الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجلس العسكري الحاكم دمر سمعته بنفسه

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 5 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


عندما قلت أن تمثيلية المجلس العسكري لن تخدعنا ، و ذلك منذ عدة أشهر ، فإنني كنت وقتها أسبح عكس التيار الشعبي الجارف .
و عندما ذكرت أن حسني مبارك مطمئن لأن أتباعه في السلطة ، و أن عمر سليمان إختار لنا الوصاية العسكرية ، و أن عمرو موسى مرشح عمر سليمان ، و أن عمرو موسى جزء من خطة حُبكت من قبل ، تضم المشير طنطاوي ، و عمر سليمان ، كنت أيضا أسبح عكس التيار ، الذي كان لازال متفائل بحكم المجلس العسكري .
و عندما قلت أن الإخوان لا يريدون إسقاط النظام ، و أن هناك تحالف قائم بين الإخوان ، و السلطة الحالية ، التي يقف على رأسها في الحقيقة عمر سليمان ، و لازال يقف ، كنت أيضاً أقاوم التيار القوي ، و الذي لم أسمح له أبداً أن يجرفني لإتجاه أخر مغاير للحقيقة .
الآن تغير إتجاه التيار ، و لم أعد أسبح ضده .
اليوم أصبح من يشيد بالمجلس العسكري ، و يهلل له ، و يطالب بإيقاف الثورة ، متهم بإنه إما عميل لأمن الدولة - و هو الجهاز الذي لازال يمارس أعماله القذرة برغم ما أعلن عن حله - أو فرد من أفراد أحد جهازي توجيه الرأي العام ، و الذي يتبع أحدهما المخابرات السليمانية ، و الأخر مباحث أمن الدولة ، أو إنه من بقايا الحزب الوطني ، أو إنه عضو في أحد المنظمات الشبابية التي كانت تتبع جمال مبارك ، تلك المنظمات التي لم تُجفف مصادر تمويلها للآن ، أي من عملاء النظام الذي أسسه مبارك بشكل أو أخر .
المجلس العسكري الحاكم يدرك تماماً ما تعرضت له شعبيته من تآكل ، وصل بها إلى الحضيض ، و جعله في موقف الدفاع دائماً ، في الوقت الراهن .
لكن لا يجب أن يلوم المجلس العسكري الحاكم أحد من الشعب على ذلك الحال المزري الذي وصلت إليه شعبيته بين أفراد الشعب المصري .
تصرفات المجلس العسكري هي التي أدت إلى تغير إتجاه التيار ، لأنه من المستحيل الكذب على الغالبية الساحقة من الشعب المصري ، كل الوقت .
المجلس العسكري هو الذي أثبت إنني صدقت في قولي : حسني مبارك مطمئن لأن أتباعه في السلطة ، و هو عنوان مقال سابق ، و أيضا يوجد كتسجيل صوتي في قناة حزب كل مصر ، في يوتيوب :
allegyptparty
المجلس العسكري بتلكأه ، في إتخاذ موقف حازم ضد مبارك للآن ، و هو موقف يستحقه مبارك ، و ينتظره للآن الشعب على أحر من الجمر ، هو الذي أثار حفيظة الشعب ، و أعطى للشعب مبرر لأن يصدق الشائعات - أو بالونات الإختبار - التي قالت بأن هناك نية للتصالح مع ، و العفو عن ، مبارك ، بما أسهم - مع أسباب أخرى - في تغيير إتجاه الرأي العام من مع ، إلى ضد ، المجلس العسكري .
و من قبل كان تلكأ المجلس العسكري الحاكم في التعامل مع حبيب العادلي ، حتى تبجح العادلي قُبيل إعتقاله بأنه لم يخضع لأي تحقيق ، أحد أسباب إثارة غضب الشعب على المجلس العسكري .
كذلك ما يعاينه الشعب من رفض المجلس العسكري إعتقال أعضاء جهاز مباحث أمن الدولة ، و رفضه تعقب مجرمي جهاز الشرطة على جرائمهم التي أرتكبوها خلال الثلاثين عاماً الماضية ، التي كانت عصراً ذهبياً لجهاز الشرطة .
في مقابل تلك المواقف التي تدل على التعامل الحنون مع مبارك ، و أركان ، و أدوات ، نظامه ، لاحظ الشعب التعامل القاسي معه .
لاحظ كيف أقدم المجلس العسكري في أحيان كثيرة على التعامل بقسوة مع المتظاهرين ، و المعتصمين ، السلميين ، لدرجة وصلت في أحد المرات على الأقل إلى إراقة الدماء ، و إزهاق حياة نفس بريئة لم يحاسب قاتلها حتى الآن .
لاحظ أن المجلس العسكري لا يتورع عن إعتقال معارضيه بالداخل ، و منع معارض منفي من تجديد جواز سفره ، و تهديده بالإعتقال الفوري لو وطأت قدميه أرض وطنه ، و التعاون مع جهاز إستخبارات أجنبي فاسد في محاولة لتحطيم ذلك المعارض ، و في المقابل إطلاق سراح ، و تدليل ، حلفائه الجدد من الإخوان الإنتهازيين ، و الجماعة الإسلامية .
لاحظ أن المجلس العسكري لا يكتفي بالإعتقال ، بل إنه يقدم أيضاً على تعذيب المعتقلين ، كما كان الحال تماماًً في عهد مبارك الإجرامي .
لاحظ أن المجلس العسكري لا يجد غضاضة في تقديم المدنيين لمحاكم عسكرية ، برغم أن ذلك الإجراء كان أحد أشد ما أُخذ على نظام مبارك .
لاحظ أن المجلس العسكري لا يجد عيب في الأخذ بالأساليب القذرة المنحطة التي كانت مطبقة على يد جهاز الشرطة في عهد مبارك الأثيم ، كتعرية ، و فحص عذرية ، الفتيات المعتقلات ، و ما إلى ذلك من أساليب منحطة تتعارض ، و تهين ، القيم الأصيلة للشعب المصري المحافظ .
يمكني أن أسرد الكثير من المواقف ، و الملاحظات ، في ميادين شتى ، و التي تصب كلها في غير صالح المجلس العسكري الحاكم للآن ، و لكني أكتفي بهذه المواقف ، و الملاحظات ، و التي سجلها الشعب ، و أخذها على المجلس العسكري الحاكم للآن ، و هي كلها مواقف ، و ملاحظات ، تتعلق بحقوق الإنسان ، التي هي أهم شيء ، لأن كرامة الإنسان ، و حقوقه الأساسية ، مقدمة على سائر الأمور الأخرى ، و للأسف فإن المجلس العسكري ينتهك تلك الكرامة ، و يدوس على تلك الحقوق ، برغم علمه بأن الشعب المصري ، و بقية الشعب العربية ، التي ثارت في 2011 ، كانت إستعادة كرامتها أحد مطالبها الأساسية .
المجلس العسكري له الفضل الأول في تغيير الرأي العام المصري فيه .
على إنه من الواجب إعادة التذكير ، و التأكيد ، بإننا نفصل بين المجلس العسكري الحاكم ، الذي هو في نظرنا أصبح كيان سياسي منذ سقط مبارك عن عرشه الرئاسي ، و بالتالي ليس فوق النقد ، و بين الجيش المصري ، الذي هو مؤسسة مصرية وطنية راسخة ، نابعة من الشعب ، و يحبها ، و يحترمها ، الشعب .
كما لم يُفلح مبارك في أن يربط سمعته بسمعة الجيش ، لن يُفلح المجلس العسكري الحاكم في ذلك .
على المجلس العسكري الحاكم أن يفحص سلوكياته ، و مواقفه ، قبل أن يُلقي باللوم على أحد ، لما وصلت إليه سمعته من تدهور .
أما لو أردنا الحقيقة فلنقل : أن المجلس العسكري بكل تصرفاته التي أخذها عليه الشعب ، إنما يؤدي وظيفته التي كلفه بها عمر سليمان .

المنفى القسري : بوخارست - رومانيا

31-05-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة