الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عادل عبد المهدي يتسلق أسوار الاحتجاج

جاسم المطير

2011 / 6 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عادل عبد المهدي يتسلق أسوار الاحتجاج
جاسم المطير
قالت أخبار اليوم أن الدكتور عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية قدم استقالته من منصبه إلى السيد رئيس الجمهورية، كي لا يظل مشاركا في مسئولية قيادة دولة العراق الطائفية، التي لم تستطع خلال أكثر من ثماني سنوات تقديم ابسط الخدمات الاجتماعية إلى جماهير الشعب وهي نفس الخدمات التي كانت متوفرة قبل عقود وعقود.
الكثير من العراقيين تلقوا الخبر بارتياح تام بعد أن ملأ اليأس قلوبهم طيلة الفترة الماضية منتظرين موقفا وطنيا ، من شخصية وطنية في أعلى الدولة، تترك منصبا رفيعا احتجاجا على أداء قادة الدولة ، خاصة في السلطة التنفيذية المليئة بالمناصب المصطنعة ، التي لا شأن لها غير تعقيد الأمور التنفيذية وهدر الأموال العامة، بينما يظل الشعب العراقي بغالبيته فقيرا جائعا مفتقرا إلى الماء والخبز والكهرباء.
استقالة الدكتور عادل عبد المهدي ليست خطوة شجاعة حسب، بل هي تحمل جرسا منذرا بأن الضوء لا بد أن يشع في الظلمة المحيطة بالسلطة التنفيذية الراكضة وراء الاحتفاظ بالمناصب والامتيازات المالية. أن خطوة عادل عبد المهدي تتعانق وتتساند مع جرأة الخطوة التي سبق أن اتخذها عضو مجلس النواب الدكتور جعفر الصدر حين قدّم استقالته من برلمان توقع ـ وهو على صواب ـ أن لا يكون قريبا من طموحات الشعب العراقي وآماله.
أمل الشعب صار وطيدا بأن الروح الوطنية العراقية ستنهض حتما في بلد حارب الأصنام الدموية بكل العصور خصوصا في زمن الصنم الأسود صدام حسين الذي أُسقط في مزبلة التاريخ .
يا حبذا لو يبادر السيد عادل عبد المهدي ويحيط الشعب كله بأسباب استقالته التي نالت تأييد تنظيمه السياسي ( المجلس الإسلامي الأعلى) الذي اندفع بتيار مواقفه في الفترة الأخيرة التي أعلنت عن صنوف التصريحات ، على لسان بعض قادته، للدفاع عن حق الشعب في الحرية والديمقراطية.
ليست استقالة الدكتور عبد المهدي خطوة صغيرة الحجم، بل هي تحمل من دون شك على صفحات ورقها أحمال الآلام الكثيرة، الثقيلة الحجم، التي يعاني منها شعبنا ، نأمل من خطوة الاستقالة هذه أن تغدو نموذجا وطنيا لتعزيز كل الجهود الخيرة، التي تبذلها القوى والشخصيات الوطنية والديمقراطية من اجل إرساء النظام المؤسساتي المطلوب في أجهزة الدولة العراقية خصوصاً في ظل ظروف النهوض الشعبي العارم في العالم العربي بعد نجاح ثورتي الشباب في تونس ومصر، التي ألهبت قوى الحق والنضال والعدل في سوريا واليمن وليبيا من اجل مستقبل حر كريم يخلو من حكم الدكتاتوريين والفاسدين.
ليس لدي من شك في أن الشباب العراقي المتظاهر كل يوم جمعة في ساحة التحرير سوف يجد في الموقف الجريء لعبد المهدي موقفا قويا يساند نضالهم ضد الحاكمية الكهنوتية المسيطرة على السلطتين التشريعية والتنفيذية اللتين وضعتا حقوق الشعب ومطالبه في زنزانات الفساد المالي والإداري وتحت مطارق العناصر التي لا تملك الكفاءة الحقيقية لتسنم مقاليد المناصب الوزارية وغيرها .
تحية إلى الدكتور عادل عبد المهدي متمنيا له أن يستوطن مكانه الجديد، بعد أن تخلى عن منصبه في المكاتب الرئاسية الفارغة، بين جماهير الشعب المستوطنين في أكواخ الفقر في المدن والأرياف مجبرين على الصبر والاحتمال ..سيبتهج كل فقراء العراق حتما إذا ما ارتفع صوت عادل عبد المهدي في ساحة التحرير أو في ساحة الفردوس أو على نهر الفرات في مدينة الناصرية أو غيرها مدشناً شعار: (الشعب.. يريد .. الحرية ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 30 – 5 - 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كفا تملق
فهد وليد ( 2011 / 6 / 2 - 13:42 )
اصبح عادل عبد المهدي شخصيه وطنيه من اين جاءت هذه الوطنيه عندما جاء مع سيده هولاكو وهدم بغدادمع هولاء الشرذمه على ظهور الدبابات ام من تصفية الوطنين العراقين الشرفاء ام من سرقة اموال هذا الشعب من المصارف والبنوك كفاك تملق وازدواجيه تمدح هذا من اجل ان تنال رضاه وتذم الرئيس صدام رحمه الله الذي قاتل عدو متغطرس لايحترم مبداء حق الجوار طيلة ثماني سنوات وارغم انوفهم بالوحل وقاوم اقوى دولتين عرفتهم البشريه امريكا وبرطانيا وقدم نفسه واولاده فداء لهذا الوطن وهذه الامه المزبله التي ذكرتها تسعك انت وكل متملق لايحترم قلمه وانا متيقن بانك التعرف الانفسك تذم الابطال وتمدح الارذال


2 - السيد جاسم المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 6 / 2 - 14:25 )
تحيه وتقدير
وعلى ضوء ما توصلت اليه من ان عبد المهدي استقال لما تتوقعها من اسباب فلماذا لم يقدم الحكيميون استقالاتهم من مجلس البواب والزواره(النواب والوزاره)اخي جاسم انه استقال لأنه يريد ان يتفرغ لما كسب وهو القلق دائماً اليوم يريد الأستقرار له ولعائلته
اتمنى عليه ان يعيد كل ما استلم من امتيازات ورواتب وما يدير الأن لنحييه جميعاً وان يبقى في العراق ولن يعود الى فرنسا


3 - اسف استاذ جاسم
زهير العبيدى ( 2011 / 6 / 2 - 17:08 )
كتاباتك استاذ جاسم المطيرى على الدوم كانت رائعة وتدق مسامبرك فى نعش الفساد والطائفية والديقراطية المشوهة وتعرى اقطاب الفساد والنهب وتقضح اقطاب العملية السياسة اللذين لم يقدموا للشعب العراقى سوى امتيازاتهم وسرقاتهم ويؤسفنى القول ان مقالنك هذه لا تتطابق مع نهجك السابق وانا مع تعليقة السيدعبد الرضا جاسم ان يعيد السيد عادل عبد المهدى كل ما استلم من امتيازات ولا اقول الرواتب المليونية وان لا
يعود الى فرنسةو بالتاكيد ان السيد عادل بعد عبد المهدى ومجلسه الاسلامى كان ولا يزال جزء من التوليفة الطائفبة وابعد مابكونان عن المساهمة فى قيام عراق ديقراطى حقيقى


4 - كشف المغطه
دنغوز ( 2012 / 2 / 5 - 16:39 )
مع الشكر مجرد استفسار. هلهناك علاقه بين الاستقاله و؟؟؟ مصرف الزويه.

اخر الافلام

.. حشود ضخمة في موكب جنازة الرئيس الإيراني رئيسي في العاصمة طهر


.. حادثة مروعة شهدتها المكسيك خلال تجمع انتخابي بعد انهيار منصة




.. بريطانيا :رئيس الوزراء يعلن تنظيم الانتخابات العامة في 4 يول


.. الانتخابات الرئاسية الأميركية.. مخاوف بايدن وهواجس ترامب| #




.. جنود إسرائيليون: لم نجد فرقا كبيرا بين ما واجهناه بغزة وما ن