الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
انوفهم تشم رائحة اربعة هويات مزورة ولا تشم عطور شهادات نواب البرلمان المزورة
هادي الخزاعي
2011 / 6 / 1اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
علمتنا تجربة نظام الحكم المنهار أن اجهزة الأمن والشرطة السرية والعلنية تختلق آلاف الأسباب المنطقية والخيالية حين تريد اعتقال أو كم فم ناشط سياسي أو أجتماعي ، يحمل افكارا تدعوا الى الأنصاف والعدالة الأجتماعية وتحقيق مطالب الناس ، وكلما كانت دعوات اولئك النشطاء تحرك المياه الأجتماعية والسياسية الراكدة ، لا يرضى عنها الحاكم ، فيحرك بصاصيه وخشومه التي تمتلك حاسة شم لا تملكها حتى الكلاب البوليسية .
فقبل أيام شمت أنوف اولئك البصاصين والسريين* في الطريق العام المؤدي الى ساحة التحرير، والذي يدوسه كل لحظة مئات المشاة ، شمت روائح أربع بطاقات هوية شخصية مزورة كما أدعى لاحقا السيد قاسم عطا تعود لأربعة شباب كانوا متوجهون الى تلك الساحة في يوم الجمعة المصادف 27/أيار .
ولم تكن مصادفة ان تكون في ذات اليوم جمعة غضب جديدة ادواتها الناس الذين يحملون صليب آلام الأخرين فيفترشون أرض ما تحت نصب الحرية ليعرضوا بضاعتهم التي يكرروها كل جمعه لتذكير الحكومة الوطنية بأن عليها واجبات مستحقة يريدها المواطن ، ومن بين تلك الواجبات توفير الخدمات كالماء والكهرباء وأيضا وهو الذي ارعب الحكومة أن تحارب الفساد المالي والأداري وتكشف مكامنه الذي ترسخ في اجهزة الحكومة حتى صار العراق على ضوء معطيات دولية يحتل المرتبة الأولى في العالم في موضوعة الفساد المالي ، ولعل لهيئة النزاهة سجلها الذي يضم أسماء تثير الأستنكاف من سرقات قوت الناس ونهب المال العام بطرق التزوير والأحتيال العجيبة التي ورثوها من الشيطان .
كم افرح أن تكون لبصاصينا وسريينا وشرطتنا الوطنية هذه الأمكانية في كشف التزوير بهذه العبقرية والسرعة لكانوا قد أمنوا الناس من المفخخات واللاسقات والعبوات والكواتم التي تحصد يوميا العديد من الآرواح ، ولكفتهم شظايا فضيحة السونارات التي لا تكشف غير عطور النساء وبخاخات تحت الأبط ، ولكنهم ويا للعار في هذه المسألة تزكم أنوفهم ولا يشمون حتى أجيف الجيف .
لا أحد يعرف كيف شم شماموا الشرطة الوطنية بطاقات الأربعة ( مؤيد فيصل الطيب وعلي عبد الخالق الجاف وأحمد علاء البغدادي وجهاد خليل ) فوضعوهم في سيارة اسعاف - هذه وسيلة مبتكرة للأختطاف من قبل رجال الأمن لم نعهدها لدى الأجهزة القمعية في زمن الطاغية - فإذا كانت لكم هذه المقدرة فلماذا لمْ ، ولا تشموا حتى الآن ، عطور الشهادات الدراسية المزورة لأكثر من ثلاثين برلماني يتحدث بأسم الشعب ولايزال يجلس تحت قبة وحماية البرلمان ، وشهادات أكثر من 50% من أعضاء مجالس المحافظات ومئات العقود المزورة لشركات وهمية بأسماء موظفين كبار في الدولة ؟ أو لماذا لم تشموا الروائح النتنه التي تلاعبت حتى بمقدرات مكتب مجلس الوزراء فأحالوا العديد من أوامره الى وسيلة لتهريب العديد من قادة تنظيم القاعدة وغير القاعدة من سجونهم ؟
أن تصريح اللواء الناطق بأسم عمليات بغداد السيد قاسم عطا بان سبب الأعتقال ، يعود لحملهم هويات مزورة هو أمر مثير للضحك ، والأكثر اضحاكا أن الفضائية الرسمية ( العراقية ) تنشر في شريط أخبارها خبر الأعتقال بأنه يعود لحملهم بطاقات هويات مزوره ، علما بأن المواطن ، أي مواطن يمكنه استحصال بطاقة هوية الأحوال المدنية من دوائر النفوس وبلا مشقة خلال يومين كحد اقصى - لاسيما اذا قدم هدية مو رشوه الى الموظف او الموظفة - والأنكى من كل ذلك ، ان ناطق بأسم وزارة حقوق الأنسان الحكومية يؤيد ما قالته الأجهزة الأمنية على لسان السيد عطا (والله مخازي) ؛
ان هؤلاء الشباب يحملون هويات مزورة وهم بطريقهم الى ساحة التحرير ، ليشاركوا لا في صلاة الجمعه ولكن في جمعة غضب جديده ينضمها مجموعة من الشباب العاطلين .
المهم أن لا يحدث مكروه لهؤلاء الشباب بعد أن اخذ عطا يناور بمكان وجودهم .
ان المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الأربعة واجب وطني وعلى كل المشاركين في العملية السياسية أن يضغطوا على السيد المالكي بأعتباره مسؤول الجانب الأمني في العراق من أجل أطلاق سراحهم ، فيكفي العراقيون شر المفخخات وكواتم الصوت واللاسقات والمعتقلات .
* البصاصون : الأسم الذي يطلق على الشرطة السرية في العهود الماضية .
السريون : هو ما كان يطلق على رجال الأمن في العهد الملكي .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - عزيزي ابو اروى
مارسيل فيليب / ابو فادي
(
2011 / 6 / 1 - 13:53
)
انوفهم شمت رائحة اربعة هويات مزورة ( يوم جمعة ) والمنطقة تعج بالالاف المواطنيين .. لكن عجزت كل اجهزة حكومة ( عُراقنا الديمقراطي الجديد .. وخلال اكثر من ثمان سنوات من شم رائحة اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه يشربها المواطن العراقي في الكثير من مناطق العاصمة ) .
اعتقد ان الوقت حان للتصعيد ، هذه الحكومة غير قابلة للتصليح ( تفصيخ ممكن ) لأن صرنا مثل ما كال ابو المثل ... كتلو ربعه وهو توه يتحزم ....!
2 - الشمامون والفراسة
نبيل محمد
(
2011 / 6 / 1 - 19:45
)
لو صدقوا استاذ هادي لعملية الشم الذي قاموا بها لكان العراق باحسن حال ولو استخدمو الفراسة ومعرفة المزورين فدوائر الدولة تظم الكثير وحتى المجالات الامنية ولعرفوا ساعة هروب افراد القاعدة من سجن القصور في البصرة ولكن هنالك ابيات شعرية للراحل الزهاوي يقول
وصفتهم بالكلب فقال الكلب ظلمتني....................... ولا اقدر ان اكمل البيت الشعري والعاقل يفهم.
وهنالك قصة احد اصدقاء المناظل ابن الديوانية الراحل عبد الله حلواص وصف صديق آخر له بالكلب ونحن نعرف الكلب شمام ولكنه وفيّ , فرفض عبد الله حلواص بوصف الكلب لان الكلب بعض الاحيان اوفى من الانسان ولو كانوا من هذا الصنف فالوضع كان احسن مما نريد
.. مفاوضات حماس وإسرائيل: المطالب ومراحل الصفقة المنتظرة
.. تراجع -مقلق- في احتياطي الغاز في المملكة المتحدة
.. بولنديون يتحدون البرد ويسبحون في مياه متجمدة • فرانس 24
.. لماذا انتشرت الحرائق بسرعة في لوس انجلوس؟
.. جانب من متابعة الصحافة العالمية لمفاوضات صفقة التبادل