الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة إلى قوى التيار الديمقراطي...!

جاسم محمد الحافظ

2011 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


يكاد يُجمع جميع المثقفين العراقيين ، وأصدقاء شعبنا من المراقبين والمهتمين بشؤون تطور الأحداث السياسية ، على أهمية وحدة قوى التيار الديمقراطي العراقي – خاصة ذات المرجعيات اليسارية - وضرورة إخضاع تجارب سِفرها النضالي الطويل ، التي صاغت خلاله - مشتركة أو فرادى - أساليب كفاحها ، المحكومة حتماً بشروط درجة الوعي السياسي وطبيعة الصراع الاجتماعي إبان مختلف تعقيدات مراحل هذا الصراع الذي مرت بها بلادنا – رغم إخفاق هنا ونجاح هناك – واليوم وقد وضِع العراق على طريق البناء الديمقراطي، صار لزاماً على مختلف أطراف هذا التيار التعامل بمسؤولية وهمة عاليتين، لضمان شحذ همم الجماهير الشعبية ورفع وعيها وإعدادها جيداً للدفاع عن مصالحها الحيوية ، في إطار تيار وطني تقدمي ديمقراطي واسع وقادر على التصدي لمخاطر تعاظم الأزمات السياسية المحدقة بالتجربة الديمقراطية الفتية ، وتجنيب البلاد نتائج صراع عنيف تُسيره المصالح الحزبية والأنانية الضيقة ، لحفنة من السياسيين الفائزة قوائمهم بالانتخابات، والمنشغلين بحماسة في تعميق وترسيخ قواعد المحاصصة العرقية والطائفية ، التي تشكل ملاذاً آمناً لبعضهم ، ومستنقعاً يعيد إنتاج شكل آخر من أشكال الاستبداد ، وليس أدل على ذلك من طبيعة هذا الصراع القاسي ، الذي نشهد بعضاً من فصوله الحزينة من أجل السيطرة على الوزارات الأمنية ، لضمان تأمين الإمساك بالقوة ، الى جانب الإجراءات المحمومة لخلق طبقة برجوازية طفيلية ، في المدن والريف تُثرى من المال العام وتخل بميزان المساواة والعدالة الاجتماعية ، التي باتت هدفاً مشروعاً لنضال الشعوب من أجل رفع وتائر التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية ، ولاشك بأن التيار الديمقراطي العراقي يشكل اليوم في إطار هذا الانسداد السياسي بديلاً مرحباً به إن أجادت أطرافه قوانين العمل السياسي المشترك بعيداً عن الحساسيات الشخصية المفرطة والمصالح الأنانية الضيقة ، وأوهام الكمال الزائف ، وقَدرَت أهمية البعد الزمني وكُلفه الباهظة ، ونوّعت طرق الاتصال بالجماهير ونَبذت الاسترخاء عند لحظة تحديد وتثوير الحلقة المركزية الفاعلة والمؤثرة على مختلف حلقات الصراع الاجتماعي ، وعليه فإنني أعتقد أن أطراف التيار الديمقراطي العراقي كافة وبالأخص من تمنعه رؤاه المحترمة من عدم الالتحاق بنواةٍ تشكلت من بعض أطراف هذا التيار - ملزمةً على الإجابة عن التساؤلات الآتية: -
1 – متى تكون وحدة قوى التيار الديمقراطي - وبالأخص اليسارية - أكثر أهمية من هذه الأيام ؟
2 – أوليس قراءة الواقع بموضوعية والعمل على تغييره ايجابياً ، هدفاً يستفز الضمائر الحية لعشاق الحرية ويلزمهم العمل المشترك ؟
3 - متى تستوعب أطراف التيار الديمقراطي دروس التأريخ المحلي والعالمي بوحدة المصير المشترك ، إن عاد الاستبداد مرة أخرى ؟
4 – هل بقي في جعبة أحد، ما هو أكثر قدسية من الاستجابة لمناهج التعاون السياسي وتكامل الرؤى ، لإلحاق الهزيمة بمشاريع الطائفية السياسية والتجهيل والتعصب القومي والتطرف ؟
5 – متى تشهد ساحات الاحتجاج الجماهيري مثقفي قوى التيار الديمقراطي موحدين تحت شعارات مركزية وواقعية ؟
إنني واثق بأن من يتقدم بخطوات ثابتة وعريضة لكسر حدود الفرقة بين أطراف التيار الديمقراطي العراقي وتوسيع قاعدته ، سنصفق له جميعاً ونمنحه تأييدنا واحترامنا الشديدين . أما مخاوف الهيمنة من أي طرف فسيبددها بكل تأكيد حوار صادق ومسؤول يليق بحجم أحلام الفقراء في العيش بوطنٍ حرٍ يصون الحريات ويضمن رغيف الخبز والعدالة والمساواة للجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز