الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر طفل معاق(2)

ريم ابو الفضل

2011 / 5 / 27
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة


يومٌ كسالفه وتاليه....ظنى هكذا

صحوت متأخرا حيث أن العرض اليومى الذى كنت أصحو مبكرا من أجله لم أعد أراه..بعد فصلا عصيبا من الأحداث... وكما هائلا من الأوراق... وإعلان حالة طوارىء عجيبة

صار البيت بأكمله يصحو متأخرا على غير عادته باستثناء والدى..

توقفت أمى عن إيقاظ إخوتى كل صباح مهرولة بين هذه وذاك..

يستقيظ إخوتى ليشاهدوا التلفاز..فيديرون المؤشر على قنواتٍ يفضلونها، وتخليت أنا عن قناتى التى تآلفت معها...وعن حريتى التى نَعِمت بها

يرتدون أحذية رياضية جميلة ..ويخرجون ..

بينما لا أملك إلا حذاءً ضخماً.. له أعمدة .. قاتم اللون ...قبيح الشكل

لا تتذكر أمى أن تدير لى القناة من خلال جهاز التحكم الذى تسلمته من إخوتى
وكأنه جهاز حربىّ

فلمَ أشاهد مالا رغبة لى فيه؟؟؟ حتى وإن خرج من لهم رغبة فيه!!!

فأُحملق فى سقف الحجرة ...هذا أفضل من تلك القناة السخيفة...

تدخل أمى وأنا ما زلت مسجلا اعتراضى ..محملقاً فى سقف الحجرة..لتدير القناة فإذا بها...
تمصمص شفتيها فى حسرة وتغلق التلفاز ...
(حقاً.. بتُ أخشى عليهما من سوء استخدامها لهما وكثرة ذلك)

يا آلهى........
أما يفهموا هؤلاء البشر؟؟؟!!!!!

على المائدة المستديرة المنعقدة كل شهر حيث يلتف ابى وامى وإخوتى..

ربما.....

يتخصص لى بعضا من الأوراق المالية ..فقد أكثروا من ترديد اسمى

وأدركت ذلك بعد يومين..

حين أتت إلينا آنسة ..باسمة الوجه.. طيبة القلب ..

تتحدث معى ...تصحبنى خارج غرفتى ..

تنثر أمامى أوراقا.. مثل إخوتى..فأشعر بالزهو

تُرينى صورا كثيرة ..أُشاهد بعضها فى التلفاز، والبعض فى منزلى، ولا أعرف الأخرى..

كم سعدت بها ..وباهتمامها بى

تصفق لى أحياناً.. وتهدينى بعض الحلوى أحياناً أخرى
فأسعى جاهداً لنيل المزيد من تشجيعها و......حلواها

اتفقنا سوياً على مسميات كثيرة للأشياء...

سَعِدَ بى والدىّ حين أشرت يوما على قناتى المفضلة طالبا إياها..

أصبحت أصحو وأنا أنتظر يوما جديدا ليس كسابقيه...حافلا بالصور واللعب و.....الحلوى
فاستقبله بابتسامة حاملا بين طيات نفسى إصرارا لمعرفة المزيد..

شهور مرت علىّ لا أدرى ما عددها بالضبط..

وعاد إخوتى يستيقظون مبكرا مرة أخرى ..ويتأنقون فى حللهم ويخرجون

انتظرت معلمتى...تأخرت كثيراً

لعلها تأتى غداً.. أو.. بعد غد...

لكنها لم تأت أبدا......
.

أدركت بعد حين سبب عدم قدومها حين التفت أسرتى حول مائدتهم اللعينة..مُقسمين أوراقهم المالية بين تلك وذاك ..


ولم يذكروا هذا--- (أنا)..


فقد اقتصرت ميزانيتهم عليهم فقط ..متعللين بعدم جدوى قدوم معلمتى لى حيث أننى لم أتعلم بعد....


!!!

تباً لهم.........


يذهب إخوتى أعواما وأعواما إلى معلميهم ولم يتعلموا بعد!!!


فكيف لى أنا بفائدة وجدوى بعد شهور؟؟؟


سجلت اعتراضى فى.. صرخاتى.. وبكائى.. وتعنتى


وأنا على يقين من أنهم لن يفهمونى..


كرهت قناتى ..وتناسيت ما تعلمته..

عدت أحملق فى سقف حجرتى.. ذى اللون الأبيض..

ولكن...


الأشد بياضا منه...


هى...



عقولهم...


قال صاحبى: نراك تشكو جروحاً ***** أين لحن الرضا رخيما جميلا؟



قلت: أنا راضٍ بكل ما كتب الله ***** ومزج إليه حمداً جزيلا



أنا راضٍ بكل صنفٍ من الناس ***** لئيما ألفيته أو نبيلا



لست أخشى من اللئيم أذاه ***** لا ولن أسأل النبيل فتيلا


فسح الله فى فؤادى فلا ***** أرضى من الحب والودادِ بديلا




(الأبيات للشاعر محمد مصطفى حمام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار