الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيانٌ لا رجعة عنه

نسرين طرابلسي

2011 / 6 / 3
حقوق الانسان


لنحتكم للإنسانية ونفكر أيهما أجدى للوطن (الأرض والناس) أن نقبل بعضنا على اختلافنا أم لا؟؟ الكل وبدون تفكير سيختار القبول. وسيرفع كلُّ الشهود الأدلة والبراهين على أننا شعب القبول والاختلاف، وسيفقأون عينيَّ بالأمثلة من التاريخ والجغرافيا وأقوال الأنبياء والشعراء والزعماء وحكايات الجدة.
التجربة أثبتت أن الكلام أرخص بضاعة في سوق السلاح وأشدها فتكاً وتنكيلاً. إنها سلاح مرخص على كل لسان، تصوبه فيصيب بمقتل دون أن يترك أثراً لندبة أو دماء. هكذا يكون الحال عندما تكون الحرية على المحك. الحرية بحقيقتها على الأرض للممارسة وليس للتشدق شعراً ونثراً وخطباً عصماء صماء، تنصب في آذاننا ولا تصل إلى الأفئدة. الحرية التي لها في الأصل شكل حمامة بيضاء وطراوة غصن زيتون واتساع حضن أمٍ وبراءة عيني طفل. أصبح لها بينكم شكل إصبع اتهام وثقل كيس رمل واتساع سجنٍ وشرارة عيني محققٍ وتفاهة شتيمة.
سقط القناع والمئزر وبان التشوه والعورة الفاضحة. لا أحد يقبل أحداً على اختلافه أيتها الرومانسية الساذجة. انفجرت فقاعة أحلامي الوردية وطفت سمكة المحبة الملونة ميتةً على سطح الحوض. في تلك اللحظة التي سقط فيها الشهداء الأبرياء في وطني وسمعت إخوتهم في الدم والتاريخ واللغة والمصير المشترك يلعنون موتهم ويضحكون. في اللحظة التي صنَّف فيها الناس بعضهم بقوائم الشرف وقوائم العار، وأطلقوا بلا رحمة عبارات التخوين وأحكام الإقصاء. في اللحظة التي اصطف فيها كل خائف خلف مجموعة من الأقوياء وطُعِنت كلُّ حقيقة بخنجر من كذب واستترت كل النوايا وراء حجج فضفاضة.
نسينا أن الله خلق لنا لسانا واحداً وأذنين لننصت لكلمتين قبل أن ننطق بحرف. نسينا أن الذنب يتبعه مغفرة وأن الخطأ يجاوره الصواب وأن احتمال استمرار الليل مستحيلٌ كما تُعلِّمنا بدأبٍ حكمة النهار.
الحرية أن تقبل كلَّ ذلك لأنه موجود، ولأنك إنسان لا يمكنك أن تعيش سعيداً في جنة خالية. فلا شيء يدوم على هذه الأرض ولا يمكن أن يحمل وزر الندم إلا قساة القلوب. كيف تقنعني بأن الحرية تحيا بيننا إن لم تكن لي ولك. لتخرج كلمتي بأمان على مسمعك ومرآك، وأعود إلى بيتي آمنا وقد استقرت كلمتك في في ذهني ورفعت روحي على كفي دفاعك عن حقي في أن أقول. وكيف أدافع عنها ولا أدافع عنك وأنت خطُّ دفاعي الأول أمام الشرائع والقوانين الإنسانية. فإذا قلت رأيا لا يعجبك لا يعني هذا أن الوطن يضيق بنا معا. وعليك أن تركلني وتطالب بصلبي وطردي وتسحب من تحتي بساط الوطن. كيف أصدق أنك شريك الغد وأنت تنكر علي شراكتي، وكيف أقتنع أنك كنت آمنا علي وأنت تنكر علي الأمان ما أن أحسست برأيي المختلف؟!
لا يحق لأحد أن يخوِّن أحداً كائناً من كان لمجرد رأيٍ، إلا أولئك الذين تصم الخيانة تاريخهم وأفعالهم وتصريحاتهم ووقاحة مصالحهم وفجاجة نواياهم في أن نكون أنا وأنت طرفيِّ صراع في قضية عادلة ضدَّهم. الاختلاف شرط إنسانيٌ والتعايش في ظله ضرورة حتمية لتستمر الحياة، لينالوا قصاصهم العادل بينما نحتفل معا بإقامة صرح العدل. فانحز لمن شئت واترك لي خيار الانحياز لفكرتي، من دون أن نضل الطريق ولتكن بيننا الأيام. فحين تنجلي العتمة ويسطع الضوء لن نكون مجموعة من العميان، طالما كنا قد تركنا لأعيننا أن تسترق النظر لضوء يلوح في آخر النفق.
يا أخي في الإنسانية أدعوك دعوة صادقة للحرية خارج قوائم التخوين لمصلحة الوطن. فأين سنهرب معا من عيون الأطفال والأمهات ومن أمانة حملها الله للبشرية إن سجّل التاريخ أن الإنسانية لفظت بيننا وعلى أرضنا نفسها الأخير؟!.
ووقع معي على بيانٍ لا رجعة عنه:
يامن تستخدم الشتيمة وسيلةً لإقصاء الآخر، على أيِّ ضفّةٍ كنتَ.. أنا لا أحترمك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و


.. لحظة اعتقال قوات الاحتلال حارس القنصل اليوناني داخل كنيسة ال




.. حملة أمنية تسفر عن اعتقال 600 متهم من عصابات الجريمة المنظمة


.. لبنان وأزمة اللاجئين السوريين.. -رشوة- أوروبية أم حلول ناقصة




.. وقفة لرفض اعتقال ناشط سياسي دعا لا?سقاط التطبيع مع الاحتلال