الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لجان تحكيمية

فليحة حسن

2011 / 5 / 31
الادب والفن


• لجان تحكمية
في شهر مارس من عام 2009 أصدرت مجلة دبي الثقافية كتاباً بعنوان ( قصائد من شعراء جائزة نوبل ) اختارها وترجمها الدكتور شهاب غانم ، وما شدني في هذا الكتاب بعد المقدمة القيمة التي وضعها المؤلف لتاريخ منح الجائزة وأسماء المبدعين الذين حصلوا عليها ونماذج من قصائدهم ابتداءً بأول الحاصلين عليها في عام 1901 واعني الفرنسي ( سلي برودوم )،وانتهاء ً بالبريطاني( هارولد بنتر ) الذي نالها في 2005 ، إن المؤلف قد أدرج ضمن صفحة الكاتب الفائز ما دونته لجان التحكيم حين اختيار المبدع للجائزة، أي سبب حصوله على تلك الجائزة،
فكتب عن وليم بتلر ييتس ( ُمنح جائزة نوبل لشعره الملهم دائماً، والذي في شكله الفني الرفيع يعيّر عن روح امة بكاملها)، وكتب عن توماس ستيرنز اليوت الذي حاز على نوبل عام 1948 ( ومنح جائزة نوبل لإسهامه الرائد والبارز في الشعر المعاصر)، وكتب عن سان جون بيرس الذي توفي عام 1975بعد حصوله عليها في عام 1960( ومنح جائزة نوبل للتحليق العالي والصور المثيرة في شعره الذي يعكس بشكل رؤيوي حالة العصر ) ،أما عن التشيلي بابلو نيرودا فقد نقل رأي لجنة التحكيم قائلاً ( ومنح جائزة نوبل لشعره الذي من خلال قوى الطبيعة ، ُيحيي أحلام ومصير قارة بأكملها ) ،
أما عن وول سونيكا النيجيري المولود عام 1934 والذي حصل عليها عام 1986فقد دوّن المؤلف رأي لجنة التحكيم عنه قائلاً ( ُمنح جائزة نوبل لأنه يؤلف في دراما الوجود بأفق ثقافي واسع ، وبأنغام توافقية شاعرية )،
والأمر هذا متّبع في غالبية جوائز الإبداع العربي – كما يصرح بذلك واضعيها - ،
وأنا أتساءل ما المعايير التي استندت عليها لجان التحكيم العراقية عند ترشيح (الشاعر) للفوز بجائزة أدبية عراقية مهمة مثل جائزة الإبداع العراقي ؟
فهل تم النظر الى إبداع الفائز في المسابقة كونه –مثلاً- قد احدث تأثيراً فعلياً على الشعر العراقي المعاصر؟
أم انه –مثلاً- كان الممثل الحقيقي لأحلام جيل شعري بأكمله ؟
أم إن الصور الشعرية التي جاء بها هذا الشاعر تتميز" بطزاجة الإلهام وصفاء الروح النادرة" ؟
أم إن المحاصصة انتقلت عدواها الى (مقيمي الإبداع) العراقي فكان لها الدور الأوحد في عملية الترشيح والفوز؟
صحيح إن الجوائز لا تصنع مبدعاً حقيقاً مطلقاً وان تعددتْ ،كونها تحمل صفة الهدية المشكوك بها دوماً ؛ لكنها في الأقل تسلط على الفائز بقعة ضوء مؤقتة تجعل المتلقي يحرص على متابعة نتاجه ولمدة من الزمن ،
فانا مثلاً كنت ومازلت أتابع أسماء الفائزين في جائزة نوبل للآداب فإذا ما ُأعلن اسم الفائز أجدني أسرع الى اقتناء و قراءة كل نتاجه المترجم للعربية، وهذا أمر أعزي نفسي به كوني لا املك عمراً زمنياً يمكّنني من قراءة المنتج الإبداعي الإنساني برمته ؛
فكم أتمنى على لجان التحكيم العراقية (الموقرة) أن تتسم بالموضوعية وتجانب الهوى والمحاصصة في الترشيح وان تضع لها معاييراً إبداعية تركن إليها حين ذلك ،كي تسلط ضوء الفوز على من يستحق الإضاءة الفعلية ، ولا تسهم في تشويه ثقافتنا خصوصاً وان ثقافتنا في الأصل، هي ثقافة إشاعة ؛








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل