغضب وتصمت البنادق.. وتلتقي الآراء الصالحة الشريفة.. على مبادئ صالحة شريفة...
ومن جديد.. يعيش.. يعيش فولتير...
ولك كل مودتي وصداقتي.. وأطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة.


4 - الملاعب أفضل
علي السوري ( 2011 / 5 / 27 - 21:58 )
لماذا لم تقترح أن يقوم النظام السوري بافراغ الملاعب من المعتقلين، حتى تتحقق فكرتك الافلاطونية؟ الملاعب أكبر من الصالات، كما أن الجمهور هنا هم من مختلف الأعمار.. أي ليسوا جميعا من عمر يسمح لهم بالذهاب للجوامع التي تتحسس أنت منها. أما فكرة الحوار مع النظام، التي تصر أنت عليها مؤكدا بذلك شرعيته بعدما قتل من قتل وجزر من اعتقل أو جرح، فانها فكرة غير بطالة.. ولكن بشرط أن تذهب انت لوحدك الى طاولة الحوار.. وأعتقد ان النظام ليس عنده للحوار سوى طاولة المشرحة
مع التحية


5 - تعليق
سيمون خوري ( 2011 / 5 / 28 - 03:39 )
أخي أحمد المحترم تحية لك شئ جميل أن يحلم الإنسان بمساحة أكبر من الحرية وافكارك هذه تعبر عن مدى حرصك على وطنك . وهذا شئ جيد . لكن النظام العائلي لن يسمح لك بتطبيق هذا الحلم ، فهو أنهي حلم ربيع دمشق ذات يوم وزج بالحالمين في السجن فهل له أن يسمح بإقامة هكذا صالات حضارية والتي هي من ملامح الديمقراطية ...نتمنى ، لكنها حلم ليلة صيف. مع التقدير لك


6 - رد على تعليق
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 5 / 28 - 07:32 )
رد للسيدين علي السوري و سيمون خوري
أنا لم أقترح منذ بدأت الكتابة عن الانتفاضة السورية من شهرين حتى اليوم أية مصالحة استسلامية مع السلطة.. كل ما اقترحه وبتواضع كامل تقربا من الحريات العامة وتوسيعها...
وخاصة أنني بحالة امتعاض كامل من الحلول الدموية والعشائرية والطائفية والدينية والمخابراتية.. والحرب الأهلية. بالإضافة لرفضي الكامل الراديكالي لأي تدخل أجنبي.
وكما قالت السيدة الرائعة لمى محمد : هل نهرب من ديكتاتورية عسكرية (وأنا أضيف عائلية وراثية).. حتى نقع في ديكتاتورية العمائم..
ومنه اقتراحي الصالات الشعبية والمدنية..بدلا من الجوامع التي لا أتحسس منها.. ولكنها محصورة لاستقبال فئة محدودة خاصة فقط من مجموع المواطنين. مع تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة

اخر الافلام

.. متداول.. أجزاء من الرصيف الأميركي العائم تصل شاطئا في تل أبي


.. قطاع الطاقة الأوكراني.. هدف بديل تسعى روسيا لتكثيف استهدافه




.. أجزاء من الرصيف الأمريكي الذي نُصب قبالة غزة تظهر على شاطئ ت


.. حاملة طائرات أمريكية تصل إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في تدري




.. طلاب فرنسيون يحتجون من أجل غزة بمتحف اللوفر في فرنسا