الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيانة افتراضية قصة قصيرة

عباس داخل حسن

2011 / 5 / 31
الادب والفن


نظرت في المرآة وداعبت خصلات شعرها القصيرة المصبوغ بلون بني، وذهبت للحمام واضافت قليلا من احمر الشفاه واعدت طاولة الطعام بعناية ولامست زهور الفراشة السحلية التي تفضلها بيضاء لازالت مشرئبة وناصعة تحتفط ببهاء آسر رغم مرور ثلاثة ايام عليها وغرست بطاقة صغيرة الى جنبها مكتوب عليها بخط جميل (افروديت) اسم زهورها التي أطلقها عليها محل بيع الزهور المجاور لرعاية المسنين مكان عملها، أعدت القهوة ووضعت كوب قهوتها المفضل مكتوب عليه اسمها بعدة لغات محاط بهالة من القلوب هدية عيد الحب المنصرم من بنت اختها الصغيرة (آنا) ذات الاربعة عشر ربيعا.
فتحت شاشة كومبيوترها المحمول بروية وبطء، أدارت نظرها جهة اليمن رمقت ساعة الحائط، الساعة الثامنة زوالا لا يفصل عن موعدها المرتقب مثل كل يوم احد الا نصف ساعة ليتحقق لقاءها عبر هذا الساحر الافتراضي مع (موسى) من المدار البعيد في قريتنا العالمية ويطل عليها باطلالة مثل نبضات كهربائية تفجر عروقها بلذة عارمة تجعلها تبوح بأحاسيسها دون توقف لساعات لا تجدها في ممن تعرفت عليهم او زملاء العمل معها لهذا بحثت كثيرا في صفحات التعارف لتظفر بمن تريد لاغية خيارات التهافت المتعارف عليه في ما يسمى الحب متحملة لوم زميلاتها واصدقائها في صد ممن يشتهونها بصدق.
رن جرس الهاتف الخلوي. تركته يرن بحيرة، وبعد ان انقطع سارعت الى إغلاقه وهي تعيش في اعلى درجات الانتظار من بطء الوقت المتبقي تنفست الصعداء وهي تنظر الى الشاشة المسطحة تترقب رنين الماسنجر لينتشلها من شعور الانتظار للقاء مأمول لسوء الحظ.
حاولت التمطي مرات عديدة طاردة شعورا قاسياً ومشوشاً يمر بداخلها. قلبت مواقع المشاهير والاخبار والجنس دون جدوى ساعة تلو الاخرى دون فائدة او رنين يجعل قلبها الساكن يخفق بشدة وينط محاولا الطيران في فضاء بلا حدود. خبت رغبتها قليلا واستسلمت لحيرة لا تريد ان تعدد احتمالات غياب (موسى) او تبرره فهي اعتادت لقاءه حتى حين يصاب احداهما بانفلونزا شديدة او لاي سبب طارئ، في اسوأ الاحوال تجد رسالة اعتذار ملغومة بشبق اللقاء السابق.
استسلمت لنوم اجباري مثل خيبة قاسية ومنت نفسها بلقاء الاحد القادم وسوف يكون كل شيء على ما يرام. عاودت طقوسها لعدة احدات عبثا اختفى (موسى) واصبحت الشاشة المسطحة مثل فم حوت ابتلعت (موسى) واحلامها وذاب بوحها في بحر الياس وصرفت ساعات اكثر من سابقات ايامها وتصفحت مواقع لا حصر لها دون اثر لـ(موسى) الذي اودعته جميع اسرارها واطلع على كل تضاريسها بتفاصيل دقيقة وأعدت معه برنامجا للقاء في الصيف القادم للزواج في احد جز بلاده.
لحست خيانة موسى المفترضة داخلها مع اخرى على الانترنت، ربما كانت أصغر وأجمل منها، وأصبحت مثل قطة جريحة حادة المزاج الا انها غيرت عاداتها وبدأت ترد على الهاتف المحمول بانتظام كلما هاتفتها صديقة او اختها وخضعت لخيارات من حولها المفروضة بدافع الرغبات المخدرة التي تستدعي الآخر كلما استيقظت لكن دون شعور ببوح وبزغت من جديد في حفلات آخر الاسبوع مع صديقاتها او زملاء العمل.. ولو احيانا..
عباس داخل حسن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي