الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم تصبح نظرية مالثوس صحيحة على الرغم من خطئها

سناء الموصلي

2004 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


أن جوهر نظرية توماس مالثوس- القسيس والاقتصادي الانكليزي التشاؤمي (1766-1834) يقوم على أساس أن عدد السكان يتزايد بنسبة تفوق نسبة ازدياد الموارد الغذائية وبناءً على ذلك يجب أن يحدد النسل البشري. وعلى الرغم من تصدي كارل ماركس وفردريك انجلس وبقية الاقتصاديين غير المتشائمين له معتمدين على نظرية التخطيط الاقتصادي وتنظيم تطور الاقتصاد والمجتمع، فقد لقت هذه النظرية من يناصرها ويدافع عنها معتمدين على ما جرى ويجري في المعمورة من حروب ومجاعات وكوارث طبيعية وبشرية ومشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية خلقها ويخلقها بني البشر بأنفسهم.
أن سبب تسمية هذه المقالة بهذا العنوان جاء نتيجة ما جري ويجري في أرجاء الكرة الأرضية وانطلاقاً مما حدث ويحدث في البلدان العربية عموماً والعراق خصوصاً على الرغم من أني ليس من أنصار مالثوس ونظريته. ولكن لو نحلل المعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لما آلت اليه الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في العالم يمكننا أن نخرج بنتيجة مفادها أنه يوجد هناك أناس ساهموا في خلق هذه الأزمات من أجل مصلحتهم الذاتية بالدرجة الأولى. لقد تحول هؤلاء البشر من أقصى اليسار الى أقصى اليمين وكذلك العكس صحيح، بل أرادوا أن يخلقوا من الأسود أبيض ومن الأبيض اسود. لقد تحول اليساري الى يميني واليميني الى يساري. وتحول الشيوعي الى رجل دين متزمت انطلاقاً من مصلحته السياسية والاقتصادية ينادي ويزعق بأعلى صوته داعماً مايجري من أجل مصلحته ومسانداً للاحتلال كما هو الآن في العراق، في حين نرى العكس أن رجال دين يساندون المقاومة وتحرير الوطن.

لقد دعا صدام حسين أبان الحرب العراقية-الايرانية العراقيات الماجدات الى ولادة الكثير من الأطفال، إذ على كل عراقية ماجدة أن تلد ما لايقل عن أربعة أطفال. كل هذا من أجل تغذية طاحونة الحرب التي راح ضحيتها ما يقارب المليون عراقي بالإضافة إلى نصف مليون جريح ومعوق. وإذا اضفنا له المليون طفل الذين ماتوا جراء نقص الدواء والغذاء بسبب الحصار الاقتصادي الذي استمر 12 عاماً فيصبح الرقم هو مليونين ونصف أو حتى الثلاثة ملايين نسمة ذهبوا أدراج رياح حربي الخليج الأولى والثانية والثالثة التي لم تنته بعد، فما زال الحبل على الجرار ولا نعرف الى أي رقم نصل!؟ أي أن نسبة الزيادة السكانية التي كانت ما تقارب 4% في السبعينات والتي أوصلت عدد سكان العراق الى ما يقارب 22 مليون نسمة لم تستثمر على الوجه الصحيح على الرغم من توفر الموارد الاقتصادية الكافية التي كان بالامكان أن تساهم في خلق تطور اقتصادي جيد فيما لو توفرت قيادة سياسية نجيبة تفكر في مصلحة الوطن بالدرجة الأولى.
والآن جاء دور المعارضة (الباسلة) التي قدمت على ظهر دبابة أمريكية كي تزيد من الطين بلة. هذه المعارضة الخليطة من اليسار واليمين والوسط حيث تمثل كل ما خلق الله من قوىً سياسية تهمها مسألة الاغتناء والربح السريع لتعويض ما فاتها من الماضي والرجوع الى المهجر مرة ثانية لأخذ النفس وتكوين معارضة المعارضة والقدوم الله أعلم على ظهر دبابة ما، ولتكن كويتية أو ايرانية أو من يعلم قد تكون أمريكية مرة أخرى!!
كانت نتيجة احتلال الوطن هو رد فعل طبيعي بتكوين حركة مقاومة تأخذ على عاتقها تحريره من المحتلين حيث لم يكن بمستطاع قيادته الديكتاتورية وخيانة جنرالات جيشها الدفاع عنه.
تقول كلمات أغنية سوفيتية أبان الحرب العالمية الثانية: "لقد حرق الأعداء بيتنا العزيز وقتلوا جميع أفراد العائلة، الى أين يذهب الجندي الآن والى أين يحمل حزنه؟" . كانت النتيجة معروفة هي الالتحاق بحركة المقاومة التي تضم عناصر من فرق الجيش المهزوم والذين يملكون خبرة عسكرية بالاضافة الى الأفراد المدنيين الذي لايملكونها ولكن توجد لديهم الرغبة في أخذ الثأر.
كان قسم الفدائيين هو "لأجل المدن المهدمة والأرياف المحروقة ، لأجل موت الزوجة والأم والأطفال، وفي سبيل الوطن نقاتل العدو المحتل أينما كان".
لقد حرق المحتلون ودمروا بيوتنا ومدننا تحت شعار التحرير وبمساهمة المعارضة المزيفة للديكتاتور، والغريب في الأمر أن كتاب الاحتلال الذين يعتبرون أنفسهم من (المثقفين) لم يقولوا شيئاً ولم ينبسوا ببنت شفة، لقد أسكتهم المحتل وأعماهم بدولاراته واشترى ضمائرهم. أيم أنتم حينما قتل المحتل 100 ألف عراقي، هل هذا هو تبرير لنظرية مالثوس حتى ينتشي المحتل بتحقيق نظرياته الخاوية. ومن الضروري بمكان ذكر مساهمة ومشاركة قوات عراقية مثل الحرس الوطني والبشمركة العميلة وقوات بدر التي جاءت من ايران وبرئاسة الحكيم الذي قرر دفع تعويضات الحرب الى ايرن بمقدار 100 مليارد دولار، وكأنها أمواله الخاصة وليست هي أموال الشعب االعراقي. وهنا تحضرني المقارنة بين عبد العزيز الحكيم كونه رجل دين وتوماس مالثوس القس الذي يحل مسألة تزايد السكان بالحرب، فقد حل الحكيم مسألة العراق بالحرب التي راح ضحيتها 100 ألف من شعبه الذي يدعي الانتماء اليه. اذن النتيجة واحدة هي الحرب والقضاء على البشرية وتدمير المدن، وهذا ما حل بالعراق ومدنه من الفلوجة ورمادي وسامراء وبغداد .... الخ، فالقائمة طويلة بالمدن المدمرة. ولكن لايوجد شعب حي يموت اذا أصر على مقاومة الاحتلال والخونة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل