الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-عقدة انطاليا - والحل الإسلامدوغاني لسوريا

دانا جلال

2011 / 5 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


(أي عار هو الاجتماع والحديث عن تحرير البلد من الدكتاتورية في بلد يحتل جزء من أرضك الوطنية .. عن أية وطنية يتحدثون في انطاليا؟ ).
**** ***** *****
في مقاربة تاريخية تٌعيد أنقرة ومن خلال أحلافها ومعاهداتها ومؤتمراتها أحداث سقيفة مازالت مؤثرة في نتائجها السلبية على صعيد المجتمعات الإسلامية . السقيفة التركية ، مُعَّولمة، مُؤمركة ، لأنها سقيفة بني أتاتورك . فيها خليفة راس المال المالي بإمامة العم سام الذي اختار تركيا " دولةً "و"حكومة " لتنفيذ إستراتيجيته، وله في ذلك مبررات (سياسية واقتصادية وتاريخية ) انسجمت وتداخلت لتثمر عن البديل ( الاسلامدوغاني ) كنظام يمتزج فيه (الطبقي ، الديني ،القومي) في تركيبة تنتهي معادلاتها بالضد من مصالح الكادحين والعلمانيين والمساواتيين.
النموذج التركي ، عبارة عن مؤسسة عسكرية ضامنة للداخل المُرَّوضْ، وقوة ثانية في الحلف الأطلسي لمواجهة الخارج إن خرجت لعبة الأمم عن البرنامج الأميركي،إضافة لإسلام قومي مذهبي في جده متحالف استراتيجيا مع إسرائيل وفي هزله، طيبه تارك بيرزه لوحده في زعل.
كل المعطيات تؤكد على إن الدور التركي يتركز حول إجهاض محتوى وأهداف الثورات الشبابية في المنطقة و إشاعة النموذج " الاسلامدوغاني "، من خلال مصادرة صوت الثورات الشبابية وإقامة ولايات إسلامية تابعة لمركز خلافتها العثمانية المُجددة خطابها من خلال الطيب اردوغان.
فضيحة مؤتمر أيتام البعث العراقي وأشباه القاعدة العراقية في اسطنبول بهدف عرقلة أي توجه ديمقراطي في العراق ، مؤتمر اسطنبول في نيسان2011 بإدارة إخوان سوريا لإدارة سوريا ما بعد الأسد. طرح البديل الاخواني وإزاحة سلطة الثورة الشبابية بحاجة إلى ماكياج سياسي، أي أحزاب بمسميات مختلفة ، شرط أن تكون تابعة أو هزيلة ، الماكياج السياسي في انطاليا بحاجة أفراد من اليسار يرتضون بالدور في عباءة الإخوان ، وأصوات مُغردة خارج سرب ثورة الشباب. اجتمعوا في أنطاكيا دون السؤال عن الممول، فالسياحة الثورية شرطها قناعة الاعتقاد بالتاجر السري، هي سياحة ثوار الخارج ، لان الدعوات الموجهة كانت سياحية ، اجتمعوا دون السؤال عن الاسكندرون ، وعن تصريح الطيب اردوغان بان الوضع السوري شان داخلي بالنسبة لتركيا بحجة الحدود، اجتمعوا دون السؤال عن شرعية قادة إعلان دمشق التحدث باسم المعارضة وكيفية توجيه الدعوات والاستثناءات وموجباتها على الصعيد الوطني والتركي.
وعن أحزاب أكراد انطاليا فهم على طراز ( الحزب الديمقراطي الكوردستاني سوريا بقيادة الدكتور دكتور توفيق حمدوش) *. وعن أفراد أكراد انطاليا فاغلبهم على طراز شاب لبى الدعوة من عاصمة أوربية ، فكتب تصريحا يؤكد فيه بأنه لا يمثل إلا نفسه ، وعن بعض قادة احد المنظمات الشبابية الكوردية للثورة السورية من المشاركين في المؤتمر ، حيث احتار بهم شباب التجمع قبل الأحزاب. فحينما كانت الأحزاب لا تشارك في التظاهر كانوا يطالبون بإسقاطهم قبل النظام ، في بدعة شبابية لم تشهدها لا تونس ولا مصر ولا الصومال . وحينما يشاركون ، يفرضون شروطهم وإعلامهم ويمنعون أي رمز قومي ونضالي . وفي الختام ينتهي بعض بعض قادة بعض منظماتنا الثورية الشبابية دون حيرة في خيمة الإخوان ومصايف الطيب اردوغان.
سينتهي المؤتمر بعد أيام والنتائج حسمت قبل الانعقاد ،لان المشاركين ليسوا بمختلفين ولا الجو في انطاليا يسمح بان يسال احدهم عن هوية التاجر السري الذي تكفل بالمصاريف، وان يقول للطيب اردوغان ( بان شباب الثورات العربية قادرون على تحرير القدس فاتركها لهم . المطلوب منك هو إنهاء حلفك الاستراتيجي مع إسرائيل وإعادة سفيرها إلى تل أبيب وقبل هذا وذاك عليك أن تعيد لواء الاسكندرون قبل أن يعلن شبابها الثورة. أما عن أكراد انطاليا ، هل تخبرونا إن كان مسموحا لكم التحدث أو التصريح بالكوردية، اخبرونا إن وافق "الإخوان المسلمين" بشقيه التركي والسوري بحقوقكم القومية ولا نقول حقكم بتقرير المصير لان الإسلام السياسي هو الذي يقرر مصير الأمم والشعوب.
30ايار2011
*( اقتبسنا اسم الحزب والقائد الدكتور دكتور توفيق حمدوش كما ورد في بيان مشاركة الحزب في مؤتمر أنطاكيا)
يقال أن الصورة تنطق بألف فكرة ، ونقول إن التصريح يكشف ألف عورة .. نص التصريح الذي طال الكاتب والمفكر برهان غليون لجريمة الاختلاف مع انطاليا ورعاته .
د الرزاق عيد : برهان غليون والخطاب التخويني الأمني
منذ هذا الصباح والتساؤلات تثار حول الحملة الشعواء التي يشنها برهان غليون على المعارضة السورية، وعلى مؤتمرها في مدينة انطاليا التركية، بعد نجاحها في التوصل إلى صيغة توافقية حول برنامج الحد الأدنى لتتوافق الوطني بين كافة التيارات الفكرية والسياسية (الليبرالية –القومية -اليسارية –الإسلامية والعلمانية)، وذلك تحت ضغط الشعور بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه حمامات الدم التي يعيشها شعبنا الأعزل في مواجهة النظام الفاشي البربري المافيوي (الأسدي) ..لإرسال رسالة للأهل في الداخل في أننا وراءكم موحدون تحت راية معركتكم العظيمة في سبيل الحرية والكرامة دون أي تنازل عن سقف شعاركم الذي مهرتموه بدمائكم الطاهرة، وهو شعر "لا حوار مع القتلة الملوثي الأيدي بدماء السوريين"، شعار (الشعب يريد إسقاط النظام).

النقلة الجديدة في حملة غليون هو تبنيه للخطاب الأمني السوري بتخوين المعارضة، حيث يصف المؤتمر (بأنه يخدم أجندات أجنبية)، وذلك ليمهد لنفسه الطريق للحوار وتقسيم الغنائم، حيث عرض منذ فترة في أحد مقالاته على بشار الأسد وزارتي (الدفاع والخارجية ) !!

كنا نفهم الخلاف السياسي بيننا وبين غليون في كوننا دعاة (إسقاط النظام) وهو والذين يكلفونه (داخليا وخارجيا) دعاة الحوار مع النظام مراهنة على إصلاحه، وتلك هي الأطروحة (الأجنبية) بامتياز حتى الآن !!!!

من المؤسف أن يسمح غليون لنفسه أن تهبط إلى هذا الدرك المسف من اللغة التخوينية المنحطة التي هي لغة المخابرات السورية التي أدخلت عشرات الآلاف من أبناء الشعب السوري السجون والمعتقلات عبر عقود المرحلة الأسدية من الأب إلى الابن .

من المؤسف أن ينحط خطاب غليون إلى هذا المستوى ممن يفترض أنه أكاديمي، بل الذي لا ينسى ولا للحظة أن يذكر الجميع بموقعه الوظيفي الجامعي في السوربون، مما جعل الكثيرين يقرؤون أن الحاح الرجل على هذا الموقع يوميء إلى دلالة مضمرة تعبر عن نفسها في صيغة استشعار أن هذا الموقع هو أهم ما يملك الرجل من كفاءات ومواهب ... بل يذهب مفكر تونسي كالعفيف الأخضر ليعتبر أن هذا الموقع ذاته هو ثمرة قرار أجنبي، أو يخدم أجندات أجنبية على حد وصف غليون لمؤتمر يحضره المئات من أبناء وطنه السوريين الذين سبق للكثيرين منهم أن اتهمتهم المخابرات السورية ولاحقتهم بالتهمة ذاتها : إضعاف الشعور القومي أو التعاون مع الأجنبي !!!! والغريب أن يأتي هذا التخوين من رجل قضى ثلثي عمره في بلد أجنبي وهو يحمل جواز سفرها ويزور وطنه بهذا الجواز الأجنبي !!!

بل والأغرب أن الرجل الذي قضى كل هذا العمر في بلد كفرنسا تجاوزت عقيدة التكفير، التي هي الوجه الآخر للتخوين منذ قرون، وهو لم يستطع أن يغادر ساحة المعتقدية الشمولية (القوموية البعثية الصدامية منها والأسدية) التي تعتبر كل من يختلف معها خائنا يخدم أجندات أجنبية !؟

لماذا قرر أن يطلق النار أخيرا بعد مناورات عديدة؟

يبدو أنه تلقى قرار إطلاق النار من الجهات الأجنبية التي كرسته أكاديميا والتي لا تزال تراهن على ممكنات إصلاح النظام الفاشي المافيوي والحوار معه، وهي ذات الجهات التي ساهمت بإخراج النظام من عزلته منذ خمس سنوات، حيث منذ هذه الفترة وبرهان داعية "فك العزلة عن النظام" بالتجاوب مع بعض الأطراف الانتهازية في المعارضة، وكنا قد كتبنا حينها مقالا انتقدنا فيها موقف هذه الأطراف تحت عنوان (لماذا هذه الهدية المجانية يا أصدقاء ؟)

ومنذ بضعة شهور أعاد برهان نشر مقاله هذا، الداعي لفك العزلة عن النظام باسم رفع الحصار عن سوريا ... وكان قد سبق له ونشر عددا من المقالات عن العمق الاستراتيجي لفكر حافظ أسد الذي أمن له فترة حكم البلاد لثلاثين سنة، وذلك ليرد برهان على الأطروحة القائلة بأن استمرارية النظام الأسدي ليست إلا نتاج طغيان الرجل ووحشيته حتى على أصدقاء عمره .. وقد تزامن ذلك مع الفترة التي تم فيها الانقضاض على المجلس الوطني لإعلان دمشق واعتقال (12) اثني عشر من قيادته ...وقد عبر غليون حينها بصيغة مفعمة بالشماتة باعتقالهم فاعتبر أنهم (ذهبوا إلى السجن عبثا )، وذلك لأنهم لم يسمعوا لتعقله ونصيحته الحكيمة في عدم عقد المجلس الوطني...تماما كما ينصح اليوم الذاهبين إلى مؤتمر (انطاليا) وقد دعي له ولم يستبعد رغم معرفة الجميع بكل ما سقناه آنفا ...لكن الجديد في الموضوع الآن أن الرجل ارتضى لنفسه تنفيذ (مطالب وطنية -أمنية ) بتخوين أخوانه ورفاقه وأصدقائه في المعارضة باعتبارهم ينفذون أجندة أجنبية، في اللحظة ذاتها التي تطلق الجهات الأمنية حملاتها المسعورة عبر كلابها الأمنيين في مواقعها المخابراتية كموقع (الحقيقة) !!!

ويبدو أن هذه المهمة التخوينية تتلاقى مع توجهات الجهات الأجنبية التي تعتمده أكاديميا في المراهنة على إصلاح النظام، لتلتقي مع العامل الداخلي (النظام) الذي يرسل له إيحاءات وإشارات ليكون هو رجل الحوار القادم ...ويبدو أن ثمة توافقا بين الخارج الأجنبي، والداخل الأمني على تأهيله لهذا الدور ... لكن الثمن باهظ يا برهان! إنه لباهظ أن تخوّن أبناء وطنك لتصعد على أنقاض جماجم أهلك وشباب بني وطنك الذين يصنعون بدمائهم الملاحم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فكيف ينصح ظالم ظالماً
Elias Ashor ( 2011 / 5 / 30 - 21:10 )
تركيا الدولة التي قطعت مياه الفرات والدجلة عن سورية والعراق فكاد الناس في الجزيرة السورية أن يموتوا جوعا فهجروها ليعيشوا مع أطفالهم
في خيم حول دمشق وحلب. إذا كان اردوغان ينصح النظام الديكتاتوري في سوريا، فعليه أولا أن يعترف بحقوق الأكراد والآشوريين والعلويين والعرب في لواء اسكندرون. هل يحق للأعمى أن يقول لأعمى أنت لا ترى. وهل نسي أردوغان إنكاره لمذبحة ١لأرمن والآشوريين عام ١٩١٥بأنه يشارك في جريمة أجداده. فكيف ينصح ظالم ظالماً


2 - فاقد الشيء لا يعطية
اسماعيل ميرشم ( 2011 / 5 / 31 - 03:22 )
اردوغان يقارن نفسه مع الاسوء وهذه افة المنطقة ومشكلة مزمنه حيث القادة يقارنون انفسهم بالذي اسوء منهم لكي يعطوا لنفسهم المشروعة لما اقترفوه او يقترفوه من الجرائم والفضائح بحق شعوبهم وكذلك يدجنون شعوبهم على نفس الفكرة وبذلك والشعوب يقارنون حالهم بحال الشعوب التعبانة الاخرى وليس بضروف واحوال الشعوب الاحسن حالا وعادة هذه الانظمة تكون لهم ايدي خفية في العبث بشون الشعوب الاخرى وفي نفس الوقت يستخدمونها لفزاعة لترهيب شعوبهم وويلات التي تنتضرهم لو طالبوا بالمزيد والقذافي والاسد واردوغان امثلة حية حيث جميعهم تحدثو بمبالغة وبعيدا عن المنطق عن ما يحدث من ثورات الشعوب
المقارنة الصحيحة والمنطقية تكون عادة مع الافضل والاحسن وبدافع الوصول اليه او احسن منه وبهذا تتحقق التقدم والرفاهية والسلام


3 - تصاعد وصمود الانتفاضة سيكشف بالتدريج المندسين
درويش السيد ( 2011 / 5 / 31 - 13:06 )
في هذه اللحطات التاريخية ومع الصمود الشجاع والباهر لشباب الانتفاضة بدأت تتكشف وبالتدريج وتتساقط الاقنعة المموهة التي خبئت وزرعت بعناية في اجسام وهياكل المعارضة وبدأت سلاسل المندسين الامنيين في الانفراط لمنع اي محاولة توحيد صفوف او تضامن ...ومن اليوم وطالع لن نستغرب تزايد ظاهرة الانكشافات كلما ضييق الخناق على مافيات وعصابات الاستبداد ...فلا احد محصن الا بعمله وافعاله .

اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات