الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحن مثقفون...؟

فليحة حسن

2011 / 6 / 1
الادب والفن



هناك "مائة وستون "تعريفا للثقافة هكذا تقول كتب البحث والدراسات التي تعنى بالثقافة والمثقف ولكن مايعنيني هنا هو الجذر اللغوي لهذه الكلمة والتي انضوت عليه كتب اللغة العربية ومعاجمها والمقصود منه تثقيف العود لإزالة مايبس منه لإنتاج ما يسمى بالمثقف ،الكلمة التي صارت تطلق كصفة جاهزة على كل من يحمل شهادة دراسية أو حتى على من يمكنه التشدق ببعض الكلمات الفصيحة بل إننا صرنا نسمعها صفة لمن له القدرة على استعمال بعض الكلمات أو مقاطع من الكلمات الأجنبية ودسها بمهارة في حديثه اليومي،
بمعنى أصبح ادعاء المعرفة علامة على كلمة المثقف فإذا ما حاولنا الاقتراب من مثقف ما لنرى مدى تحليه بهذه الصفة سيتبين لنا حينها انعدام اتصافه بها بل فراغه سلوكيا من هذه الكلمة.
فليس المثقف اليوم من نراه ملتزما أمام مجتمعه أخلاقيا بهذه الكلمة وإنما نرى في غالبية مدعي الثقافة هذه، التعالي وتصاعد الأنا والنظرة الدونية للأخر ومحاولة الاستحواذ والسيطرة على ما لايملك بدعوى القدرة والتمكن بمقابل الادعاء بعجز الأخر عن القيام بنفس تلك المهام لعدم اتصافهم بالثقافة؛
ولا نخطأ إذا ما قلنا إن غالبية هؤلاء تكاد تنعدم الأخلاق لديهم فهم إذا ما سنحت لهم الفرصة لنزع جلباب ثقافتهم تلك وهذا ما يحدث غالبا نراهم ينحدرون إلى عمق سحيق من الرذيلة وتسقط عنهم أقنعة الثقافة التي تخفي نواياهم،
والقارئ لهذا المقال قد يرى فيه تجنياً على المثقف وأنا ادعوه هنا للإجابة عن هذه الأسئلة مبتدءاً بنفسه كمثقف لاغيره فأقول:
هل أنا مثقف حين ُادعى الى وليمة ما، فأكل واشرب وكأني لن أكل أو اشرب بعدها أبدا متناسياً إنما تلك الأماكن ماهي إلا مقياسا لشخصيتي وان الآخر قد وضعني بها ربما ليحكم بها على مدى ما وصلت إليه من ثقافة ؟؛
وهل أنا مثقف حين لايكون لي حديث غير عيوب الناس ومحاولة إظهارها اعتقاداً مني إن ذلك يحسّن من صورتي أمام المتحدث له؟
وهل أنا مثقف حين لااجير من استجار بي أو ابدي المساعدة وأنا المستطيع لمن طلبها ؟
وهل أنا مثقف حين يسيل لعاب شهوتي ساعة اقتراب أنثى ولو عابرة مني ومحاولة استجداء عطفها ولو بالتحايل عليها ؟
وهل أنا مثقف حين استهزئ بآراء غيري بدلا من محاولة دراستها وفهم مداليلها وتبني الجيد ودحض غير النافع منها؟
وهل أنا مثقف حين أكون حاملاً لصفات المخاتلة والتحايل والوصولية وادعاء ماليس فيّ؟
وهل لنا بعد ذلك أن نتساءل هل نحن مثقفون أم مدّعو ثقافة أم لدينا ثقافة معطلة أم ينقصنا الوعي الحقيقي لمعنى هذه الكلمة؟
وهل حقاً أسهم ضياع المعنى اللغوي لهذه الكلمة في تردي الوضع الأخلاقي للمجتمع مما جعل منه مجتمعاً يسير متقهقراً الى الوراء؟؛
فمن الصعب على مجتمع ما تغيب عن مثقفه الأخلاق أن يتقدم،
نعم إن عدم القدرة على الفهم لهذه الكلمة تولّد عدم الاستطاعة المؤدية الى تحجيم الدور المطلوب للمثقف أن يلعبه كنموذج قابل لأن يقتدى به من قبل الآخر الذي يحيا معه،المراقب له،
فالثقافة إذا لم تبتعد عن المعنى التعليمي المجرد المنتج بالشهادة أو بغيرها، والمثقف إذا لم يضف لها وعياً تعاملياً بمعنى أن تصبح الثقافة سلوكاً محسوساً يرضاه منّا المجتمع الذي نحن جزء فعال منه فلن نكون حينها إلا كما وصف القران أهل الكهف في قوله (و لواطلعت عليهم لوليت منهم فرارا)،
فإذا مافرّ أبناء المجتمع من المثقف فإلى أي وجهة يتجهون؟
وبأي نموذج يقتدون؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل انت مثقفة
سلام ربيع ( 2011 / 6 / 1 - 17:58 )
الاخت فليحة لا اعتقد ارجوك ان لا تفتحي ابوابا ليست على قياسك وانت ربع شاعرة وفي كل مهرجان موجودة ونصوصك متعبة شكرا

اخر الافلام

.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس