الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب المياه ..الحرب القادمة / الجزء الاول

رائدة الغرباوي

2011 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية




حرب المياه ..الحرب القادمة

الجزء الاول
جرت العادة أن تتنازع الدول على الثروات الباطنية وفي مقدمتها النفط والحديد والذهب والفضة. لكن المستقبل ينبئ بمنازعات على ثروة لا ينحصر تواجدها في دول أو مناطق محدودة، إنها الثروة المائية التي يشكل فقر العديد من الدول والمناطق بها مثل منطقة الشرق الأوسط مدخلا لحروب في المستقبل حسب رأي الكثير من الخبراء.
من المعروف تاريخيا ان المياه هي احد العوامل المهمة لنشأة حضارة الانسان وتطورها, فحضارات السومريين والبابليين والاشوريين والفينيقيين والفراعنة نشأت في أحواض الانهار, كذلك فان المدن التاريخية الكبرى نشأت على ضفاف الانهار, وهكذا في كل مدينة أو منطقة حضارية كان الماء هو المورد الاساسي لتجمعها وحضارتها . لكن من الغريب أن يتحول الماء من مصدرٍ للحياة والنعم إلى عاملٍ لإثارة النزاعات والفتن ، فهذا المورد الحيوي جعل الكثير من الباحثين يعتقدون أن شحته تدفع ببعض الأشخاص إلى ارتكاب الجرائم في سبيل الحصول عليه. وهنا استذكر ما تحدث به الكاتب الأمريكي جون كيلي عن حرب المياه قائلاً " إن الماء ليس ضرورياً للحياة .. بل هو الحياة نفسها.. هذه الملاحظة من قبل الكاتب جاءت ليوضح أمراً أساسياً مفاده ان الماء والنفط اشتركا بالضرورة ، فبعد نضوب النفط، من المحتمل أن يسبب الماء الحرب.
ومهما يكن فان شحة المياه وموجات الجفاف التي بدأت تتعرض لها المنطقة العربية في الآونة الأخيرة ، جعلت كلاً من الباحثين ومراكز البحوث العالمية تحذر من أن الصراع القادم على المياه سوف يؤدي في المستقبل إلى نشوب حرب محتملة بين دول المنطقة فنظرا لطبيعة العلاقات التي تسود بين دول الجوار عادة فإن العامل المائي وحاجته وندرته أصبح مرتبطا بالبعد السياسي، إذ أضحى يوظف في خدمة الأغراض والأهداف والنفوذ والسيطرة والمنافع والمصالح المختلفة ,
تجلى ذلك بمقولة الاتراك لماذا يريد العرب ان نعطيهم الماء مجانا وهم يبعوننا النفط... الصراع على المياه ورفع شعار المياه نفط المستقبل يجعل شكل الحروب المقبلة تتغير من حروب البترول والطاقة الى حروب المياه .
هناك إدراك واسع بأن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي أكثر المناطق جفافا وأندرها مياه إلى حد بعيد في العالم, وأن هذا يؤثر بصورة متزايدة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمعظم الدول في المنطقة. كما ان النزاع على مصادر المياه أصبح يشكل فتيلا يهدد بظهور صراعات محلية وإقليمية مما يستدعي إلى أن تأخذ المنطقة المسألة بجدية من خلال وجود تصور وبعد استراتيجي يستدعي وضع سياسات مائية موحدة لمواجهة تحديات الأمن المائي .

مصادر المياه في العالم
من المعروف ان الماء نوعان اما ماء مالح واما ماء عذب, وسنركز على الماء العذب نظراً لاهميته.
ويقسم الماء العذب الى ثلاثة انواع, وهي: المياه الجوية, والمياه السطحية, والمياه الجوفية. وجدير بالذكر ان المياه الجوفية تشكل نحو 24% من اجمالي المياه العذبة, وبهذا تكون المياه الجوفية مستودعاً كبيراً للمياه العذبة على الارض. وتعتبر المورد الوحيد في كثير من بلدان العالم الصحراوية مثل السعودية, ومعظم دول الخليج العربي, وليبيا, وتونس, والجزائر, والمغرب, وغيرها من الدول.
يشير عدد من التقديرات أن مياه البحر المالحة تشكل 94 في المائة من المياه في العالم بينما المياه العذبة 6 في المائة وتمثل الانهار الجليدية 27 في المائة من المياه العذبة و72 في المائة مياه جوفية ويتبقى أقل من واحد في المائة من المياه العذبة في الغلاف الجوي أو المجاري المائية أو البحيرات في أي وقت من الأوقات. وتتجدد الإمدادات من المياه العذبة بإستمرار بفضل الأمطار والجليد.*
الآثار الصحية الناجمة عن أزمة المياه
وفقا لآخر الإحصاءات من اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية ، هناك ما يقدر ب 884 مليون شخص محرومون من الماء الصالح للشرب ، و2.5 مليار دون مياه تستخدم للصرف الصحي. ونتيجة لذلك انتشار الأمراض والوفيات للأشخاص الذين يستخدمون موارد مياه ملوثة ؛ هذه الآثار واضحة بشكل خاص للأطفال في البلدان المتخلفة ، حيث أن 3900 طفل يموتون يوميا بسبب الإسهال وحده. وعندما يقال أنه يمكن الحؤول دون حدوث هذه الوفيات بشكل عام ، فإن الوضع أكثر تعقيدا ، لأن الأرض تتجاوز القدرة الاستيعابية بالنسبة لحصول البشر على المياه العذبة و في كثير الأحيان تعتبر التكنولوجيا المتقدمة علاجا شافيا ، ولكن تكاليف التكنولوجيا الباهظة استبعدت عدد من البلدان من الاستفادة من من هذه الحلول. إذا كانت الدول الأقل تقدما تحاول الحصول على المزيد من الثروة ، فسيؤدي إلى تخفيف المشكلة ، ولكن الحلول المستدامة يجب أن تشمل كل منطقة في تحقيق التوازن بين السكان والموارد المائية وإدارة موارد المياه بشكل أمثل. على أية حال محدودية موارد المياه لا بد من الاعتراف بها إذا كان العالم يسعى لتحقيق توازن أفضل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيارة الرئيس الصيني لفرنسا.. هل تجذب بكين الدول الأوروبية بع


.. الدخول الإسرائيلي لمعبر رفح.. ما تداعيات الخطوة على محادثات 




.. ماثيو ميلر للجزيرة: إسرائيل لديها هدف شرعي بمنع حماس من السي


.. استهداف مراكز للإيواء.. شهيد ومصابون في قصف مدرسة تابعة للأو




.. خارج الصندوق | محور صلاح الدين.. تصعيد جديد في حرب غزة