الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحظه بين عالمين

محمد مراجع العزومى

2011 / 6 / 4
الادب والفن


ـ نوت حقيقيه عن صديقه بدويه أقصى أمانيها ورقه تدون فيها ما بخاطرها على الرغم من إنها لا تُجيد القراءه ولا الكتابه ـ

كم كرِهت ذلك النوع من الوجود ، الذى يُشبه فى بعض الأوجه إنعدام الوجود ! تلك اللحظات التى تسبق دخولها إلى عالم النوم ، و التى طالما إعتبرتها تُشبه اللحظه الفاصله بين الحياة و الموت ، بعد أن تكون كل مُنافذ الوعى و الإدراك لديها قد أغلقت كل أبوابها ، دون إذن منها لتسقط فى فراغ لا سقف له ولا قاع .

كانت تكرهها ليس لأنعدام إدراكها ، أو لأنها تُذكرها يوماً ما بأنها سترحل دون رجعه ، و لكن حنقها كان بسبب رفضها لتلك اللحظات بأن تعود بها إلى الماضى حيثُ أتت ، إلى الصحراء حيث ينظر لها أبيها بأنها إمرأه معطوبه مسلوبة الروح ، منهوبة من كل المعانى و من كل شئ، إلى الذاكرة التى لا تعرف منها غير النسيـــان ، و من الجمال غير الذكريات ، و من الأناقة غير القدم ، تلك اللحظات التى تزج بها لأحلاماً تسخر منها حتى أوقعتها فى خطيئة الحياه ، لتنظر بعدها بعينين مُتعبتين لترى عيون يأكلها الأوهام .

تلك اللحظات كانت تجعل الماضى و الحاضر ضدان يتصارعان أمامها ، فى مشاهد أقل من البطيئه ، فيمر الماضى بألامه ، و يأتى الحاضر بأماله ، فيتحول الحاضر إلى ماضى و الأمال إلى آلام، و هى لا تنال إلا أوراقاً تتساقط من شجر اللحم ، و رغم ذلك تُصر على صُنع الحياة ، و لو من صحارى الألم و التجارب المريره ، حتى و إن أنشبت أنياب الفاقة فيها .

كان ينتابها خليط من الأحاسيس المُدمره ، كالإحساس بالندم على شئ لم تعرفه ، و الذنب لأجل شئ لم تقترفه ، لكن الأمل و الرجاء لم يُفارقنها بعد ، فكانت سوداء كالليل ، جميلة كالخطيئه ، تسعى لأستغلال كل لحظه من حياتها ، للحصول على المتعة قبل فراق الحياة ، حتى و إن جعلتها تدخل لمجرى دمها عبر أحد جروها .

تأتى عليها لحظات من العذاب تعتصر جسدها ، عندما يترائى لها فتاها و هو يلوح لأهل بيتها ـ بالمحرمه ـ من إحدى النوافذ ، كدليل على عُذريتها ، فتتعالى الزغاريط ، و فتاها الذى ستبذل لأجله الغالى و النفيس طالما تعشقه و يعشقها ، ففلسفة العشق لديها وحده جسديه و روحيه بين المعشوقين ، فتاها الذى ستحمل لأجله جرة الماء لتسكبها على جسده برفق بعد عناء يوم طويل ، و الذى ستتخلى لأجله عن كينونتها ، فتظل تحت أقدامه إلى الأبد .

صرخات مكتومه أنهكتها ، جعلتها تستسلم لذلك الفراغ ، لتتحول من أحلام اليقظة إلى أحلام اللاوعى ، تتصارع مع أحلامها و أوهامها ، لتُدرك فى اللحظات التاليه ليقظتها ، أن أحلامها ما هى إلا صدى للعالم الخارجى ، و كأن العالم الخارجى بصوره و أطيافه من الماضى و الحاضر ، كان معها قبل النوم و أثناءه و بعده ، كأنها لم تبتعد كثيراً عنه حتى و هى فى عز أحلامها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمر عبدالحليم: كتبت لفيلم «السرب» 23 نسخة


.. أون سيت - 7 مليون جنيه إيرادات فيلم السرب في أول 3 أيام فقط




.. لا تفوتوا متابعة حلقة الليلة من The Stage عن الممثل الكبير ا


.. بعد أن كانت ممنوعة في ليبيا.. نساء يقتحمن رياضة الفنون القتا




.. مهرجان كان السينمائي.. ريتشارد غير، أوما ثيرمان وإيما ستون ع