الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب وضياع الهوية والذات

علي حسين غلام

2011 / 6 / 1
السياسة والعلاقات الدولية



لا أعرف من أين أبدأ مشوار رحلتي المتعثرة أصلاً وفق معطيات ومسببات تداعيات الأزمنة الغابرة والمراحل الراهنة للبحث عن الذات العربية الأصيلة الممزقة الى أجزاء متنافرة مرة ومتناقضة مرة أخرى، والأجزاء الى أشلاءٍ ولقمٍ دسمة سائغة يلتهمها الطامعون والغزاة وكل قوي في هذا الزمان، الذاتُ التي فقدت منذ عصور هوية الأنتماءات بكل أشكالها والمضامين بكل أحجامها وأعماقها لتصبح سقيمة تائهة حائرة مليئة بالجراح والأوجاع لتختفي بحياء وهي موشحة بالسواد بين الأمم القديمة والجديدة لتستبدل سمفونية المجد والعلا بأنشودة الصمت والسبات العميق، تميل بجسدها الهزيل لتتفادى رياح الأقوياء وأعاصير التغيير، عقيمة كجفاف الصحراء والحياة في البحر الميت عاقرة لم تلد أنصاف القادة كالسلف الأفذاذ يصارعون بالحق الدنيا ومن عليها ليعيدوا أمجاد التاريخ المجيد، ومتقاعسة محنية الرأس تستحق العطف والحنان ترضى مكرهة لتقبل ما يملي الدهر والأخرين عليها حتى لو أقتضى الأمر قتل الأخوة والأبناء وأكلهم كالضباع، وأي طريق صحيح أسلك لأبتعد عن طرق السراب لأجد طوق النجاة أو ماء الحياة لأسقي روحاً عليلة تئن من غدر وكيد الأخوة والأقدار، ولعلها تخرج من سجن الأنهزامية وركامات التخلف والجمود والإتكالية التي كانت سبب في التراجع والبعد عن ركب التقدم والتطور والحداثة الذي يجتاح العالم وأن تلحق بها ولو بخطوات أثقلتها الخوف والتبعية لقوى هذا الزمان، أوالبحث عن المفتاح السحري لفتح أقفال العقول المغلقة التي تسممت بخواء الفكر والثقافة والتي لبست ثوب الجاهلية الممجوجة التي تكلست بطقوس ولاء أكل الدهر عليها وشرب، أو نجد دواء لمرض الإنكسار النفسي الذي تغلغل أغوار العرب لكثرة النكبات والإنتكاسات، أو نشعل ناراً بالكتب والأوراق الرخيصة والمشبوهة لنجلي الظلام عن المشهد الفكري والثقافي المتجدد والمتحضر ونحرق الكفن الجاهز لموتنا ونعتلي مسرح الحياة بمسرحية (لنجدد الهوية والذات)، إن جميع الأمم تتطلع للنهوض بواقع الأنسانية فيها وبناء القيم والمبادئ الحميدة في مجتمعاتها والأستقواء بالذات والهوية والعقيدة لحتمية كسر قيود الخنوع والخضوع والتبعية المذلة، والإبتعاد عن التخبط والعشوائية في التفكير والسلوك، وكذلك التخلص من سماسرة السياسة والثقافة والفكر الذين يسعون الى المنافع الذاتية وحب البقاء في السلطة والتحكم برقاب الأمة ومصيرها، ولابد من أستكشاف كل ما هو جديد على كافة الأصعدة والذي يتناسق أو يتمازج مع التطلعات وطموحات هذه الأمة ويحقق غاياتها وأهدافها وصولاً الى المجد والعلا لمشاركة الحضارات الأخرى في التعايش الأنساني والمفاهيم والمصالح المشتركة والثوابت والمسلمات المتفق عليها والتأثير في هذه الحضارات من خلال الفكر الغني والثقافة الرصينة والقيم الأصيلة والأعتدال في الحوارات والطروحات السياسية والعقائدية التي تثير المخاوف والصراعات، إن رمادية وهلامية الإطار الشعبي للثورات التي تحدث في الوطن العربي والنتائج غير ملموسة وفي أغلبها سلبية أكثر من أن تكون إيجابية لحد الآن، والمواقف المتباينة للدول العربية بين متفرجة تنتظر ما تؤول اليه الأحداث لترافق المنتصر أو مناصرة لهذه الشعوب بسبب خلافات وتوجهات سياسية أو طائفية أو مؤيدة للحكام خوفاً أن يلتهم هشيم النار عروشهم ويكون مصيرهم كمصير الراحلين أو من تدخلت مباشرة في الدعم الإعلامي والمادي والعسكري بسبب الأوامر الملزمة من أسيادها وتصفية حسابات سابقة وكذلك رغبة في التعملق على حساب الأخوة الأعداء والظهور كقوة لها تأثير في الساحة السياسية العربية والدولية، وهذا خير دليل على إتساع الهوة والخلافات والإختلافات بين قادة الدول العربية والتي إنعكست بالسلب على شعوبها، فضلاً عن التخلي عن الهوية والذات العربية ونسيانها وضياعها بسبب هوس التملق والتخادم لأسيادهم وسد الشعور بالنقص في البنية السايكولوجية الذي يعانون منه، إن العرب يمرون بمخاض تأريخي ومرحلة فوضوية وتخوفنا بل الخطر الجسيم أن يصبح حكام الخليج هم المتنفذين وأصحاب القرار والقادة المتحكمين في مصير الشعوب العربية (توسع مجلس التعاون الخليجي خارج إطارها الخليجي) كحالة حتمية لسد الفراغ السياسي المعتاد بعد رحيل القادة المخضرمين وضرورة غربية لبقاء المصالح تسير بنفس الوتيرة والسياق وكل ذلك بسبب هذه الثورات العفوية التي تبحث عن الحرية ولكن دون أهداف محددة وواضحة وحتى في قسم منها لا ندري في أي طريق يسيرون ولأي فكر ونهج يتبعون، أن تسلم هؤلاء الخليجيين زمام القيادة والسياسة تبدأ معها مرحلة طمس ودفن الهوية والذات العربية بعد مرحلة ضياعها والتي سنرضى بها مرغمين رغم علتها، وستبدأ سيناريوهات جديدة وخصوصاً في الشأن الضحية فلسطين وإنهاء هذا الملف لصالح إسرائيل، وكلنا يعلم السيناريو القديم الذي تم أعداده مع ملوك وأمراء الخليج والذي بدأ بعدم الموافقة على وعد بلفور شكلياً والتمهيد لإسرائيل بالأحتلال الأراضي العربية في 1948 والى النكبة في 1967 وحرب 1973 وصولاً الى القبول بمعاهدات السلام، وبعدها العمل على بث الروح الإنهزامية داخل النفوس لتنقلب شعارات التحرير الى شعارات إيجاد الحلول السلمية ومن ثم المبادرة الخليجية ومن ثم الى التطبيع العربي مع العدو (الصديق والحليف) والإقرار والأعتراف بوجوده وهي الغاية والهدف، وسيعمل هؤلاء أخيراً على القبول بالحلول التي تفرضها إسرائيل شئنا أو أبينا، بعد تمزيق العرب وبث الأختلاقات والتناحرات بينها وخلق خنادق وأصطفاقات جديدة من أجل الإنشغال بصراعات دائمية في المنطقة والأبتعاد عن التطور والتقدم وما يحدث في العالم، وسوف تدفع الأمة ثمناً غالياً وتمر في أوقات عصيبة وبعدها نقرأ على الدنيا والعرب السلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي


.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط




.. شاهد صور مباشرة من الطائرة التركية المسيرة -أكنجي- والتي تشا


.. محاكاة محتملة لسقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في م




.. أبرز حوادث الطائرات التي قضى فيها رؤساء دول وشخصيات سياسية و