الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تيار المناضل-ة بالمغرب في حوار مفتوح مع القارئات و القراء حول: الحالة النضالية الراهنة بالمغرب و آفاق تثويرها، ودور الاحزاب والقوى اليسارية

المناضل-ة

2011 / 6 / 5
مقابلات و حوارات


أجرى الحوار: فواز فرحان
من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا – 54 - سيكون مع الرفيقات والرفاق في تيار المناضل-ة حول: الحالة النضالية الراهنة بالمغرب و آفاق تثويرها، ودور الاحزاب والقوى اليسارية.


1 ــ المغرب يعيش اليوم حالة ثورية كبقية العالم العربي لكنها أخف وطأةً من غيرها الى ماذا تعزون هذا ؟ وكيف تقيّمون دور الاحزاب والقوى اليسارية، والنقابات العمالية في هذا النضال؟

توخيا للدقة، يجدر القول إن الوضع بالمغرب ليس حالة ثورية بالمعنى الماركسي. فأمارات الحالة الثورية [ازمة في القمة، أي ازمة سياسية لدى الطبقة السائدة تكون شقا ينفذ منه الاستياء الشعبي، و تفاقم بؤس الطبقات المضطهدة على نحو يفوق المألوف، ومن ثمة تعاظم نشاط الجماهير ] غير مكتملة. لكن ثمة طبعا وضع جديد نشأ منذ مظاهرات 20 فبراير 2011. يمكن توصيف الحالة بأنها مد نضالي غير مسبوق من حيث الحجم، لكنه في طور سياسي ابتدائي. وهذا هو دلالة الوطاة الأخف المشار اليها في السؤال.
قبل 20 فبراير، كان كفاح الطبقات الشعبية في حدود نضال نقابي محض، تمكنت الدولة من ابقائه في حدود مضبوطة بفضل تعاون الاجهزة القيادية معها، وبفعل مستوى البطالة و هشاشة التشغيل (العمل المؤقت، و تعاظم قطاع الاقتصاد غير المنظم). و الى جانبه حركة خريجي الجامعات المعطلين،كما تنامت الاحتجاجات بالمناطق المهملة، و بلغت ذروة في مدينة طاطا – نهوض شعبي قوى من اجل الحق في خدمات الصحة المجانية و الجيدة - وفي مدينة ايفني العام 2008 من أجل مطالب اجتماعية.

درجة الغليان الشعبي بالمغرب ادنى من بلدان أخرى بالمنطقة بفعل طبيعة النظام السياسي المغربي الذي تمكن من إدماج المعارضة التاريخية في آليات ضبطه للوضع السياسي و الاجتماعي، فمنذ 13 سنة تشارك تلك المعارضة في حكومة الواجهة. و كذا بفعل حياة سياسية و نقابية، لا تقارن بما في انظمة مستبدة اخرى، تشكل مع ذلك صمام امان للنظام. علاوة على أن وفاة الحسن الثاني ذاتها نفست الوضع، وكذلك اقالة الملك الجديد لادريس البصري وزير الداخلية طيلة عشرين سنة، الذي تركز عليه الحقد الشعبي.
باختصار، موجة النضالات التي شهدها المغرب في الاشهر الثلاثة الاخيرة هي في العمق استمرار لحالة كانت قائمة، و لقيت حفزا قويا جدا من السيرورات الثورية الشعبية بتونس و مصر، فاتسعت و شملت البلد كله.

موجة النضال الجارية، منذ 20 فبراير، يقوم فيها اليسار الجذري اساسا بدور فعال، ومنه حزب النهج وتيار المناضل-ة، ومجموعات التيار القاعدي بالجامعة، و تيارات اخرى اقل تهيكلا. هذا مع أن فعل هذا اليسار الجذري منقسم بفعل تباين الموقف من العمل المشترك مع اسلاميي "العدل و الاحسان". اما اليسار الاصلاحي فوحده الحزب الاشتراكي الموحد منخرط بفعالية في الدينامية بمطلبه الرئيسي، مطلب ملكية برلمانية.
اما النقابات العمالية، فدورها في النضال من اجل انهاء الاستبداد والفساد ضعيف جدا. يقتصر الفعل النقابي لحد الآن على نضالات شغيلة الدولة بالدرجة الأولى من اجل مطالب أولية [ اجور، تسوية اوضاع مهنية،...]، وحدها بعض الفروع النقابية ايدت مظاهرات 20 فبراير، ويشارك النقابيون اليساريون بصفتهم افرادا . اما القيادات النقابية فقد سعت الى رفع الحرج الناتج عن تخلفها عن الركب باعلان تأييد لفظي لحركة 20 فبراير ليس إلا. فتلك القيادات منحازة سياسيا الى الدولة وتساعدها على تدبير الوضع الاجتماعي بسياسة تعاون طبقي منهجية. و طبعا يعكس هذا الوضع ضعف اليسار النقابي، لا بل حتى امتناع القسم الاعظم من اليساريين في النقابات عن بناء معارضة نقابية متسلحة ببرنامج نضال بوجه سياسة البيروقراطيات.

2 ــ هل ترون تحقيق ملكية دستورية حقيقية تسودها العدالة الاجتماعية مطلباً جماهيرياً ؟ أم أنها حالة عابرة ستخف مع تحقيق إصلاحات جزئية بسيطة من قِبَل الملك؟ او هناك توجه جماهيري نحو إسقاط الحكم الملكي؟

مطلب الملكية الدستورية الحقيقية مطلب نخبة، و عديم العمق الجماهيري. قسم من اليسار – لا سيما الحزب الاشتراكي الموحد- رفع هذا المطلب حتى قبل موجة النضال الجارية، وقد انضاف اليه الشباب الذي وضع مطالب حركة 20 فبراير. لكن دلت المسيرات الشعبية التي شهدها البلد في الاشهر الثلاثة الاخيرة ان المطلب الاجتماعي [ البطالة، الخدمات العامة...] هو المحرك الرئيسي للجماهير، مع استياء سياسي مبهم غير متبلور في مطلب دقيق. وعي الجماهير السياسي ادنى بكثير من مطلب الملكية البرلمانية. وقد كشفت المقاطعة العريضة لآخر انتخابات برلمانية و بلدية استياء شعبيا من لعبة النظام السياسية، لكنه استياء بلا افق. لا غرابة في الامر حيث تعرضت هذه الجماهير لتخبيل سياسي طيلة عقود شاركت فيه قوى المعارضة التاريخية بقوة، بفعل احتكارها المديد للمعارضة فيما اليسار الثوري عرضة لحملة استئصال بالقمع، علاوة على اوجه قصوره الذاتية.

اصلاحات الملك المرتقبة لم تقنع المطالبين بملكية برلمانية، وقد قاطعوا اللجنة التي شكلها الملك لصياغة تعديلات دستورية. و لا يستبعد مع تسيس محتمل للنضالات الجارية ان يكتسي مطلب الملكية البرلمانية طابعا جماهيريا، فعادة ما يجتاز وعي الجماهير طورا اصلاحيا قبل بلوغ مستوى ثوري. لذا لا يوجد ثمة لحد الآن توجه جماهيري نحو اسقاط الحكم.

3 ــ الحكم بالمغرب مستبد، لكن امكانات العمل المتاحة لليسار، أفضل من تونس بنعلي، ومصر مبارك، ناهيك عن سوريا الأسد، ، هل ترون لليسار دوراً كبيراً في الساحة لا تعبّر عنه وسائل الاعلام أو أنها تتجنب الحديث عن هذا الدور؟ وكيف تقيمون التنسيق والعمل المشترك بين القوى اليسارية في المغرب؟

فعلا لا تعكس وسائل الاعلام مكانة ودور اليسار المغربي في المجتمع. فرغم الصعود الاسلاموي الذي شهده المغرب على غرار بلدان المنطقة، حافظ اليسار على دور كبير في الساحتين السياسية و النقابية، و صمد بالجامعة على نحو لا نظير له بالمنطقة.
الحركة الوطنية بالمغرب لم تستلم الحكم بعد الاستقلال، و قد اتاح ميزان القوى وجود نقابة عمالية قائمة الذات، لم يصنعها الحكم، و احزاب يسار ومنظمة طلابية، وصحافة ، الخ. ورغم حملت القمع المتتالية اضطر النظام الى ترك هامش حريات، على تلك الصعد كافة.
اما تعاون قوى اليسار فليس بعدُ في مستوى ما يقتضيه ظرف. فقد كان تجمع اليسار الديمقراطي يضم الى جانب النهج الديمقراطي كلا من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي و حزب المؤتمر الوطني الاتحادي [واجهة سياسية لجهاز نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل]، والحزب الاشتراكي الموحد. و قد اقتصر هذا التجمع على اعلان نوايا، واصدار بيانات، فيما غاب اي برنامج عمل ميداني، وقد انفرط عقد هذا التجمع قبيل الانتخابات الاخيرة لبقاء النهج متمسكا بموقف مقاطعتها، بينما الاحزاب الاخرى تبني استراتيجيتها عمليا على الانتخابات.
اما اليسار الجذري، فلا يزال يعاني من تشتت قواه، وضعف تبلور بعضها سياسيا و تنظيميا. كما يعاني مصاعب في توحيد تدخله في الساحة النقابية بفعل استمرار تباين تكتيكات العمل الناتج عن فهم غير موحد لدور الثوريين في النقابات.

4 ــ المرأة المغربية لا تزال تعيش في إطار المجتمع العربي الاسلامي وهناك ضغوط تمنعها من التقدّم الى الامام سواء من قبل الحكومة ام من المجتمع ، كيف يمكن بعث الثقة لدور المرأة على الساحة المغربية و تعزيز نضالها من اجل المساواة الكاملة بعد التغييرات القانونية مثل مدونة الأسرة وتوقيع اتفاقية - سيداو - بدون اي تحفظ من قبل المغرب؟

تظل مكاسب النساء بالمغرب طفيفة ، رغم التغييرات القانونية. انما تدبو متقدمة فقط بالقياس الى انظمة مغرقة في الرجعية مثل السعودية، و اكثرية الانظمة بالمنطقة. فحتى المكاسب الطفيفة تصطدم بواقع متخلف. فالميول المحافظة قوية في المجتمع، و نسبة الأمية عالية، لاسيما بين النساء [الثلثان]، ناهيك عن المستوى الثقافي، وسطوة التقاليد. فرغم التحسين الطفيف بقانون الاسرة، تستمر ظاهرة تعدد الزوجات والطلاق الأحادي و تزويج القاصرات، فضلا عن ضعف تفعيل عدد من المساطر المفيدة للمرأة المطلقة، ثم اللا مساواة في الإرث بين الجنسين..وغيرها من المظاهر التي تكشف التمييز ضد المرأة بشكل عام.
كما أن رفع الدولة المغربية تحفظاتها على اتفاقية القضاء على كل اشكال الميز ضد المرأة – سيداو- لم يجد سبيلا الى التفعيل بعد مضي عامين ونصف العام على اعلانه. وقد اضيف مؤخرا – 26 مايو 2011- مصادقة مجلس الحكومة على البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية سيداو.
تظل هذه المكاسب مجرد نقاط ارتكاز لتطوير النضال النسائي. و قد بلغت الحركة النسائية المغربية مداها بحكم طبيعتها النخبوية. بفعل ضعف قاعدتها الاجتماعية، بوجه حركة اسلاموية أقوى، ارتمت عمليا في احضان الملكية و اصلاحاتها المبتورة. تحقيق المساواة يستدعي بناء حركة نسائية جماهيرية ببرنامج نضال يدمج البعد المناهض للراسمالية في اضطهاد النساء. فالراسمالية التابعة تستعيض عن بنيات الرعاية الاجتماعية باستعباد النساء بالعمل المنزلي و وبمهام رعاية الشيخوخة و الاعاقة، و فضلا عن ذلك تفرط استغلالهن في العمل.


5 ــ الشبيبة الثورية في المغرب هي التي شكلت أغلبية في المظاهرات المطالبة بالديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية في المغرب ، وشكلت عنصراً لا يمكن تجاهلهُ في الساحة المغربية ، كيف يمكن الاستفادة من هذه الموجة الكفاحية وإبقاءها حاملة للشعلة الثورية ؟

تميزت فعلا المظاهرات المنطلقة بالمغرب منذ 20 فبراير الاخير بنسبة عالية من الشباب، شباب متطلع الى حل مشاكله الاجتماعية، على رأسها مشكل البطالة. وحتى قبل 20 فبراير كان لهذه الفئة من الشباب دور بارز في الاحتجاجات التي شهدها البلد، وكانت منظمة خريجي الجامعة المطالبين بالعمل [الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب] فاعلا رئيسيا بساحة النضال الاجتماعية، فهي التي كرست تقاليد الاحتجاج بالشارع، و نقلتها الى كافة ارجاء البلد، وكان لذلك تاثير كبير على نمو النضالات الاجتماعية بالعالم القروي و المراكز الحضرية الصغيرة. وقد كان اليسار الجذري يمارس دوما تاثيرا موجها داخل تلك المنظمة. و الى جانبها ثمة مجموعات معطلين، ذوي تكوين عال، جعلت الساحة امام البرلمان ميدانا رئيسيا لاحتجاجاتها، وكانت عرضة دائمة لقمع شرس. كما كان للطلاب، لا سيما ببعض المدن الجامعية التي تواصل بها نشاط المنظمة الطلابية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، دور فعال في المظاهرات الشعبية من أجل الحرية و العدالة الاجتماعية. لكن الثوريين ضمن موجة الشباب هذه اقلية، حتى قياسا بالشباب المؤيد لحركة العدل و الاحسان الاسلاموية ، وهي ايضا فاعل ضمن الدينامية النضالية الجارية.
الشحنة الثورية موجودة ضمن الشباب، لكن ثمة عوائق ذاتية لا تزال تشل تحول الوجود بالقوة الى وجود بالفعل. فعلى سبيل المثال تحطم ظاهرة العنف بين تيارات اليسار الجذري بالجامعة، وبينها وبين التيار الامازيغي، عقبة كبيرة في وجه تثوير وعي الطلاب بصفة عامة. وهذه ظاهرة ضمن حالة اعم من تغييب الديمقراطية في تسيير النضالات، وفرض وصاية على القاعدة الطلابية.
امكانات تطور الشباب المناضل في افق ثوري ُتهدر نسبيا، و لا يمكن السير قدما الا بمراجعة تيارات الحركة القاعدية [ النهج الديمقراطي القاعدي] لسلوكها اللاديمقراطي و العنيف من جهة و تجاوزها لازمتها الناتجة عن طابعها الطلابوي و تحجرها الفكري، و قدرة غيرها من التيارات الطلابية الجذرية على اعطاء مثال ممارسة ديمقراطية حقيقية، و تجارب نضال كفاحية وجماهيرية.

كما يتوقف التطور الثوري للشباب على نجاح اليسار الجذري في تطوير حركة النضال ضد البطالة، بالتسيير الذاتي الديمقراطي للنضالات، فهو الكفيل باستيعاب القوى المتدفقة الى الجمعية، وبتطوير وعيها السياسي. فلحد الآن ثمة ميل الى تعارض الاقلية المسيسة مع القاعدة العريضة التي يحركها اساسا مطلب فرص العمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاقتتال
لونا عصام ( 2011 / 6 / 5 - 15:45 )
رفاق
ماهي اسباب الاقتتال الفج بين الفصائل اليسارية في الجامعات المغربية؟
هل للسلطة يد في ذلك انه امر مريع


2 - رد الى: لونا عصام - العنف بين التيارات الطلاب
المناضل-ة ( 2011 / 6 / 7 - 09:14 )
التعامل العنيف بين القوى السياسية لدرجة إراقة الدماء، و سقوط قتلى، حالة متفاقمة بالجامعة المغربية. و قد احتد إحدى أوجهها [الاقتتال بين قسم من تيار النهج الديمقراطي القاعدي، وقسم من الحركة الأمازيغية] في الأسابيع الأخيرة بشكل مريب.

كان أول من لجأ إلى العنف، بديلا عن الصراع السياسي و الفكري، الإسلاميون لا سيما في مطلع سنوات 1990، سعيا إلى استئصال اليسار الماركسي الذي كان قويا بالجامعة منذ نهاية سنوات 1960.

وفي لحظة ما من تأزم تيار القاعديين، وهم طلبة ينهلون من تراث الحركة الماركسية اللينينية المغربية بمختلف مكوناتها ، لا سيما منظمة إلى الأمام، بدأ استعمال العنف لتسوية الخلافات بين مجموعات يسارية.

وبوجه الإجمال، يمكن القول إن تزايد استعمال العنف صاحب تدني المستوى السياسي و الفكري للتيار القاعدي. فأزمة الحركة الماركسية اللينينية تجلت أيضا في جناحها الطلابي
الذي استقل عمليا، مشتغلا اثر فأكثر بمنطق طلابوي انتج خطا سياسيا خاصا بالنضال المنغلق في الجامعة، في انقطاع تام عن إشكالات بناء حزب الطليعة العمالية الماركسي. وقد استفحل التيه الايديولوجي بوجه خاص مع انهيار المنظومة الستالينية، أحزابا و أنظمة. فقد كانت الحركة الماركسية اللينينية متأثرة بالستالينية و بالماوية-الستالينية، بما يعنيه الأمر من قصور على صعيد الديمقراطية الداخلية وتدبير الخلافات داخل التنظيم. وقد سبب هذا أضرارا بليغة داخل منظمة إلى الأمام، أضرارا انتقدها لاحقا ابرز مؤسسيها ، الفقيد ابراهام السرفاتي و قادة آخرون.

اكتسى هذا الداء طابعا اشد في التيار القاعدي الذي تشظى الى مجموعات تتنازع الثراث وحق الكلام باسم التيار. فكل اختلاف بسيط حول أي من مسائل الفكر او الممارسة يؤدي الى اتهامات متبادلة بالتحريفية، و انحطاط النقاش الى سيل من الشتائم و التهديديات، ومن ثمة استباحة التعنيف.

كلها ممارسات على طرف نقيض مع تقاليد الديمقراطية، و السجال السياسي، التي كرسها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في حقبته المشرقة.


النتيجة العملية إلغاء حرية التعبير و العمل السياسي في الجامعة، وقمع أراء لم يقمعها النظام نفسه. ومن ثمة تنفير الجماهير الطلابية من النضال السياسي، و تبديد قوى النضال الفتية، أفواجا تلو أخرى طيلة عقود.

و لا شك ان تبرير هذه الأفعال بكونها -عنفا ثوريا- حماقة ما بعدها حماقة من منظور أي عاقل. كما ان طبيعة التيارات الطلابية المفككة تنظيميا و المتجددة بسرعة يسهل عمل اجهزة الاستخبارات التي لا شك انها ستعمل لتأجيج الاقتتال لنسف العمل السياسي اليساري بالجامعة.

وقد بذلت في السنوات الأخيرة جهود عديدة لنبذ العنف بين التيارات الطلابية، كان ابرزها الندوة الخاصة بالموضوع، المنعقدة بجامعة مراكش يوم 23 مارس 2010 بمبادرة من مناضل قاعدي وتجاوب 3 مجموعات قاعدية - -النهج الديمقراطي القاعدي-/مراكش، -التوجه القاعدي-، -القاعديون التقدميون-، الى جانب الطلبة الثوريين/ أنصار المناضل-ة.

إن المد النضالي الراهن بالمغرب، ومجمل الحالة بالمنطقة العربية و المغاربية، يزيد الطابع الملح لاستئصال ممارسة العنف السياسي في الجامعة. يجب استثمار نتائج ندوة 23 مارس، و تنظيم ندوات أخرى حول كل قضايا الخلاف سواء داخل الصف اليساري، أو بينه وبين قوى سياسية أخرى كالامازيغيين و الاسلامويين. وعلى اليساريين بالدرجة الأولى مسؤولية إعطاء المثال، مثال الإيمان الفعلي بالديمقراطية، وحرية التعبير و العمل السياسي لجميع التيارات السياسية رجعية كانت او تقدمية. فالصراع مع الرجعية، بمختلف تنويعاتها، صراع سياسي، لأن كسب اليسار للأغلبية في القاعدة الطلابية مسألة إقناع بصواب الخط السياسي.





3 - اليسار المغربي والصحراء الغربية
غالي الزبير ( 2011 / 6 / 6 - 09:26 )
للاسف الشديد اليسار المغربي يعاني الانقسام والتشردم في قضاياه الرئيسية وقد تراجع كثير من اليساريين المغاربة عن مواقفهم في قضايا عدة مما افقدهم البوصلة، فمثلاً قضية الصحراء الغربية التي عرف اليسار المغربي في سنوات السبعينات مواقف مشرفة منها، تنكر العديد من اليساريين المغربيين اليوم لجوهرها واصبحوا ضد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وهدا موقف غريب يبقى الاستثناء الوحيد منه حركة النهج الديمقراطي التي ثبتت حين تخادل غيرها.


4 - رد الى: غالي الزبير - اليسار و مسالة الصحراء
المناضل-ة ( 2011 / 6 / 7 - 19:43 )
للحديث عن اليسار بالمغرب يتطلب الأمر تدقيقا بالمقصود بنعت اليسار.يمكن تصنيف اليسار من حيت أصوله التنظيمية/الفكرية إلي ثلاث اتجاهات. الأول يسار متحدر من تجربة الاتحاد الاشتراكي الإصلاحي وقسمه الأعظم أضحي حزبا ليبراليا ملكيا ومشارك في حكومة واجهة لتلميع وجه الاستبداد وأقلية منه يمثله -حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي- محافظ علي مواقف تاريخية لهذه التجربة، ويعيش وضع ضمور تنظيمي وانحسار في منظمات كان تاريخيا مهيمنا عليها بالتحديد في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.أما القسم الثاني فهو اليسار المتحدر من تجربة الحركة الماركسية اللينينيةن ويمثل حزب النهج الديمقراطي سليلها الأكبر ، إضافة إلي تنويعات قاعدية تنتسب إلي ارث تلك الحركة.


أما القسم الأخير فهو تيار ينتسب إلي الماركسية التورية وتحديدا إلي ارث الأممية الرابعة .
ولاشك أن المتدخل يقصد باليسار ، اليسار المنتسب إلي الماركسية والذي يرتكز علي أرضية تغير طبقي جدري لبنية المجتمع القائمة، وهو الذي حددناه في يسار متحدر من تجربة الحركة الماركسية اللينينية واليسار الماركسي الثوري .


اليسار المغربي لا يعاني الانقسام والتشرذم بسبب خلاف حول قضايا رئيسي، بل أن انعدام عمل نضالي منسق وتعاون سياسي مرده إلي طغيان دوغما فكرية و عصبوية تنظيمية مستمدة أساسا من الأصول الطلابية لأغلبية مكوناته، وسيادة أسوء ما أنتجته المدرسة الستالينية من منظورها للتنظيم من ديكتاتورية داخلية ووصاية لطليعة معصومة علي المنظمات الجماهيرية . لم يخضع اليسار الماركسي تجاربه السابقة لأي تقييم نقدي جوهري، ولم يستخلص أي درس من انهيار الأنظمة البيروقراطي. قسمه الأكبر انكفأ الي النهل من القاموس الليبرالي بتطعيم ماركسيته بخلطات ليبرالية في أواسط التسعينات قبل أن يتدارك الأمر مع صعود النضالات المناهضة للعولمة الليبرالية والحركة المناهضة للحرب الامبريالية، ليتبني أخيرا منظورا جذريا.أما التنويعات المتحدرة من تجربة الطلبة القاعديين فأعادت النظر على نحو يتبنى كليا الستالينية و فظاعتها، و تزايد في وفاء سطحي لتجربة الماركسية اللينينية، شاهرة وصم التحريفية والارتداد والخيانة علي غيرها من المنتسبين إلي نفس التجربة.


قطعا لم يكن للحركة الماركسية اللينينية في فترة السبعينات موقف موحد من قضية الصحراء الغربية، فاذا كانت منظمة -إلي الأمام- تبنت بالأغلبية دعم -كفاح الشعب الصحراوي من أجل الاستقلال- فعلي العكس فمنظمة -23 مارس تعتبر -خروج الاستعمار الاسباني من الصحراء الغربية وضمها إلي المغرب استكمالا لمهمة التحرر الوطني- .

أما القول إن الموقف من قضية الصحراء سبب لانقسام اليسار الماركسي فغير صحيح لسبب بسيط مرده أن لا نقاش بين هذا اليسار حول هده القضية راهنا.اليسار المنتسب الي تجربة الحركة الماركسية اللينينية في موقفه الراهن من قضية الصحراء ليس تكرارا لمواقفه في سبعينيات القرن الماضي فمثله مثل -الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء- انتقل من دعم الاستقلال التام إلي تبني موقف -حق تقرير المصير عبر استفتاء تضمنه الأمم المتحدة-
ومرجعيته قرارات الجمعية العامة للامم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.لا يمكن التغاضي عن تكييف للموقف في هذه القضية بشكل صامت دون تقييم صريح بالرغم أن مبررات بطش الحسن الثاني بقسم من اليسار الثوري يرتبط بموقفه الداعم لاستقلال إقليم الصحراء الغربية.


تيار المناضل-ة على اقتناع بالأهمية الحاسمة لقضية الصحراء الغربية علي الوضع السياسي بالمغرب، فالملكية تلف حولها إجماعا بمبرر الدفاع عن الوحدة الترابية وتحظى بسلم اجتماعي مع القيادات النقابية لذات المبرر ، وتفوت ثروات البلد للرأسمال الامبريالي بمبرر ضمان دعم الدول الامبريالية لسياسته لحل القضية.إضافة إلي أن الصراع الإقليمي بين النظاميين المغربي والجزائري حيت قضية الصحراء الغربية ميدانه الرئيسي ، هدا الصراع يكبح قيام وحدة شعوب المغرب الكبير التي تمثل أفق حل معضلات التبعية للامبريالية وبناء بديل يستجيب لحاجيات شعوب المنطقة في التحرر و الانعتاق.


-المناضل-ة- بدلت مجهودا لإعادة تثقيف الجيل الجديد من المناضلين بتفاصيل قضية الصحراء الغربية ، بترجمة وإعادة رقن بعض الكتب الملمة بالقضية مثال : كتاب علي الشامي -الصحراء الغربية وعقدة التجزئة في المغرب العربي- وترجمة فصول من كتاب توني هودجز- الصحراء الغربية-أصول حرب صحراء ورهاناتها-.


ونشرت نصا في العدد 33 – شهر يناير 2011 بعنوان- الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء إلي أين؟-، وتغطيات واستجوابات صحفية لمناضلين صحراويين مناصرين لاستقلال الصحراء. كل هدا في إطار سعي لبلورة وجهة نظر شاملة من قضية الصحراء الغربية من منظور الطبقة العاملة ومصلحة شعوب المغرب الكبير.


نبذ العصبوية، الالتقاء النضالي لدعم الصعود النضالي الواسع ,النقاش الرفاقي الجدي ، إدانة لا لبس فيها لكل أساليب العنف لحسم خلافات سياسية، تلك قنطرة تسمح لليسار الثوري بالمغرب بالتدخل بقوة ورفع رايته المستقلة عن السلفية الدينية وكل التلاوين الليبرالية، و كسب طلائع نضالية صاعدة بشكل غير مسبوق في تاريخ المغرب وسيعزز كفاح شعبنا من اجل التحرر و الانعتاق .


5 - شتات اليسار
عبد الرحمان بن ملجم ( 2011 / 6 / 6 - 12:38 )
المناضلة تيار وليس تنظيم . اذا كان الامر كذلك وهذا هو واقع الحال، كيف تنظرون ،وامام تشردم اليسار الراديكالي والجذري، وبالمقارنة مع سيطرة التنظيمات الاسلاموية من عدلية وسلفية على الساحة، اقول كيف تنظرون الى مستقبل هذا اليسار الآخذ في التشردم والتشتت بسبب الغربة عن المجتمع ، وبسبب الحلقية والنخبوية ( الطلاب).هل فعلا تأملون شيئا قد يحقق هذا اليسار ضمن المعادلة التي مالت الى الاسلاميين .
ثم كيف تفسر التنسيق بين النهج الديمقراطي وجماعة العدل والاحسان داخل تنسيقية20 فبراير . هل هذا التنسيق انتهازي وصولي ام انه انتحار عن طيب خاطر لخطر يتهدد ليس فقط الدولة ،بل يتهدد حتى هذا اليسار اليميني التحريفي لمنظمة الى الامام ؟
واذا كنثم فقط تيارا . ففي اي موقع تتموقعون سياسيا وتنظيميا وايديولوجيا ، خاصة وان اليسار الجذري( البرنامج المرحلي) يصفكم بالتحريفيين والبرجوازيين؟


6 - رد الى: عبد الرحمان بن ملجم
المناضل-ة ( 2011 / 6 / 9 - 22:33 )
تحية عبد الرحمان بن ملحم وشكرا على المشاركة.
اليك ردين نتمنى ان يكون تكاملهما وافيا بالغرض


المناضل ة تيار ماركسي أممي ، أنصاره منخرطون بدون تحفظ في نضال شعبنا ويعملون من اجل بناء الأدوات الطبقية من جمعيات تثقيف عمالي وشعبي، ومنظمات نقابية مستقلة وكفاحية، وبناء حركة نسائية وشبيبة ونشر للمنظور العمالي لجريمة تخريب المحيط البيئي ، وفك العزلة عن نضالات جارية والحيلولة دون خنقها باطلاق حملات التضامن المحلية والدولية . ويواصلون منذ سنين مهمة توضيح برنامجي للطلائع المناضلة الملتحقة بالنضال عبر نشر علي أوسع نطاق للأدب الماركسي وإعادة الاعتبار للمشروع الاشتراكي بعد ما لحقه من تشويه بيرقراطي وتقييم دروس انتصارات وهزائم طبقتنا محليا و أمميا، في أفق تجميع الطلائع التورية في حزب عمالي اشتراكي .

لا أري داعيا لفصلك بين التيار والتنظيم وإقامة تعارض بينهما فبديهي أن كل تيار سياسي يستلزم وجود قواعد تنظيمية ، قولنا تيار يختزل منظورنا لهدف بناء حزب الطبقة العاملة باعتباره يلف الطليعية المنغرسة في أعماق الطبقة، وحرصا واعيا منا لتجنب سلوك الاعلان التضخيمي للذات المميز لشلل سياسية في غاية القلة تضفي علي نفسها من الألقاب ما لا يعكس حقيقتها في الواقع ، وهو مرض عززته وسائل الاتصال الحديثة ، اطلع علي الانترنيت وستصاب بالدوران بانتشار جميل الأوصاف من الروابط الشيوعية- وممثلي البروليتاريا- والخطوط السديدة ... لكن واقع الحال ليس غير ذلك ، نحن نعرف كيف نعتز وبالتواضع الضروري بعملنا وكيف نقدر عمل غيرنا وان اختلفنا معه.
أما قولك -بسيطرة التنظيمات الاسلاموية من عدلية وسلفية علي الساحة- فهو قول يستدعي التدقيق. التنظيمات الدينية الرجعية لا تسيطر علي ساحة النضال الشعبي بالمغرب .فبإلقاء نظرة فاحصة علي النضالات العمالية والشعبية طيلة عقدين ماضيين لاوجود لنضال حقيقي قادته هده التنظيمات ما عدا معارك قليلة في الحركة الطلابية في نهاية التسعينات وهي مركز انتشارها خصوصا أكبرها عددا جماعة العدل والإحسان ، في حين أن النضال الشعبي تعزز بتحرك هام للريف المغربي بشكل غير مسبوق ونضالات طبعت العقد الأخير اتسمت بطول نفسها وتنوع أساليبها النضالية وقدرتها علي لف الآلاف من المحتجين في العديد من المناطق(نضالات كادحي/ ات طاطا من اجل مجانية خدمات الصحة وجودتها - نضالات سيدي افني ضد التهميش-نضالات بوعرفة ضد الغلاء- نضالات ضد امانديس بطنجة - تنسيقيات مناهضة الغلاء) وحركة النضال ضد بطالة حاملي الشهادات وانتعاش النضال الطلابي ، ناهيك عن نضالات الحركة النقابية المتواصلة رغم الإنهاك البيروقراطي ، ادن ما هي الساحة التي تسيطر عليها التنظيمات الدينية الرجعية ؟
صحيح أن لها قاعدة تنظيمية أوسع بأوساط برجوازية صغيرة أساسا وإمكانيات لوجستيكية اكبر ومحيط تأثير شاسع ، وصحيح أنها خطر محدق لمواجهة مشروع التغيير الجذري ، لكن كل هدا مرتبط بجواب اليسار الجذري واضطلاعه بمهامه و مدى نجاحه في إقامة تعاون نضالي موحد مستقل عن الليبرالية والسلفية الدينية. نحن منتبهون جدا إلي دروس الثورات الجارية بمنطقة شمال إفريقيا وخصوصا انها مختبر حقيقي لكل القوي السياسية ونعتبر أننا دخلنا مرحلة زلزال ضخم سيحدد تضاريس المرحلة السياسية القادمة وستسم مختلف الأحزاب السياسية بميسمها ومنها السلفية الدينية.
تقول إن حزب النهج الديمقراطي في تنسيق مع جماعة العدل والإحسان داخل حركة 20 فبراير وتتساءل هل هو سلوك انتهازي أم انتحار؟جوابنا لا هذا ولا ذاك. حركة 20 فبراير تفجرت نتيجة وجود نظام يتحكم في رقاب المغاربة مستبد سياسيا وقاهر اقتصاديا وبفعل الثورات المجيدة التي هزت منطقة شمال إفريقيا .التحقت بحركة 20 فبراير تنظيمات عديدة من سلفية دينية واصلاحية ويسار جذري متنوع وشباب لا ارتباط تنظيمي سابق لديه، دافعه سعي تقدمي لتغير وضع غير محتمل. استطاعت الحركة الصمود أمام حملة إعلامية جبارة مشككة واتهامات بالعمالة للخارج والتشهير بالناشطين، تلاها قمع شديد ومحاكمات وسقوط شهداء مع مناورات الكلام الطيب وتنازلات من فوق لشق الحركة من الداخل، كل ذلك لم ينل من صعود الحركة واستطاعت إنزال عشرات الألوف إلي الشارع في كل مدن المغرب وقراه.
داخل هده الحركة يلتقي اليسار الجذري و وقسم السلفيين الدينيين وهو أمر يحصل لأول مرة في تاريخ اليسار المغربي، لكن ولد نقاشات وسوء فهم كبير.فبعض اليساريين في مدن قليلة رفض النضال داخل حركة جبارة صاعدة حفاظا علي نقاوة برنامجية تشدد علي محاربة الرجعية الدينية ، منعزلا عن عشرات الألوف المتحدية للنظام وخائضا لأشكال نضالية موازية ، ويسار جذري آخر منخرط في الحركة كما هي ن نابذا أية اشتراطات عصبوية ، عاملا على تقوية الحركة ويتدخل فيها برايته المستقلة هذا هو حال تيار المناضل-ة وحزب النهج الديمقراطي، وطبعا ضمن رؤية الماركسية للحليف.

البرنامج المرحلي وتيار المناضل-ة:

كان الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كانت تنظم طلاب الجامعة المغربية ، يعود آخر مؤتمراته إلى سنة 1981 ولم ينه أشغاله بسبب مصاعب داخلية، هده المنظمة لا تتوفر اليوم علي وجود تنظيمي لا في القمة ولا في القاعدة . وهناك نضال طلابي نقابي وثقافي يعلن انضواءه تحت لواء هذه النقابة برغم عدم وجودها المادي.. البرنامج المرحلي جزء من تجربة الطلبة القاعديين وهناك تيارات طلابية عديدة تنسب نفسها الي ذات التجربة ، يستمدون اسمهم من شعارات نضال ثلاث هي المسماة برنامجا مرحليا: - 1- مواجهة ما يمكن مواجهته من بنود التخريب الجامعي ،ويقصد به اصلاحات الدولة البرجوازية للجامعة - 2- النضال من اجل رفع الحظر العملي عن النقابة الطلابية 3-النضال ضد البيرقراطية .
و قد تشظي هدا الفصيل الطلابي حاليا إلي ثلاث مجموعات علي الأقل ، الواحدة لا تعترف بالا خرى، منازعة إياها شرعية الكلام باسم التيار. وبلغت في السنين الأخيرة استعمالا متبادلا لعنف في غاية الخطورة تولدت عنه عاهات مستديمة لحسم خلافات سياسية وحسم السيطرة على بعض الكليات حسما بالعنف .
ما آلت إليه هذه التجربة الطلابية من احتراب متعدد الجبهات ، و تحولها إلي تيارات طلابية تتقوقع في بعض الكليات وتقبض عليها بقوة السلاح الابيض، مصادرة حرية جماعات أخرى منتسبة لنفس التجربة في الاشتغال، مكررة أساليب دلت سنوات مديدة انها دوران في حلقة مفرغة ، كل هذا نال من تجربة مناضلة كان تخرج شباب ثوريا مناضلا ، وكان لها اسهام مشهود ومشرق في بناء حركة طلابية جماهيرية ، وبات واقعها الراهن مستوجبا إعادة نظر حقيقية من قبل المناضلين المنتمين الي هذه التجربة .

هدا هو البرنامج المرحلي للقراء خارج المغرب .أما وصف شتات البرنامج المرحلي لنا بالبرجوازية والتحريفية والإصلاحية وعملاء الامبريالية ومناهضي الثورة ...الخ فمجرد شتائم فاقدة للمصداقية ومستوحاة من قاموس عتيق للمدرسة الستالينية ، لكن الأمر تعداه إلي ممارسة لعنف دموي في حق مناضلينا بالساحة الجامعية في السنين السابقة باسم محاربة التحريفية .
نحن نعتبر كل المنتسبين إلي تجربة القاعديين العاملين تيارات طلابية مناضلة ، ندعو إلي عمل نضالي موحد ضد سياسة الدولة المدمرة لمكاسب عقود من النضال وهدا يمر بتنظيم مقاومة طلابية وشرطها الضروري دفاع عن الحريات السياسية والثقافية في وجه أي عسف من طرف أي كان واحترام لديمقراطية تسيير المعارك والأنشطة الطلابية دون أية وصاية وهدا يشترط نبذا صريحا لا لبس فيه لجميع أشكال العنف لحسم خلافات سياسية وفكرية ، ولحدود اللحظة مجموعة واحدة فقط من مجموعات البرنامج المرحلي تنتسب إلي الماوية هي السائرة في هدا المسار ونحن نقدرها ويقيم معها أنصارنا علاقات تعاون في إطار تنسيقية طلابية تضم تيارات يساريةأخرى.

أي مستقبل لليسار الجذري؟

أمام اليسار الجذري بالمغرب حركة نضال شعبي صاعد ، وانتعاش نضالي عمالي بارز ، فيما تضاءلت سطوة الليبرالية الإصلاحية على منظمات النضال ، وتحسن المناخ السياسي بالمنطقة. ولدى اليسار الجذري نقط ارتكاز حقيقية في منظمات الشباب و أنوية نقابية حقيقية، و له دور محفز لديناميات نضالية حقيقية . بوسع هذا اليسار الجذري أن يضطلع بدور أعظم، و أن يعزز حضوره الشعبي إذا تخلص مما دلت التجربة النضالية الملموسة على عدم صوابه .آنذاك يمكن لليسار الجذري ان يطرح بديلا مستقلا عن الاستبداد والليبرالية والسلفية الدينية . لليسار الجذري مستقبل زاخر إن كان في مستوي ما تطرحه اللحظة من مسؤولية. نحن من جهتنا نسعى أن نؤدي واجبنا في هدا المضمار.


7 - التشبث المطلق بالسلف يحول دون التطور
يامنة كريمي ( 2011 / 6 / 6 - 13:52 )
نشكر الحوار المتمدن على هذه المبادرات الحوارية القيمة ونحيي تيار المناضل على رصده لمجموعة من الحقائق المتعلقة بوضع المغرب في ظل الربيع العربي وإن كانت التسمية تحمل إقصاء للمكون الأمازيغي الذي يعتبر أساسيا في شمال إفريقيا.
سؤالي يهم بالدرجة الأولى دور السلفيين بتشكيلاتهم المختلفة وتياراتهم المتعددة وهو إلى أي حد السلفية تعتبر حاجزا أمام نجاح أي ثورة أو أي تطور في المغرب سواء تعلق الأمر بأوضاع المرأة والرغبة في مساواتها بالرجل في الحقوق لأن الواجبات تفوق المرأة المغربية الرجل فيها في معظم الأحيان؟ هل السلطة تستطيع أن تحد من التيار السلفي وعزله عن النشاط السياسي؟ أم أن الأمور متشابكة والمصالح متداخلة أكثر مما يستوعبه المواطن البسيط؟
هل مسألة المطالبة بتقرير مصير الصحراويين ليس خطة لتوسيع مجال القاعدة والسلفية المتطرفة؟
هل المغرب فيه يساري حقيقي بعد ملاحظة تشتت هذا اليسار ما بين السلفيين المتطرفين والمخزن؟


8 - رد الى: يامنة كريمي
المناضل-ة ( 2011 / 6 / 11 - 14:12 )
دور السلفيين والتغيير المنشود
تحية على المشاركة
على الأقل مند الثورة الإيرانية، ظهرت حركات دينية رجعية محفزة بقوة المثال تسعى لإقامة دولة دينية باسم الإسلام، ولفت هذه القوى، حتى بدعم من الأنظمة والامبريالية في وقت معين، حولها جماهير غفيرة تنشد التغيير بفعل تدهور أحوالها الاجتماعية والاقتصادية وبفعل الاستبداد وحتى الإحساس بدونية مقارنة مع شعوب أخرى تعيش في ديمقراطيات شكلية وأوضاعها أحسن بالمقارنة بتلك السائدة ببلدانها.
هذا الزخم الذي أخذته السلفية الدينية سهله أيضا قمع اليسار وبخاصة الثوري منه، وكذا تراجع القيم التحررية التي بعثتها الثورات الاشتراكية وثورات الشعوب التحررية من الاستعمار والتبعية. وزاد انهيار المعسكر الشرقي من تيه اليسار وعزلته، وصعود نجم الإخوان المسلمين والمجاهدين الذين قهروا السوفيات(بدعم أمريكي طبعا قبل انقلاب السحر على الساحر). هذه القوى الرجعية عملت ولا تزال على محاولة إدارة عجلة التاريخ نحو الوراء، وهي لا تسعى للقطع مع الرأسمالية بل فقط إضفاء لموس أخلاقية عليها وتلطيف عنفها. خلاصة القول تريد دولة مستبدة باسم الدين بنظام اقتصادي رأسمالي تابع. من هنا فخطر استيلائهم على السلطة جلي وأظهرت تجارب مدى بطشه.
لن تكون مواجهة هذا الخطر بالدعوة لاستئصال هذه الجماعات ولا بقمعها، بل بخلق جو الحرية السياسية وحق التعبير وضمان الحقوق الأساسية الأخرى، في جو مثل هذا سيسمح الصراع السياسي والإيديولوجي الثقافي بنزع الجماهير تحت سطوة هذه القوى الرجعية. وفضل السيرورات الثورية الحالية الجارية مغاربيا وعربيا هو أنها تخلق ذاك الجو المطلوب، وفضلا عن ذلك فهي مستندة على طموح وتوق قوي للتحرر ورفض لكل أشكال الاستبداد فرديا كان أو عسكريا أو دينيا، الشعوب المنتفضة أعلنت أنها لن ترضى سوى الديمقراطية الفعلية بديلا.
جعل هذا المناخ قوى السلفية الدينية تراجع العديد من شعاراتها ومخططاتها(هل الأمر مبدئي أم مناورة؟؟) وهذا جيد أيا كانت خلفيته لأنه يفتح المجال لبروز قوى ديمقراطية وعلمانية وتحررية وتوسعها. فقط على اليسار المناضل أن يكون في مستوى اللحظة التاريخية وأن لا يدع الفرصة تمر دون انغراس فعلي وبناء ما يلزم من أدوات كفاح لبناء مجتمع التحرر والعدالة والكرامة الإنسانية.
في دولة ديمقراطية سيكون ثمة قوى رجعية لكن مناخ الحرية السياسية لن يجعلها الوحيدة المأثرة، بل سيضعف من حجم تأثيرها بصعود قوى تقدمية جديدة. لكن في ظل الاستبداد فالقوى الرجعية أوفر حظا جماهيريا، بل في غياب الحرية السياسية تظهر حركات رجعية أعنف ودموية وهذا حال تناحر همجيات إحداها مسيطرة ومستبدة بالحكم والأخرى تناهضها.
السؤال هو هل دعم مطالبة الصحراويين بالانفصال يفتح الباب لتوسيع مجال القاعدة والسلفية المتطرفة؟ أولا قضية الصحراء تعني الصحراويين في المقام الأول وواجب كل تقدمي وثوري فعلا أن يدعم خيارهم. مع ذلك قد يرى الثوريون أنفسهم وهم يدعمون خيار المعنيين نحو الانفصال ضرورة تشجيعهم على خيار الاندماج مع خلق الشروط الملائمة لذلك؛ مثلا في إطار فدرالي ديمقراطي.
الأوضاع الحالية السائدة في الصحراء والتطورات الحاصلة في منطقة الساحل، وداخل الجبهة نفسها مواتية فعلا لتوسع مجال التطرف الإرهابي، لكن ليس للأمر صلة مباشرة بخيار الصحراويين بخصوص تقرير مصيرهم، وإنما لها علاقة بالاستبداد والاضطهاد وبتدهور شروط عيش الأغلبية الساحقة من سكان المنطقة المغاربية. إنهاء هذا التسلط الذي يحكم شعوب المنطقة والقضاء على مصدر المصائب التي تطالها، وتقوية روابط الإخاء بين الشعوب، وبناء مجال مغاربي فدرالي جماعي متحرر هو السبيل الأوفر حظا لينهي المآسي بما فيها التطرف أيا كان.
القوى اليسارية كما الرجعية الدينية مقسمة بين قوى داعمة للاستبداد وأخرى مناهضة له، طبعا مع الاختلافات الجوهرية الموجودة بين اليساريين والسلفيين. نجد قوى يسارية تاريخية معارضة صارت خاضعة للاستبداد وترعاه، ونجد أيضا قوى دينية تفعل نفس الشيء، وفي المقابل هناك قوى يسارية ديمقراطية وجذرية وثورية مناهضة للاستبداد، وقوى رجعية دينية أيضا مناهضة له. يتعلق الأمر بصراع طبقي وبتعبيرات سياسية عن مصالح متعارضة وأخرى متناقضة.
إذن ليس هناك غرابة في ما أسميته - تشتت هذا اليسار ما بين السلفيين المتطرفين والمخزن - فالذي حصل هو أنه من القوى اليسارية ومن تلك السلفية من اختار صف النظام ومنها من اختار صف الشعب المنتفض. بالتالي فالتلاقي حاصل في جهتي الخندق معا.
اليسار الفعلي موجود، إن كان قصدك طبعا اليسار الثوري المناضل من أجل التحرر والقضاء على كل أشكال الاستغلال والاضطهاد، لكن أحواله لا تسر الأعداء قبل الأصدقاء. هناك تاريخ من النضال اليساري الثوري انطلق خلال النضال من أجل الاستقلال واستمر خلال فترة الاستقلال الشكلي، وكان هذا اليسار مستهدفا فلا مكان له في الوجود سوى في الزنازين أو القبور.
هذا اليسار موجود وهو مفكك الأوصال، ويمكننا القول أن الحزب اليساري الثوري المناضل موجود فعلا لكنه للأسف منقسم على نفسه إلى جماعات هامش غير منغرسة ولا مؤثرة، بالرغم من كونها خلف كل مبادرات النضال الاجتماعي والاقتصادي والثقافي...التي جرت في العقديين الأخيرين على الأقل. بالتالي المطلوب التقدم نحو توحيد جهود هذا اليسار للنهوض بالمهام العاجلة التي تستدعيها اللحظة التاريخية المنفتحة أمامنا.


9 - برنامج نضالى ضد ماهو قهرى
سعيد رمضان على ( 2011 / 6 / 6 - 14:20 )
القيادات النقابية في العالم العربي ، مثل الزعماء العرب
ليس عندهم ما يقولونه، لكنهم يقضون وقتهم في الكلام
دون أفعال حقيقية لخدمة مجتمعاتهم.. لقد حكموا على أنفسهم
بالثبات المرتبط بالسكون.. وليس الحركة المرتبطة بالتمرد
..الثوري.. انهم بذلك يفرضون نفيا على مجتمعاتهم واضطهادا
أعضاء النقابات إذا لم يتحركوا لدعم قيادات جديدة وإزالة
القديمة، فأن النقابات لن تحقق مكاسب.. ينطبق هذا في المغرب
ومصر وغيرهما ..
بالنسبة للمرأة.. اتفق معكم في بناء حركة نسائية جماهيرية
ببرنامج نضال ضد كل ماهو قهري وغير أخلاقي ..
تحياتي لكم من مصر


10 - رد الى: سعيد رمضان - قادة انظمة وقادة نقابات
المناضل-ة ( 2011 / 6 / 7 - 17:00 )

تحية و شكرا على المشاركة

فعلا،أوجه الشبه بين الزعماء العرب (الحكام) و قادة النقابات بالمنطقة العربية – نستعمل هذا التعبير دون حمولة عرقية تنفي القوميات الأخرى- قائمة فعلا في الخطاب الذي لا يعكس الفعل من جهة، و من جهة ثانية في تأبيد وجودهم في قمة الجهاز، جهاز الدولة وجهاز النقابة. لكن مثلما لا يفي انقلاب فوقي على الحكام بغاية التغيير الاجتماعي و السياسي، كذلك لا يفي استبدال قادة نقابيين بآخرين جدد بغاية استعادة الشغيلة منظماتهم النقابية.

وفاء النقابات لعلة وجودها رهين بتسييد ديمقراطية عمالية في تسيير المنظمة و في تسيير النضالات. الديمقراطية في النقابة العمالية تستوجب الاعتراف باختلاف المنظورات، ومن ثمة تباين التكتيكات و اشكال العمل النقابي، و تنظيم هذا الاختلاف في منابر رأي يجري تمثيلها في هيئات النقابة بقاعدة النسبية، مع حرية كل منبر في عرض برنامجه على القاعدة النقابية.


11 - موقف تيار المناضل-ة من القضية الامازيغية
سفاو علول ( 2011 / 6 / 6 - 15:14 )
تحية نضالية للرفاق والرفيقات في تيار المناضل-ة
تحتل القضية الامازيغية في النقاش الدائر مكانة كبيرة، لا سيما لدى اليسار الطلابي، باستحضار تفاعل هذا اليسار الجديد مع شعارات ارتبطت بصعود احزاب البعت والقومية العربية في فترة الستينات. ما هو موقفكم كتيار جديد ضمن اليسار من القضية الامازيغية ومن المطالب الامازيغية، وهل هناك اجمالا اجابات حولها

تحية رفاقية


12 - رد الى: سفاو علول المناضل-ة و الامازيغية
المناضل-ة ( 2011 / 6 / 10 - 06:25 )
تحية رفاقية


حجم مكانة الأمازيغية في النقاش أمر لا جدال فيه، لكنه داخل اليسار الطلابي انحط حاليا، في معظمه، الى تبادل الاتهامات بالشوفينية والفاشية دون عمل جاد لنقاش القضية في أصولها والتقدم ببرنامج للنضال من أجل الحقوق اللغوية والثقافية والهوياتية الأمازيغية، وقد وصل الأمر مستويات مأسوف عليها مثل الاحتراب بالأسلحة البيضاء، بدل النقاش بالأفكار والسجال.
عملت جريدة المناضل-ة منذ انطلاقها على توضيح المنظور الماركسي الثوري من القضية الأمازيغية، بنشر مقالات تتناول أصول اضطهاد الأمازيغ والمكانة الدونية التي تنالها الأمازيغية (لغة وثقافة) داخل المجتمع، كما قامت بنقاش تجارب النضال القومي عبر العالم من أجل تخصيب نضال الحركة الأمازيغية بإيجابيات هذه التجارب. وتوجد بالموقع الالكتروني -التوجه الأمازيغي الكفاحيّ، الصديق لموقع المناضل-ة كتابات نشطاء يساريين يناضلون إما داخل جمعيات الحركة الأمازيغية ّأو بصفة شخصية، وهو موقع غني بالنصوص حول القضية الأمازيغية والقضايا القومية بشكل عام كما يحتوي على سجالات مع مناضلي الحركة الأمازيغية حول منظوراتهم للنضال من أجل الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية.
طبعا كماركسيين ثوريين، نضع دائما في الأولوية مصالح الطبقة العاملة بعيدا عن أي مسبقات قومية أو إثنية او دينية، ولكن هذا لا يعني أن النضال من أجل الحقوق القومية غير وارد على جدول أعمالنا. لكن المنظور الأممي والطبقي ضروري لتحصين اليسار الماركسي الثوري من السقوط في شباك المنظور القومي أو الثقافي الضيق. لذلك فجريدة المناضلة تنطلق من النظر الى الهوية بصفتها متعددة، أي عدم اختزالها في الاثني ثقافي. الهوية لها ايضا بعد طبقي و آخر متعلق بالنوع الاجتماعي (الجندر). وعلى هذا الاساس
نعمل على دفع الحركة الأمازيغية بكل إطاراتها لدمج المطالب الأمازيغية بالمطالب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية و الخاصة بالنوع الاجتماعي للعمال والكادحين، وانتهاج طرائق النضال الكفاحية الجماهيرية و الديمقراطية، بدل الاستجداء والتماس تحقيق المطالب الأمازيغية من الدولة.


13 - Nekaba
يامنة كريمي ( 2011 / 6 / 6 - 17:17 )
النقابات في المغرب ككل التنظيمات والهيئات في المغرب إما أنها ضمن اللعبة المخزنية أو خارج اللعبة نهائيا. العمل النقابي في المغرب لم يعد نضالا وإنما أصبح وسيلة للهروب من تحمل مسؤولية العمل ولتحقيق المصالح الخاصة من مال وسلطة . وليقف من يهمه الأمر على حقيقة ثروات النقابيين الذين يعتبرون -كبارا- وعلى المناصب التي ضمنوها لأهلهم مع أنهم كانوا في وظائف بسيطة


14 - رد الى: يامنة كريمي النقابات
المناضل-ة ( 2011 / 6 / 10 - 06:37 )
الجواب: نعم تلك للأسف حال النقابات بالمغرب، لقد استحكم بها التفسخ البيروقراطي وصار يلزم لإصلاحها عمل جراحي لاستئصال الورم، كي تستعيد النقابات علة وجودها: منظمات كفاح عمالي ضد الاستغلال الرأسمالي، وطبعا تحقيق ذلك رهين بتسييد ديمقراطية عمالية في تسيير المنظمة و في تسيير النضالات. الديمقراطية في النقابة العمالية تستوجب الاعتراف باختلاف المنظورات، ومن ثمة تباين التكتيكات و أشكال العمل النقابي، و تنظيم هذا الاختلاف في منابر رأي يجري تمثيلها في هيئات النقابة بقاعدة النسبية، مع حرية كل منبر في عرض برنامجه على القاعدة النقابية. كما أن امتلاك العمال لنقاباتهم يقتضي وحدة نقابية، وتحكما في الأجهزة وتقييدها، على النقابات أن تكون مختبرا للديمقراطية الفعلية التي يجري النضال لنيلها، وقوامها انتداب الممثلين النقابيين وعزلهم...الخ


15 - مهلا اننا في المغرب مش سويسرا
ذ محمد كوحلال مراكش ( 2011 / 6 / 6 - 18:14 )
سوف أبدأ تعليقي من وسط الموضوع للتصحيح نظرا لأخطاء قاتلة جاءت في الردود
أولا من يقول ان المرأة لم تحصل إلا على حصة طفيفة فهذا جاهل أو ربما لا يعيش في المغرب و ربما لم تمر بؤبؤه عينيه من مشروع مدونة الأسرة التي هاجمها التيار الاسلاموي في أضخم مسيرة في تاريخ التظاهر بالمغرب بالدار البيضاء و رغم ذالك نجح المشروع و حصلت المرأة على حظ كبير جدا في كل الميادين. مراكش عاصمة السياحة في المغرب و محرك الاقتصاد الوطني و عمدة المدينة هي فاطمة المنصوري, كذالك رئيسة اغني جماعة بمراكش ’النخيل, هي السيدة ’ميلودة حازب ’الخ. أمر آخر يجب تصحيحه ان اليسار المغربي مات موتا كاملا و لم تبق منه سوى الرفات و كانت حركة 20 فبراير الحقنة التي أعادت هيكل اليسار إلى الحياة ليركب على ظهور شباب طائش لا يفرق بين اليسار و اليمين و القانون الدستوري و الجنائي و لمست لدى عدد كبير منهم في مراكش جهلا خطيرا و استفسرتهم عن فصول من الدستورو لم اجد الاجابة سوى التهكم .أما الجامعة فانا/ القاضي عياض بمراكش / فاعرفها جيدا كما اعرف عنوان بيت امني و لا وجود لذالك النشاط اليساري و لا ماركسي كما كان في حقبة الثمانينيات ولا حتى صراع أمازيغي. فعقول الطلبة تطورت بشكل ملحوظ جدا مع فورة النت و صار الشباب عوض رفع العصي و السلاسل الحديدة صاروا يناقشون يكتبون يؤسسون مجموعات على الفيسبوك و مدونات و كنت مند 3 سنوات أول مدون مراكشي جر عدد كبير من طلبة من فصيل اليسار إلى موقع , الحوارالمتمدن ’ وشجعتهم على الكتابة بعدما كنت اكتب ما يملون علي من مشاكل داخلية للطلبة و مواضيع أخرى ذات إيديولوجيات. مسألة الملكية الدستورية أو البرلمانية فالواقع ان اكترم ن 50 في المائة من المغاربة أميون لا يفكون الخط و لا يميزون بين الملكيتين و من رابع المستحيل ان يصل بلدنا إلى ما وصلت إليه الملكية في بريطانيا أو اسبانيا لأننا لا زلنا أمام مراحل طويلة و شاقة و أشواط يجب ان نقطعها حتى نصل إلى محو الأمية أولا و أخيرا و زرع العمل السياسي في نفوس المواطنين لان ثورة فرنسا بدأت عام 1968 لكن تمارها لم تظهر إلا بعد أعوام طويلة.


16 - رد الى: ذ محمد كوحلال مراكش
المناضل-ة ( 2011 / 6 / 11 - 14:14 )
شكرا على المشاركة
أولا: مدونة الأسرة(لاحظ أنك لم تقدم ما يدعم طرحك) لم تكن ثورة كما طبل لها، فهي لازالت تقر، رغم بعض التقدم الطفيف، بدونية المرأة وتبعيتها، وعموما لا تقر مساواة كاملة بين الرجل والمرأة. على مستوى تمثيل المرأة في المجتمع لا يعدو الأمر كونه تأثيثا للمشهد، لأن المسألة كلها قائمة على كوطا، تم على إجباريتها، وبالتالي لا يلغي الأمر من تبعية المرأة شيئا. باستحضار الاستبداد القائم بالبلد والذي لا يدع هامشا للفعل أمام المؤسسات التمثيلية المزعومة تكتمل الصورة، فالقرار الفعلي بيد المؤسسة الملكية، وما عداها تزيين للواجهة. أما عن أوضاع النساء عموما فلك أن تنظر لحال العاملات بالفلاحة والنسيج وغيرها من القطاعات التي تشغل يدا عاملة نسوية للوقوف على الهوة الشاسعة بخصوص الأجور، ولك في خادمات البيوت المحكومات بعبودية مطلقة خير مثال أيضا. كل المصائب التي تفاقم تدهور أوضاع مقهوري البلد وهم الأغلبية، تضرب بقوة في المقام الأول النساء: الأمية والحرمان من الدراسة والدعارة(سواء دعارة الإكراه الاقتصادي أو المنظمة سياحة جنسية أوروبية وخليجية لا بل شبكات اتجار في الجنس) والبطالة والأوضاع الصحية الكارثية، حيت لا تزال نسب موت الحاملات كبيرة حتى بالمقارنة مع الجيران...
طبعا الفكرة الرئيسية وراء طرحك أن هناك تقدما متعدد المجالات شهده المغرب على الأقل مؤخرا، لكن المتتبع فعلا لما جرى خلال قرابة 15 سنة لا يمكنه تأكيد ذلك، فكل ما قامت به الدولة هو تحسين صورتها القمعية باتخاذ إجراءات غير مكلفة سياسيا من قبيل تلك التعديلات الطفيفة على مدونة الأسرة التي لم تمس الجوهر، زد على ذلك استبعاد وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري الذي انصبت عليه النقمة الجماهيرية كرمز الاستبداد التي تلقى الضربات عن الاستبداد الفعلي، تم عودة السرفاتي رمز اليسار الجديد السبعيني، وإطلاق سراح بعض المعتقلين السياسيين وكل ذلك الصخب الذي صاحب سنوات الإنصاف والمصالحة التي لم تجد توصيات لجنة متابعتها طريقها للتبني حتى اللحظة، ويضاف لكل ذلك تلك المسرحيات حول التضامن والعمل الاجتماعي والتي كرستها في الأخير ما يسمى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية...
في المقابل شهدت نفس السنوات تبني العديد من التشريعات القمعية والمصادرة للحقوق والحريات، منها مدونة الشغل المكرسة للمرونة والهشاشة مع الحفاظ على القانون 288 المشئوم المستهدف للنقابيين، والذي لا زال يرسلهم للسجون باسم حرية عمل هو في الواقع عبودية مقنعة، تم هناك مشروع القانون التكبيلي للإضراب المستهدف لأمضى سلاح يملكه عبيد رأس المال، وهناك مشروع لتقييم تشكيل النقابات المهنية والتحكم بسيرها، حيث لم تعد تكفي الدولة حتى الشراكة والانبطاح شبه الكلي للنقابات القائمة التي عات بها الاستبداد البيروقراطي فسادا. أضف لذلك قانون الأحزاب الذي يقر فقط تلك المسبحة بحمد النظام وتعمل على خدمته، قانون الوكالات الحزبية للمخزن. تم الهجوم الليبرالي الجديد على الخدمات العمومية التي يمولها الشعب من الضرائب... فالتعليم منهار وأحوال مستخدميه والمستفيدين منه متردية: لا جودة ولا كفاءة ولا ضمان لمستقبل. أما الصحة فالمرسوم الوزاري المشئوم القاضي بإنهاء مجانية خدماتها يحكم على المواطنين بالموت من المرض بفعل العجز على الأداء، ولك في ما لا زال يستهدفه من إجراءات خوصصة وتفكيك برهان على الكارثة القادمة الأشد عنفا مما هو حاصل وكان. زد لذلك إصلاح أنظمة التقاعد لجعلها مرسملة وقائمة على التأمين الفردي بدل الأساس التضامني الذي قامت عليه، وكذا رفع سن التقاعد أي الشقاء بالنسبة للعاملين بدل سياسة تشغيل كثيفة تمتص البطالة وتقلص مدد العملالشقاء بالنسبة للعاملين. ونفس الشيء مع خدمات النقل العمومي والكهرباء والماء الصالح للشرب والصرف الصحي والطرقات والقناطر... وكي تكتمل الصورة نورد الخضوع لإملاءات البنك وصندوق النقد الدوليين، وأوامر المنظمة العالمية للتجارة، ولضغوط الاتحاد الأوروبي ومؤسساته، كما اتفاقات التبادل الحر التي ترهن مصير البلد اقتصاديا وسياسيا وثقافيا... لقد تحول البلد فعلا لقاعدة للاستثمار الخاص المنفلت من القيود، قاعدة لتنمية الربح ومراكمته، والمستفيد طبعا الأقلية نفسها التي حكمت البلاد لعقود وشركاؤها المحليون، وطبعا أسيادها الامبرياليون.
هذا الوضع غير المحتمل هو ما ينبغي إنهاءه وتغييره نحو الأفضل، وهذا ما عمل المناضلون التقدميون على الدوام من أجله، وكان مصيرهم طبعا السجون والقبور، ومن لازال يناضل ففي حالة حصار وتطويق. لكن السبيل الذي فتحته السيرورات الثورية الجارية بكامل محيطنا الإقليمي أحيت الآمال وجعلت الأحلام تصير حقيقة: الشعوب هي صانعة مصيرها، وهي ماضية في سبيل ذلك.


ثانيا: يسار ميت وشباب طائش وجاهل وركوب للموجة... لم تدع من ذرائع الدولة المستبدة غير اليسير: الأجندات الأجنبية. الشباب المنتفض من خلال 20 فبراير شباب لم يعد يقبل استمرار اللعبة على حالها وولج الشارع لإحداث قطيعة فعلية مع ما هو سائد من استبداد وفساد وخنق للحريات وحرمان من الحقوق الأساسية. هذا الشباب خبر اللعبة ولم يعد يثق لا في النظام ولا في محترفي السياسة من أحزابه التي فضلت ركوب موجة الفساد المعمم بدل مناهضتها والقضاء عليها. هذا الشباب هو أمل مقهوري البلد، ومن حراكه ستخرج المنظمات الاجتماعية والسياسية والثقافية... المنحازة للشعب فعلا صاحب السيادة المسلوبة والمناضل لامتلاكها.
نشأت الحركة وانضم لها ما هو موجود في المجتمع فعلا من منظمات سياسية واجتماعية ومدنية تتوق للتغيير، ومن ضمنها طبعا اليسار الراديكالي وأقصى اليمين، وبالتالي ليس ثمة أي ركوب للموجة، كل ما هنالك أن من ناضلوا على الدوام في سياقات غير ملائمة وكانوا عرضة للقمع والاستئصال صاروا في وضع أحسن مع بزوغ فجر الثورات المجيدة الجارية. كل ما ناضلوا من أجله حملته الحركة ونزلت به للشارع للضغط من أجل نيله، ومن يؤاخذهم على ذلك إنما ينحاز للطرف الآخر الذي لا يريد تغييرا ويجهد للحفاظ على الوضع القائم، فالدولة نزلت بكل ثقلها قمعا وتشهيرا وترهيبا، وانضمت جوقة خدامها الأوفياء من محترفي السياسة، مقسمين الأيمان أن مطالب وشعارات الحركة مشروعة ولكن محركوها متطرفون. فلماذا يا ترى فضلوا مواصلة استجداء الإصلاح وهناك بالشارع حركة حاملة للأمل تناضل لنيلها ما داموا يقرون بشرعيتها.
جامعة مراكش هي الأكثر نشاطا وعلى الدوام، ولا داعي لاجترار التاريخ هنا. فقط اليسار الجذري هو الموجود باستمرار بجامعة مراكش وأيا كان رأينا بخصوصه فلنشهد له أن ظل يناوش النظام دفاعا عن مصالح الطلاب. فعلا كانت الساحة الجامعية هناك ساحة لحروب لا تنتهي خلفت عاهات وإصابات بليغة، لكن الأمر مختلف حاليا، واليسار الثوري هناك هو من يواصل النضال وينشط الساحة الجامعية.
الأمية: نعم هي معضلة كبرى لكن القضاء عليها ليست شرطا مسبقا للنضال والسعي للتغيير، وطبعا فرنسا التي استشهدت بها شهدت نفس الأمر خلال بداية ثوراتها، ولم تبلغ ما هي عليه إلا على أعتاب المشانق وتضحيات جسام قدمها شعب بئيس وأمي...الخ.
نعم ثمار الثورة لن تظهر إلا بعد أعوام طويلة، لكن ينبغي العمل على إنجاز الثورة أولا.


