الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لانجاح ولاأمل في أي ثورة تغيير داخل العراق

عبدالناصرجبارالناصري

2011 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



يراهن الكثير من العراقيين هذه الأيام على الشعب العراقي والذي يمكن أن يقوم بثورة شعبية تحدث تغييرا في الأوضاع التي يعاني منها الشعب العراقي المظلوم والمبتلى بعدة أمراض سرطانية مزمنة لايمكن معالجتها ولايمكن مشافاتها في دواء من الأدوية العالمية

بسبب كثرة الأطماع وكثرة النفوذ وكثرة مواطيء الأقدام الأجنبية والمحلية المعادية للعراق وللعراقيين فهذه الأطراف التي تنفذت وسيطرت على العراق لايمكن أزاحتها بالسهولة التي يتحدث عنها المتفائلون والمطبلون والمزمرون لنجاح التغيير والثورة العراقية الموعودة

فكل الأطراف المتنفذة في العراق لها عدة أوراق وعدة معزوفات تحرك وتعزف بها متى ما أرادت أن تعزف بها من دون أي خطر يحصل لها يمنعها من ذلك
فحكومة المالكي تعتبر كل تحرك يحدث في العراق يصب بمصلحتها وهي تراهن على دعم الجانب الأمريكي لها ولذلك سمحت للتيار الصدري وجيش المهدي بالأستعراض من أجل أيصال رسالة للأمريكان بأن الأوضاع السياسية والأمنية عندما تفلت من سيطرة الحكومة برئاسة المالكي فأنها سوف تعود الى المليشيات المدعومة من أيران والتي تقوم بمحاربة الأمريكان وطردهم من العراق وتسبب لهم أزعاج أمني كبير ومن الممكن أن تؤدي الى أزهاق أرواح العديد من الجنود الأمريكان سواء كانوا هؤلاء الأمريكان مدنيين أو عسكريين فأن المليشيات أستهدافها للأجنبي واحد بسبب الخطاب الفقهي الذي يسمي جميع الغرباء بالأجانب

فمازال الدين والطائفية معشعشة ومسيطرة على عقول العراقيين أذن لايمكن أن تنجح أي ثورة عراقية وأن نجحت فأن نجاحها سوف يكون من الأسوأ الى الأسوأ كما تحدثنا جميع الثورات التي قامت على أساس الجانب الديني والطائفي
فثورة تونس لم يقوم بها بعض الطائفيين والأسلاميين والمتطرفين بل قام بها الشاب الشهيد محمد ال بو عزيزي ولذلك نجد هذه الثورة فاقت جميع الثورات التغييرية عبر التاريخ لأنها خالية من الآيدلوجيات والمطامع الدينية والطائفية
وبدأت ثورة مصر كذلك في بدايتها بصوت واحد خالي من الخلاف القبطي والأسلامي ورفع شعارات الثورة الشباب المصريون ولذلك نجحت الثورة وحققت أهدافها وأزاحت حسني مبارك من السلطة لكنها بعد ذلك بدأت تتراجع بسبب تحركات المتطرفين دينيا وعزفهم على الخلافات الطائفية والدينية حتى أصبح بعض المصريين يترحمون على حسني مبارك بسبب ماتشهده مصر من خلافات دينية يذهب ضحيتها العشرات من المواطنين المصريين دون أي أنجاز يذكر ويسجل للشهداء سوى خرافات عفى عليها الزمن وأكل عليها وشرب

أما ثورة اليمن فلن تنجح الى الآن لأن الرئيس اليمني يعيش على الخلافات الطائفية والقروية بين القبائل مع بعضها وبين الطوائف مع بعضها فالرئيس اليمني يقول بأن المتظاهرين هم من الحوثيين المدعومين من ايران والذين يريدون السيطرة على الحكم في اليمن وتسلمة الى ايران ولذلك يقف جميع الطائفيين معه عندما يطلق هذه المقولة وهذا الشعار الطائفي الذي ذاقت الشعوب العربية العذابات والويلات بسبب هذا الخلاف الذي لانعرف متى نتخلص منه ونعترف بأنه شعار سلطوي من أجل السيطرة على موارد وخيرات الشعوب العربية والمراد منه هو عدم تقدم العرب وعدم تقدم الشباب العربي وأن يكون العربي غارق فقط في مياه وبحار هذه الشعارات الطائفية لايفكر ولا يعلم ولايتقدم الا بالشعارات الطائفية

أما البحرين فلن تنجح ثورتها أيضا لأن الشعب البحريني لن يهب هبة واحدة كما هب التوانسة بل قام البعض من البحرينيين الذي ينتمون الى طائفة واحدة وحملوا شعارات طائفية مما جعل أنصار الطائفة الأخرى يقفون مع الشرطة والأستبداد ضد هؤلاء الذين يتظاهرون بشعارات طائفية فبالتأكيد سوف لن تنجح هذه الثورة في البحرين ولذلك حصل الملك البحريني على دعم غير طبيعي من البلدان الطائفية لأن الملك البحريني ثار غرائزهم الطائفية وقال لهم أن البحرين سوف تسيطر عليها طائفة أخرى غير طائفتكم فدعموه بكل مايملكوا من قوة

وفي العراق سوف يكون مصير الثورة التغييرية عندما تبدأ داخل العراق فأن مصيرها سوف يكون مشابها ومتطابقا مع ثورة البحرين لأن السلطة العراقية سوف تقول للأغلبية في العراق بأن هؤلاء المتظاهرين يريدون أن يسحبوا البساط من تحتنا ويريدون أن يسيطروا على الحكم وسوف تذهب تضحياتنا ومظلوميتنا وسوف نرجع الى الظلم والأضطهاد من جديد وبمجرد أطلاق السلطة في العراق لهذه الكلمات سوف تصطف جميع القوى الطائفية مع السلطة بوجه المتظاهرين والذين لايخلون من شعارات تهدف الى التغيير نحوالأفضل الا ان السلطة سوف تثير غرائزهم الطائفية وسوف يقفون كسد منيع بوجه المتظاهرين كما وقفت القوى الطائفية بوجه المتظاهرين في البحرين

نستنتج من هذا أن الثورات التغييرية لايمكن أن ترى النور مع وجود عقليات طائفية تنظر للأمور من جانب طائفي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا نثور
رافد الجشعمي ( 2011 / 6 / 5 - 20:17 )
التغيير في العراق يتم من خلال صناديق الاقتراع . وللآسف نرى ان الخطاب السئ للقوميين واليساريين قد اخرجهم من الساحة السياسية تماماً . القوميون العرب املهم ضعيف بالعودة بسبب النظام السابق سئ السمعة , لذا نراهم يتشدقون بالمقاومة . ولكني لا افهم تعالي اليسار على الناس بخطاب سئ للغاية . اقول : على اليسار العراقي ان يشارك الناس همومهم ومخاوفهم والا سيبقى خارج اللعبة . والسلام

اخر الافلام

.. رواندا: جيل كاغامي • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيرانيون يتوجهون لصناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لبلادهم.




.. كيف تراشق ترامب وبايدن خلال المناظرة الرئاسية التي نظمتها CN


.. استخبارات غربية: إسرائيل و-حزب الله- وضعا خطط الحرب بالفعل




.. رئاسيات إيران.. كم عدد الأصوات التي قد يحصل عليها المرشحون و