الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطوفُ حولكِ ، مثلما تطوفُ ريشة حول عاصفة ..

عبد العظيم فنجان

2011 / 5 / 27
الادب والفن


أطوفُ حولكِ ، مثلما تطوفُ ريشة حول عاصفة ..

" على قلق كأن الريح تحتي .. "

المتنبي

................................................................
كنتُ صغيرا على الحب ، وكنتِ أكبر.
كنتِ الأكبر من ساحة الميدان ، والأكثر إشراقا من الكتب .
كنتِ المتفوّقة على الحب ، والغريبة عن الوقت .

غريبة كنتِ كفراشة في حقل ألغام .
غريبة كيأس يبعثُ على التفاؤل .
وأليفة كنتِ ،
كفجر يرشُّ نوافذه على زجاج الصباح .

وجميلة كنتِ .

جميلة ، كامرأة تتقدم جمالها .
جميلة ، كغرفة تطلق العنان لحرية جدرانها .
جميلة ، كقطرة يغوص من أجلها الماء ، ليعرف أين وقع قلبه .

وصرتُ أجملَ مني ، حتى أني لم أعرفني ، عندما أحببتكِ .
عندما أحببتكِ صرتُ حنانا عاليا ، كبرج .
عندما أحببتكِ دخلتُ مغارة نفسي ، وشاهدتُ الجوهرَ
لكنني لم أحتمل أن أكون نبيا ، فسكرتُ بجمالكِ .

لم أعرف أن مَن يسكرُ بجمالكِ يحملُ على ظهره العالم .

لم أخبر أحدا ،
لكنهم عرفوا عندما خلعتُ عن كتفيَّ الملاكين ،
وطفتُ حولكِ .

طفتُ حولكِ ،
كما تطوف ريشة ٌ حول عاصفة ، حتى كبرتُ وطوقتني الرغبة.
طوّقتني الرعشة ، وعمّني فجرٌها ، فانفجرتُ كشعاع ، وفضتُ كدخان .
كبرتُ كدخان ، فطرتُ كفراشة في حقل ألغام .

صرتُ شجاعا ، كقلب ينتقي طعنته .
صرتُ أخترق كلّ اطلاقة ،
لأنكِ تدفقتِ كالشرارة ، فأشعلتِ النار في قش القبيلة .
وضعتِ جسدكِ في الروح .
وكسوتِ روحكِ بالجسد .
أعلنتِ أنكِ امرأة ، وأنكِ أكثر ، فأنتِ امرأة
ولم يؤمن بكِ أحدُ ، فقتلوكِ وما قتلوكِ ، فقد شُبـّه لهم ، لكنهم تركوني أطوفُ حول غيابكِ .

تركوني أذهبُ إلى الذهب ، وأحرسُ لمعانكِ .

ما قتلوكِ ، فقد قتلوا الفكرة ، لأنني واصلتُ الطواف ، حتى دخلتُ الفكرة وانفجرتُ وفجّرتها ، فعدتِ الأكبر من الحب ومن القتل .
صرتِ الشِعر .
صرتِ الصعاليك والحانات ،
صرتِ معصية تُرتكبُ من أجل الطهر ، ولتندلع من أفكارها شرارة النبؤة .

صرتِ الفكرة َ التي تقتلُ الفكرة ،
ثم تتجاوز نفسها إلى فكرة اخرى ، حتى وصلتِ إلى تلك اللحظة التي يتآخى فيها اليأس مع التفاؤل ، وينتهي الزمن ، فعدتِ امرأة ، أترنحُ سكرانا من فرط جمالها .

وها هوذا السكرُ
آه ،
السكرُُ العاصفُ يفتح أمامي طرقا لم تُخلق ، فأمشيها معكِ .
أمشي وأنت إلى جانبي ، لكنني أراك في الأمام .
أصيح : توقفي ،
فتصيحين : أنا خلفكِ .

هوذا سًكرُ جمالكِ ،
آه ..
السكرُ العاصف يغمرُ دجلة ،
فيرتلُ آية جسدكِ كلما خطرتْ في خيالي سمكة .

السكرُ ،
سكري العاصف ،
يأخذني إلى كتبِ سرقناها معا ،
ثم
سرقتكِ منها .

اشاهدني كثيرا معكِ .
نصعدُ زورقا ورقيا ، ثم نغرقُ ، فتنقذنا قبلة .

أصعدُ معكِ سلالم مخيلتي ،
وهناك تبتكرين مخيلة اخرى ، لأنكِ الأكبر من الحب ، والأكثر من الخيال :

أنتِ الجميلة ، كامرأة تتقدم جمالها .
أنتِ الجميلة ، كغرفة تطلق العنان لحرية جدرانها .
أنتِ الجميلة ، كقطرة يغوص من أجلها الماء ، ليعرف أين وقع قلبه .
وأنا السُكرُ العاصف ، سُكري ، يقودُ خطواتي ، دائما ، إلى حيث كنتِ تنتظرين : ادخنُ سجائري عند أقدام تمثال المتنبي ، فيخرجُ الدخان من منخريه ، ومن جيوبه تطيرُ أحلام ، قصائد ، وفراشات كنا قد حلمنا أن نكتبها ، فينكشط الطلاء ، وينكشف الهيكل العظمي لعالمنا الهش ، فأغني :" على قلق كأن الريح تحتي .. " إذ سرعان ما ستأتي القبيلة ، ثانية ، لتأخذكِ إلى المسلخ ، فيما يواصلُ السُكر العاصف لعبته معي : يجرفني بأمواجه العاتية إلى ساحة الميدان ، أو يجرجرني من ياقتي إلى مصطبة على الشاطيء ، حيث لا يزال الشيطان جالسا عليها ، بانتظار أن تكوني ثالثتنا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_