الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراجيديا العصر الزيتوني في رواية خضير قد

سالم وريوش الحميد

2011 / 6 / 1
الادب والفن


ان هذه الراوية لم تحكي عن معاناة الشعب العراقي فحسب بل هي تراجيديا الانسان الضائع في زمن الخوف، ضياع الطاقات الكامنة في الشباب، ضياع الابداع والحضور الانساني ضياع الحب والاحلام
كل شئ موقوف بالحرب الزواج ، الدراسة ،الطموح ، المستقبل كلها مشاريع مؤجلة مادامت الكلاب الزيتونيه تجوب الشوارع والازقة وتدمر كل ماهو جميل ،تطالعنا وجوهم الكالحة في كل مكان ، انها مأساة حقيقية للعراقي الذي فقد الاحساس بالزمن والمكان كل مايتمناه ان يذوق طعم الراحة وان يضع رأسه على الوسادة ويحلم بحبيبته
ان لايؤخذ من احضان زوجه اومن بين اولاده
اوميد كردي وشيعي وشيوعي كم من العذاب يستحق حتى يرضي الجلاد
وقد الهارب من الجيش الى ايران مالعقاب الذي يستحق تساؤلات لاتحتاج الى تفكير فليس غير الموت من عقاب يستطيع النظام ان يرضي بها ساديته
تدور احداث الرواية في مدينة الثورة تلك المدينة التي تضم كل اطياف الشعب العراقي فقد هو المسيحي وهو المسلم وهو المندائي والسني والشيعي قد يكون تركمانيا
قد يكون واحداَ من هؤلاء مادام يقول لا للسلطان، مادام الكل يتساوى في ميزان العداء للسلطة،
انه يرجعنا الى فترة الثمانينات دون ان يدع لنا فرصة لجذب الانفاس وكأنه يريد ان يصلنا الى النهاية دون ابطاء،فالكل مربوط بالحدث الصغير. انها حوارية مع النفس، فمن لم يعش تلك الفترة ومن منا لم تلق عليه بظلالها الاسود مدفوعين الى الموت عنوة .لقد ابدع الكاتب بتصوير تلك الحقبة بأسلوب يجمع بين الفكاهة والمأساة فمن قمة الحزن تخرج النكات (اوميد انا مستغرب وحائر من هذا الضحك المتهور الذي راح يهجم علينا هنا ونحن في قعر جهنم الحياة)
ثمة احلام في اذهاننا اوهمنا انفسنا بها نحاول من خلالها ان نتقمص شخصية المنقذ ،حوارية دائمة مع الذات اوحلام مراهقة لكثرة ماجند النظام من طاقات اعلامية ومادية لعبت دورا كبيرا في ترسيخ هذا الوهم تعكس الى حد كبير لامعقولية الفرد اتجاه ديناميكية الصراع العربي الصهيوني حرب اوهام ومحاولات خلاص من هم جاثم على النفوس ( اعتقلوني وانا على وشك تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر الى النهر ) هذه قمة التوهان والهذيان النفسي انها نوع من الهلوسة ،ان العبثية التي قادت الشباب الى تلك المهالك وتلك الاحداث المأساوية اوصلت خضير قد الى محاولة لاقناع الذات بأن كل هذه المآسي مرهونة بقميصه الجوزي الذي اشتراه من اللنكات انها سخرية ذكية لعدم مشروعية كل هذه الاهوال والحروب .ومن اكثر الاشياء مدعاة للسخرية هي ورش العوق المنتشرة في مريدي انها صورة حقيقية من الواقع المر فالكثير من الشباب كان يريد الخلاص من هذه الحرب (كسر يد ، رجل بتر كف اواصابع ) بهذه الكلمات يفاجئ عبودي كي يبتعد عن عنابر الموت ( هدايا الحرب تقدم ملفوفة بالعلم العراقي ذلك العلم الذي اصبح منظره يثير الخوف والاشمئزاز . كم يتمنى الفرد ان ينجح في الدراسة لكن الراسب في العراق كان يهنئ لأنه يرجئ سنة اخرىمن الابتعاد عن العسكرية ا والمشاركة في الحرب انها قمة المأساة .
ان الرواية عبارة عن هروب متواصل من الموت لم يكن هروبا للخلاص بل هي محاولات للتنفيس عن الكبت الخانق الذي يعيشه الانسان هروب من العسكرية هروب من الوطن هروب من ايران الذي توهم مثلما توهم الكثير انهم ملائكة وفي قمة يأسه واستسلامه للواقع المرير يقول( لم تعد حياتي تعنينني قد تعني اي شخص اخرغيري )نكوص وارتداد بسبب الخوف من الجهول .ان الكائن الحي الانساني نموذج معقد من الطاقة فرغم البلاء وقساوة الحرب والموت المحلق الا ان الانسان لاينسى غريزته فالغريزة كالنهر فأنه ينساب في مجراَ خاص به ان مااراده الكاتب هو ان الانسان لاينسى انسانيته رغم كل شئ فالحب ، والجنس والحنين والرغبات كلها موجوده وان كانت مؤجلة بعضا من الوقت
اني اضم صوتي لكاتبةمقال خضير قد والعصر الزيتوني (ابتسام يوسف الطاهر) بأن هذه الرواية يجب ان يعطى لها حقها من حيث الاهتمام وطباعتها بشكل جيد وبأخراج يتفق والقيمة الفنية لها
فهي تتناول حقبة من اهم الحقب التأريخية في العراق وهي محاولة لقراءة سيكلوجية الانسان العراقي وتحليلها بحيادية تامة فالبطل لم يكن ايجابيا في كل الاوقات وكذلك ابطالها تجدهم تارة رجال من طراز خاص وفينة اطفال مرة ابطال وحين ضعفاء انها واقع معاش امتد طيلة حكم البعث والتي كممت الافواه والجمت كل محاولة للرفض وشكراللمتابعة ...............

سالم الحميد











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-