الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب المياه .. الحرب القادمة / الجزء الثاني

رائدة الغرباوي

2011 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية





حرب المياه ..الحرب القادمة
الجزء الثاني
مناطق التوتر المائي في العالم
صدرت عن بعض المراكز الغربية دراسات عديدة، ركزت بشكل دقيقٍ على موضوع المياه كأحد أهم الموارد الطبيعية القابلة للنفاذ في بعض المناطق. مشيرة في الوقت ذاته إلى احتمال تحول هذا المورد الحيوي إلى مصدر للنزاع المستقبلي بين بلدان المنطقة. وتتحدث هذه الدراسات الجدية المعمقة عن وجود عشرة مناطق مختلفة ستشهد في المستقبل صراعاتٍ ومواجهاتٍ عسكرية محتملة حول المياه، غالبيتها تعج بأزمات ومشاكل كثيرة يحتل فيها الوطن العربي مركز القلب. وقد قسّم هذا التقرير المناطق العشرة المرشحة ومن بينها منطـقة الشرق الأوسط للدخول في صراع أو مواجهة محتملة بين دولها إلى ثلاثة مستويات من الخطر هي:

- المستوى الأول: مناطق تنشب فيها حرب المياه،وتشمل دول الأردن وفلــسطين وإسرائيل .

- المستوى الثاني: مناطق محفوفة بالمخاطر ممكن لها أن تدخل ضمن دائرة الخطــر الفعلي جراء حدوث نقـصٍ شـديدٍ في مـواردها المائية. وهي دول حوضي الفرات ودجلة ( تركيا، سوريا، العراق ) وكذلك بلدان الخليج العـربـي.

-المستوى الثالث : مناطق يشوبها التوتر الدائم بسبب ندرة المياه، وهي مناطــق قابلة للدخول في دائرة الخطر خلال الفترة (20-25) سنة، وتشمل دول حوض نهر النيل (مصر والسودان).*


ويحدد التقرير الذي صدر عن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، المناطق المرشحة لحدوث صدامٍ عسكري مسّلح بين دولها، بسبب شحة المياه لديها وهي:

- المجموعة الأولى: وتضم دول مصر والسودان وإثيوبيا وكينيا وزائير وبوروندي وتنزانيا وراوندا، وتشترك جميعها بحـــوض نهر النيل .

- المجموعة الثانية : وتشمل تركيا وسوريا والعـــراق حول نهريّ الفرات ودجلة .

- المجموعة الثالثة: وتضم فلسطين والأردن وسوريا ولبنان من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، وهي الدول التي تشترك بأنــهار الأردن واليرموك والليطاني والحاصباني والوزان.

وأكثر المجاميع أهميةً في الوقت الحاضر هي المجموعة الثانية التي لا يزال فيها الخلاف المائي قائماً حتى اليوم، بسبب عدم وجود اتفاق دولي مسبق يقّسم مياه هذين النهرين بين الدول الثلاثة المعنية، رغم عقد العديد من المباحثات والمفاوضات الثنائية والثلاثية بين الأطراف المتنازعة من دون أن يسفر ذلك عن تقدمٍ ملحوظ يذكر.

الانهارالدولية في الشرق الاوسط
تعد الدول العربية في منطقة الشرق ألأوسط من أفقر بلدان العالم بالمياه العذبة، فهي منطقة قليلة الأمطار والأنهار في نفس الوقت. وحتى الأنهار التي تمر فيها لا تنبع من أراضيهاحيث تشكل نسبة المياه من خارج الحدود بحوالي 60 بالمئة . فالنيل الذي يشكل هبة الحياة لمصر والسودان ينبع من إثيوبيا ومنطقة البحيرات العظمى. أما نهرا دجلة والفرات مصدرا المياه الرئيسيين في سورية والعراق فينبعان من تركيا. وما يعقد مشكلة النقص في المياه الخلافات السياسية بين دول المنبع والممر من جهة والجو العام المتوتر منذ عقود في المنطقة. كما يعقدها أيضا معدلات النمو السكاني العالية والحاجات المتزايدة للزراعة والصناعة.

كما هو معروف انه يوجد في العراق انهار دولية كثيرة اهمها نهرا دجلة والفرات والروافد التي تصب في دجلة هي الخابور ،الزاب الكبير،الزاب الصغير وديالى ويكون العراق المجرى الاسفل لجميع هذه الانهار التي تنبع من تركيا باستثناء الزاب الصغير وديالى اللذان ينبعان من ايران الى جانب وجود العديد من الانهار الصغيرة الحدودية ويثير الانتفاع بمياه هذه الانهار الكثير من المشاكل.وسناتي على شئ من التفصيل في وصف اهم الانهار في الشرق الاوسط:


يتشكل نهر الفرات من التقاء نهري فرات صو وقره صو في حوض ملطية في هضبة أرمينيا التركية شمال مدينة كيبان بحوالى عشرة كيلومترات، ويبلغ طوله 2880 كلم، موزعة على البلدان الثلاثة كالآتي: 1000 كلم في تركيا، و675 – 680 كلم في سورية – بسبب التعاريج – و1200 كلم في العراق. أما مساحة الحوض الصباب فتبلغ 444000 كلم2 تقريباً، وتتوزع كالآتي: 121000 كلم2 في تركيا، 73000 كلم2 في سورية، و20500 كلم2 في العراق، وهناك 45000 كلم2 في المملكة العربية السعودية، نظراً الى مساهمتها بالحوض المائي الجوفي. وهذا يُرتب تأثيرات معينة في مياه الحوض – حتى الجوفية منها – إذا قل الدفق المائي في مجاري النهر، وينحصر حقها في استثمار المياه الجوفية المتجددة من مياه النهر فقط.
لا وجود – حتى الآن – لمعاهدة تُنظم المشاركة في مياه الفرات أو الاستغلال المشترك، إلا أن هناك اتفاقات ترسي مبادئ عامة وتشدد على حقوق بلدان أسفل النهر في المياه الداخلة الى أراضيها.
وفي ما يتعلق بنهر دجلة، فإنه ينبع من هضبة أرمينيا التركية من منطقة تسمى صو، وبالتحديد من جبال قاراغلان، ويبلغ طوله 1899 كلم، منها 44 كلم في سورية، و1415 كلم في العراق، ودول مجراه هي تركيا وسورية والعراق،ويطلق على العراق بلاد الرافدين لوجود نهري دجلة والفرات بها . وإيران أيضاً التي تساهم الروافد الغزيرة النابعة من أراضيها بكميات كبيرة من مياه النهر.

اما شط العرب فيعتبر المدخل الرئيسي من الساحل الشمالي للخليج العربي إلى سهل العراق وامتداده في مناطق السهول الأخرى في الأراضي السورية ، وأهميته الإستراتيجية مرتبطة بما لمنطقة الخليج من أهمية في مجال النفط والنقل البحري .
كذلك لشط العرب أهمية اقتصادية في مجال الزراعة لا سيما زراعة النخيل حيث توجد عن مصب النهرين أهم منطقة بساتين نخيل في العالم، وقد لاقت هذه المنطقة اهتماما عراقيا خاصا منذ الفتح العربي حيث تم شق آلاف الجداول للاستفادة من المياه العذبة الكثيرة الموجودة هناك.
في ما يتعلق بمياه نهر دجلة: «إن تركيا تعتبر مياه دجلة مياهاً وطنية عابرة للحدود، ولها حق السيادة المطلقة على مياهه، وأن ما تمرره من مياه الى كل من سورية والعراق هو تضحية منها وليس واجباً، وأن حوضي دجلة والفرات يشكلان حوضاً واحداً، وترفض مبدأ القسمة أو توزيع المياه.
والموقف الإيراني شبيه بالتركي، إذ تقوم إيران بتحويل معظم الروافد المائية التي تغذي نهر دجلة، مما يُخفض المياه المتدفقة باتجاه الأراضي العراقية ويسيء الى نوعية المياه ويزيد من نسب التلوث».
أما الجانبان السوري والعراقي فيؤكدان على دولية مياه النهرين وعلى ضرورة تحديد الوارد المائي الطبيعي، وضرورة توزيع المياه على أسس عادلة ومُنصفة، مع التوكيد على أن حوضي دجلة والفرات منفصلان، استناداً الى القانون الدولي للمياه، والى المعاهدات المشابهة بين الدول.
* أما نهر العاصي الذي ينبع من الأراضي اللبنانية ليجري في سورية ويصب في لواء الاسكندرون (في تركيا)، فإن طوله 571 كلم، منها 53 كلم داخل الأراضي اللبنانية و366 – 417 كلم في سورية، بسبب التعاريج، إضافة الى 45 كلم في الاسكندرون. وتتجاوز مساحة حوض العاصي 23000 كلم2، منها 8001 كلم2 في لبنان، و13800 كلم2 في سورية، والبقية في لواء الاسكندرون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل