الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليُحاكَم بشّار!

السموأل راجي

2011 / 5 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بعد مشاهد مُقزّزة نتجاوزها مُرغمين غصبًا دُون رِضانا مُدجّجين بسلاح الثّورة ضدّ نتائج القهر الإقتصاديّ اللّيبراليّ والقمع السّياسي للجُرذ المدعوم من مافيات أوروبا وواشنطن وكلبة حراستها،بعد تتالي مقابر تخرج منها آثار الهُولوكوست الحقيقيّ ،وليس الموهوم، الجاري في درعا عروس جنوب سُوريا،بعد أفواج الشّهداء وتضخّم قوافل المُعتقلين والمُختطفين على يد الشبّيحة وقُوّات ماهر ومُشتقّاته،بعد مجازر تعوّدنا عليها مُنذ هيمنة الإيديولوجيا اللّيبراليّة جديدها وقديمها على الأرض وإندلاع شرارة مُقاومة الطّغيان المُنخرط في دوّامتها،لن نستطيع نسيان مشهد حمزة الخطيب.
طفل فات العاشرة بثلاثٍ،مُخرّبٌ جسده بالرّصاص،يحمل دلالات مُفاحشة جنسيّة،مقبوض عليه في إطار المُؤامرة المزعومة للجُرذ وكلابه،إنتهاكات وصلت حدّ القرف من المشاهد نفسها،كانت الذّراعين والصّدر مملوءة رصاصًا لتفجع البشريّة برُؤى تُحيل لمشهد أكثر شراسة من محمّد الدُرّة قتيل كلاب حراسة عصابات الولايات المافيوزيّة الأمريكيّة زعيمة الإيديولوجيا اللّيبراليّة في عالم لم يعُد يحتمل إلاّ عدالةً تُقوّض النّهب ومُقوّماته،لقد تحوّل عرش دمشق لكُرسيٍّ يختصّ به مُحترفي القتل بصكٍّ على بياض أمضاه بهيم البيت الأبيض وتتداوله أيادي إتّحاد مافيات أوروبا،في مشهدٍ يُدمي القلب عنوانه أشلاء مُلقاة كجرائم المارينز في الفياتنام وفيالق الموت الفرنسيّة في الجزائر خرج لنا جُثمان حمزة الخطيب وقد سبقته مقابر الموت المخفيّة التي إختطّتها عساكر لها من الجُبن ما يمنع قياداتها من توجيهها لجُولان ترتع فيه القذارة الإحتلاليّة في صفاقةٍ ما بعدها صفاقة،حالة تطرّف مضيّة تقفز على مفهوم السّاديّة تحتلّ مساحة الأبصار تجعل من البهامة والحيوانيّة الدّفاع عن بشّار أو نظامه أو عن إيديولوجيّته في اللّيبراليّة الإقتصاديّة التي جعلت من بلدٍ قبل شعبه بمخطّط لعين للتّوريث باركته عواصم اللّيبراليّة في يوليو/تمّوزٍ أسود ذات سنة 2000 ينتفض من جور التّجويع مُطالبةً بالخُبز والحُريّة وفي هُتافاته تتعالى الكرامة الوطنيّة ويضرط الجُرذ بشّار فتُخوِّن زبانيته الجماهير التي تُنادي بفلسطين من النّهر للبحر وترتمي في أحضان الكفاح وتدفع تكاليف إستضافة عراقيّين هجّرهم المارينز بطُرقه المُلتوية وفلسطينيّين شُرّدُوا بمباركة مُجرمي لندن آنذاك.

حمزة الخطيب لم يتجاوز 13 سنة،قُطع عُضوه التّناسليّ، خرج من قريته الجيزة مع آخرين لفك الحصار عن أهل درعا ، تم اعتقاله عند حاجز للجيش قرب مساكن صيدا.يُقتاد لأقبية المُخابرات على يد الشبّيح الموجودين لتعزيز القُوّات الخاصّة،وتُرتكب الفضاعات،يُوقّع أهله على تعهّد بعدم السّماح له بالمشاركة في أيّ مُظاهرة ويتلقّون بقايا الإبن،لا أتخيّل أنّ حمزة كان في تنظيم سرّي ولا حامل أحزمة ناسفة ولا يُخابر أجهزة إستخباريّة كما يفعل رامي مخلوف في منحه ضمانة أمنيّة لكلاب الحراسة،ولا أعتقد أنّ الشّهيد حمزة الخطيب الطّفل كان يقود كتيبةً للموت ولا فيلقًا للشبّيحة:كان في الشّارع!
أكثر من ألف شهيد قامُوا بجرّ سوريا إلى مُربّع اللاّعودة في مسار إسقاط النّظام وفي دروبه المُطالبة بمُحاكمة بشّار الجُرذ؛لم يعُد من المقبول سماع أكاذيب المُتابعة القلقة أو التّنديد من مُؤدلجي الليبراليّة بغبائهم الذين إن أصدروا مواقف فهو لتبرئة ذواتهم أمام رأي عامٍّ وطنيٍّ ودوليٍّ ملّ وجودهم،وبموازاتهم أعداد مُختفين قسْرًا يُشاهدهم أرباب مافيات الثّمانية العظام من نهبهم،وشُعُوب لا تزال تعيش ثوراتها تكنس بقايا ما كرّسته عُروش الغصب من سياسات اللّيبراليّة تُساند درعا طليعة التّغيير الدّيمُقراطيّ وعُمُوم جماهير سُوريا البطلة وجُثّة حمزة الخطيب تضع نقاط تساؤل يعجز الخُبراء عن حلّ معانيها إلاّ بمُحاكمة الجُرذ ومن سانده يومًا ما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة