الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفساد المتعدد الأوجه في العراق*

عبدالوهاب حميد رشيد

2011 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


الفرضية الرسمية الزاعمة بأن السبب في استمرار تدمير البلاد، وتهميش اقتصادها، وعدم استعداد قواتها المسلّحة، تعود إلى نقص الموارد والعجز.. فرضية خاطئة ومرفوضة.
الحقيقة هي أن هذا الزعم جزء من البيانات الرسمية الجاهزة للمسئولين العراقيين، بدءً من أولئك الذين وضعوا في قمة السلطة من قبل الاحتلال وصولاً للذين يشغلون مناصب أدنى، بغية تقديم ذرائع pretexts لفشلهم في تحقيق مصالح الشعب العراقي.
تم ضخ بلايين الدولارات التي تدفقت على الخزينة العامة العراقية بعد فترة قصيرة من الغزو/ الاحتلال الأمريكي منذ العام 2003، قُدّرت هذه المبالغ الهائلة بأنها تجاوزت عائدات نفط العراق منذ ذلك الحين.
وهذه البلايين- مبالغ التبرعات وعائدات النفط- كانت كافية لحل مشاكل العراق. لكن البلاد سقطت، وبتدبير مسبق، في مستنقع الفساد المتعدد، وعلى نحو متكامل مع التقسيمات الطائفية وشرذمة المجتمع العراقي باتجاه تدمير حاضر ومستقبل البلاد ولأجيال قادمة.
من هنا، فإن، نمط الفساد لا يتوقف عند هدف واحد أو هدف مرحلي بملئ الجيوب الخاصة و/ أو جيوب عناصر الحلبة نفسها في سلطة الحكم وأعوانهم، بل أنه نموذج من الفساد يحرم البلاد من البناء، مقابل استمرار الهدم والتخريب، في سياق استمرار ضعف بنيتها الأساسية من مدنية وعسكرية، بما في ذلك غياب قوة مسلّحة- جيش- تسليحاً حديثاً قادراً على حماية الحدود ومواجهة أطماع و/ أو اعتداءات بلدان مجاورة.
ويرتبط بذلك أن لهذا النوع من الفساد أهداف محددة تتجاوز الإستجابة للأطماع الشخصية لجشع عناصر السلطة، متمثلة في حرمان المجتمع من التقدم وبناء المستقبل الذي يستحقه، بل ويمنع حتى حركة المرافق/ الخدمات العامة مثل: النقل، التعليم، الصحة.. الوصول إلى المعايير السائدة في بلدان العالم الثالث.
كيف لنا أن نكون من السذاجة/البلاهة naïve حتى نُصدق بيانات حكام العراق الجدد- وكلاء الاحتلال- ممن يزعمون أن هدفهم الرئيس هو تحويل العراق إلى "واحة للديمقراطية oasis of democracy"، بعد أن حولوا حتى عاصمته بغداد إلى مستنقعات لمياه المجاري وبحيرات لدماء أكثر من مليون شهيد ووسط خرائب تستحق النعي!!؟؟
لقد دمّر هؤلاء الحكام الجدد جيلاً كاملاً من خلال الفساد، بعد أن استخدموا هذا الفساد كغطاء سياسي لتهريب وغسل الأموال والسرقات، وفي إطار هدفهم المعتمد من قبل الاحتلال: تجريد البلاد من قدراتها وتحويلها إلى قرية عاجزة failed village، بحيث تحتاج إلى قرون كي تنهض مرة أخرى..
ومع ذلك، يظهر هؤلاء الرسميون ببدلاتهم وأربطتهم أمام أجهزتهم ليقدموا للناس وعوداً كاذبة، في محاولة منهم للضحك على الذقون..
نحن.. العراقيون.. لقد استوعبنا هذه اللعبة القذرة bloody game، ومدى استعداد أي من هؤلاء "القادة" التطوع لسحق أي مواطن عراقي ليس له انتماء طائفي.
إن برنامجهم بخصوص العراق هو تحقيق لا شيء.. برنامج لا علاقة به مع تحسين المرافق والخدمات العامة أو رفع المعايير التعليمية والصحية والنقل العام والقوات المسلّحة.
إذا ما فعلوا.. فهذا يعني أنهم مهتمون بتجسيد الهوية الوطنية national identity للبلاد.. ولكن كيف يمكنهم القيام بذلك وهدفهم المخطط والمطبق هو تجريد العراق من هويته الوطنية!!؟؟
ممممممممممممممممممممممممـ
* ترجمة بتصرف..
Iraq’s multi-faceted corruption,By Fatih Abdulsalam,uruknet.info, Azzaman, May 29, 2011.


ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيضانات عارمة تتسبب بفوضى كبيرة في جنوب ألمانيا


.. سرايا القدس: أبرز العمليات العسكرية التي نفذت خلال توغل قوات




.. ارتقاء زوجين وطفلهما من عائلة النبيه في غارة إسرائيلية على ش


.. اندلاع مواجهات بين أهالي قرية مادما ومستوطنين جنوبي نابلس




.. مراسل الجزيرة أنس الشريف يرصد جانبا من الدمار في شمال غزة