الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يقرر الانتخابات...؟

احمد عبد الستار

2004 / 11 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أن السياسة القمعية للنظام البعثي السابق ونهجه في التدمير والأبعاد القسري لكل نخبة أو شخصية سياسية لا تتوافق مع نهجة الأستبدادي في الحكم والتصرف بثروات البلاد ، هذه السياسة التصفوية كانت كفيلة بجعل النخب والجماعات السياسية الاخرى تعاني الموت كلياً ، أو تبتعد خارج الحدود ، أو تحديدها وجعلها بلا تأثير يذكر، لا تستطيع أن تمارس أي لون من ألوان النشاطات السياسية والأقتصادية ، غير مجرد ان تحافظ على نفسها حية .
الوضع الدكتاتوري هذا أورث نقصاً مالياً لدى كل شرائح البرجوازية العراقية المعارضة للنظام الصدامي ، ممـــــــــــــــــا جعلها عاجزة حالياً للنهوض بالمهام الجديدة في الادارة الاقتصادية و ( السياسية ) للعراق المحتل .
الا بالأعتماد على العون الخارجي من قبل التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والشركات العربية والآسيوية المتعاونة معها .
وتستطيع أن تعلن أكثر اقسام البرجوازية العراقية جرأة أعتمادها الصريح على الأمريكان ، وذلك واضحاً من خلال خطاب ( أياد علاوي ) يوم 23/9 في الكونغرس الامريكي ، شاكراً الولايات المتحدة تحريرها العراق ، وطمئنتهم أن تضحياتهم لن تذهب سدى والولايات المتحدة لا تجد شريك أكثر مناسبة لها ، من تيار ( علاوي ) المتنامي والغيور على تضحياتهم ، ومخططاتهم في العراق ومنطقة الشرق الاوسط ، فهذا التيار يفصح عن مزاج أوساط عديدة ، لا تعتمد المواربة في طرح أعتمادها على الاحتلال .
والولايات المتحدة عند سعيها المتشبت لعدم الفشل في تجربة غزوها للعراق ، هذه التجربة رغم مرارتها فيما يطرأ من أعمال مناوئة لوجودها لم تكن بحجم حساباتها المقدرة أولياً ، أو نوعياً ، فأن الفشل – كما يقال – في العراق سيؤدي بالنتيجة الى أفشال مخطط أشمل ، هو ترتيب الشرق الاوسط من وجهة نظر النظام الدولي الجديد الذي تعمل امريكا على أرساء دعائمه حالياً .
يحتم عليها كما فعلت لأنجاح برنامجها في افغانستان منح الصفة الشرعية لحكم حليفها ( حامد قرضاي) ، عن طريق الانتخابات وتهيأت أجواءها ، ستهيأ الفوز بالعراق ، لحليف قد أعدته من البدأ لا ينسى تضحيات أسياده ، ورغم ما تدعي أمريكا بلسان ( بوش ) وكبار مساعديه في البيت الابيض ، بموضوعية الانتخابات ، وعدم التدخل بمسارها ، أو عدم الأعتراض على شكل أي حكومة يختارها الشعب العراقي ، سواء كان أسلامياً أصولياً ، أو غير ذلك ، ورغم المجاملة الواضحة للتيارات الدينية الرجعية لأمريكا في هذا الخطاب ، فأن الحقائق التأريخية لأمريكا تكذب ذلك.
بمجرد ألقاء نظرة بسيطة لعلاقة الولايات المتحدة الامريكية مع البلدان التي استعمرتها بشكل مباشر ، أو غير مباشر ، من تأريخ عقود بروزها كقوة عظمى بعد الحرب العالمية الثانية ، نجد الملامح هي نفسها في أي تجربة تجد، في أقامة نظام موالي حسب الشروط الامريكية في أي لد تهيمن عليه ، وبنفس الاساليب القديمة والمستحدثة وأصعبها أنهاك الشعوب وتجويعها لتقبل مجبرة بعدئذ بأي بديل تجده امامها ، مقترحاً من أمريكا .
كما أن أي ناخب أو أي دعاية انتخابية حتى ولو كانت بالحجم الذي دعا اليه ( السيستاني ) ، بالمشاركة الكثيفة ، ومنح هذه المشاركة صفة الواجب الديني والوطني ، مثل دعوته هذه تفتقر للموضوعية ، فكان عليه العمل والمطالبة من الاساس لجلاء القوات المحتلة عن العراق ، وحماية الانتخابات بقوات محايدة ، فمن غير المعقول أن لا تتدخل أمريكا في الانتخابات ، والبلاد تعيش تحت ظل احتلالها ومن غير المعقول ايضاً ان تسمح امريكا لتكتلات سياسية بالفوز في الانتخابات لم تعمل الحساب لتسديد انفاقها وتقدير تضحياتها .
وحتى لو ظهرت أوساط رجعية اخرى ، من مثل ( جماعة علماء المسلمين ) بمظهر الوطنية ، تدعو لمقاطعة الانتخابات ، وتعتبرها معصية دينية ، كان الأجدر بهم أعتبار أعمال خطف المدنيين وذبحهم وابتزازهم مالياً ، وتقتيل الابرياء عن طريق العبوات الناسفة والسيارات المفخخة ، اطفالاً ونساءاً ، عمالاً وموظفين وطلبة وتدمير المنشآة الحياتية كالماء والكهرباء وانابيب النفط ، اعتبار القيام بهذه الاعمال معصية وتنكيل بحياة الانسان العراقي، قبل البدء بالكلام عن الانتخابات والافتاء بشأنها ، فالاحتلال الامريكي ما أضرته هذه الاعمال بقدر ما أضرت بحياة الناس وروعتهم ، وأن سبيل المقاومة تقرره الجماهير ، لا القتلة والارهابيين.
أن دعوات التيارات هذه، سواء كانت مع الانتخابات أو ضدها ، أو أنسياق التيار الذي ينظوي تحت ظله أسماء عديدة لأحزاب وجماعات سياسية ،وعرابها علاوي ، خلف أمريكا .
هذه الكتل السياسية بمجموعها وبرامجها شئ ، وحاجة الجماهير العراقية لحكومة تعبر عن تطلعاتها ، بالاستقلال ، والمساواة والرفاه الاجتماعي شئ أخر .
فأن تواجد القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها وحرب الاخرين ضدهم ، محليين أو أجانب ، هو السبب الباعث لفقدان الامان عند المواطنين ، وتترتب على ذلك قامة العوز والبطالة وضياع المستقبل ، أن لن تعود كل القوات العسكرية المحتلة الى خارج الحدود ، وبني الانسان العراقي بلاده بلا وصاية من محتل أو رجعي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير