الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأستقالة من حكومة المالكي هي الأنتهازية بعينها

عبدالناصرجبارالناصري

2011 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



على الرغم من كل ماتمر به الحكومة العراقية برئاسة المالكي من أنجازات وأخفاقات يبقى للعاملين فيها مبرراتهم والتي من الممكن أن يسامحهم الشعب عليها أولايسامحهم وهذا مرهون بمدى الزمن ومدى الأنجازات التي تقدمها هذه الحكومة

وبما أن المنطقة تمر هذه الأيام بظاهرة المظاهرات التي هزت عروش الطغاة العرب وأجبرتهم على الرحيل وقدمتهم الى المحاكم فمنهم من هرب ومنهم من ينتظر ومنهم من حوكم ومنهم من ينتظر
وأصبحت لهذه الثورات التظاهرية مدارس خاصة حداثوية علمت العالم وعلمت جميع السياسيين دروس لم يعرفوها في عالم السياسة وخصوصا في سياسية الشرق الأوسط منذ تأسيس السياسة في هذه البلدان المتأخرة و الى يومنا هذا ولذلك لم يكن في حسبان أي سياسي عربي أن يستقيل من منصبه كوزير في حكومة ما ويصبح بعد أيام رئيس للوزراء !

وكان لهذه التظاهرات دور واضح في أستنساخ هذه التجربة التظاهرية في العراق وجميع السياسيين تناسوا بأن العراق يختلف عن جميع بلدان المنطقة من حيث نظامه السياسي ووضعه الجديد الذي يمر به للتو

فتناسوا هؤلاء السياسيين بأ ن العراق يمر بمرحلة جديدة وهي مرحلة الأنتخابات والديمقراطية والحرية والتي كانت سبب في نشوء التظاهرات العربية التي كانت طيلة عقود من الزمن محرومة منها ولا تشعر بنعيمها

وعلى طريقة " أنا أفكر أذن أنا موجود " قام السياسيون العراقيون بتحويل هذه الحكمة الى " أنا أستقيل من الحكومة أذن أنا موجود" وهذا التحويل في الحكمة هو عين الأنتهازية وعدم الشعور بالمسؤولية لأن جميع الذين يريدون الأستقالة من حكومة المالكي ليس همهم نبذ الطغيان ونبذ الجرائم التي يرتكبها النظام كما يعمل المستقيلون من الأنظمة الأستبدادية والوحشية

فلو كان المسؤولون العراقيين ينتفضون ضد الحكومة المستبدة لوقفوا بوجه حكومة صدام حسين التي سيطرت على العراق طيلة 35 عاما والمسؤول العراقي يصفق للأستبداد البعثي والصدامي ولو كنا الآن في حكم صدام حسين والبعث لما ثرنا كما تثور الشعوب العربية الآن لأننا ننتهز الفرصة للكتابة على أعداءنا ونصفيهم تحت حجة المشاركة في التظاهرات كما زجينا الكثير الكثير من أبناء الشعب العراقي في المقابر الجماعية والسجون السرية والتعذيب النفسي والجسدي

ولأن الأمور الأن تختلف في العراق ولأن النظام الدكتاتوري المخيف ولى من العراق بالرحمة الأمريكة التي أنزلها الله للشعب العراقي وخلصه من أطغى طغاة العصر

بدأ السياسيون العراقيون يتربصون بالشعب العراقي عن طريق الضحك على ذقون الساذجين والفقراء وعن طريق أنتهاز الفرص التي تحدث من هنا وهنا ك فالجميع يعلم بأن المالكي أشترط على نفسه مهلة مئة يوم والتي بدأت تنفذ شيئا فشيئا دون تقديم أي شيء ملموس ممكن أن يذكر و يتشبث به المالكي بسبب التركة الثقيلة التي خلفها صدام حسين وبسبب الفساد المالي والأداري الذي أستفحل في العراق بسبب عدم الخوف وعدم الفهم بالديمقراطية والحرية

ولذلك العراق مقبل في هذه الأيام على الدخول في المجهول أو الدخول في مرحلة جديدة من الصعب التنبؤ بها بسبب كثرة المشاريع المطروحة التي تتقاتل على البقاء والبقاء للأقوى وفي ظل هذا الوضع الموعود بالمجهولية سارع الكثير من الأنتهازيين لتقديم أستقالاتهم من حكومة المالكي لكي يتجنبوا الدخول في متاهات لايعرفونها وعلى نظرية المثل الشعبي " أبعد عن الشر وغني له "
ومما يؤكد كلامي من ان الذين يقدمون أستقالاتهم هذه الأيام هم من الأنتهازيين مايلي
- مشاركتهم في حكومة المالكي الأولى
- مشاركتهم في حكومة المالكي الثانية والأنسحاب منها قبل أيام من بدأ المواجهة
- الطموح في مستقبل أفضل
- التحجج بأنهم كانوا أول المستقيلين من حكومة المالكي
- العمل على الطعن بالحكومة وأدانتها بعد ماكنوا جزءا مهما فيها
- الهروب المبكر من المسؤولية و المحاسبة والتي من الممكن أن تطال رموز الحكومة والتي كانوا هم منها
- التحجج بالقول بأننا وقفنا مع الشعب بالخلاص من هذه الحكومة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون