الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدوى - الصحّاف- تجتاح الانظمة العربية المتهرئة

كمال يلدو

2011 / 5 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لاشــئ يبعث على الغثيان اكثر من الجلوس امام التلفزيون والاستماع الى ابواق الانظمة العربية التي اجتاحتها رياح ثورات الربيع العربي العارم ، بزعيقها او بقلبها للحقائق او حتى بالكذب الفاضح حتى وهم يشــاهدون مقاطع الفديو المهربة عبر هواتف المتظاهرين النقالة ....صور ســـتبقى شهادات ادانة ليس للأنظمة التي تقوم ما يستوجب عليها القيام به حينما يتعلق الامر بالعروش والمصالح ومراكز الغنى والنفوذ .
نعم ، لا احد يعترض على سلوك الحكومات رغم انه مشـــين وعدواني ، لكن هذا متوقع جدا ، ولهذا تنتفض الشعوب ضدهم ، ولا تتردد في تقديم قرابين الشهداء من اجل الوصول الى مبتغاها في التغيير المنشود .
يحكى ان الجنرال ديغول وعقب تحرير فرنسا من النازية أمر بأعدام بعض الشعراء الفرنسيين الذين كتبوا وطبلوا للنازية، وكان ان استغرب بعض الفرنسيين من هذه الفعلة وطالبوا بالسماح لهم ، لكنه اجابهم : بأن ما قام به هؤلاء الشعراء اشــد شناعة مما قامت به القوات النازية في فرنســـا!
هكذا نظر ديغول لهذه الشرذمة ، فكيف ننظر لها نحن ؟
فعشية دخول القوات الامريكية الى بغداد، شهد العراقيون ومعهم العالم مؤتمرات " الصحاف" الاعلامية ، وكيف انه توعد الامريكان بأنهم سيقتلون على ابواب بغداد فيما كانت دبابتان امريكيتان قد وصلتا الى قلب بغداد! وأختفى الصحاف واختفت معه تهريجاته التي كان يتحف بها الصحفيين .
واليوم يزخر المشهد العربي بالعشرات من " الصـحافيين"و " الكتاب " و " المحللين" و " الاساتذة الجامعيين" الذين يتطوعون في قلب الحقائق ، والكذب على المشاهدين وهم يشاهدون الفديوات والقتلى والجرحى يتســاقطون دفاعا عن اثمن ما يمكن للأنسان ان يطالب به تجاه هذه الانظمة المتهرئة ، الحرية والعيش الكريم .
فلماذا يتسابق هؤلاء ، الصحفيون ، والاساتذة ، والكتاب ، والمتحدثون الرسميون وغيرهم في الدفاع عن هذه الانظمة القمعية ، وهم ليسوا الا الفئة التي تعتاش على فضلات الاحزاب والانظمة الحاكمة ؟ هل هو الخوف ؟ هل هي المصالح ؟ ام انه الجهل والغباء الذي غلف المشهد العربي منذ ان حققت هذه الشعوب استقلالها الوطني وســلمت السلطات الى احزاب رفعت شعارات الوطنية والاشتراكية ومحاربة الامبريالية ونصرة القضية الفلسطينية!
* مجدي الدقاق من مصر ، كان مسؤلا اعلاميا في الحزب الحاكم ...اين هو اليوم؟
* موســى ابراهيم من ليبا ، المتحدث الرسمي بأسم الحكومة الليبية.
*عبدة الجندي ، نائب وزير الاعلام اليمني .
*الاعلامي السوري شـــريف شـــحادة
*الاستاذ الســوري عصام تكروري
* الاعلامي السوري طالب ابراهيم
وآخرون غيرهم ممن اتقنوا لعبة الكذب والنفاق لكنهم نســـوا ان ذاكرة الشــعوب لن ترحم حينما تنقلب الموازين ويصبح عالي الحكام ناصيها .
انه امتحان صعب للذاكرة التي رضعت الارهاب وســوقته بأسم العروبة تارة وبأسم الدين تارة اخرى ، بأسم فلسطين وبأسم الامبريالية تارة اخرى ، واليوم تتكشـــف جليا كل عوراتها حينما تنزل الجيوش وتقصف المدن وتواجه المتظاهرين المسالمين بالحديد والرصاص والنار .
فهل ســـيرحم العرب جمهرة المنافقين هذه حينما تتمكن من القصور الجمهورية وتخليها من ســـاكنيها الذين طال بقاؤهم فيها ؟
تحية لرســائل ( الموبايلات) التي ارعبت الحكام وانستهم حالة الاتزان ، ومنعتهم حتى من التوجه لوسائل الاعلام والتحدث للمواطنين ، بل انها اوكلت المهمة ( مكتوبة) لهذه الجمهرة من المهرجين الذين لا تقل خطورتهم عن الشـــبيحة ، والبلطجية ، وذوي اللباس الاســود ، أو المسلحين بلباس مدني والقناصة .
هذا الربيع لن يوقفه احــد ...اما خريف الانظمة فآت لا محال بعد ان يعصف الصيف بما تبقى من عروش تنتظر الثورات .

آيار 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفوضوي هو أكثر فرد يضر الثورات
الحكيم البابلي ( 2011 / 6 / 1 - 08:02 )
عاش فكرك وقلمك أخي العزيز كمال
كل ما جاء في مقالك هذا معقول ، وفيه وجهة نظر وكثير من المصداقية
ولكن ما لا يعجبني في كل ما يحدث اليوم ، هو أن كثير من الكتاب المؤيدين للثورات العربية لا يتقبلون أي نوع من النقد للكثير من السلبيات التي تُصاحب عادةً مثل هذه الحركات والإنتفاضات الشعبية ، ويرفضون أي نصيحة أو ملاحظة مُخلصة للنقد ، متناسين بأن لا شيئ يعلو على النقد ، والحياة بلا نقد مخلص هي طريق متعرج كثير الحجارة
والأدهى والأكثر إيلاماً هو أن البعض الفوضوي المعروف التأريخ والسلوك والسيرة ، يقوم وبكل رخص وإبتذال بتخوين كل من يُقدم نقداً لهذه الحركات الشعبية
نحنُ العراقيين ربما نكون أكثر خبرةً من غيرنا في مواضيع الثورات والإنتفاضات وما يُصاحبها من فوضى بريئة أو متعمدة ، ولهذا يرى بعضنا أن الإشتراك في الإحتفال والتفائل قبل الحصاد سيضر بأصحاب البيدر ، فهل هناك من يفهم ، أم ان الوطني الحقيقي أصبح كل من يقف حتى مع سلبيات الثورة ، ويؤله أصحابها ؟
للمخلصين أفكار وطرق وسلوكيات وآراء قد تكون مختلفة رغم وحدة الهدف ، و ليس معنى ذلك أنهم مع الحاكم الظالم وضد الثورة
الا يتعلم البعض من دروس العراق ؟

اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة