الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران والعداء العربي الخليجي

حميد المصباحي

2011 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


العرب,خصوصا دول الخليج العربي,شديدة الحساسية سياسيا وتاريخيا تجاه إيران الشيعية,التي رغم ما يقال عن ولاية الفقيه فيها,أحرزت تقدما مهما في العلوم وتكنولوجيا التواصل,وربما حتى في سياستها الخارجية ومواقفها الدولية من إسرائيل وحتى الولايات المتحدة الأمريكية,وهي تحسن الدفاع عن مصالحها ومصالح حلفائها في الكثير من دول العالم,بما فيها العالم العربي,وقد استفادت من الغرب وحافظت على حرية اختياراتها الإقتصادية وفاوضت بشكل جدي دفاعا عن ملفها النووي حماية لداتها ولحقها في تملك العلم وتوظيفه في التطور,نعم إيران دولة شيعية وبرغماتية في تعاملها مع الغرب,فما هو مبرر دول الخليج لرفضها والتوجس منها لدرجة التحريض عليها؟
عرب الخليج في معاداتهم لها تختلف من حيث الدرجة والمبررات,فالدول دات التوجهات الدينية السنية والتيوقراطية في نمط حكمها,ترى في تجربة الجمهورية والتناوب السياسي على الحكم إحراجا لها,وتنبيها سياسيا لشعوبها التي لا يترك لها أي متنفس للتعبير عن اختياراتها السياسية من خلال التصويت على النواب والحكام,حتى إن كانوا محصنين دينيا ومدفوع بهم من قمة السلطة المقدسة دينيا وعرقيا,والتي توزع البلد إلى إمارات بين أبناء الحاكم على النمط القديم والقرووسطوي,قد يقول قائل إن في إيران مجلسا يسمى تشخيص مصلحة النظام,وهو بمثابة غربال لا يمر منه إلا من رضيت عنه قيادات الثورة الخمينية والمرشد العام للجمهورية,وهدا اعتراض مقبول من طرف أي ديمقراطي في العالم العربي وغيره,لكن البعد العرقي غير موجود,والصراعات السياسية في إيران مفتوحة وخالية من لغة التكفير التي تلجأ إليها بعض دول الخليج,المفتقدة أنظمتها لأية مشروعية مدنية سياسية أي التصويت واحترام اختيارات المواطنين المعتبرين بمثابة رعايا وأتباع عليهم طاعة الحكام والإمتثال لأوامرهم الإلاهية المقدسة,الغير القابلة للمراجعة,وهناك علماء دين داعمين لهم,خولت لهم السلطات حق العقد والحل,وهم أكثر سوءا من ولاية الفقيه بإيران.
ولدول الخليج الأخرى مبررات مغايرة لعداء إيران,وهي شكل من أشكال الرفض للتجربة الإيرانية والطموح الفارسي في التفوق على العرب,الدين عرفوهم على الإسلام,إنه موقف فيه الكثير من الغيرة الخفية وغير المعبر عنها بشكل صريح,وهو إحساس دفع بعض هده الدول إلى الرغبة في التنافس وبناء المشاريع الضخمة لجلب الإستثمارات وعدم التعويل فقط على الثروة البترولية وحدها,لكن هناك نمط آخر من العداء وهو الأكثر سوءا,لأنه يريد تحويل نفسه إلى خادم لمصالح الولايات المتحدة الأمركية في المنطقة,يلتقي مع النمط الأول ويختلف عنه في درجات الرهان على الغير.
إن العداء مرفوض فيما بين الحضارات,خصوصا تلك التي لنا تاريخ مشترك معها,وهي جار لا يمكن تغيير موقعه,ولا يمكن الحد من طموحاته والتآمر مع أعدائه,بل على العرب نبد الحقد الطائفي واعتباره اختيارا عقديا وحتى سياسيا لابد من فهه وتفهمه,والتقارب معه دفاعا عن المصالح الإستراتيجية العربية,فحق امتلاك الخبرات العلمية والإستفادة منها مهما كانت خطورتها حاجة حضارية,سوف يدرك العرب أهميتها ودورها الحيوي لهم للتخلص من التخلف الدي دام أكثر من اللازم,وإن سلب هدا الحق من إيران حتما سيسلب منهم أيضا,فالعلم له تبعات والدول حرة في تقديرها والتقليص من خطورتها بدون وصاية من أحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صدقت
رافد الجشعمي ( 2011 / 6 / 5 - 19:43 )
الاستاذ المصباحي صدقت , ولكن لاحياة لمن تنادي . وشكرا

اخر الافلام

.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا


.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق




.. خليل العناني: المنطقة العربية في حالة اشتعال بسبب الإدارة ال


.. وزير لبناني يخشى -غزة ثانية- بعد القصف الإسرائيلي العنيف




.. بايدن يحضّ إسرائيل على عدم ضرب المنشآت النفطية الإيرانية