الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مو عِدنا...

صادق إطيمش

2011 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


مو عِدنا...
بضاعة جديدة تسوقها قوى الإسلام السياسي والقوى الأمنية المرتبطة بها والحاقدة على التوجه الديمقراطي الذي ينهجه الشباب العراقي في مظاهراته واحتجاجاته وبأصواته الهادرة ليس على ساحة التحرير في بغداد فقط ، بل وعلى ساحات التحرير في كل العراق من شماله إلى جنوبه . ألأصوات الديمقراطية هذه أصبحت هاجساً رهيباً يرعب المتكئين على عصا الدين وما يسوقونه من خلال ذلك من أفكار اثبت الطفل العراقي بُعدها عن الثوابت والتعاليم الدينية والتصاقها بثقافة المتطفلين على العملية السياسية من رواد الإسلام السياسي الذين يجهلون اوليات هذه العملية ناهيك عن المعنى الحقيقي للديمقراطية الذي اراد الشعب العراقي تحقيقها بعد زوال دكتاتورية البعث الساقطة .
بالرغم من التبجح الرسمي بوجود حكومة سموها بحكومة الشراكة بين أحزاب اصبح الشغل الشاغل الوحيد لأعضاءها ومنتسبيها ملئ الحسابات المالية داخل وخارج الوطن وزيادة رقعة العقارات وتنفيذ الأجندات الحزبية التي لا علاقة لها بالأجندات الوطنية والشعبية العراقية ، بالرغم من الهراء السخيف حول وجود حكومة تمثل هذه الفئات ، إلا ان الشارع العراقي يعلم تماماً بوجود حكومات أخرى على الساحة السياسية العراقية تعمل وتنشط بشكل منظور لا يخفى على كل من يكتوي يومياً بإجراءات أجهزة هذه الحكومات أمنية كانت او إدارية .
البضاعة الجديدة التي سوقها لنا سماسرة الحكومة الرسمية هي فقدان نعم فقدان الشبان الأربعة الذين تم إختطافهم قبل أن يصلوا إلى ساحة التحرير للمشاركة مع بنات وابناء الشعب العراقي الآخرين في المظاهرات والإحتجاجات السلمية التي ينظمها ويقودها وينفذها هؤلاء الشباب كتعبير عن رغبتهم في إصلاح ما خربته يد العصابات السائبة التي تسيرها ألأحزاب الحكومية الرسمية منها وغير الرسمية . الشبان الأربعة لا يعرف أحد مصيرهم ولا بأي سجن سري من سجون العصابات يقبعون منذ إختطافهم ولحد الآن .
المهزلة التي لا يخجل مسؤولو الأمن من ترديدها على أسماع من يسأل عن هؤلاء الشبان في مواقع القوى الأمنية المختلفة هذه هي : مو عدنا . أين هم إذن ؟ وما هي ماهية هذه الدولة التي لا تعلم أجهزتها الأمنية مَن الذي يتحكم بالشارع العراقي ؟ وأين الحكومة الرسمية ، حكومة الشراكة في النهب والسلب والإبتزاز، عن نشاط الحكومات الأخرى التي تعمل معها جنباً إلى جنب على الساحة السياسية العراقية ؟ مو عدنا ... لا يخجل المسؤول عن تكرارها امام السائلين عن مصير أو محل وجود الشبان المُختطفين . ولكن لماذا الخجل وهذه اللازمة ...مو عدنا ... كنا قد عشناها لعقود من الزمن مع تلك الأجهزة الأمنية إبان دكتاتورية البعث التي كانت تختطف المناضلات والمناضلين لتغيبهم في أقبيتها دون أن يعلم أي إنسان من ذويهم أو اقاربهم أو أصدقاءهم عن محل وجودهم ولا حتى عن مصيرهم بعدئذ. وهذا ما اثبتته المقابر الجماعية التي يجري إكتشافها بين الحين والحين حتى يومنا هذا . فهل نحن سائرون إلى مقابر جماعية جديدة ؟
ليعلم رواد المحاصصات والشراكات من ذوي الأحزاب الحاكمة التي تسير بالعملية السياسية نحو العنف أمام القوى الوطنية العراقية التي تسلك الطريق السلمي نحو الإصلاح والمساهمة في هذا الإصلاح . لتعلم الحكومة الرسمية والحكومات التي تشاركها السلطة على الشارع العراقي إن سياسة العنف التي تسير نحو الدكتاتورية ونحو إستنساخ أساليب دكتاتورية البعث سوف لن يُكتب لها النجاح امام الوعي المتصاعد للجماهير العراقية وقدرتها على التعبير عن هذا الوعي بأساليب النضال الذي إنتهج الطريق السلمي الخالي من العنف والذي سيجد له أصداءً لا تقل خطورة على الملتصقين بكرسي الحكم أكثر من إلتصاقهم بالشعب العراقي ، عن تلك الأصداء التي ترددت ولا زالت تتردد لثوار تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والبحرين وما سيتبلور على المنطقة باسرها .

الدكتور صادق إطيمش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لنكن صادقين مع نفسنا حتى يصدقنا الاخرين
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2011 / 6 / 2 - 19:05 )
الدكتور صادق تحية ومحبة لك
(( والحاقدة على التوجه الديمقراطي ))
دكتور صادق المحترم
ليس هناك ((حقد)) على ((التوجه الديمقراطي)), مع فلئق احترامي وتقديري لك :
انك تسبح في بحر لا وجود له, تسبح مع احلامك على سرير دافئ, وانت على ما اعرف تعيش في المانيا بلد فلسفة هيغل وماركس و نيتشة وبلد الشعر هرنيك هينيه وبلد لعبة الكرات الزجاجية وبلد برشت
تقول حقد و توجه ديمقراطي
لا يا دكتور مجموعة من مافيا السياسية استولت على السلطة بمساعدة الزنابير الامريكية-وبمساعدة تلاميذ قم لا يعرفون ديمقراطية ولاهم يحزنون , يعرفون كيف اعادة الاعتبار للصدر الاول, العراق الان يعيش باسوا كارثة انسانية على كوكب الارض
لنكن صادقين مع نفسنا حتى يصدقنا الاخرين
تحياتي


2 - شكر وتقدير
الدكتور صادق إطيمش ( 2011 / 6 / 2 - 21:49 )
الأستاذ الفاضل جاسم الزيرجاوي المحترم
شكراً جزيلاً على إهتمامك بما كتبت وتعليقك الجميل على ما ذكرت . دعنا نسبح سوية في هذا البحر الذي لا وجود له . فهو غير موجود حقاً إذ ان العاملين على ولوج بحر الوهم هذا خدعوا الناس بالأكاذيب التي سوقوها ديناً ومبادئاً واخلاقاً في الوقت الذي اثبت فيه الشارع العراقي بان افكارهم لم تكن سوى كذباً وخداعاً وهرطقة لا حدود لها . وتبجحهم بالديمقراطية لم يكن إلا واحداً من هذه الأكاذيب التي برهنوا هم انفسهم بكل تصرفاتهم المتخلفة على انهم إنما أرادوا خداع الناس التي صدقت أكثريتها بهم فأقعدتهم على كراسي ما يسمى بالبرلمان العراقي الذي ضم كثيراً من اللصوص والمزورين والجهلة . ولا مناص امام أي مواطن عراقي يفكر بوطنه وشعبه وليس باللصوصية والتزوير والإثراء على حساب الناس إلا أن يفضح هؤلاء. فالنعمل سوية على ذلك ، ولك خالص مودتي.

اخر الافلام

.. كيف يعيش تاجر كوكايين مدان في برج خليفة بدبي؟


.. أنباء عن إصابة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في غار




.. إصابات وأضرار في مبان بالكرمل


.. قراءة عسكرية.. معارك بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في بلدية




.. شاهد| سقوط صاروخ بدير الأسد في الجليل الأسفل أطلق من جنوب لب