الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل قامت ثورة 25 يناير للإصلاح أم للإنتقام؟

أشرف عبد القادر

2011 / 6 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


عندما قامت ثورة 25 يناير قامت من أجل الديمقراطية،من أجل الحرية،من أجل العدالة الاجتماعية،من أجل حياة كريمة لكل مواطن،من أجل المساواة بين أبناء الوطن الواحد،من أجل القضاء على الفساد الذي استشرى،من أجل المطالبة بدولة مدنية ضداً عن الدولة الدينية.الشباب أراد التغيير وتم له ما أراد،وتنحي مبارك عن الحكم ورحل،وبدلاً من أن تتجه الثورة نحو وجهتها الصحيحة فإذا بها ُتختطف بعودة الشيخ يوسف القرضاوي من قطر وخطبته الشهيرة في يوم الجمعة،وترك موضوع الثورة وتطرق إلى الحديث عن إسرائيل وفلسطين وغزة،منذ ذلك اليوم وبدأت الثورة تأخذ منحى آخر،منذ ذلك الوقت وبدأ حزب الانتقام في العمل وبدأ الانتقام وأخذ الثأر وتصفية حسابات 30 سنة،كثير منها شخصية.
كنت أعتقد،وكان هذا ما يجب عمله،أنه بمجرد رحيل مبارك سيعود المصريون للعمل بكل جد واجتهاد لإنقاذ الاقتصاد الخرب والديون الكبيرة،ولكن بدلاً من العمل الدأوب والمتواصل،وجدنا إضرابات في كل يوم،اعتصامات في كل نقابة،مظاهرات مليونية كل جمعة،مما أصاب الحياة العامة،والاقتصادية خاصة، بالشلل التام،وكأنها أصبحت "موضة"،فخاف المستثمرون،وهرب رأس المال الأجنبي والمحلي، وأفلست السياحة التي تمثل مصدر الدخل الثاني لمصر بعد قناة السويس،وليت الأمر توقف عند هذا،بل أصبح كل من هب ودب يقدم بلاغاً للنائب العام عن فلان وعن علان،حتى وصلت الشكاوى إلى 47 ألف شكوى ،حتى الآن،عند النائب العام،فهل قامت الثورة لنترك أعملنا ونجلس نكتب شكاوى في كل مسئول لأنه عمل مع النظام السابق في الحزب الوطني، وكأنها الفرصة الذهبية للانتقام من النظام السابق وكل رموزه بما فيها رئيس الجمهورية السابق حسني مبارك وزوجته.
والغريب أن عدداً محدوداً من المحامين،طالبين الشهرة،لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة،هم وراء كل هذه الشكاوي التي وصلت 47 ألف شكوى،وبالله عليكم ماذا سيفعل النائب العام أمام هذا السيل من الشكاوي،وكم سيحتاج من الوقت لدراسة كل شكوى دراسة مستفيضة وإصدار حكم فيها،ولماذا لا ندع ذلك للقضاء يأخذ مجراه مع الوقت،ونتجه نحن للعمل والإنتاج لتخفيف العبء عن اقتصاد مصر المنهار والذي يزداد كل يوم انهياراً مع المظاهرات،من أجل رفعة مصر التي قمنا بالثورة للنهوض بها؟
كما أعيب على الصحافة المصرية الطريقة المهينة الانتقامية التي يتعاملون بها مع الرئيس السابق وزوجته، وعلينا ألا ننسى أن مبارك مثّل مصر لمدة 30 عاماً،أصاب وأخطأ،فعلينا أن نحاسبه على أخطائه بالقانون،لأنني أرى، من منطلق إنساني، أننا نتعامل معه، الآن، بطريقة الشماتة والانتقام وتصفية الحسابات، فماذا نكسب عندما نكتب أن مبارك يبكي أثناء التحقيق معه...مبارك أطلق لحيته...مبارك شعر رأسه أبيض لأنه لا يصبغه...مبارك لا يتكلم مع زوجته وزوجتا ولديه... علينا أن نترفع عن هذه الصغائر،لأن ذلك يظهر روح الانتقام والشماتة،وعلينا أن نحترم مبارك وزوجته من منطلق الإنسانية والمكانة،وفي نفس الوقت نحاكمه على أخطائه بالقانون وبكل احترام.حتى يعرف الجميع أننا دولة سيادة القانون،و أنه لا أحد فوق القانون.علينا أن نتخلص من روح الشماتة و حب الانتقام،لأن الثورة قامت من أجل الإصلاح، لا من أجل التخريب ،ولا من أجل الانتقام والشماتة والاضرابات الشاملة.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عيب يا رجل
على سالم ( 2011 / 6 / 3 - 03:48 )
اتابع مقالاتك منذ ان كان مبارك الفاسد رئيسا لمصر,يؤسفنى ان اقول لك انك منافق يارجل,انت كنت اكبر مطبلاتى ومهللاتى للفاسد مبارك ,عندنا ذاكره ياخ وعيب عليك هذا النفاق الرخيص

اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية