الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرق بين النضال والارهاب

فلاديمير لينين
(Vladimir Lenin)

2011 / 6 / 1
الارشيف الماركسي


نحن مبدئيا لم ننكر الإرهاب يوما وليس في وسعنا أن ننكره. فهو عمل من الأعمال العسكرية يمكنه أن يكون صالحا تماما وحتى ضروريا في لحظة معينة من القتال، وفي حالة معينة للقوات المسلحة، وفي ظروف معينة. ولكن جوهر الأمر يقوم على وجه الضبط في أن الإرهاب لا يظهر أبدا في الوقت الحاضر بوصفه عملية من عمليات الجيش المقاتل مرتبطة ومنسقة بشكل وثيق مع مجمل منهاج النضال، بل يظهر بوصفه وسيلة لهجمة منفردة مستقلة تماما عن كل جيش. وبالفعل لا يمكن لإرهاب أن يكون غير ذلك عندما لا تكون هناك منظمة ثورية مركزية وعندما تكون المنظمات الثورية المحلية ضعيفة. ولهذا السبب نعلن قطعا أن هذه الوسيلة للنضال في هذه الأحوال ليست في حينها وليست صائبة، وتصرف أنشط المناضلين عن مهمتهم الحقيقية، الأهم من حيث مصلحة الحركة بمجملها، وتشوش القوى الثورية لا القوى الحكومية. تذكروا الأحداث الأخيرة: فأمام أبصارنا تندفع الجماهير الواسعة من عمال المدن ومن «الشعب البسيط» في المدن إلى النضال، ولكنه لا توجد عند الثوريين هيئة أركان من القادة والمنظمين. أفلا يهدد انتقال أشد الثوريين عزما وحزما إلى الإرهاب في هذه الظروف بإضعاف تلك الفصائل الكفاحية التي يمكن عليها وحدها تعليق الآمال الجدية؟ أفلا يهدد هذا بقطع الصلة بين المنظمات الثورية وتلك الجماهير المبعثرة من المستائين والمجتجين والمستعدين للنضال، والضعاف بحكم تبعثرهم ذاته؟ والحال، في هذه الصلة تكمن الضمانة الوحيدة لنجاحنا. نحن أبعد عن التفكير بإنكار كل شأن ووزن للضربات الباسلة المنفردة، ولكن واجبنا أن نحذر بكل الحزم من التولع بالإرهاب، من اعتباره الوسيلة الرئيسية والأساسية للنضال، الأمر الذي يميل إليه بقوة بالغة كثيرون جدا جدا في الوقت الحاضر. إن الإرهاب لن يستطيع أبدا أن يصبح فعلا حربيا عاديا: فهو في خيرة الأحوال لا يصلح إلا كأسلوب من أساليب الهجوم الحاسم. وهنا نتساءل: هل يسعنا في الظرف الراهن الدعوة إلى مثل هذا الهجوم؟ إن «رابوتشييه ديلو»، على ما يبدو، تعتقد أن في وسعنا ذلك. وهي، على كل حال، تصبح: «انتظموا في طوابير هجومية !». ولكن هذا من جديد جهد يتجاوز المعقول. فإن السواد الأعظم من قوانا الحربية يتألف من متطوعين وثوار. وليس لدينا من القوات الدائمة غير بضع فصائل صغيرة ناهيك بأن هذه الفصائل غير معبأة، وغير مترابطة فيما بينها، وغير مدربة على الانتظام في طوابير عسكرية على العموم، وبالأحرى في طوابير هجومية. وفي مثل هذه الأحوال، يجب أن يكون واضحا لكل من يستطيع أن يرى ظروف نضالنا العامة، دون أن ينساها لدن كل «انعطاف» في مجرى الأحداث التاريخي، إن شعارنا في الظرف الراهن لا يمكن أن يكون «الإقدام على الهجوم»، بل يجب أن يكون: «ضرب حصار محكم حول قلعة العدو». وبتعبير آخر: إن مهمة حزبنا المباشرة لا يمكن أن تكون دعوة جميع القوى الموجودة إلى الهجوم الآن بالذات، بل يجب أن تكون الدعوة إلى خلق تنظيم ثوري أهل لتوحيد جميع القوى ولقيادة الحركة، لا بالاسم وحسب، بل بالفعل أيضا، أي أن يكون مستعدا على الدوام لتأييد كل احتجاج وكل غليان وللاستفادة من هذه الاحتجاجات والغليانات في زيادة وتعزيز القوات الحربية الصالحة للمعركة الفاصلة
المصدر
فلاديمير لينين ، بمن نبدا

اعدة للطبع للنشر والطبع
جاسم محمد كاظم
[email protected]
مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار
http://www.ahewar.org/lc








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعجبني ولكن
جنرال متقاعد ( 2011 / 6 / 6 - 08:13 )
لكن هل سينجح هذا التكتيك في الثورات الحاليه في الوطن العربي وما المطلوب

اخر الافلام

.. تفريق متظاهرين في تل أبيب بالمياه واعتقال عدد منهم


.. حشد من المتظاهرين يسيرون في شوارع مدينة نيو هيفن بولاية كوني




.. أنصار الحزب الاشتراكي الإسباني وحلفاؤه بالحكومة يطالبون رئيس


.. Politics vs Religion - To Your Left: Palestine | فلسطين سياس




.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي