الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الجواري والعبيد

محمد الحداد

2011 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


في الوقت الذي تعيش به أكثر بلدان الشرق الأوسط حالة حراك وهياج شعبي، سميت بالربيع العربي للثورات، هدفها الإطاحة بأنظمة حكم استبدادية ديكتاتورية، عفا عليها الزمان في عصر العولمة وحقوق الإنسان وحرية الفكر والمعتقد.
في هذا الوقت نسمع أصوات نشاز تحاول ركوب موجة الثورات برغم عدم مشاركتها في صنعها، أو دعمها، لا فكراً ولا تنظيراً، ولا حتى بالنزول الى الشارع كدعم معنوي لشباب الثورة.
بل أكثرهم نأى بنفسه عن الخوض بالأمر حتى يتبين له الخيط الأبيض من الأسود من الثورة.
فإن نجحت فهم معها، وإن فشلت فهم مع السلطة ببطشها وتهجمها على الثوار، أو أقلها أن بطش السلطة لن يصلهم لوقوفهم على الحياد.
من أهم هذه الجماعات هم أخوان مسلمي مصر.
فها هم اليوم يؤسسون حزب سياسي لخوض الانتخابات القادمة لثورة لم يكونوا يوماً من صناعها ولا من منظريها، بل وربما ليسوا من مريديها.
وهو ليس بغريب على جماعة مارست التلون طيلة فترتها على الساحة المصرية أو غيرها من الساحات، كالأردنية و السورية، وهو ليس بالغريب على من ينتهز الفرصة تلو الأخرى للوصول لسدة الحكم، وبعدها تطبيق الشريعة وفق مفهومهم للشريعة، والتي تدعوا فيما تدعوا الى تطبيق الحدود بقطع يد السارق وجلد الزاني الأعزب ورجم الزاني المتزوج.
شريعة ترفع السوط بوجه كل من لا يتوجه للمسجد للصلاة حين رفع الآذان، شريعة تطلب من ابن البلد القبطي دفع الجزية، وتضعه بمرتبة ثانية من ناحية المواطنة، فهم من أهل الذمة وجب حمايتهم من قبل المسلمين مقابل ما يدفعونه من مال جزية.
وها قد خرجت أصوات من الشرق هذا تدعوا لعودة الجواري والعبيد، ففي كلمة مصورة للمدعوة سلوى المطيري الكويتية الجنسية على الرابط أدناه:
http://www.youtube.com/watch?v=haKslDbFWhI&feature=youtu.be
تدعوا فيه للعودة لنظام الجواري حتى تساعد وفيري المال بالحصول على الجنس الرخيص دون أن يتورطوا في الزنا على حد قولها، وان يكون سائغاً حلالاً.
وها هو المدعو سيد أحمد مهدي السوداني على الرابط التالي :
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=370827
يدعوا لعودة الرق، ويتحدث عما خسره المسلمون بإلغاء العبودية من خيرات ونعم دنيوية و أخروية، ويتمنى عودة دولة الخلافة بما فيها من عبيد وجواري وغلمان.
بعقول مثل عقل سلوى المطيري وسيد أحمد مهدي، وبانتهازية الاخوان، لا أمل لكل من يستعمل العربية كلسان وكثقافة أن يتحرر من ظلمات العصور الوسطى، وأن يرى بصيص أمل في أن تدخل شعوب المنطقة الى القرن العشرين، قرن الحريات و شرعة حقوق الانسان، ولا أقول القرن الواحد والعشرين، لأننا ما زلنا في القرن الثاني والثالث الهجري، قرون الوراثة والخلافة والجواري والعبيد والغلمان، قرون الحاكم بأمره، و الذي لديه من الجواري ما إن لو أراد العودة لواحدة منهن مرة أخرى حسب تسلسلها، لاحتاج لأكثر من ثلاث سنوات لكثرة عددهن .
فما دام البعض منا يفكر بعقلية تلك القرون، فلن تجد الحرية مكان لها بيننا أبدا.

محمد الحداد
03 . 06 . 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب