الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


63 عاما عجافا

أمير الحلو

2011 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


أ63 عاماً عجافاً
أمير الحلو

لا شك ان الحرب العالمية الثانية ونتائجها ثم الحروب الاقليمية وتفتت الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية قد غيّرت الكثير من الوقائع الجغرافية والسياسية والاقتصادية في العالم، وبرزت مراكز قوى جديدة وأضمحلت أمبراطوريات كانت قائمة على الساحة، لذلك فقد مال العمل السياسي والدبلوماسي في العالم الى التعامل مع المنطق العقلاني القائم على المصالح المتبادلة ومحاولة تجنب الحروب والصدامات الدامية.
أنطلق من هذه الحقيقة لأقول بأنه (أسرائيل) بقيت تغرد خارج السرب العالمي، واستمرت في سياستها التوسعية والاستيطانية داخل الاراضي الفلسطينية والتي أحتلتها بالقوة، ومن المعروف ان الولايات المتحدة الاميريكية ومهما كان الحزب أو الرئيس الحاكم فأن أمن اسرائيل يأتي في مقدمة اهتماماتها، لذلك فأن اسرائيل لم تعد تخشى في عالم اليوم من حروب تشن عليها أو تهديد وجودها، وهذه الحقيقة تقودنا الى التساؤل العلمي والواقعي، وليس العاطفي عن ماهية الاسباب التي تدفع اسرائيل الى تجاهل وجود قضية اسمها الاراضي الفلسطينية المحتلة وضرورة قيام دولة فلسطينية على حدود 4 حزيران 1967، خصوصاً وأن هذه الدعوة قد صدرت أخيراً عن الرئيس الاميريكي أوباما الذي دعا اسرائيل الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحقوقها في الحياة، وأريد هنا أن اتساءل وسط الرفض الاسرائيلي حتى لدعوة الرئيس الاميريكي، ماذا تريد أسرائيل بالضبط في عالم اليوم؟ وللأجابة على ذلك أقول من منطق واقعي أن القضية الفلسطينية بدأت عام 1948 وقيام دولة اسرائيل، ثم احتلال أراضي الضفة الغربية والقدس عام 1967، ولو كانت معطياتها ومجرياتها تسير وفق المعتقدات الاسرائيلية لما كانت هناك مشكلة مستعصية أسمها القضية الفلسطينية يمتد عمرها من عام 1948 لحد الأن ولجرى حل تلك المشكلة مع العشرات من القضايا العالقة في العالم، ولاشك ان دخول الرئيس الاميريكي والاتحاد الاوربي والعديد من دول العالم على (هذا الخط) للطلب من اسرائيل التخلص من عنادها يعطي مشروعية دولية وقانونية لقضية من الواضح أن اليمين الاسرائيلي يريد رفض أي طلب حتى من الاصدقاء لأعطاء الفلسطينيين حقوقهم في اقامة دولتهم المستقلة.
لقد استمعت الى خطاب الرئيس الاميريكي أوباما ودققت في كلماته المنتقاة فوجدت أنه يؤكد على التزام الولايات المتحدة الاميريكية بأمن أسرائيل، كما أنه يدعو الى اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح واجراء تغييرات متبادلة على حدود 1967، فمن أين يأتي (الخطر) إذن الذي يتحدث عنه نتياهو أمام أوباما والذي يهدد وجود أسرائيل؟
لا أريد أن أكون منحازاً (هذه المرة) لطرف ضد الأخر، ولكن الذي تعلمناه في السياسة أن الأمور لا تجري وفق هذا المنطق الذي يأخذ مصلحة ذاتية واحدة لدولة على حساب حقوق الآخرين وأراضيهم.
بأعتقادي أن اسرائيل بقيت الدولة (النشاز) في العلاقات الدولية، واذا كانت اميركا قد (تحملت) مادياً وعسكرياً وسياسياً الكثير دفاعاً عن اسرائيل وتعهدت بحمايتها، فما هو المطلوب لتذعن اسرائيل للأرادة الدولية وتعترف ان هناك شعباً فلسطينياً لم تستطع محو وجوده منذ عام 1948 لحد الأن، ولن تستطيع في المستقبل، فلماذا هذا الموقف (المدلل) الذي يتحدى الأرادة الدولية من جهة، والرغبة الاميركية في التوصل الى حل معقول يقوم على أساس الدولتين؟
اسرائيل تقول أنها واحة الديمقراطية في المنطقة، فهل ألغاء وجود شعب كامل هو نوع (جديد) من الديمقراطية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحيه استاذ امير
فهد وليد ( 2011 / 6 / 2 - 13:08 )
سعيد جد ان اجد قلمك الشريف لازال يكتب بايمان من اجل قضيتنا المركزيه فتحيه لك ايها الاستاذ الكبير

اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا