الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتغير والثابت في خطاب الرئيس باراك اوباما

عدنان الاسمر

2011 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية




انتظر المهتمون بفارغ الصبر خطاب الرئيس باراك اوباما يوم الخميس 19/5 وجلسوا أمام شاشات التلفاز بصمت وبهدوء وبعيون مفتوحة لاكتشاف الجديد في الخطاب إلا إن ما تفضل به الرئيس لم يحمل جديدا ملحوظا وكأنه تكرار لمواقف الإدارة الأمريكية السابقة فيمكن اعتبار الخطاب ( فزدق فاضي ) وبما أن الخطاب صادر عن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وفي زمن ثورات الشعوب العربية وربط الخطاب بما تبعة من احدث وخاصة استماع الرئيس بكل أدب وتهذيب لمحاضرة نتنياهو ووصفة لخلافاته مع المذكور بأنها خلافات " لغوية وشكلية إلا أنها بين أصدقاء " وخطاب نتنياهو يوم الثلاثاء أمام الكونغرس الذي حظي بالتصفيق 26 مرة وقرارات قمة مجموعة الثمانية في باريس يوم الجمعة 27/ 5تدفعنا بعيدا لمحاولة التعرف على المتغير والثابت في سياسة الإدارة الأمريكية وهي:-
• إن استهداف الخطاب لشعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعكس ضعف مركز الولايات المتحدة في العلاقات الدولية وانخفاض مستوى الهيمنة وتفرد القطب الواحد وهروبا من التطرق للازمة المالية العالمية وتداعياتها المستقبلية القادمة لا محالة وتجنبا لعرض رؤيا أمريكية شاملة حول القضايا الدولية وخاصة العلاقات مع كوريا وروسيا والصين واروبا فحصر الخطاب الى شعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أعفى الرئيس من إعلان موقف الإدارة المستقبلي اتجاه القضايا الدولية المختلفة .
• إعلان الرئيس عن طبيعة العلاقة المستقبلية للإدارة الأمريكية مع الدول العربية وهي مسألة غاية في الخطورة فستقام علاقة مباشرة مع مؤسسات المجتمع المدني مما يكرس السيادة المنقوصة للدول وقد حدد الرئيس مجالات التدخل وهي حقوق الإنسان ، والحقوق الدينية، وحقوق المرأة،وحقوق الأقليات وهذا يعني التوسع في التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وصياغة المجتمعات العربية وفق القيم الأمريكية مما يؤدي إلى العبث بعناصر الهوية الوطنية ومكونات الهوية القومية وتقسيم المجتمعات الوطنية .
• محدودية الدعم المالي للحكومات العربية وخاصة مصر وتونس وتخصيص الدعم لسداد بعض الديون ودعم مشاريع استثمارية وهذا يعني إن الإدارة الأمريكية تسعى من وراء تقديم الدعم المالي لتصدير رأس المال الأمريكي والمؤسسات الدولية وخاصة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والتدخل في الشؤون الداخلية من خلال تحديد مجالات الاستثمار علما أن محدودية الدعم المالي تسقط الأوهام المعلقة على المساعدات الأمريكية المالية يبدو أن الأمريكان لم يعد لديهم ما يقدمونه لأصدقائهم من النخب الحاكمة وان الأسلوب الجديد الهادف لتحويل الديون إلى أصول رأس مالية ثابتة وتحديد مجالات الاستثمار سيعزز التبعية ويكون الأساس لنشوء الليبراليين الجدد ويقوي فرص تحكمهم بمسارات تطور الدولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
• لم يتطرق الرئيس للدول العربية الحليفة لامريكا والتي تقيم على أراضيها القواعد العسكرية البرية والجوية والبحرية وكأن شعوب تلك الدول تعيش في سبات ونبات وفي أحوال ديمقراطية وحريات عامة وتتمتع بكامل حقوق الإنسان على أفضل ما يكون وهذا يعني استمرار الإدارة الأمريكية في إتباع سياسة انتقائية واستمرارها في فرض سياسة الأحلاف في المنطقة العربية والإبقاء على تواجدها العسكري بأشكاله المتعددة بما في ذلك الاحتلال الأمريكي للعراق حيث تتجه الإدارة لتمديد بقاء قواتها العسكرية عاما آخر بذريعة عدم جاهزية القوات العسكرية العراقية وعدم قدرتها في حماية أو الدفاع عن حكومة المنطقة الخضراء .
• ظهر الرئيس بالحامي لثورات الشعوب العربية في تونس ومصر والمدافع عن التغير في المنطقة العربية وهذا احد أشكال الخداع وكأنة يتحدث في هوليوت فثورات الشعبين أسقطت نظامين حلفاء للإدارة الأمريكية وما مارسه حسني مبارك وزين العابدين من فساد واستبداد واستعباد كان برعاية وعلم ودراية الإدارة الأمريكية إلا أن هذا التبني الكاذب يعكس الفلسفة النفعية الأمريكية حيث تحاول الإدارة استيعاب التركيبة السياسية الجديدة واحتواءها أملا في توظيفها لاحقا وفق منظومة المفاهيم الأمريكية الخاصة بالمنطقة العربية.
هذه ثوابت ومتغيرات سياسة الإدارة الأمريكية التي تسعى دوما لفرض هيمنتها على أمتنا واستغلال ثرواتنا ومقدراتنا وهنا يثار سؤالا هاما ومصيريا ما هي ثوابت ومتغيرات قوى المجتمع المدني العربي والقوى السياسية الوطنية والقومية والإسلامية لمواجهة تلك المخاطر والتهديدات التي تستهدف شعوبنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال