الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الخرافات الخمسة-

أمير جبار الساعدي

2011 / 5 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


"الخرافات الخمسة"
أمير جبار الساعدي

ونحن نعيش وسط تجاذبات صانعي القرار السياسي في العراق، وبين أحتدام اضطرابات الساحة السياسية العراقية بقصد الوصول الى مستوى من التوافق بين كل الاطراف المتصارعة على حل يقرب الفرقاء السياسيين ويجمعهم تحت مظلة الشراكة الوطنية وأكمال تشكيل حكومتنا العتيدة بعد مرور ستة أشهر طوال التي لم نرى دخان أكتمالها الى الأن، وبسبب الخروقات الأمنية الكثيرة خلال هذه المدة ولاسيما حملة الاغتيالات بكاتم الصوت والعبوات اللاصقة والتي توزعت الاتهمات بين بقايا البعث والقاعدة والاحتلال والمليشيات، والمواطن حائرا لا يعرف حقيقة هذه الشبهات التي لم تبقي أحدا من المناهضين للعملية السياسية إلا وذكرته، ولكن من المتهم الحقيقي الذي ينفذ هذه الاجندات المخربة التي تستهدف كل ما هو عراقي، فالجميع لديه المصلحة بأذكاء حالة الفرقة وخلق وضع غير مستقر لكي يصل الى مبتغاه، والخاسر الوحيد وسط كل هذه المعمعة هو الشعب العراقي.
فالتهديدات بين قادتنا والحمد لهذ أصبحت أكثر وضوحا باللجوء الى حكومة الأغلبية أو ترك العملية السياسية أو اللجوء الى أفراط عقد الشراكة وحكومتها وإعادة الانتخابات النيابية، فأي من هذه الخيارات ياقادة العراق يصب في مصلحة الشعب العراقي، وفي خضم هذا التناغم النشاز تبرز عقدة أخرى أمام توافق السياسيين وهي الوصول الى نقطة ألتقاء بينهم حول تمديد بقاء قوات الاحتلال الأمريكية أو تجديد الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة، فمجلس النواب العراقي يستعد لإستضافة دولة المالكي للوقوف على مدى جاهزية القوات الأمنية وقدرتها على حفظ الأمن الداخلي، وجاهزية قوات جيشنا العراقي وأمكانياته من ناحية التسليح والتجهيز والتدريب ومدى قدرته على حفظ سيادة وحدود العراق البرية والبحرية والجوية، وإن كانت الأجواء العراقية مختزلة السيادة فهو لا يملك دفاع جوي متطور ولا أجهزة ومعدات متقدمة لرصد سماء العراق، وكذلك إفتقار القوة الجوية العراقية الى أي من الطائرات المقاتلة ومتعددة الأغراض لحماية سيادة الفضاء الجوي العراقي من أي خرق جوي من دول الجوار الإقليمي والذي تعودنا عليه كثيرا قبل احتلال العراق وحتى الأن، فلا تتعدى هيكلية قوتنا الجوية عن أسراب من طيران الجيش وطائرات ذات أستخدام ميداني قصير المدى، ومثلها طائرات للتدريب، وكذلك الأمر مع سلاح القوة البحرية والقوة البرية، فمن المؤسف بأن أغلب المعدات والأسلحة التي تم تزويد العراق بها هي من الأجيال القديمة والتي تفتقر لكثير من الأجهزة المتطورة والحديثة فهي تعود الى ثمانينيات القرن الماضي، ولكن كل هذا لن يؤثر على الالتزام به إذا ما حصل التوافق السياسي وفق أعطاء كل حظ غنميته، فأنهم سوف يوافقون على تمديد بقاء القوات الامريكية.
وبالعودة الى وجهة المنظرين الأمريكان حول مدى نجاح الولايات المتحدة في العراق وعمق أنجازات العملية الديمقراطية وعمليتها السياسية تظهر لنا قرأة عن الانسحاب الأمريكى، واستقرار الوضع الأمنى والسياسي الذي يكاد يكون "أساطير" لن تتحقق على أرض الواقع، حسبما يرى كينيث بولاك، مدير معهد (سابان) لسياسية الشرق الأوسط، فإنه يقول بأن انسحاب نهائى للقوات القتالية الأمريكية، واستقرار الوضع الأمنى، وإصلاح النظام السياسى العراقى، ورغبة العراقيين فى جلاء الأمريكيين، فضلا عن نهاية الحرب فى موعدها المحدد لها، "خمس خرافات" حسبما وصفها بولاك، مشككا فى أن يشهد العراق تحقيق أى منها عقب انسحاب القوات الأمريكية.
ولكم أن تروا حجم المأساة التي يعشيها الشعب العراقي وعمليته السياسية ومانتج عنها من حكومة كنا نأمل منها الكثير ولكن لم نرى منها إلا ما يذري الرماد بالعيون، وعلى كل المتوافقين والمتغانمين والمعارضين إن وجودا الوقوف عند هذا القول والتحليل الذي لن يرى العراق منه الخير الكثير... وعلى كل من يتصدر ويصرح بأسم شعب العراق حكومة وبرلمان أن يعيد حساباته بالتعاطي مع الولايات المتحدة الامريكية، وينغي عليهم العودة الى هوية عراقيتهم والذود عن حياضها بالالتفات الى خدمة هذا الشعب الذي عانى الكثير ومازال يعاني وللأسف....
*باحث وإعلامي: http://iraqiwill.blogspot.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الانسحاب الامريكى من العراق
سهام ( 2011 / 11 / 24 - 12:22 )
ارى الانسحاب الامريكى من العراق كذبه كبيره اذا لايمكن لاى دوله تدعى الديمقراطيه مثل امريكا ان ترسى لديمقراطيه قواعد على فوهات المدافع والصواريخ ولكنها غزت العراق ليس فقط من اجل سلب خيراته وانتهاك مقدساته وتمزيق هويته بل ايضا لاخفاء معا لم وجعل العروبه وتمزيق اواصلها واضعاف اى دوله عربيه لها سياده فى الشرق الاوسط وجعل من يحكموه تحت مظلتهم لكى لاينفردوا بصناعه قرارهم وتحديد اهدافهم وبناء اوطانهم كما هو الحا ل مع الحكومه العراقيه

اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة