الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتح معبر رفح والضربة المصرية الجديدة للكيان الصهيوني

محمود عبد الرحيم

2011 / 5 / 31
القضية الفلسطينية


محمود عبد الرحيم:
لا شك في أن إعادة فتح معبر رفح أمام الأشقاء في غزة، بعد إنجاز إتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية حدث بالغ الأهمية، ليس فقط لكونه أتاح حرية الحركة للفلسطينيين، وكسر الحصار الجائر الذي فرضه الكيان الصهيوني على قطاع غزة وحوله لسجن كبير على مدى أكثر من أربعة أعوام، لكنه أيضا يمثل ضربه جديدة للكيان الصهيوني ما بعد ثورة الشعب المصري، وسحب من رصيده الذي منحه أياه نظام مبارك المتصهين، علاوة على إرباك واضح لإستراتجية الضغط على المقاومة، ولذا لا نعجب من التصريحات الإسرائيلية الأخيرة التى تثير من خلالها المخاوف من تهريب أسلحة تستهدف أمنها، بغية إستعداء العالم ضد مصر لممارسة ضغوط تعيدها للمربع القديم المرفوض شعبيا، والذي ينتقص من قيمة وقدر مصر، بل وسيادتها ومصالحها العليا.
وفي واقع الأمر فأن الخطاب الإسرائيلي يعكس الفزع من التحولات النوعية في السياسة الخارجية المصرية وخسارة حليف ذهبي، كان يمثل لها ذراعا أمنيا قذرا، ولو على حساب الأمن الوطني المصري، والالتزامات القومية لقلب العروبة مصر، غير أن كل خسارة، وكل ازعاج لهذا الكيان العدواني الدخيل على المنطقة، يعدان مكسبا مضافا، ليس للفلسطينيين فحسب، وأنما للعرب جميعا، وفي القلب منهم المصريون الذين غالبيتهم كانوا ولا زالوا رافضين لخطيئة التطبيع مع إسرائيل التى اقترفها غير المغفور له السادات وورثها مبارك، ويتعاملون مع القضية الفلسطينية كشأن مصري داخلي واجب الدعم والتضحية.
وربما فرحتنا في مصر بفتح المعبر لا تقل عن فرحة أهالي غزة، بل نعتبر هذه الخطوة انتصارا للتيار العروبي المصري، الذي لم يمل إبان وجود نظام مبارك من رفع صوته عاليا برفض حصار أهل غزة، والمطالبة بكل قوة بفتح المعبر، بل وإقامة دعاوى قضائية ضد بناء الجدار الفولاذي على الحدود بين مصر والقطاع، والاحتجاج المتواصل على التحالف العدواني بين كل من واشنطن وتل أبيب ونظام مبارك، المعادي للعرب وللقضية الفلسطينية بشكل خاص.
ومازلنا ننتظر اليوم الذي تكتمل فيه فرحتنا بتجميد اتفاقات الاستسلام مع الكيان الصهيوني، إن لم نقم بالغائها.
نعرف أن الضغوط الصهيونية ستتواصل ومعها الأمريكية، ولكن لا يجوز لنا بعد الآن أن نتراجع عن هذه الخطوات المهمة التى تستعيد من خلالها مصر العروبة ارادتها ومكانتها ودورها، عبر القفز فوق أخطاء وخطايا نظام مبارك، ولا يجب أن نستمع للسفسطات الاسرائيلية حول اتفاقية المعابر المبرمة في العام 2005، حيث أنها غير ملزمة لمصر، كونها ليست طرفا فيها، إلى جانب أن السيطرة على غزة لحكومة حماس وليس للسلطة الفلسطينية، فضلا عن أن اسرائيل أعلنت انسحابها من القطاع قبل سنوات، والأهم من ذلك أن مثل هذه الاتفاقية قد سقطت عمليا، وأية ترتيبات حدودية شأن مصري فلسطيني لا يحق لأى طرف أخر التدخل فيه، كما أن مثل هذه البروتوكولات ذات الطبيعة الأمنية العدوانية، ليست لها سند قانوني، كونها تتعارض مع قواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، حيث تعمل على حصار المدنيين وتعرض حياتهم للخطر.
على العكس ما نطالب به مزيدا من تسهيل عبور الفلسطينيين الشباب، واتخاذ خطوات أكثر جرأة وشجاعة بإتجاه مزيد من الدعم للقضية الفلسطينية، وتوفير كل أسباب الصمود والمقاومة، وفي ذات الوقت حصار إسرائيل، ووقف تيار التطبيع السياسي والثقافي والتجاري الذي تنامى خلال السنوات الأخيرة مصريا وعربيا، مستغلا وجود حكام عرب فاسدين يلعبون دور العملاء بإقتدار، ويعادون المصالح العربية أكثر من أعدائها الأصليين.
ولنذكر أنفسنا وأشقاءنا الفلسطينيين بمقولة الزعيم العربي الكبير جمال عبد الناصر أبان حصار الفلوجة في حرب العام 1948 حين قال :"إن تحرير فلسطين يبدأ من القاهرة"، فكلما تحررت مصر من التبعية الاستعمارية وامتلكت ارادتها، كلما مثل ذلك خصما من قوة الوجود الصهيوني رأس حربة الامبريالية الغربية في المنطقة، وبشر بعودة الحق الفلسطيني إلى أصحابه.
في الأخير، فلنجدد الإمتنان للثورة المصرية التى أسقطت بدرجة ما حلف مصر مبارك وإسرائيل وأمريكا، آملين أن تكتمل مسيرة التحرير للوطن والمواطن مصريا وفلسطينيا وفي كل بقعة عربية من المحيط للخليج، حيث أن الديكتاتورية والامبريالية وجهان لذات العملة، ووجودهما مقوض لحق الشعوب العربية في الحرية والنهضة المستقلة والوحدة الشاملة.
*كاتب صحفي مصري
EMAIL:[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