الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط الانظمة الدکتاتوریة و بدایة مرحلة جدیدة

صابر محمد

2011 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


بعد مرور عدة عقود علی سیطرة الدکتاتوریات والانظمة القبلیة والعشائریة علی رقاب وارادة الشعوب في بلدان الشرق الاوسط، وبعد کل هذا الحرمان و اڵاستغلال اللتان کانت تعاني منها هذه آلشعوب و خصوصآ الطبقات الکادحة و الفقیرة العاملة، انتفضت هذه الجماهیر الغفیرة بوجه هذه الانظمة ودکتاتوریها من القادة السیاسیین.



تعتبر هذه الانتفاضات من اکثر الوثبات الجماهیریة قوة و عنفوانا وآنها انتفضت بآرادة صلبة لاتلین حتی انهاء حکم و سلطة هذه الحفنة من الطغاة اللذین تربعوا علی حیاة و مصیر الجماهیر الغفیرة و بدعم قوی البرجوازیة العالمیة علی مدی هذه العقود المنصرمة.

والان نری کیف تحاک المؤامرات و الخطط من قبل هذه القوی للالتفاف و اجهاظ هذه الثورات و تحیریفها عن مسارها و آهدافها آلاصلیة، هادفین الحفاظ و البقاء علی اسس هذه آلانظمة حتی اذا کان علی حساب الاستغناء عن ر‌‌آس النظام، من اجل دیمومة مصالحها الاقتصادیة و السیاسیة في المنطقة.

التعتیم آلاعلامي الدولي علی ابشع الجرائم اللتي ترتکبها هذه الانظمة الدکتاتوریة والانظمة القبلیة من قتل ونهب مبشر سوائا من قبل قواتها المسلحة او من قبل عملائها ومرتزقتها من البلطجیین، في حین تدعي هذه القوی البرجوازیة الدولیة بانها هي اللتي تدعم العملیة الدیمقراطیة في المنطقة، وذلک تحت تاثیر تصاعد ضخامة هذه الانتفاضات الجماهیریة.

ان المصدر و الشرارة آلرئیسیة لهذه الانتفاضات الجماهیریة هو الفقر وآلاذلال الاقتصادي و آلاجتماعي الذي مر علیه زمن من الدهر، کالبطالة و الغلاء والفساد الاداري و السیاسي و بروز حفنة من صاحبي رؤؤس آلاموال والآغنیاء من موالي النظام. بشکل آخر نستطیع آن نقول بآن الاغنیاء آصبحوا آکثر غنآ والفقراء آکثر فقرا. کذلک من الناحیة الحقوقیة والمدنیة آصبحت الجماهیر الغفیرة مهمشة ولیست لها آي دور طوعي في العملیة الدیمقراطیة وفي التعبیر عن حریة الرآي، و آجبار هذه الجماهیر الغفیرة بالسیر في المسیرات والمشارکة في الانتخابات المزورة، کذلک بسبب دعم العادات والتقالید البالیة ضد االمراة وتهمیش طاقاتها وعزلها نسبیا عن العملیة السیاسیة و التشریعیة، ان کان علی الصعید العام آو الخاص.

لیست هناك اية اسباب او جهات اخری وراء هذه الانتفاضات الجماهیریة ان کانت خارجیة او داخلیة غیر هذه المطالب الاقتصادیة والسیاسیة والاجتماعیة العادلة المتمثلة بحریة الراي وتحسین الخدمات الصحیة و الاجتماعیة و حصولهم علی تامین البطالة و انهاء الفسادالاداري والاقتصادي وانهاء دور المیلیشیات الطائفیة و الحزبیة وسیادة القوانین المدنیة المبنیة علی اساس المساواة ولیس علی اساس التحزب و القرابة والعمالة، وفرض الضرائب التصاعدیة علی اصحاب رؤوس الاموال وصاحبي الشرکات الکبری، ومن ثم توزیعها و تخصیصها ثانیة لتقدیم هذه الخدمات العامة لکل المواطنین علی سواء والوصول الی مستوی متطلبات العصر الحاضر واخیرا اعادة ارادة الانسان المسلوبة علی مر السنین الی نصابها الحقیقیة.

فالجماهیر الغفیرة من کادحي و ثوار هذه الشعوب لیسوا عملاء لاي جهة او دولة کما تدعیه هذه الانظمة والادارات العربیة والکردیة، ولکن و من الواضح بآن کل هذه الاحزاب والقوی الداخلیة والخارجیة تحاول آن تترک بصماتها وحسب المستطاع علی هذه الانتفاضات الجماهیریة وتسًير هذه الاعتراضا ت الجماهیریة حسب مصالحها السیاسیة والاقتصادیة.

من هنا یتبین وعي الجماهیر الغاضبة و الثائرة في عدم وقوعها تحت وطآة وتاثیر هذه الاحزاب والقوی، فان هذه الجماهیر لدیها من الوعي و الخبرة النضالیة الکافیة التي اکتسبتها خلال سنوات الاظطهاد و القمع الطویلین لمعرفة آعداء الانتفاضة و الثورة. ولکن هذا الوعي النضالي یرتقي یوما بعد یوما في خضم هذه الانتفاضات و الثوراة المتتالیة.

وبالرغم من سقوط الدکتاتوریة في مصر و تونس و علی وشک سقوط الانظمة الاخری کالنظام اللیبي، ومحاولة تنصیب وجوه اخرین و اللذین یعتبرون بشکل او اخر امتدادا للنظام السابق، فالجماهیر مصٌرة علی تغییر کل ارکان النظام بکل ما لدیها من طاقات طالما استمرت سیاسسات النظام السابق، فسوف تستمر الانتفاضات الجماهیریة کما نشاهدها الیوم في کلا هذین الدولتین.

مرحلة سقوط الانظمة و الحکام الدکتاتوریین هي المرحلة الاولی من الثورة العظمی التي هي من المفروض ان تتحقق ولکن ومن اجل بدء مرحلة الخلاص النهائي من کل اشکال الاظطهاد و الاستعباد الطبقي و الاجتماعي من قبل هذه الحفنة من الطبقات الظالمة و المستغلة، علی القوی والاحزاب السیاسیة وکل فرد مناضل وشریف ان یقف في صفوف هذه الجماهیر الثائرة و المدافعة عن الحریة والعدالة الاجتماعیة ومن اجل انجاح هذه المرحلة الحاسمة واسقاط کل الطغاة و االعملاء الرجعیین في المنطقة.

‌ولکن الهاجس الذي یشغل بال الجماهیر الغفیرة في نهایة الامر وعلی الصعید العالمي و الاقلیمي الشرق اوسطي في المراحل اللاحقة، هو الوصول الی الحریة و المساواة الاجتماعیة و الاقتصادیة و التحرر النهائي و ا نهاء الاستغلال البشع لطاقات الاکثریة من الجماهیر وذلک مقابل آجور زهیدة لا تفي بمتطلبات حیاتهم الیومیة ما عدا ادامة حیاتهم بکل فقر هو الخلاص النهائي من سیطرة الراسمال علی حیاة الانسان الشغیل.

ان انتصار هذه المرحلة و الوصول الی الاهداف التي شبت من اجلها الانتفاضات و کذلک الا ستعدادات للمرحلة الثانیة في سبیل القضاء النهائي علی کل اشکال الظلم والاستعباد، هي مرهونة ببقاء فعالیة المجالس الثوریة التي شکلتها الجماهیر و تشکلها من اجل حمایة انفسها و ادارة شؤونها الیومیة. كذلک من الضروري عدم افساح المجال من الان فصاعدآ توڵي الاحزاب والقوی الغیر موالیة لمطالییب الکادحین والجماهیر الغفیرة دفة الحکم و التلاعب بمصیر هذه الجماهیڕ المظلومة وعدم السماح للقوی الاجنبیة والدولیة بتغییر دفة هذه الاعتراضات و الاتیان بالقوة العسکریة تحت ذریعة مساعدة الشعب اللیبي او اي شعب اخر، لان التجربة العراقیة التي رایناها والتي اُنجزت بالهجوم العسکري هي لم تکون شیئا اخر الًلا سلبا لارادة الشعوب في تقریر مصیرها بنفسها و تحقیق ارادتها الثوریة، و لولا هذا الاحتلال وتلک السیطرة العسکریة فمن المؤکد ان الشعب العراقي و کادحیه هو اللذي کان بامکانه ان یثور کما ثار في الانتفاضة الاولی وبکل شجاعة وبسالة لاتقلان عن بسالة وشجاعة اخوانهم من کادحي مصر و تونس حتی اسقاط النظام البعثي الدکتاتوري.

وان استمرارهذه الانتفاضات الجماهیریة تکشف یوما بعد یوما وبالتزامن مع تواصل هذه الوثبات الجمایریة الثوریة، مدی صمیمیة القوی و الاحزاب القومیة ان کانت عربیة او کردیة او دینیة في وقوفها مع مطالیب هذه الجماهیر الغفیرة من المظلومین.

وکذلک ستکشف في المراحل اللاحقة اجلا ام عاجلا مواقف و ثوریة الیسار التابع لبقایا الاتحاد السوفیتي والستالینیة اللذین کانوا مشارکین مع الحکومات والانظمة الدکتاتوریة والرجعیة او مساوما معهما و کذلک التیارات الاصلاحیة من الیساریین الجدد الذین یترددون و ینوون المشارکة في الانتخابات البرجوازیة، واللذین یتوکلون علی المؤسسات التابعة للنظام الرآسمالي العالمي کالامم المتحدة في الاشراف و تطبیق ما یرمون الیه من استفتاءات او تشکیل حکومات مدنیة کما یسمونها.

ان انهاء هذه المرحلة مرهونة بمساهـمة کل القوی التقدمیة و المناهظة للدکتاتوریة والمطالبة للتغییر باسقاط کل الانظمة الدکتاتوریة و القبلیة الرجعیة في المنطقة ومن اجل انجاز کل امال وتطلعات هذه آلشعوب وخصوصا کادیحیها. والتي ستکون تمهیدا لمرحلة جدیدة یتم التحضیر و الا ستعداد الفکري و السیاسی لها علی الصعید المحلي والعالمي. کمرحلة لانبعاث نواة هذه القوة الثوریة السیاسیة، وبالتالي املاء هذا الفراغ السیاسی التي تعانی منها الطبقات العاملة و الکادحة للقیام بمهامها النضالیة المشروعة علی الصعیدین العالمي و المحلي .

صابر . م . صالح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار