الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-براغش- القلم

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2011 / 6 / 2
الادب والفن


-مداد قلم الكاتب مقدس مثل دم الشهيد.-
شكسبير



أعوامي التي هي أكثر من ثلاثين ليست على قياس أية نظرية سياسيّة، فهي تحتاج الكثير من( ملح )الكذب، و( ماء) المواقف الذي مهما دققته و عالجته لن يتحول إلى زبدة، و لذلك تراني في هذه الأيام أعاني من وذمات تقعدني عن الأمل بسبب (احتباس الماء و الملح).

هذا (الوزن الزائد) جعلني لا أحتمل (برغشة)!
و البرغش مثل البعوض لكنه أخف عقلاً.. يعني (سمبتيك) و هو يقتات -كالبعوض - على مصالحه الشخصية مهما كانت درجة الأذية التي ستلحق بالآخرين.


لم أكن أتوقع قائمة تضج بالبراغش، كالتي حطت على ضفتي الوطن، متجاهلة الدم و الظلم، مخونة كل من يخرج عن القطيع، و مبررة القتل و التعذيب.. لم أكن أتوقع ممن يحملون القلم أن يخونوا الوطن و القلم، و أسأل نفسي: متى سنردم هذه المستنقعات الثقافية؟
**********


كم كنّا نخاف " صائد القططي" ، و كم كان خوفنا يذهب بفرح طفولتنا الراكضة في ذلك الزقاق الضيق من حي "الشام القديمة" الدمشقي.

أما "صائد" ففرحه بهلعنا و هربنا من طريقه لم يكن يوازيه سوى قنصه لقطط الحارة المساكين.

كان فناناً في قتلهم ب(النبلة) أو بالعصا، و كنا نحن معشر الأطفال لوحدنا نحزن و نعلن الحداد على كل قطة تسقط، أما أهلنا (الكبار) فكان لديهم من الهموم ما يكفي لكي لا يلتفتوا لمجرد (بيسة)!

من بيننا جميعاً حملت"وعد" راية الدفاع عن قطط الحارة.. لا زلت أتذكر منظر (البلوزة) المتغيرة، مع نفس (بنطال الجينز) يحيطان بوعد النحيلة و هي تعطينا محاضرة في رفض الظلم، و وجوب محاربته..كان الظلم متمثلاً في "صائد" و كنا نحن - و لا نزال- نفك الحرف في سياسة الاعتراض.

لم نكن نسمع منها فقط لأنها تكبرنا بعامين، ولا لأن أمها معلمتنا في المدرسة، بل لأننا كنا نعرف أنها مصابة بمرض قلبي أودى بحياة أختها الكبرى..و أبقاها وحيدة، فكانت بالنسبة إلينا صديقة استثنائية جداً، تقف عند ذلك الحائط الأسمر تحمل (طباشيرة) أمها لنردد وراءها:

- لا للقتل، لا للظلم...

كان يوماً ممطراً عندما قررت "وعد" إنقاذ قطة مصابة لم تمت.. حملتها و أخذت بالجري، و "صائد " خلفها يصيح بجنون:
- أرجعيها يا (حرامية)..

ركضت "وعد" و ركض معها قلبها الصغير المريض إلى أن سقطا معاً.

عندما سألونا : كيف ماتت " وعد؟
توجهت أصابع طفولتنا نحو "صائد القططي" .. و مع أنهم لم يقتنعوا بأنه سبب الوفاة –بعد أن أكد الطبيب وفاتها بسبب مرضها و ركضها مما أدى إلى توقف قلبها - لكننا لم نر "صائد" بعدها.
سرت شائعة بأنه قد هرب خوفاً من أهل "وعد"، و أطفال آخرين قالوا بأن القطط في ليلة مقمرة تحولت وحوشاً و أكلته.

أما نحن فقد بقينا ننتظر "وعد" كل يوم أمام الحائط الأسمر...
**********

عندما حكيت لأحد "براغش" القلم حكاية "وعد"، قال:
-( بتستاهل.. هيك اللي مابيعرف وضعو و بيتصرف ع أساسو بيصير فيه).

يااااه على (بخة شلتوكس) تبخ العقل و تطهره، يا أيّها (السمبتيك):

-الأطفال خارج جميع المعادلات، و للقلم قدسيته ..لا تدنسوها، بالسوري نقول "ياعيب الشوم"...



يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ينابيع و براعم قادمه
ستفان كلاس ( 2011 / 6 / 2 - 11:28 )
انهم برغش البلد الذي يقتات و يتكاثر علي بلاليع (جمع بلُّوعه) البلد و قاذوراته التي تبطش و تقتل بهذه البربريه و الغباء ..انهم متعضيات و رخويات لم يصلوا في درجة التطور البيولوجي الى مستوى تشكل الجملة العصبيه فأين لهم بالعقل و الضمير و الاحاسيس..انهم متعضيات بدون نهايات عصبيه....
و رغم المستنقعات و المزابل الكثيره لكن مازال هناك ينابيع و تربآ خصبة و براعم وفيره..
تحيتي لك أيها الجميله النبيله


2 - لقد ظلم من احبك لانك انثى شهوة
سلام ربيع ( 2011 / 6 / 2 - 22:04 )
لا ااظلمك بل اكتم نفسي لنت تكتبين بل جانية على نفسك ارجو من الحوار نشرها تحياتي


3 - تحياتي
لمى محمد ( 2011 / 6 / 2 - 23:35 )
أستاذ ستفان
نحيا على أمل بغد لا (بلاليع )فيه، أعجبتني هذه الصورة جداً.. و تحياتي القلبية إليك



سلام ..ربيع
تعليقك سأنشره بنفسي، لكن الرجاء توضيح القصد، فلا أظنه مفهوماً..تحياتي


4 - احتاج امارس معك الجنس
سلام ربيع ( 2011 / 6 / 3 - 01:17 )
اه لو كنت من من الف اممرامراة اقودها لهذا المقود


5 - سلام خريف
مالك رشيد ( 2011 / 6 / 3 - 03:29 )
الموجود عندك احد الاعتلالات النفسية وهي السادية والرغبة في ايذاء الاخرين النصيحة لك هي ترك صفحات الادب والذهاب لطبيب الشزوفرينيا وتحيتي للكاتبة المبدعة لمى محمد على لوحتها الانسانية الجميلة


6 - ملح الكذب وماء ودماء
مجاهد.ع.المتعالي ( 2011 / 6 / 3 - 20:33 )
أرجعيها يا حرامية... يا للمفارقة الجائرة
ملح الكذب وماء المواقف.... هكذا عاش يحتضن براغشه حتى أصبحت خليطا من ملح وماء... وعندما عرف الشعب طريق العرقسوس، استبدلت البراغش ماء المواقف بدماء الصغار... وحافظت على ملح الكذب الذي لن تفرط فيه لتخلطه بالدم ومزيدا من ماء المواقف المخجلة... وعلى قولك يا عيب الشووم


7 - سلام..؟؟ وربيع؟؟
فاهم إيدام ( 2011 / 6 / 3 - 23:11 )
كيف يمكن لأسمك أن لا يكون جُذام ابن قَيْح؟؟

لماذا يكتب شخص تعليقات مثل تلك؟ في تصوّري هكذا يكون البعثي وإن لم ينتمي

كان يمكن لك يا سيده لمى حذف التعليق، لكن ما يدعو لأحترامك مضاعفةً أنك نشرتها


8 - رائعة
هالة قداح ( 2011 / 7 / 13 - 12:52 )
كلمات عذبة ... مالحة جدا ً تقبلي تحياتي وبالعامية عنجد حلوة كتير


9 - رائعة
هالة قداح ( 2011 / 7 / 13 - 12:54 )
كلمات عذبة ... مالحة جدا ً تقبلي تحياتي وبالعامية عنجد حلوة كتير

اخر الافلام

.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح


.. سهرة لبنانية بامتياز في كازينو لبنان مع النجم سعد رمضان والف




.. العربية ويكند | ترمب يغادر المسرح وحيدا بعد مناظرة بايدن..