الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لآخر مرة.. لن أختار ما بين الأسود والأسود

أحمد بسمار

2011 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


إثـر نشر مقالي السابقين عن شاعرنا الكبير أدونيس, وردتني عدة ميلات شخصية ومكالمات هاتفية وتعليقات مباشرة, من أصدقاء وغير أصدقاء ومجهولين واختصاصيين في القومية والثورات والاستراتيجية, تنتقد بعنف صارم موقف أدونيس وموقفي الحيادي مـمـا يحدث في سوريا. وللمرة الأخيرة أريد بق البحصة, وتوضيح موقفي وأسباب هذا الحياد. بالرغم من أنني لأول مرة من عمري المتعب أتخذ هذا الموقف على مضض ومرارة...
أجبت عدة مرات وباختصار على التعليقات الواردة بهذا الخصوص, محاولا لا تبرئة موقفي, كلا وألف مرة كلا. لأنني بقناعتي لا أرغب أن تلزمني أية قوة, ولو كانت قوة وزخم أصدقائي, أن التزم بما لا يقنع ضميري وتحليلي السياسي وفكري.
لا أستطيع على الإطلاق الاختيار بين الأسود والأسود...
لا أستطيع أن أختار ما بين هذه السلطة التي خنقت هذا البلد من خمسين سنة وما زالت حتى هذه الساعة, رغم الانفتاحات الاضطرارية التي حاولتها هذا اليوم.. وبين معارضة شارك غالبها في الماضي هذه السلطة بكل السلبيات اللامعقولة التي أوصلتنا لهذه المجازر المأساوية, وخليطا من الماركسيين المتحولين للسلفية والناصريين والبعثيين المنشقين المنتفعين سابقا والأخوان وتلاميذ القرضاوي وتشكيلة من الأكراد والسعوديين والقطريين, وحتى بعض الطالبين لحلف الــنــاتــو أن يمحي البلد بطياراته بانتظار أن يعيدهم كالقياصرة على متن دباباتهم.
كأنما التجربة العراقية لم تعطهم أي درس سياسي في هذا المجال العجيب والمأساوي الإنساني الغريب...
كيف أختار ما بين بشار وماهر وآصف ومخابرات بشار وماهر وآصف. وما ورثوه وما ورثونا.. وما ذاقه البلد وما أذاقونا... وما بين هذه المعارضة الآنطالية الفرانكو اميركية القرضاوية الرفعت أسدية الخدامية والتشكيلات التي خرجت من عتمة المجهول وتربعت في جميع الفضائيات القطرية والسعودية والأنكلو فرنسية. وراحت تقدم لنا أفلاما عن الحرية والديمقراطية وتعطينا دروسا في القومية والوطنية وقواعد الديمقراطية والحريات العامة.. بينما بقي الإعلام السوري الرسمي المشمع العتيق يتأرجح في محاضرات أمنية ضد مؤامراتية دفاعية محللا صور القتلى من جميع فئات الشعب أو العسكر, بغباء كامل, كان العامل الأول في ابتعاد نصف الشعب المحايد عن خطاباتهم الخشبية الروتينية, ولو افترضنا أنها غشيمة وصادقة, لم تعد تقنع حتى أصغر طفل غـر في بلد فقد عامة مفكريه من سنين مريرة أليمة طويلة.

حتى هذه الساعة, ورغم المحاولات التي تحاول أن تظهر وجها إيجابيا طيبا من النظام, والعفو عن عديد من السجناء, والتسهيلات الإدارية لعديد من المواطنين, وابتعاد بعض المستفيدين المحترفين من وسط حلقات السلطة مؤقتا... ورغم تشكيلة المعارضة الحالية بطمأنة الرأي العام المحلي والعالمي الذي يدعمها لغايات مصلحية واستراتيجية مستقبلية ليست لسواد عيوننا المكحلة. لا أرى على الإطلاق ما يشجع على الإيمان بمصداقيتها, طالما أن أكثر من نصف تشكيلاتها سلفية ووهابية وأخونجية..التي سوق تقضي نهائيا على كل إنسان حر ديمقراطي, فور وصولها إلى السلطة (تجربة الثورة الإيرانية ضد الشاه).. ومن المحاربين البعثيين المنتفعين والأسديين القدماء...

لهذا... ولآخر مرة.. لن أختار ما بين الأسود والأسود...وبانتظار خط واضح ثالث نظيف حــر وشريف يؤدي إلى بداية ديمقراطية حقيقية, والوصول إلى طريق الحريات الإنسانية العامة الطبيعية والمساواة الكاملة بين المرأة والرجل.. حينها أعطي كل تأييدي وما تبقى من عمري وإمكاناتي وأفكاري...

أما اليوم.. وحتى هذه اللحظة.. لا أستطيع سوى متابعة الأخبار.. من قنوات إعلامية مختلفة..رغم ندرة مصداقيتها وتضارب حقائقها.. والـتـأمـل والأمل..الأمـل أن يبقى شعب هذا البلد سليما عاقلا متزنا, حتى يبني طريق المستقبل...لأن الحكام يأتون.. ويذهبون.. وينساهم التاريخ... والشعوب تـبـقـى!

أحـبـك.. أحبك وأشتاق إليك, رغم الذكريات الأليمة يا بــلــدي...............
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة

مع تحياتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلفيين
ساعد يزن ( 2011 / 6 / 2 - 01:13 )
وعيونك وعيوني كله كذب بكذب ماان هي مجرد استبدال سلطة بسلطة لاديمقراطية ولاحرية - خذ العراق مثالا اين الديمقراطية والحرية والعدالة - القضية في جوهرها ياصديقي الرقيق السلطة والمال اما الافكار النبيلة فقد رحلت من زمان واذا كان القوميين نصف متعلميين فان القادميين الجدد فرسان الثورات القطرية هم اخوانجية او دعوجية- نسبة الى حزب الدعوة او حزب اللجية -نسبة لحزب نصر الله


2 - لينظروا إلى مصر
محمد بن عبدالله ( 2011 / 6 / 2 - 01:26 )
لينظروا لمصر وما حدث فيها من استئساد لجرذان السلفيين والإخوان

احييك على موقفك الانساني الصادق


3 - العزيز احمد بسمار
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 6 / 2 - 05:02 )
انت الحط الثالث الواضح الصادق


4 - بدايـة رد...
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 6 / 2 - 06:46 )
إلى السادة
ساعد يـزن
محمد بن عبدالله
والمعلق رقم 3 الذي لم ينشر تعليقه مع الأسف.
أتساءل فيما إذا كان الحياد وعدم الاختيار المعلن صراحة بين طرفين, لا يزيد حلقة من يعادي هذا المواطن الحيادي الذي يرفض الالتزام بأي من الطرفين المختلفين.
في هذه الحالة فإن المتملق المطبل المزمر المحترف الحربائي الفكر والذي يتماشى بمهارة مهنية مع جميع الأطراف, مهما تغيرت.. هو الرابح الدائم.. وفي مجتمعنا من يؤمن بالمثل الدارج التخلفي :
(اللي بياخد أمي..بسميه عـمـي!...) كثيرون مع الأسف.
ولكم صادق شكري و أطيب تحياتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية


5 - لك ان تخاف من الدب
عيسى مزرف ( 2011 / 6 / 2 - 14:30 )
المشكلة في بعض المثقفين ان خوفهم من الجب -المجموعات الاسلامية-يجعلهم يصطفون
الى جانب الدب دون ان يشعروا او حتى انهم قد يصطفون الى جانب نظام الاسد خوفا من
وصول الاخوان المسلمين الى السلطة في سوريا _طبعا الاخوان او اية مجموعات او
احزاب اسلامية اخرى -وعندما تتحدث عن ضرورات الديمقراطية التي تحتم علينا احترام
ارادة الشعوب اذا اختارتهم يقفزون بك الى النموذج الايراني وينسون التجربة التركية
او الماليزية الديمقراطية ,,,فلماذا نخاف ,,,هل ان كل الدول التي تعتمد الاسلام شريعة
تضطهد الاخرين وهل كل المسلمين هم ابن لادن او الزرقاوي ,,,يجب ان نخرج انفسنا من
هذا الخوف وان نؤمن بان الحق والعدل وحقوق الانسان هي التي تفرض نفسها في هذا
الزمن ,,,فرجائي ان تنزع عنك هذا الخوف وان تلتفت الى مصائب شعبنا السورى الذي
لايزال يعيش ماساة وحشية الدب وزبانيته


6 - ماتت الالوان وبقي الاسود؟
سيلوس العراقي ( 2011 / 6 / 2 - 15:56 )
الاستاذ المحترم احمد
اوصلت الحال الى هذا القدر الماساوي في سوريا، ولم يعد في سوريا الا اللون الاسود؟ ولا يمكن الاختيار؟ ربما يكون معك حق ؟ واذا الغيت كل الالوان ما عدا الاسود فمن أين برأيك الشخصي ياتي الخط الثالث الواضح الحر الشريف ؟ ان كان اللون الوحيد الموجود في كل التيارات في سوريا اليوم هو الاسود؟ وكيف سياتي ان لم يكن بارادة الشعب السوري ؟مع تقبل احترامي


7 - رد واعتذار إلى عبد الرضا حمد جاسم
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 6 / 2 - 16:18 )
الصديق الطيب عبد الرضا حمد جاسم
قبل كل شيء أعتذر لعدم نشر تعليقك رقم 3 مما يدفعني للاستغراب لدرجة الاعتراض لعدم نشره. حيث أنني شخصيا ضد حجب أي تعليق مهما كان اتجاهه ومهما كانت شراسته التهجمية على كتابتي. ولا أسمح لأحد بمنع أي تعليق مخالف لآرائي. وأنا المسؤول الوحيد عن كل ما أصرح وأكتب.. والدفاع عن كل ما أصرح وما أكتب...
أرجوك قبول مودتي واعتذاري من جديد.. وأصدق تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


8 - ردود بسيطة.. ومحاولة تفاهم
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 6 / 2 - 16:49 )
أستاذ عيسى مزرف
أشكرك على مداخلتك ونصائحك وتوجيهاتك الفكرية والاجتماعية والفلسفية.. آملا استطاعة مقابلتها مع أفكاري وما أؤمن. رغم اختلافي الفكري والمبدأي معك...
السيد سيلوس العراقي
مع الأسف كل الألوان التي تباع اليوم في هذه المعركة التي كل من يربح فيها ..خـاسـر. لا أجد سوى السواد والموت والقهر وخراب البلد.. وليس ذنبي إذا لم أر حتى هذه اللحظة أية فكرة أو حل معقول سلمي من جميع الأطراف المتخاصمة لإنقاذ البلد وشعبه.. ولن أشارك وأقبل بتبديل طغيان وفساد بيروقراطي عائلي, بطغيان وفساد وحقد وإرهاب طائفي.. لا خلاص منه. والأمثلة الواقعية عدة... وحتى نلتقي...
لكما مني أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة.


9 - الخط الثالث
عماد دلا ( 2011 / 6 / 3 - 00:23 )
الأخ أحمد تحية بيضاء مزركشة بالألوان
ما رأيك ؟ أليس جميلا ومهما أن لا يكون الشخص واقف مع , او تابعا او منتسبا او مؤيدا أو مختارا او مناصرا ل .. , أو ملتحقا ب ..... ما رأيك أن يكون الشخص صانعا ل أو مشاركا في رسم خط جديد بلون جديد .... مع خالص مودتي

اخر الافلام

.. متداول.. أجزاء من الرصيف الأميركي العائم تصل شاطئا في تل أبي


.. قطاع الطاقة الأوكراني.. هدف بديل تسعى روسيا لتكثيف استهدافه




.. أجزاء من الرصيف الأمريكي الذي نُصب قبالة غزة تظهر على شاطئ ت


.. حاملة طائرات أمريكية تصل إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في تدري




.. طلاب فرنسيون يحتجون من أجل غزة بمتحف اللوفر في فرنسا