الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة أخرى ناجحة !

كفاح جمعة كنجي

2011 / 5 / 31
سيرة ذاتية



معركة أخرى ناجحة !
( قصتي مع السكارة )

كفاح جمعة كنجي
[email protected]


إلى أبي الراحل جمعة حاجي كنجي شديد الاعتذار والتقدير و الاحترام. خَسِرت أنت معركة، لكننا بِالنيابة عنك ربحنا الحرب كاملة فكنت دائماً ملهمنا في كافة المجالات..
ابنك ماجد



لا أتذكر متى دَخنتُ أول ِسكارة، لكن الأكيد قبل الرابع ابتدائي، في مدرسة سنجار الابتدائية الأولى، كنت أدخن قبل الوصول للبيت بعد الخروج من المدرسة، عام 969-970 آي لم أكن في العاشرة من عمري بعد.
وأنا في ذلك السن كتب والدي الراحل قصة قصيرة عن معركته مع التدخين، كنا معاً موضوع القصة نشرت في مجلة طبيبك التي كانت تصدر في بيروت حسب مااذكر1969 وبإمكانكم قراءتها على الرابط التالي.

http://j-kunji.maktoobblog.com/654507/معركة-أخرى-خاسرة/

جدي المرحوم من علمني التدخين.أتذكر وأنا صغير تعود وضع السكارة بين شفتي وكان يدعوني لشهق الدخان ليمر للرئتين !!! .. ربما أراد ممازحتي ولم يدرك مدى خطورة ما يقدم عليه.
عندما كبرت وأصبحت طالباً في المتوسطة، اشتريت له بين الحين والآخر التبغ الكردستاني الحار(الكسكون) من مصروفي القليل.

من أقصى الصين إلى أقصى الولايات المتحدة الاميريكة رغم عدم زيارتي لهما، تعرفت على أنواع السكائر ليس المصنعة فيهما فقط، بل الأنواع المصنعة في البلدان الأخرى أيضا، وأنا لم أتجاوز الخامسة عشر من عمري.
وضعت التبغ اللف و السكائر في جواربي وبين أمتعتي كي لا ينكشف أمري. كنت اقتنص الفرص للانقضاض على علبة سكائر والدي لأخرج منها سكارتين أو ثلاثة كي لا يشعر أني قمت بسرقته.. لو زاد العدد المسطو عليه لسهل افتضاح أمري، وتكون النتيجة ( بسطة من العال) وما أكثر البسطات التي تلقيتها بين الصفع والركلات والضربات على الظهر من والدي وأعمامي بسبب السكارة اللعينة.
غدوت شاباً.. تعلقت بالرياضة حد الجنون.. رغم التدخين سرعتي في الركض نادرا ما كان يجاريها زملائي وأصدقائي.. فقدت فرصة كبيرة سنحت لي وأنا في الثالث متوسط في اللعب مع المنتخبات الوطنية بعد نجاحي في الاختبار الأولي لكن سرعان ما حرمت منها بعد أن علم المدرب أني من المدخنين بشراهة لكنه وعدني بالفرصة في حالة امتناعي عن التدخين.
غدوت مدمنا على السكارة، في نفس الوقت بدأت احقد عليها، في الثامنة عشر من عمري حاولت الإقلاع عنها مرات عديدة.. نجحت مرة ومرتين وثلاث لكن لشهور قليلة.. كنت أجد نفسي عائدا إليها ولا اعرف السبب ... ومع كل عودة جديدة شراهتي تزداد وتتضاعف للتدخين وتزداد عدد السكائر أيضا.
أخر هذه المحاولات الناجحة وقتياً كانت عام 1988 فقد قطعتها لثلاثة اشهر.. خلالها أحسست الفرق في وضعي الصحي بشكل واضح ..
ما مر علينا في ذلك العام، أيام الأنفال في كردستان ، كان مبررا لعودتي إليها من جديد. لكنها غدت المحطة قبل الأخيرة.. اكتشفت مدى الفرق بين المدخن ونقيضه بشكل مقنع.. كان الفرق مغرياً وعظيماً للمحاولة مجدداً للإقلاع عن التدخين.
اعوام1988 و1991 اخذ نصيب أسوء دخان عرفته في حياتي طريقه إلى رئتي من التبغ الإيراني ذي الرائحة الكريهة المشابهة لحد كبير برائحة تواليت لجامع في حي مزدحم بالسكان تتراكم فيه الفضلات البشرية للمؤمنين في أوقات الصلاة..
دخنت الغازي والتركي والجمهوري و أريدو وبغداد وسومر والروثمن وجيتان وسيلك كات والكريفن والدنهل و المارلبورو واللف والبافرا والشام وصلاح الدين والمزبن والغليون وتبغ ( بري كارة) وتير الإيراني وفلادليفيا وبوسطن وبور سعيد وريم واسبين وال أم والحمرا وووووو... وبقيت مع السكارة خمسة وعشرون عاما بالتمام والكمال، فتلك السكائر جميعها بلا استثناء سموم في سموم ومنتجيها همهم الوحيد الربح المادي وصحة الإنسان لا قيمة لها عندهم.
في السنة الأخيرة كنت أدخن بحدود ثلاثة إلى أربعة علب يومياً. ولتتصوروا ما وصل إليه وضعي من جراء التدخين بحيث لم يكن بإمكاني أن اضحك بشكل متواصل دون أن تتقطع الضحكة بسبب السعال، لم يكن يمر شهرين دون أن تلتهب اللوزتين، واضطر معها لتناول المضادات الحيوية.
كانت تجربتي الأخيرة عام1988 حافزاً قوياً رفع معنوياتي جداً وبلورة قناعتي بشكل حازم للإقلاع عن التدخين بشكل نهائي.. بدأت استعد للهجوم وتحديد اليوم الأخير نهائياً.. لم اعد مقتنعا باستخدام العوامل المساعدة كالعلكة أو المكسرات أو أشياء أخرى أو تقليل عدد السكائر تدريجياً، إلى أن اصل إلى الصفر فاعتبرت كل هذه الأشياء هراء ليس إلا، مقابل القناعة والإرادة الصادقة في تركها..
حزمت أمري أن أكون جدياً للغاية هذه المرة وما ساعدني هو برنامج من تلفزيون دمشق تضمن لقاء مع طبيب تحدث عن طريقة إقلاعه عن الآفة هذه واهم ما ورد فيه قال الدكتور :
( يفضل لمن يريد الإقلاع عن التدخين الذهاب إلى المستشفى وربط المغذي بالوريد مباشرة لغسل الدم من النيكوتين وإخراج اكبر كميه منه في اقصر فترة وبما أن الحالة هذه غير عملية فبديل المغذي هو شرب اكبر كمية من الماء سواء كنت عطشان أم لا وبالذات الأسابيع الأولى لترك السكارة فالماء يساعد
على طرد اكبر كمية من النيكوتين من الدم على شكل عرق أو إدرار. القناعة والإرادة الحقيقية والإكثار من شرب الماء أفضل طريقة للتخلص من السكارة إلى الأبد.
للحقيقة أقول أن حقدي على السكارة بدأ في الثامنة عشر من عمري حينها كنت قد تحولت إلى مدمن حقيقي عليها والى هذه اللحظة فانا أسيرها.
موعدي مع آخر سكارة صيف 1993 كان الثالث عشر من تموز.. في تلك الليلة تحولت السكارة أمام عيني إلى عدو حقيقي إن لم أنتصر عليه فسيغلبني ويسحقني لا محال.. لكني امتلكت الإرادة اليوم فهل يستطيع دخان وتبغ لا يتجاوز طوله سنتيمترات أن يسحق إرادة إنسان إلا إذا كان هذا الإنسان أصغر وأضعف منها وهي بالأساس لا تملك( أي السكارة) أرادة التي نملكها نحن بني البشر.
قَذفٌت عِلبة السكائر وكسرتها.. تركت القداحة وقلت للحاضرين هذه آخر سكارة في حياتي.. فلم يصدقوا!!! لكنني أقنعتهم بسهولة.. ها قد مضى عليها ثمانية عشر عاما بالتمام والكمال.. تحولت خلالها إلى إنسان آخر غير ذلك الإنسان الذي عبد السكارة ليل نهار لخمسة وعشرين عاماً.
وقد لحق بي شقيقي صباح.. لكن بعد أعوام.. اقلع هو الآخر عن السكارة منذ أكثر من ثمانية سنوات.. لو كنا واصلنا التدخين إلى اليوم لكنا في عداد الموتى لاشك.. لكننا الآن نحيا بصحة جيدة . وغدونا من أعداء التدخين إلى الأبد.
أجمل لحظة في حياتي هي أن أطفالي ولدوا بعد تركي للسكائر ولم يشاهدوا سكارة بين أصابعي أو شفتي.. بذلك يحق القول علي (هذا ما جناه عليّ جدي وأبي وما جنيت أنا على احد )..
أمنيتي أنا أرى العالم أجمعه بلا سكائر و دخان ينساب إلى الرئتين ليقتل صاحبها ببطء لاحقاً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. أجل التدخين يقتل الإنسان .

أفكار وأراء خاطئة
السكارة صديق في الوحدة عبارة يرددها الذين اِحتلت السكارة إرادتهم.
السكارة صبر في الأيام الحزينة والمؤلمة.. أقول السكارة تزيد الانفعالات والهموم والحزن.. هي حزن دائم.
قبل الإقلاع عن السكارة:-
شاي أو قهوة وسكارة دائماً و الشعور بالنوم طيلة اليوم و ذاكرة ضعيفة وأصابع صفراء ولثة وأسنان داكنة ورائحة كريهة تخرج من جميع أجزاء الجسم... وأخيرا سعال مستمر وضيق في النفس والتهاب اللوزتين باستمرار.

بعد الإقلاع عن السكارة
ساعتان من النوم تشبع الجسم، لوصول الأوكسجين إلى كافة أجزاء الجسم بسهولة دون عراقيل.
قلة الشعور بالحاجة لاحتساء المشروبات المنبهة كالقهوة والشاي و ذاكرة قوية و ذهن صافي تمام و انسياب الهواء إلى الرئتين بكل سهولة وتشبع الجسم بالأوكسجين.



ايار 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مطعم للطاكوس يحصل على نجمة في دليل ميشلان للمطاعم الراقية


.. فاغنر تتكاثر في ليبيا وتربط بين مناطق انتشارها من السودان إل




.. الاستئناف يؤكد سَجن الغنوشي 3 سنوات • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تتقدم في خاركيف وتكشف عن خطة لإنشاء -منطقة عازلة- |#غر




.. تصعيد غير مسبوق بين حزب الله وإسرائيل...أسلحة جديدة تدخل الم