الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استقلال الأردن ... والفرحة المنقوصة

خالد عياصرة

2011 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


لا ننكر أن عيد استقلال الأردن يمثل علامة فارقة في العمل الوطني الحق،هذا العمل قام على اكف رجال الرعيل الأول، الذي قدم نفسه رخيصة في سبيل استعادة الأردن لحريته يد المحتل،الذي تحقق عام 1946. كما استقل الطيون والشيح والميرمية والسرو ولزاب والزيتون والتين والزعتر. تذوقنا طعم الحرية ونكهتها، ولن نتخلى عن هذا التذوق، وتلك النكهة أرضاء لأي كان.

لكن، في هذا العام الأمر اختلف حيث جرد الاستقلال من معانية السامية التي أكدها قادته ،كثر الفساد، وكثر بيع أصول الدول ومقدراتها ومواردها، وهرب الحرامية إلى الخارج، وزع البلد بين ابن فلان وابن علان، تم تهميش الشعب، الذي بت مصابا بشي من عدم الاكتراث، والذي أضحى يشكل بركانا مضغوطا أوشك على الانفجار.

ننظر اليوم، ونحن في خضم احتفالات المملكة بعيد الاستقلال، نحاول جاهدين ربط الماضي بالحاضر، للوصول إلى مشارف المستقبل، لكنا نكبوا ونسقط على وجه الحقيقة المرة، التي تجردت من خوفها وقالت: نعم حققنا الاستقلال ماضيا، لكننا لم نسطع صونه حاضرا، وهذا سيقود إلى احتلاله مستقبلا على يد أعداء الداخل والخارج.

ثمة نوعيات سلطوية متسلطة، عملت على سرقة هذه الفرحة، وأفرغتها من محتواها، من خلال استنزافه، والسيطرة عليه واحتلاله.

طبعاً هذا كان ومازال لحساب عوائل لا تمت للأردن بصلة من الوطنية الحق. الأمر الذي جعل الشعب أبو الاستقلال يصاب بالجنون، هذا الجنون أخذه حد الخوف الأكيد على الوطن المجيد.

هل قلنا خوف، نعم خوف، خوف على الأردن، من دبابات الاستعمار الجديد، القادمة على شكل شركات أسست مسموعيتها على سلب الأوطان وحياتها .

نعم الاستقلال كان عنوانا لنا في الماضي، نتوق أن يظل في الحاضر، ليصل بنا إلى المستقبل، على اعتبار أن الأردن أهم من شركات قطاع الطرق، كما أن الأردن أهم من علي بابا ومعاونيه الحرامية.
الأردن اليوم محتل مستعمر مع اختلاف بسيط جدا وتبديل جديد خرج الجندي المستعمر وجئ بالمستثمر ذهبت الجيوش وجاءت الشركات.

من الضرورة بمكان عدم اعتبار الاحتلال احتلالا أجنبيا، بل قد يكون محليا، يسير وفق برامجه منهجية من مرسله من الخارج.

لذا تسأل النفس، كيف اجمع الخيوط اليوم لجعلها تشد من أزر بعضها البعض؟ خصوصا وان بلدي بات فعليا محتلا على يد المستعمرين الجدد، وهو بأمس الحاجة إلى التحرير.

كيف لنا أن نحتفل بعيد الاستقلال، وأرضنا محتله من قبل الحرامية، والفاسدين، ومدعي الوطنية. كيف لنا استعادة كامل أرضنا، وكامل حقوقنا مسلوبة، حتى يكون احتفالنا بعيد الاستقلال كاملا غير منقوص. خصوصا وأننا اعتبرنا الاستقلال ومنذ نعومة أعمارنا حدثاً مقدساً، نقف في حضرته خاشعين .

لقد بات من الواجب بمكان، العمل على استعادة أرضنا وحريتنا وشركاتنا ومؤسساتنا، وسجن الحرامية واستعادة أموالنا المنهوبة ومواردنا التي تم توزيع دماءها على القبائل.

نعم نريد استعادة أراضي دولة العقبة المحتلة،والديسى المستعمرة،والعبدلي البرجوازية، نريد استعادة شرياني الذي تم التدليل عليه على طريق المطار،واستعادة أشجاري في دبين وبرقش،نريد استعادة الماء والكهرباء والفوسفات والبوتاس والاتصالات.

الأردن كامل يستحيل أن يبقى مقسما لحساب الحرامية !!
..................................
ثمة أغنية أردنية تقول : لا بوكل ولا بشرب بس بطلع بعيوني، بلل يا عيني بلل.
هذه الأغنية، تنطبق علينا اليوم، حيث أننا نتقن دور " التطلع بأعيننا، دون أن نتحرك ساكنا، نصرة لأرضنا المحتلة، في الأردن المستقل .
الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا المحرر ورحمة من الله وبركه .
خالد عياصرة.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله