الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا حروفا في ضمائرنا

علي هصيص

2011 / 6 / 4
الادب والفن




نلقاك أعلى من الدنيا وتلقانا
إياك نحن وأنت اليوم إيانا

عـلاك همٌّ أم الدنيا بها خلَلٌ
أم أن قلبك بات الليل حَرّانا

أنت المعلم ذي رؤياك نعرفها
وأنت تعرف قبل الدهر رؤيانا

قدمت قلبك نبضا كي نعيش به
قدمت نورك للأجيال برهانا

ونحن قومٌ إذا ما اشتد ساعدنا
جئناك نجزيك بالمعروف نكرانا

كنا صغارا وقد علمتنا رشدًا
علمتنا أن نرد السوء إحسانا

صحبتنا في شتاء كان أمرَضنا
عيناك ترقب طفلا عاش حيرانا

وحين مات أبي والناس قد ذهبوا
أنت الذي بجميل الصبر واسانا

مسحت دمعا جرى من مقلة ذبُلَت
ورَقَّ قلبك للأيتام تحنانا

على الرصيف وصايا منك نحفظها
لكن عليه مشينا العمر أحزانا

كنا صغارا مع الأيام نسبقها
لكنها سبَقت عمرًا تخطّانا

كنا صغارا وخبأنا دراهمَنا
طيشا حفرنا على الأدراج ذكرانا

ساحات مدرستي لازلتُ أذكرُها
شوقا إليها يطول البعد أزمانا

شوقا إلى الصحب شوقا كلُّه عتَبٌ
طال الغياب ودمع العين أعيانا

فكم تمنيتُ لو عادت مباهجنا
أيام كنا مع الأيام خلانا

وكم أحن إلى خبز ومدرسة
وبعضِ يوم من الألعاب أشجانا

هذي الخرائط كنا حين نرسمُها
نشدو معا لبلاد العُرب ألحانا

يوما رسمنا على الأسوار ضحكتنا
ودفتر الرسم عبّأناه ألوانا

و(موطني) لحنُ عشق في إذاعتنا
ليسمعَ الكونُ إبراهيمَ طوقانا*

أيامنا... ما جرى لو أنها انتظرت
ما كان أحلى إذا عادت وأحلانا

يا سيدي يا رسولَ الحرف في وطني
يا سلسبيلا من التَّحنان رَوّانا

أبكيتنا غاضبا حينا بمسألةٍ
أضحكتنا من عميق القلب أحيانا

أدبتنا بالعصا والحب واعجبا!
هما النقيضان لكن أنت معنانا

يا من تواضعت طوعا مثل سنبلة
أبهى بكبرك أن نرضاك مأوانا

أبهى بكبرك أن نلتف حول أبٍ
نقبِّلُ اليدَ إجلالا وعرفانا

لأنك الكوكب الدري رونقه
لمّا يدور يدور الكون جذلانا

من ذا سواك يقود النشء متخذا
من سيرة المصطفى نهجا وعنوانا

من علم الناس أن الحرف آيتنا
وأن لله إعجازا وتَبيانا

أعطيت كل بني الأوطان مأمنهم
أما بنوك فكان الله رحمانا

كم حاولوا قتل نفس أنت صاحبُها
يأبى الإله وتأبى النفس خذلانا

فالبعض نحوك قد وازى رصاصَتَه
لأنهم ما رأوا إلاك معوانا

قد أنكروا العُرْفَ فاحْمَومَت وجوهُهمُ
وابيضّ وجهك عند الله رِضوانا

وإنهم قتلوا الألعاب في صَلَفٍ
واستوردوا من دمى الألعاب شيطانا

ماتت براءتنا يا سوء ما فعلوا
قد ضيعوا عمرنا زورا وبهتانا

هذا وزير له في النكر صولته
وذاك يرأس من سقياك ديوانا

لقد أرادوك خلف الركب مبتعدا
وإنك اليوم قدت الركب فرسانا

فأنت في عيد ميلاد الطبيعة لم
يكن مداك سوى اخضيضار نيسانا

يا سيدي يا حروفا في ضمائرنا
ويا كتابا حملناه بيمنانا

ويا نسائم روح في جوارحنا
أحييت في ملتقى كفيك موتانا

أنت الذي سيعيد المجد متقدا
وتبعث الميْت إحساسا ووجدانا

ــــــــــــــ
* صاحب نشيد موطني وقد كان معلما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكر
سمير الشريف ( 2011 / 6 / 4 - 06:28 )
رائع تناولك ايها المبدع
الانتصار لأصحاب المبادىء في هذا الزمان اضحى مثلبة


2 - شكر
الشاعر علي الحوراني ( 2011 / 6 / 4 - 07:16 )

شكرا أخي علي على ارسال القصيدة استمتعت بقراءتها

كذلك يمكن ان تطلعى انتاجي من خلال صفحتي على الفيسبوك باسم (علي الحوراني

أو ملتقى الحكايا الأدبي ويمكن ان تسجل فيه فتستفيد كثيرا

دمت بالف خير وشعر


3 - أشكركم جميعا
علي هصيص ( 2011 / 6 / 4 - 20:10 )
أشكركم جميعا على هذه الردود الطيبة، وأنا منكم أتعلم دائما/ محبتي لكم


4 - رائع
مها ( 2011 / 6 / 30 - 19:12 )
اعجبتني كثيرا واتمنى ان ترسل لي المزيد لاني اعجب بإبداعاتك

اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل