الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة لاعادة مشهد حزب الله وحسن نصر الله في العراق

سمير عادل

2011 / 5 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الطريقة التي ظهر بها استعراض جيش المهدي من شكل العرض ونصب منصة لاعضاء في الحكومة والبرلمان لمشاهدة الاستعراض والاموال التي انفقت على كل الاستعراض، هي رسالة متعددة الاوجه لكن لها معنى واحد وهي محاولة لاعادة مشهد حزب الله وحسن نصر الله في العراق.
*****
هذه الرسالة هي مبعوثة من المسؤولين في الجمهورية الاسلامية في ايران الى الادارة الامريكية ودول المنطقة وتقول: نعم نحن هزمنا في البحرين وبدئنا نتراجع في لبنان ونجرع الهزمية في سورية ونخسر في فلسطين، لكن ما زال العراق موجود ولدينا 1200 كلم حدود معها ولا نحتاج الى وساطة مثلما احتجنا اليها في سورية لنمر الى فلسطين ولبنان، وان فرض نفس السيناريو اللبناني ممكن لان لدينا اطراف عديدة واهمها مقتدى الصدر وجيش المهدي.
لقد حاولت الجمهورية الاسلامية بدئا من احمدي نجاد ومرورا بوزارة خارجيتها وانتهاءا بعلي لاريجاني والبرلمان الايراني، ومنذ الانتفاضة التونسية بأضفاء الصبغة الاسلامية على الانتفاضات التي تجتاح المنطقة العربية والشرق الاوسط. لكن جميع محاولاتها فشلت بل وابعد من ذلك دفعت هذه الانتفاضات التيارات الاسلامية الى الزواية الميتة. وها هو في مصر يحاول التيار الاسلامي بمعتدليه واصوليه ان ينقذ نفسه عن طريق دعم ومساندة المجلس العسكري الذي هو شكل اخر لديكتاورية جديدة لالحاق الهزمية بالانتفاضة المصرية. وان نفس الجمهورية الاسلامية تدق بوادر انتفاضة عظيمة ابوابها وتحاول عبثا بالحفاظ على حصن قلاعها المتهرئة وخلف تلك القلاع عشرات الملايين من الجياع ودولاب دموي يحاول ان يسكت اصوات المطالبين بالخبز والحرية. اليس هي نفس الاسباب التي ادت الى اشعال الانتفاضات الجماهيرية في المنطقة العربية؟
*****
لقد فشل استعراض جيش المهدي بشكل كلي اولا فشل في تمرير ديماغوجية الصدريين على الجماهير، بأنه استعراض سلمي وموجه الى قوات الاحتلال، فبالرغم من القصف والتطبيل الاعلامي لمقتدى الصدر واتباعه فقد فهم الناس في العراق ان الاستعراض هو رسالة ايرانية وموجهة ضد الاحتجاجات الجماهيرية بعد ان فشل التيار الصدري بأيقافها عن طريق مهلته 6 اشهر وهي ابعد من مهلة المالكي التي تحددت ب 100 يوم وهي المهلة التي كانت ارحم من مهلة الصدريين. وثانيا فشل في تحريف الانظار عن القمع الذي تشهدها الاحتجاجات الجماهيرية في سورية ومحاولة مستشاري الامنيين والعسكريين للجمهورية الاسلامية انقاذ النظام السوري. وثالثا فشل بالتعتيم الاعلامي على ما ستذهب اليها القوات الامنية التابعة للمالكي في شن حملة من الاعتقالات على النشطاء والفعالين في الاحتجاجات الجماهيرية. وبالفعل بعد يوم واحد من الاستعراض العسكري شنت قيادة عمليات بغداد وفرقة 11 حملة من الاعتقالات في صفوف المتظاهرين ونشطائها في ساحة التحرير.
بالنسبة للمالكي، فأن الاستعراض اثلج صدره. فالمالكي وبعكس ما يذهب اليه المحللون واطراف سياسية عديدة بأن الاستعراض هو ضرب هيبة الدولة والحكومة وتقويض من مكانتها واعتبارها. فالمالكي يدرك جديدا بأن لا وجود للدولة ولا مكانة لها في ظل المفخخات والعبوات الناسفة وكواتم الصوت. وان فوائد استعراض مليشيا مثل مليشيا جيش المهدي اكثر نفعا على مصالحه ووجوده السياسي. فالمالكي لم يكن ان يقٌم له قائم ولاصبح مثل الياور والباججي والجعفري والجلبي خارج المعادلة السياسية لو لم يستمد وجوده من التهديد القائم لهذه المليشيات. وهذا هو سر بقائه ودعمه من قبل الادارة الامريكية عندما ضرب بيد من حديد مليشات جيش المهدي في ربيع 2008. وان الحصول على رخصة من مكتب المالكي لاجراء الاستعراض هو رسالة اخرى اراد المالكي ارسالها الى جميع المعنيين، امامكم خيارين ولكن احلاهما مر: الاول اعادة المشهد السياسي والامني قبل ربيع 2008 او القبول بوجود (دولة القانون) التي يحاول ان يفرضها المالكي على المجتمع. وان اي حديث حول الحريات السياسية والمدنية واعادة المفردات الى البطاقة التمودينية واطلاق سراح الابرياء والغاء السجون السرية...الخ هو محض هراء، والا هناك مليشيا جيش المهدي وبعد ذلك بدر وبعده عصائب اهل الحق ثم جيش عمر... والحبل على الجرار.
وهنا يفرض هذا السيناريو على جميع من وصل في العراق الى حد التقيئ من المشهد الطائفي والمليشياتي والفقر والمرض والتشرد والخوف ان يشحذ الهمم ومواصلة ما بدء في يوم 25 شباط.

*رئيس مؤتمر حرية العراق
www.ifcongress.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الهروب من الواقع
رافد الجشعمي ( 2011 / 5 / 31 - 20:46 )
التيار الصدري اتفقنا او اختلفنا معه يبقى هو الحزب الاكبر والاكثر جماهيرية في العراق , وفقاً لنتائج الانتخابات الاخيرة . وتظاهرته السلمية مشروعة عراقياً تماماً كتظاهرة ساحة التحرير . وليس مكتب المالكي من يمنح تراخيص التظاهرات بل الاجهزة الامنية الوطنية , والتي هي ليست قواتاً للمالكي .اما الحريات في العراق فمكفولة , واما قضايا الاعتقال والسجون فليست من اختصاصات الحكومة بل توجه للقضاء والادعاء العام العراقي . اما البطاقة التموينية فارجو ان تلغى لان العراق ليس في حالة حرب او مجاعة . وشكراً


2 - ضحك على الذقون
حميد خطار ( 2011 / 6 / 2 - 15:44 )
الى المعلق رقم واحد الى متى الضحك على الذقون والتمترع بسرقة المال العام باسم الوطنية ومجابهة الاحتلال فالتيار الصدري هو مجموعة من الذين جلبهم الاحتلال واغتنوا بسب الاحتلال فمن اين لمقتدى هذه الاموال لكي يسافر يوميا الى قطر وتركيا وسوريا ولبنان ماهو عمله ومن اين يكسب رزقه


3 - الموضوع
ألهام الطالباني ( 2011 / 6 / 3 - 06:33 )
لايوجد في العراق من يعمل في سبيل الوطنييةالصحيحة يجب من يتكلم ان يقوم بواقع معروف وفي البلد لا من خارجه وتحت الكواليس لا يعرف الجوعان با لشبعان كل يقوم بنهب الثورات ولاموال با سم النضال الكاذب الوهمي ونشكر

اخر الافلام

.. رسالة تعزية من الجزائر بوفاة والدة ملك المغرب، تثير الجدل!!


.. فيديو كليب بوسي والليثي ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. الهند: انتشار -مرعب- لكاميرات المراقبة في كل أرجاء البلاد


.. فرنسا: ما الذي سيحدث في اليوم التالي لجولة التشريعيات الثاني




.. إسرائيل تقتل فلسطينيين بغارة جوية في مخيم نور شمس قرب طولكرم