الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة قرب محاكمة الدكتاتور المهزوم : -الانفال- شاهد اثبات على جرائم النظام المقبور

يوسف ابو الفوز

2004 / 11 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مثل باقي القوميات الاخرى، التي تقطن العراق، عانت القومية الكردية، الكثير من التعسف والقهر والحرمان من حقوقهم، والتهجير والابادة الجماعية، وذلك في ظل حكومة حزب البعث العراقي ، التي وثبت الى السلطة في 17 تموز 1968، بانقلاب عسكري بتدبير من دوائر خارجية، وبزت كل العهود السابقة في محاولتها لصهر القومية الكردية وإبادتها. قاوم الشعب الكردي وبإباء وبطولة كل الأعمال العسكرية العدوانية التي قامت بها الحكومات الشوفينية، وذلك في الأعوام 1961، 1963، 1964، 1970، وعانت منطقة كردستان من سياسة التبعيث القسرية، وسياسة الصهر القومي التي اتبعتها حكومة الحزب العفلقي ووصلت ذروتها في شن الحملات العسكرية ضد سكان القرى المسالمين خاصة بعد تنامي المقاومة المسلحة للشعب الكردي وتشكيل فصائل الأنصار (البيشمه ركه) من مختلف القوى السياسية العراقية الوطنية المعارضة لسياسات النظام الديكتاتوري . زاد النظام الديكتاتوري المقبور من بشاعة وهمجية التعامل مع السكان الاكراد العزل باستخدام اسلحة الدمار الشامل، وذلك مع تنامي همجية ووحشية النظام وقادته المجرمين. فبعد ثمان سنوات من الحرب الدامية التي زج بها نظام المجرم، صدام حسين الديكتاتوري شعبنا مع الجارة ايران، وبعد اكثر من مليون قتيل، وخسائر لا تقل عن 400 مليار دولار حسب اغلب الاحصاءات العالمية، وما ان سكتت اصوات المدافع عنها، وبمباركة من العديد الانظمة العربية والقوى السياسية التي كانت ترى في رأس النظام بطلها القومي، وبعد اعلان ايران في 8 آب 1988 موافقتها رسميا على قرار مجلس الامن الدولي رقم 589 وحددت يوم 20 آب 1988 موعدا لوقف اطلاق النار، حتى وجدها المهيب المزيف صدام حسين وزمرته الديكتاتورية فرصة سانحة ليوسع نطاق حربه الداخلية والتي لم تتوقف يوما، بل كان يحجبها ضجيج الحرب مع ايران، لينفذ انتقامه الاخير كما يظن من"... مثيري القلاقل والشغب ولتصفية الحساب النهائي مع المخربين” - كما تردد بيانات إعلامه -، “مثيري الشغب" الذين اقضوا مضجعه بنشاطاتهم الانصارية السياسية والعسكرية. في 16/3/1988، هاجم الطيران الحربي للنظام الديكتاتوري المدينة الصغيرة، مدينة حلبجة، الوادعة، الجميلة، مستخدما الغازات السامة ومادة السيانيد، مما سبب وفاة اكثر من خمسة آلاف مواطن، واصابة وجرح آلافا آخرين من الاطفال والشيوخ والنساء وهرب بقية سكان المدينة. وجه النظام المقبور المزيد من قطاعاته العسكرية الى منطقة كردستان لان وحداته العسكرية والامنية العاملة هناك، وخصوصا في مناطق السليمانية واربيل، واجهت مقاومة أنصارية وشعبية ضارية للحملات العسكرية المتعاقبة في سياق تصعيد الحرب الشوفينية ضد الشعب الكردي، والتي كانت قد بدأت بشكل محموم وواسع مع بدء عام 1987 في اسلوب ديماغوجي يعكس طبيعة النظام، اعطت الحكومة الفاشية لهذه الحملات العسكري اسم (الانفال)، وهو اسم ديني ورد في القرآن الكريم، وكان المسلمون الاوائل قد استخدموه في تسمية حروبهم مع اعداء الاسلام. في 28 آب 1988، وبعد استعدادات مكثفة، وفي تصعيد جديد لانفاله، وحملات الإبادة، السيئة الصيت، بدأت قوات مكونة من عشرات الالوف من قوات الافواج الخفيفة من المرتزقة (الجحوش)، وثلاثة فيالق عسكرية من الجيش العراقي مدججة بمختلف انواع الاسلحة الحديثة وفي مقدمتها الاسلحة الكيمياوية، بدأت عملياتها العسكرية الواسعة، واجتاحت كل القرى التابعة لاقضية زاخو والعمادية (محافظة دهوك) والشيخان وعقرة (محافظة الموصل) ومناطق واسعة من محافظتي السليمانية واربيل. دمرت حملات الابادة الشوفينية كل مظاهر الحياة بنسفها واحراقها للقرى والبساتين والينابيع وباستخدام البشع للاسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا. وخلال اسابيع حصد الديكتاتور صدام "نصرا" باهرا في حربه ضد الشيوخ والاطفال والنساء العزل، حيث دمر اكثر من أربعة آلاف قرية ومدينة، واجبر غالبية سكانها على السكن في معسكرات جماعية، وكان هناك الآلاف من القتلى الجرحى والاسرى، ووسط همجية ووحشية النظام الفاشي لم يجد اكثر من مئة ألف مواطن، ومن اجل الحفاظ على حياتهم سوى الاضطرار الى ترك قراهم وممتلكاتهم، واللجوء الى تركيا وايران. استمرت حملة الابادة اسابيع عديدة، شهد فيها الشعب الكردي مأساة مروعة تضاف الى سجل "بطولات" الجنرال المزيف، في حربه الشوفينية لابادة الشعب الكردي ولتصفية الحساب مع قوات الانصار الباسلة، التي وفي ظل عدم توازن القوى، انسحبت مضطرة الى مواقع خلفية، بعد ان خاضت فصائل منها معارك بطولية عديدة غير متكافئة. استمرت حملات الانفال اسابيع ثقيلة شهد فيها كل مواطن كردي مأساته الخاصة ومأساة شعبه، في صور واحداث تبدو قريبة الى اجواء الاساطير وخرافات ما قبل التاريخ فيما لو جمعت كلها وقدمت للرأي العام. في حملات الانفال الاجرامية ضاع مصير 182 ألف مواطن كردي، من اطفال ونساء وشيوخ، يدخل في قوامهم عوائل بأكملها، ابادهم النظام ودفنوا في مقابر جماعية عديدة، في مناطق متفرقة، وظل النظام المقبور ولفترة طويلة ينكر مصيرهم، وامام تزايد نشاط منظمات حقوق الانسان وقوى المعارضة العراقية والطلب بالكشف عن مصير ضحايا حملات الانفال، قال المجرم (علي كيمياوي) مستهزئا بانهم كانوا فقط مائة ألف!. وها هم ابناء الشعب العراقي، وهم يكتشفون المقابر الجماعية، للعراقيين من عرب وأكراد وغيرهم، والتي صارت تمتد على طول جغرافية العراق، يكتشفون من ضمنها مقابرا لضحايا هذه الحملة الاجرامية، لتكون شاهد اثبات حين يواجه المجرمين وأذنابهم ومرتزقتهم، حكم العدالة امام المحاكم المختصة التي ستشكلها الحكومة الوطنية في عراق ديمقراطي، إذ لا يمكن ترك هذه الجرائم تمر دون ان ينال مرتكبيها الجزاء العادل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا اعترف عمار لريم بحبه لها ????


.. مصر: طبيبات يكسرن تابو العلاج الجنسي! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. كندا: حرائق تحت الثلج! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مارين لوبان: بإمكاننا الفوز بهذه الانتخابات وإخراج فرنسا من




.. أكثر من 3 تريليونات دولار.. لماذا هذه الاستثمارات الضخمة في