17 - الحقائق ما ستؤكده الأحداث
م.نور الدين ( 2011 / 6 / 6 - 18:16 )
اثارني تعليق للسيد عبد الرحمان بن ملجم...اضة ما أثاره حول تحالف العدليين والنهج ...هته الاسطوانة التي تتردد هذه الايام بقوة لغاية في نفس أي موسى الأشعري...وهي مغالطة مغرضة يريد بها البعض خلق حالة بلبلة داخل حركة 20فبراير ...فالنهج يرفض رفضا باثا أي تحالف أو تنسيق مع الحركة الاسلاموية بالمغرب وهذا معروف لانها على النقيض من النضال من أجل الديمقراطية ...ولكن الملاحظ هو الحضور المتميز لشباب النهج والعدل والاحسان بالحركة وللدعم المبدئي من اجل استقلالية الحركة من طرف النهج وهو الشيء الذي يغيض الاعداء الطبقيين والخصوم السياسيين بل وحتى بعض الاصدقاء...وقد لعب الاعلام دورا مخزنيا مخزيا بدعوى ان النهج والعدليين ينسقون من أجل تحويل الحركة الى تبنيها للعنف وهذا غير صحيح البثة بل وأن شباب 20اللامنتمون يمكن أن يؤكوا هذا أكثر مني...اللافث للنظر هو الحضور القوي لليسار الراديكالي في الحركة من النهج - المناضلة - القاعديون بمختلف أطيافهم ولكن هدا الحضور يحمل بوادر ضعف كدلك لتشتتهم وعدم تنسيق جهودهم ولو ميدانيا ...أقول كلامي هدا وان عضو مؤسس للنهج الديمقراطي والعهدة على الحقائق التاريخية وليس على الشائعات التي تبث بحسن نية أو بأخبثها وهذا ما يفلح فيه حتى بعض اليساريين في نقضهم للنهج وليس نقده





18 - رد الى: م.نور الدين
المناضل-ة ( 2011 / 6 / 11 - 14:17 )
تحية رفيق على المشاركة والتفاعل
فعلا هناك الكثير من التجني والتحامل بخصوص انتقاد التلاقي الميداني(لنسميه تحالفا أو تنسيقا أو غيره من المسميات) الحاصل وسط الحراك الشعبي الحالي الذي أطلقته 20 فبراير، والدولة بعد استنفاذها لكل الذرائع الزائفة من أجندات أجنبية والجزائر والبوليزاريو والشدود الجنسي والردة...الخ، وجدت ذريعة أخرى عساها تعطي أكلا طال انتظارها ألا وهو تفكك الحركة واختفاؤها من المشهد؛ إنها ذريعة سيطرة المتطرفين من إسلاميين ويساريين على الحركة بالتالي فالدولة مع مطالب الشباب المشروعة، وهي تقمع فقط المتطرفين، لكن حتى الآن لا شيء يفيد سعي الدولة لإقرار تلك المطالب المشروعة، وآخر عربون عن ذلك الإذلال الكبير الذي قام به مستشار الملك المعتصم لقادة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات: جمعهم وعرض عليهم شفويا خطوطا عريضة وأجبرهم على نقاشها مباشرة وإبداء ملاحظات دون حتى العودة لأحزابهم ونقاباتهم وجمعياتهم.
الحرص على الديمقراطية يعني احترام حرية التعبير والتظاهر والتجمع للخصوم والأعداء، والكل يعلم أن الحراك الحالي سلمي للغاية، وبالتالي ليس من حق الدولة قمع من تسميهم متطرفين بل عليها صيانة حرية تعبيرهم عن رأيهم، ولها ولباقي الأحزاب...الخ مقارعتهم بالحجة وببرامج بديلة ومقنعة، والفيصل هو الشعب صاحب السيادة ومصدر كامل السلط.
لقد فشل الرهان على التصدعات الداخلية للحركة وعلى تأليب الشعب ضدها، وفشل تعبئة الدولة لأحزابها وخدامها للحاق بالحركة وتلجيمها وخلق البلبلة وسطها، وهي الدولة تراهن على اختراقها بأجهزتها لانجاز المهمة، وذلك ما بدأ اختباره بالرباط والبيضاء مؤخرا بخلق بلبلة واضحة داخل الجموع العامة للحركة.
نعم لقد كان أفضل لو أن أحوال اليسار أسعفته للقيام بمبادرات خاصة مبرزا رايته وشعاراته وقيمه...الخ، لكن للأسف تشضيه واستمرار عوامل تنابذ أطرافه لم تساعد على ذلك. وحتى لو تحقق ذلك فلا وجود في الماركسية ما يبرر رفض التحالفات الظرفية الضرورية وطبعا حتى مع الشيطان ما دام اليسار لن يجعل منه ملاكا:1- عدم خلط المنظمات. السير على حدة و الضرب معا. 2- عدم تخلينا عن مطالبا الخاصة بنا. 3- عدم اخفاء اختلاف المصالح. 4- مراقبة الحليف كما يراقب عدو.5 - الاهتمام بالإفادة من الوضع الناتج عن النضال أكثر من الاهتمام بالحفاظ على حليف.


19 - حول التحالف الميداني بين اليسار والاسلاميين
عادل النوزري ( 2011 / 6 / 7 - 11:12 )
تحية

شكرا لكم على اثارة هذا النقاش

لقد اثار تواجد اليسار الماركسي مع الجماعات الاسلامية في حركات النضال الجارية سواء بتونس ومصر وكذلك في حركة فبراير بالمغرب نقاشا وردود افعال من طرف جماعات الياسر المختلفة الاصول والمشارب، بين منخرط في الدينامية النضالية جنبا الى جنب مع جماعات الاسلام السياسي، وبين مستنكف بمبرر تواجد رجعيين، في نظر تيار المناضل-ة، كمساهمين في الدينامية الحالية بالمغرب، ما هو الاساس السياسي للمشاركة مع قوى تعتبر رجعية سياسيا، وماهي إجمالا دروس تجارب اليساري الجديد في هذا الصدد مع الرجعيين، وهل المنادون بمقاطعة حركة 20 فبراير بمبرر تواجد الرجعيين على صواب ؟

تحية نضالية رفاق


20 - رد الى: النوزري العمل جنبا بجنب مع اسلاميين
المناضل-ة ( 2011 / 6 / 10 - 06:43 )
في الحرب على حركة النضال من أجل الديمقراطية و الحقوق الاجتماعية، كان - و لا يزال- من أسلحة النظام، و حلفائه من كل نوع، التلويح بفزاعة جماعة العدل و الإحسان. فالحملة الإعلامية المعادية لحركة 20 فبراير، حيث يتعاون النظام و ديمقراطيوه الزائفون ، تركز على إمكان امتطاء الاسلامويين الجذريين للحركة صوب مشروعهم السياسي غير الديمقراطي. وقد سبق في مطلع التسعينات، بعد صعود هذا التيار بالجزائر، ان جعلت المعارضة البرجوازية [ الاتحاد و الاستقلال] من -الخطر الاسلاموي- مبررا للتحالف مع الاستبداد الملكي، و إسناده بوجه التطلعات الشعبية إلى التغيير. وهذه الحجة مستعملة ايضا من طرق حزب القصر--الأصالة و المعاصرة-- لتجميع -كل الديمقراطيين- حول الملكية.
عادت هذه الفزاعة حاليا بقوة، وجرت محاولة استعمالها لشق حركة 20 فبراير، و أخرجت من الأرشيفات ملفات حرب الاسلامويين على اليساريين في الجامعة لاستعمالها لإيقاظ الصراع.
لم يسقط في الفخ غير فئة ضئيلة جدا من اليساريين، لأن دينامية الحركة ابانت، كما في بلدان عربية ومغاربية، أن الموجة الثورية لا تجرى تحت لواء الإسلاميين حصرا. كما ساعد على ذلك سلوك جماعة العدل والإحسان، التي خفضت الجناح ولم ترفع (بعدُ) شعاراتها الخاصة.
يجب الرفض المطلق لهذه الفزاعة، وفضح طابعها المخادع، وفي الآن ذاته الدفاع عن حق جماعة العدل و الإحسان- وكل التيارات السياسية- في العمل السياسي، و التنديد بقمعها و التنكيل بأعضائها. فأقل من ذلك ليس موقفا ديمقراطيا. إن صراع الديمقراطيين ضد الاسلامويين عمل سياسي، صراع برنامجي وفعل ميداني لإقناع الجماهير الشعبية، و ليس في تأييد قمعهم كما يفعل الديمقراطيون الزائفون.
وطبعا لا يتنازل الديمقراطيون قيد أنملة عن النضال الايديولوجي ضد استعمال الدين حجة للاستعباد، و ضد كل أشكال الحكم باسم الله بما في ذلك الحكم القائم حاليا. و لا عن النضال من أجل فصل الدين عن الدولة، المطلب الأولي لكل حركة تقدمية ديمقراطية، وعن حرية المعتقد و الممارسة الدينيين، وعن المعركة من اجل تحرر النساء.
اليسار الجذري ملتقي عمليا مع جماعة العدل و الإحسان في التعبئة للنضالات في الشارع منذ 20 فبراير. سواء سمي هذا تحالفا، أو تنسيقا أو تلاقيا ، يظل الجوهر حاملا لخطر خلط الرايات و الانسياق وراء حليف قد يتحول إلى عدو، وهو خطر كبير بقدر تواضع قوى اليسار الجذري.
إننا إزاء إحدى حالات الالتقاء مع الاسلامويين في معارك مشتركة، ومن ثمة فهم حليف موضوعي و ظرفي. ما يقتضي التزام قواعد التحالف الماركسية المعروفة:
1- عدم خلط المنظمات. السير على حدة و الضرب معا. 2- عدم تخلينا عن مطالبا الخاصة بنا. 3- عدم اخفاء اختلاف المصالح. 4- مراقبة الحليف كما يراقب عدو.5 - الاهتمام بالإفادة من الوضع الناتج عن النضال أكثر من الاهتمام بالحفاظ على حليف.
القواعد ذاتها دافع عنها تروتسكي قائلا:-منذ أمد بعيد، قلنا إن اتفاقات محض عملية، اتفاقات لا تقيدنا بأي وجه و لا تخلق لنا اي التزام سياسي، يمكن، إن كانت مفيدة في اللحظة المعنية، ابرامها حتى مع الشيطان. لكن من العبث ان نطالب في الآن ذاته بتحول الشيطان إلى المسيحية، وأن يستعمل قرونه [...] من اجل اعمال خير. بوضع مثل هذه الشروط نكون قد تصرفنا في العمق كمحامين للشيطان، طلبنا منه ان نصبح عرابيه.-


أما عن الدروس فتلك مهمة للانجاز لأن تلاقي اليسار الجذري والرجعيين الدينيين يجري لأول مرة في تاريخ البلد من خلال الحراك الاجتماعي المتعاظم الذي أطلقته 20 فبراير.


21 - تلاقي اليسار العربي والمغاربي
فريد المسعودي ( 2011 / 6 / 7 - 11:21 )
خلقت السيرورة الثورية الجارية بشمال افريقيا والشرق الاوسط شروط جديدة تسمح اكثر ببروز راية يسار جديدة ذات مصداقية لا سيما بعد افول نجم بديل الرجعيين رغم قوتهم التنظيمية. هذه السيرورة التي وجدت اليسار في عز ازمة تشتت وتيهان، ما المطروح اليوم على اليسار في هذه المنطقة؟ الا ترون ان غياب حتى النقاش بين تنظيمات اليسار حول السيرورة الثورية الجارية من تمضهرات ضعفه؟


22 - رد الى: فريد المسعودي
المناضل-ة ( 2011 / 6 / 10 - 06:35 )
فعلا غياب النقاش بين منظمات اليسار واحدة من تجليات ضعفه، وأولى المهام المطروحة على اليسار الجدري هي إطلاق ذاك النقاش طلبا للوضوح وللتلاقي سعيا لخلق منظمات شعبية وعمالية وسياسية التي يستدعيها الوضع من أجل القيام بالانتقال الثوري اللازم للتحرر. أما باقي المهام فنظرا لكون غالبتيها العظمى ظلت دون تنفيذ فيصعب جردها. مع ذلك إليك أهمها: التوضيح السياسي والبرنامجي، والدفاع عن المنظور الماركسي الثوري للتغيير، وبناء حزب الطبقة العاملة الثوري، والبناء الكفاحي لمنظمات الشغيلة على أرضية طبقية، وبناء منظمات كفاحية للنساء والشباب...الخ، والدفاع عن منظور بيئي في مواجهة الكوارث التي تهدد البشرية جراء همجية الرأسمالية...
فضلا عن ذلك يضع الوضع الحالي على رأس القائمة ربط علاقات نضال بين منظمات اليسار الجدري الماركسي المتعدد بالمنطقة المغاربية والعربية، وهي مهمة تعثرت طويلا، لكنها انتعشت مع الحراك الحالي، وهناك فعلا نقاش دائر بين تيارات مناضلة من مصر والمغرب ولبنان والجزائر وتونس... كما هناك نقاش بين اليسار في حوضي المتوسط انطلق بحفز من الحزب الجديد المناهض للرأسمالية بفرنسا.


23 - لنتقدم بالنقاش
صمد ( 2011 / 6 / 7 - 11:53 )


تحية لرفاق في تيار المناضل-ة
مند أزيد من 10 سنوات ،أصبح تيار المناضل-ة مكونا من مكونات المعارضة الجدرية بالمغرب ، وحتى في أحلك شروط النضال الدي عرفه المغرب و العالم عموما ، حافظ هدا التيار على عمل ميداني و دعوي منهجي في الحركة الجماهيرية وفق ماركسية ثورية متجددة ومواكبة لتطورات الاقتصاد العالمي الرأسمالي ، و الحركة العمالية العالمية ، وفي حقبة جرفت فيها أفكار نهاية التاريخ و انتصار الرأسمالية ، أجيال من اليساريين ، قام هدا التيار بمجهود جبار لتعريف- الاجيال الشابة الغير مثقلة بهزائم الماضي- بالفكر الاشتراكي العلمي و بدروس و خلاصات تجارب الحركة العمالية العالمية ، ولنا في موقع هدا التيار على الانترنيت خير دليل .
المتتبع لوضع هدا التيار اليوم لابد من أن يدلي بالتساؤلات التالية :
• علة وجود تيار ماركسي ثوري هي الانغراس في الطبقة العاملة و بناء نقابتها المكافحة و حزبها الثوري فمن شعار الجبهة الاجتماعية نهاية التسعينات الى شعار اليسار النقابي المكافح اليوم ، تعدد الشعارات وعدم التقدم في انجازها ، هل يعكس صعوبة اختراق الجبهة البيروقراطية؟ ، ام صعوبة التواصل؟ و التفاهم بين التيارات اليسارية الاخرى الموجودة بالنقابة ، أم الى شروط موضوعية أخرى ؟
• موجة تجدر الشبيبة بالمغرب و المنطقة عموما ، زيادة على تدهور شروط الدراسة بالجامعة ، و انسداد الافاق ، دون ان نغفل ما تلاقيه مبادرات حركة الشباب 20 فبراير من أصداء ، كل هدا يمنح فرصة تاريخية لن تعوض من أجل بناء نقابة الطلاب ، و لن تسامحنا الاجيال القادمة عن اهدار هده الفرصة .قياسا لوجوده المميز باهم التركزات الجامعية ألم يحن الوقت ليبادر الرفاق في تيار المناضل-ة الى جانب الرفاق الماويين .. لشروع في بناء نقابة الطلاب ؟دون الالتفات الى الوراء .
• يعيش اليسار الجدري بالمغرب وضعية الشتات ، بالرغم من وحدة الاهداف و التقارب في التقديرات للوضع السياسي بالمغرب ، وحتى لبعض المهام المطروحة ، في ضل هكدا وضع أليس من الغريب النجاح الدي حققته خطوات تنسيقية مع العدل و الاحسان أعني حركة 20 فبراير ، ولا نجد حتى خطوة واحدة محسوبة جمعت بين تيار المناضل-ة و باقي التيارات اليسارية الأخرى ؟ بالرغم من أن الميل الموجود اليوم في العالم هو توحيد الجهود و التعاون الواسع ، ونبد الخلافات حول الماضي . ما الدي يفسر استمرار هدا التشضي ؟
شكرا للحوار المتمدن و لنا عودة .


24 - رد الى: صمد
المناضل-ة ( 2011 / 6 / 10 - 13:04 )
تحية للرفيق صمد، وشكرا على المشاركة
 يمكن للشعارات أن تكون صائبة وتنعدم شروط وضعها موضع تنفيذ، لكن العيب هو اجترار الشعارات لا بل تعود إطلاق الشعارات دون سعي لتنفيذها، وطبعا تيار المناضلة طرح شعار الجبهة الاجتماعية الواسعة لخلق ميزان القوى الضروري لقلب الأوضاع، وهولا يزال يطرحه، والوضع الحالي المنفتح مع 20 فبراير يجعل الشعار راهنيا، إلى جانب شعار وحدة تجمع تنسيق تحالف يساري جذري. أما شعار اليسار النقابي المكافح فليس بديلا عن الأول بل شعارا لمعارضة نقابية كفاحية لكنس الأمراض المزمنة المستحكمة بالنقابات العمالية، وهو شعار جرى السعي لتحقيقه خلال العقدين الأخيرين، لكن دون تقدم للأسف لعوامل ذاتية، وأخرى موضوعية. أما الذاتية فهي فتوة تيار المناضلة ومحدودية انغراسه النقابي بالإضافة لاستهداف مناضليه بالطرد والحالات عديدة طبعا نذكر منها أسفي في التعليم والبحارة في أكادير والنقل النقل الحضري... تم الحالات الحديثة بالجماعات والتعليم بمدن زاكورة ووارزازات، أضف لذلك حال اليسار السيئ واستحكام العصبوية به واصطفاف قسم منه إلى جانب البيروقراطية. كما جرت العادة لدى هذا اليسار الطفولي أن يرفض الشعارات المرفوعة لمجرد أنها صدرت عن تيار معين مبررا ذلك بكون الشعارات ذات خلفيات سياسية(كذا) . أما الموضوعية فهي ضعف النقابة وهشاشة أوضاع العمال والعاملات والخوف من البطالة...الخ
فعلا علة وجودنا كتيار مناضل هي الانغراس العمالي والشعبي وبناء أدوات ذاك الانغراس من نقابة وجمعيات متنوعة الأهداف وطبعا حزب الطبقة العاملة الضروري للنهوض بمهام تحضير التغيير المنشود نحو الاشتراكية... تلك مهام ندرنا لها كامل الجهود في زمن الردة، عبور الصحراء، والسير ضد التيار الجارف، في زمن فقد فيه النضال الاشتراكي المصداقية، وتساقط اليسار الجدري تباعا، وانتقل إلى وسطية مقيتة، لا بل قسمه الأعظم تحول يمينا، واليساريون الأفراد الصامدون إما ظلوا جامدين أو امتصهم العمل الاجتماعي التنموي(تضميد جراح العنف الليبرالي الجديد، وتولي ما تخلت الدولة عن ضمانه من حقوق: الشغل والتعليم والصحة والبنية التحتية...) وأفسد ما تبقى من نضاليتهم(عمل بإمكانات هائلة وبتمويل من منظمات عالمية على علاقة بالبنك العالمي أو تتبنى جزء هاما من استراتيجيته، حتى صار من المناضلين من يعتقد أن التغيير المنشود إلى الديمقراطية على الأقل سيأتي عبر تلك المؤسسات وضغوطها...)
الآن وقد انفتح عصر جديد مع الهبات الجماهيرية الصاعدة المليئة بالآمال في تغيير حقيقي يفضي للحرية والكرامة والعدالة، ويفتح السبيل نحو مجتمع التحرر من كل أشكال الاضطهاد والاستغلال صار لزاما على تيارنا المناضل بدل أقصى الجهود للإسهام جديا في رفع درجة التنظيم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للعمال ولكافة الكادحين ورفع درجة وعيهم السياسي ورفع درجة قتاليتهم سعيا للتغيير: ثورة اجتماعية بكل ما في الكلمة من معنى. المهمة شاقة وليست مستحيلة، فلنعمل على النهوض بها.
 شعار بناء أوطم مرفوع لدى مكونات أساسية بالساحة الجامعية، والفرصة مواتية تماما للتقدم لإنجاز المهمة، لكن ليس ذلك ما ينقص فنفس العوامل التي منعت القيام بالمهمة نهاية ال80 وبداية ال90 لا تزال حاضرة. أقوى التيارات اليسارية الطلابية بالرغم من ضعف انتظامه لا بل تتنازع حوله عدة أطراف(البرنامج المرحلي) ترفض التنظيم ومستعدة لنسف أية محاولة في سبيل ذلك. المطلوب حاليا هو التقدم في تشكيل قوة يسارية جذرية تكون على شكل تنسيق للجهود بين التيارات الطلابية المناضلة تضع برنامج عمل لاستنهاض الفعل النضالي وتعميمه وتنسيقه على الأقل على مستوى جامعات محدودة. تلك كانت واحدة من أهداف ندوة 23 مارس الطلابية بمراكش، للأسف تعثر العمل والواجب استئنافه حالا. (بعض الردود تضمنت توضيحات حول حال الحركة الطلابية)
 حتى الآن حركة 20 فبراير في بداياتها، وهي إن فتحت السبيل لعمل يساري ثوري مشترك وموحد المهام والأهداف، فلا تزال تطرح أهم المسائل الجوهرية على جدول الأعمال: بناء منظمات عمالية وشعبية مكافحة، وبناء الحزب الثوري الضروري لذلك(قناعتنا أن ذاك الحزب سيكون تعدديا لا محالة). من جهة الانطلاقة حركة 20 فبراير عفوية، جرت بحفز مما جرى ويجري في محيطنا الإقليمي من سيرورات ثورية، ومن جهة صارت واعية مع الوقت بوجود قوى سياسية داخلها، مع ذلك لا زالت تطرح مسائل سبل النجاح في الحفاظ على وحدتها وأخذها زخما جماهيريا دونه لن يحصل تقدم فعلي.
التلاقي(أو لنسميه ما شأنا من الأسماء) مع العدل والإحسان في حركة انبثقت من رحم الشعب أمر حاصل، ولأول مرة طبعا، والذي منع حصول ذلك في السابق أن العدل والإحسان لم تهتم بالنضال الاجتماعي والاقتصادي... الذي جرى بالبلد، وهذا حال كل الهبات الجماهيرية المحلية التي شهدتها تباعا مناطق عدة نذكر منها على سبيل المثال إفني وطاطا وبوعرفة... في المقابل بالرغم من بعض المشاكل جرت تلك الديناميات بتنسيق بين التيارات اليسارية ومنها بشكل أساسي تيار المناضلة، لكن للأسف مع استمرار أمراض يسارية مزمنة لعل أبلغها سوء استنكاف جماعات وقوى يسارية عن الفعل المشترك بمبرر أن الاحتجاج الجماهيري جرى بمبادرة من التيار الفلاني أو العلاني، وأنه هو من سيربح سياسيا من وراء ذاك الاحتجاج وبخاصة عند نجاحه. (حول الوجود جنبا إلى جنب مع العدل والإحسان فبعض الردود على أسئلة القراء أوضحت الأمر كفاية)
الخطوات اليسارية المشتركة موجودة، وهذا هو الحاصل في إطارات جماهيرية مثلا بالجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، وبالجامعة مثل ندوة 23 مارس، وبتنسيقيات مناهضة الغلاء، وخلال بعض المعارك النقابية أو التضامن مع نضال جار مثل تنظيم قوافل التضامن... لكن تضل الخطوات أقل كثيرا من المطلوب، ومحاطة بثقل الإرث السياسي اليساري التاريخي. والغائب الأكبر فعلا هو عمل يساري سياسي مشترك، والمحاولات للنهوض بهذا الجانب والأخرى المرتبطة به طبعا في بداياتها؛ منها النقاش الرفاقي الجاري منذ مدة مع النهج الديمقراطي والذي سمح حتى الآن بعقد لقاءات نقاش وتوضيح نأمل استمرارها وتطويرها، ومنها مبادرات تنظيم أنشطة عمومية مشتركة، وهي لا تزال نادرة ومحتشمة. أضف لذلك الندوة المشتركة بين تيارات تشتغل بالجامعة والتي خلقت لجنة متابعة وسطرت برنامجا للعمل المشترك، لكن متعثرة حتى الآن. ولا ننسى طبعا الإشادة بكل المبادرات اليسارية الأخرى الداعية لتنسيق الجهود ونخص بالذكر الندوة الأخيرة المنظمة بمبادرة من رفاق البرنامج المرحلي فاس حول حركة 20 فبراير الواقع والآفاق.
المطلوب إذن وباستعجال هو تقوية الميل الموجود لتوحيد الجهود و التعاون الواسع ، ونبد الخلافات حول الماضي، والرقي بالشتات الحالي ليصير جسما فاعلا وحيويا. لا مبرر لاستمرار التشضي، حتى الاختلاف لا يبرر ذلك، ما دامت كثرة من الأهداف والشعارات... متقاربة لا بل موحدة في غالبتها، والأمور الخلافية الأخرى تظل مسائل مطروحة للنقاش وللمحكات الميدانية ولتطور الصراع الطبقي نفسه بالبلد.


25 - مشكلة المغرب صعبة
zoulikha ( 2011 / 6 / 8 - 09:19 )
ان المغرب لا تجديه ثورة احتجاجية او انقلاب بل يتطلب ثورة كتلك التى قامت في فرنسا ( الثورة الفرنسية) التى نثرت جذور واثار المملكة والاستبداد او كثورة الجزائر التى قامت ضد فرنسا ووراءه جيش اطلسي جبار ومن اجل ذلك يجب الاعداد لها اعدادا محكما وتحضيرا كاملا يحمى الامن القومى ويحافظ على المؤسسات( الامنية) وبيقى اختيار الحكام فيما بعد في المرحلة الانتقالية وغير ذلك يضر بالبلاد لاننا راينا الثروات العربية كيف نجحت في ازاحة الحاكم ولكنها وجدت نفسها تتخبط في مشاكل قد تضر باهداف الثورة في حالة ما تعرضت للمساومات والتدخلات والاطماع..
zoulikha


26 - رد الى: zoulikha
المناضل-ة ( 2011 / 6 / 11 - 14:19 )
شكرا على المشاركة
نعم، لسنا بحاجة لانقلاب عسكري ولا لانقلاب أقلية أيا كانت، نحن محتاجون فعلا لانقلاب تاريخي تصنعه الجماهير الغفيرة المنتفضة وعلى رأسها طبقة العمال صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير. ثورة اجتماعية من هذا القبيل لها سابقاتها في تاريخ البشرية وتلك الثورات هي من دفعت عجلة التقدم إلى الأمام، وما يحصل أمام أعيننا حاليا مغاربيا وعربيا هو تكرار في سياق تاريخي مختلف لملاحم الشعوب المتحررة.
النظام وخدمه مصرون على الإبقاء على الوضع القائم مع بعض التزيين الضروري انسجاما والسياق الحالي المليء توقا للحرية والكرامة والعدالة. حتى الآن لم يحدث اختراق نوعي في الوضع، والماسكون بزمام الأمور يهيئون مخططاتهم للاستمرار في السيطرة ومواصلة مجمل السياسات القاتلة للحقوق والمصادرة للحريات. غاية النظام إدخال ترميمات طفيفة على آلية الحكم الفردي، بقصد تأمين استمرار السياسات ذاتها التي أغرقت، طيلة عقود، غالبية الشعب المغربي في الجهل و البؤس و التخلف، فيما أقلية مستحوذة على ثروات البلد بالنهب و بفرط استغلال العمال ومجمل الطبقات الشعبية.
لم يتمكن المناهضون للوضع القائم في إطار الحراك الحالي بعد من لف جماهير غفيرة وتاركة للسلبية، حتى الآن مجرد تحرك نوعي طبعا لكن في البدايات الأولى لتشكله في سيل جارف منظم وواعي وقتالي. مصير البلد كلها مرتبط بنتيجة النزال، ونتمناها ونعمل جاهدين لتكون لصالح الحراك الشعبي، وأن تفضي لتمتع واسع بالحقوق والحريات، وتفتح آفاق أرحب لتقدم البلد وازدهارها، في إطار بناء مغرب آخر تشاركي ديمقراطي ومتحرر يتسع لعيش مواطنيه في إطار تعددي وضامن للحقوق.
إنها أول مرة تجد الديكتاتورية نفسها بوجه خطر معارضة ميدانية يتجند في صفوفها مئات ألوف المغاربة الرافضين استمرار نظام القهر السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي السائد. إن خطر 20 فبراير بالنسبة للحكم كامن في أنها تبلور سياسيا إرادة الرافضين للاستبداد الذين عبروا بنسبة عالية من مقاطعة الانتخابات، و بنضالات اجتماعية ما فتئت تتنامي في السنوات الأخيرة، عن سخطهم وتوقهم إلى حياة أفضل.
يقف المغرب في مفترق طرق: إما استمرار الاستبداد و الاستغلال، أو التحرر و السير إلى الحرية و العدالة الاجتماعية و الكرامة. في مفترق الطرق هذا تتواجه قوى النضال مع قوى الحفاظ على الوضع القائم، ويتوقف انتصار معسكر التحرر على تعزز حركة النضال الفبرايرية، و على التقائها بحركات النضال الأخرى: الحركة العمالية، وحركة النضال ضد البطالة بمكوناتها المتعددة، و حركة كادحي العالم القروي من فلاحين صغار و فقراء مطالبين بشروط حياة لائقة، وبحركة طلابية يتعين إخراجها من سباتها.
وجلي أن هذا التلاقي المطلوب سيرورة مديدة، يقع فيها على كاهل الثوريين واجب استنفار القوى بروح وحدوية بناءة، لأن اليسار الثوري بالمغرب لا ُيسهم بعد بكل قدراتها بفعل تشتته و ثقل رواسب ماضي الإخفاق. وما يزيد الطابع الملح لهذا الواجب المكانة التي لجماعة سياسية حاملة لمشروع سياسي-اجتماعي غير ديمقراطي في حركة 20 فبراير. فالتحالف الجاري معها لن يدوم في طور مقبل، طور ما بعد إسقاط الاستبداد، حين سـتُطرح مسألة البديل بكل تفاصيلها الجوهرية.
واجبنا في هذا الظرف الدقيق، ونحن على أبواب استفتاء الدستور الممنوح، وما يليه من انتخابات، أن نوحد جهود الثوريين في ممارسة ميدانية تتصدى للتضليل الرسمي و لحملات القمع. واجبنا الانخراط بكل قوانا في حملة سياسية لمقاطعة دستور الاستبداد الجديد، الذي يكفي لرفضه انه لم يوضع من طرف ممثلين للإرادة الشعبية، بل من خدام أوفياء للاستبداد. حملة سياسية صوب أوسع كادحي مغربنا لتنويرهم بحقيقة الصراع الجاري ومرامي أطرافه التي لها أساس طبقي في المقام الأول. و بمقدمة جبهات النضال تأتي الحركة النقابية التي يصر قادتها على تغييبها قسرا عن تطلعات الجماهير الشعبية المتجاوبة مع حركة 20 فبراير. فانخراط الطبقة العاملة في الكفاحات الجارية من اجل الديمقراطية سيضمن في الآن ذاته توطد الحركة وتجذرها أولا ، و ثانيا تغليب جانب القوى التحررية بوجه قوى برجوازية صغيرة رافضة للوضع القائم لكن من منظور رجعي.
اللحظة تاريخية بكل المقاييس، وكل تغليب لاعتبار غير توحيد فعل الثوريين إخلال بالواجب لا يُغتفر في ميزان مصلحة الطبقة العاملة و عامة الكادحين.
طبعا يتطلب الوضع بالبلد ثورة اجتماعية، ولا جدال حول ضرورة تحضيرها تحضيرا محكما وواعيا، وتلك مهمة صعبة لا مستحيلة، وهي مسار مديد قد يدوم لسنوات من النجاحات والإخفاقات، وفقط الإصرار على التغيير والسعي له هو ضمان بلوغ الهدف: امتلاك الشعب العامل والكادح لمصيره بيده وبسط سيادته على كامل أوجه تنظيم المجتمع وتقدمه.
هذا الأمر(مسار مديد) تثبته كامل ثورات التاريخ البشري، وتأكده السيرورات الثورية الجارية. مسعى التغيير تناهضه أنظمة رجعية مسيطرة بالحديد والنار، وتخنقه الامبريالية بكامل نفوذها وجبروتها، وهؤلاء يعملون على استعادة ما أخذته الشعوب المنتفضة غصبا، لذا نلاحظ تكالب الأنظمة والامبريالية على المنطقة للحفاظ على مصالحها وتقويتها.
لم يشهد تاريخ البشر ثورات ناجحة بدون مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية...الخ، ولن يشهد ثورات دون مشاكل. إنها صعوبات وجب توقعها والعمل لتخطيها بأقل التكاليف الممكنة، ولأجل ذلك لا مفر من درجة وعي مرتفعة ودرجة تنظيم واسعة ودرجة قتالية عالية. تلك سبيل التحرر وعلينا سلكها وتحضير كل ما يلزم لتسهيل النجاح.


27 - ضرورة ضبط المفاهيم
حسن فرحات ( 2011 / 6 / 11 - 22:52 )
المجتمع العربي خاصة والمتخلف عامة مطالب بضبط المفاهيم الحداثية،التي نشأت في ظروف خاصة،وحتى الموروثة مادامت هذه الاخيرة تتطور بتطور الحضارة الانسانية.من ذلك مثلا مفهوم الثورة التي تعني حدوث تغيير جذري في المجتمعات التي تعيشها،فهل ما عاشته تونس ومصر أحدث فعلا التغيير العميق والجوهري المنشود من الثورة؟ لا أعتقد..فالثورة تتطلب الانتقال الى فكري عقلاني تنويري،ووجود قيادة سياسية قادرة على صياغة مطالب المرحلة..وأجرئتها،وجدولة زمنية تحقيقها حسب ميزان القوى الذي تفرضه الظرفية العامة.ولازالت هذه الشروط غير متوفرة للانسان العربي من المحيط الى الخليج مع بعض التباينات......من ذلك أيضا كلمة الديمقراطية..التى لازال مفهومها في العالم العربي محصورا في العملية الانتخابية وصناديق الانتخابات،بينما الديمقراطية في واقع الامر هي منهج حياة،يجسد الانسان قيمها الكونية في حياته اليومية الخاصة والعامة،داخل الاسرة وفي الادارة والمرفق العمومي وفي الشارع العام...كذلك الديمقراطية تتطلب ارتقاء الانسان الى مواطن يعي قيم المواطنة،حينما تصبح لديه الحقوق والواجبات متساوية،،بقدر ما يتشبت بالحقوق فانه لايتوانى في القيام بالواجبات،لاأن يكون طفيليا:متشبتا بالحقوق ومفرطا في الواجبات.....وللحديث بقية


28 - رد الى: حسن فرحات
المناضل-ة ( 2011 / 6 / 12 - 21:47 )
تحية على المشاركة
ما عاشته تونس ومصر لم يحدث فعلا التغيير العميق والجوهري المنشود من الثورة، والمقصود بالثورة هنا طبعا ثورة اجتماعية تقلب الأوضاع رأسا على عقب: ثورة تخلق مجتمعا مختلفا يسعى للتخلص نهائيا من المصائب القائمة والملازمة للمجتمع الحالي المبني على احتكار المال والسلطة والمستجيب حصرا لمنطق الربح ونمائه. لكن الثورة محتاجة فعلا لتحضير ولتنظيم ووعي وكفاح، ومن بين الأمور الضرورية ثورة ثقافية على غرار ثقافة الأنوار بأوربا القرن الثامن عشر، وحتى هذا المجال يخترقه صراع حاد على الأقل بين ثلاث مجموعات كبرى من الأفكار؛ أفكار الموروث الحضاري القديم، وأفكار العصر الحديث، وأفكار المستقبل. بعبارة أخرى أفكار تلاشت قاعدتها المادية، وأخرى مسيطرة أساسها المادي قائم حاليا، والأخيرة أسسها المادية يجري إرساؤها. هذا الصراع يحكمه تنازع وتعارض وتناقض المصالح الطبقية الموجودة في المجتمع.
النهوض بمهمة التنوير والارتقاء بالوعي يتطلب توفر قيادة سياسية حازمة وقادرة على تقديم منظومة مطالب تدمج المطالب الآنية والمستقبلية، نظام مطالب يشكل قنطرة عبور من الوضع الحالي نحو وضع مستقبلي أفضل وأرحب. ويستلزم الأمر بالتأكيد ميزان قوى جبار لتحقيق ذلك الانتقال، وميزان القوى هذا يجري تحضيره وليس هناك أي حتمية لقيامه دون التدخل الواعي لجماهير الشعب الكادح المنظمة والواعية المنتفضة والمقاتلة.
رغم التباينات الموجودة بين مختلف بلدان المنطقة المغاربية والعربية، فشروط انتقال فعلي نحو التحرر الشامل غير مجتمعة، وبالتالي المطلوب السعي لتحقيقها ومن بينها النضال من أجل الديمقراطية، لأنه عموما لا ديمقراطية بالمنطقة بأكملها، وحيث هناك انتخابات ومؤسسات برلمانية أو ما شابه فالأمر لا يعدو كونه زيفا وغرفا للتسجيل لصالح الاستبداد، وعموما واجهة للاستهلاك الخارجي.
نعم الديمقراطية نمط حياة وتعني باختصار شديد سلطة الشعب الذي يمارس سيادته المطلقة على مجمل مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية...
طبعا، هناك دوما بقية للحديث


29 - التغيير يتطلب الوقت والحكمة واليقظة والإصرار
يامنة كريمي ( 2011 / 6 / 12 - 11:12 )
شكرا على هذا النقاش. حيث لأول مرة تتاح لي فرصة المشاركة في حوار على موقع الحوار المتمدن مع جهة مغربية على هذا المستوى من الحكمة والفطنة في طرح قضايا المغرب والجدية في معالجة التعليقات. أما تدخلي فهو عن قولكم: (واجبنا الانخراط بكل قوانا في حملة سياسية لمقاطعة دستور الاستبداد الجديد، الذي يكفي لرفضه انه لم يوضع من طرف ممثلين للإرادة الشعبية،...) نعم لا يخفى على أحد أنه تم إنزال لجنة صياغة تعديل الدستور، لكن المشاورات كانت واسعة وهمت جميع التيارات والشرائح الاجتماعية. هذا من جهة أما من جهة ثانية، أود أن أعرف، ما هي الطريقة التي يمكن بها في المغرب اختيار- ممثلين لإرادة الشعب- وهل حصل وتحقق هذا في المغرب؟ إن المسألة أصعب مما يمكن تصوره وذلك لأن الجهل متفشي ونسبة الوعي محدودة وسلطة المخزن تيار وقوة تختلق كل الهيئات والمنظمات والاحزاب...وللإضافة فحتى لو حصلت المعجزة وتم اختيار اللجنة بموضوعية، أتظن أنهم سوف يسمحون لها القيام بمهامها بشكل موضوعي؟ ولذلك فأنني أرى أن نحاول الاستفادة ولو قليلا عوض تضييع الفرصة على أمل أن نحقق العدالة والشفافية المطلقة الأمل المستحيل المنال. أي يجب أن نتحلى بالحكمة ونطلع أولا عن ما أتى به الدستور وأتمنى أن لا يكون مثل ما أتت به مدونة الأسرة وعلى الرغم من ذلك حظيت بالتطبيل والتزمير. فإذا كانت هناك بعض التغييرات فسيكون ذلك مكسبا للمغاربة وننطلق في متابعة التفعيل والمطالبة بالمزيد من التغيير. فلنرى أولا ما هي نهاية التهليل لفصل السلط مع أن فصل السلط وارد في الدستور القديم وكنا نلقنه للتلاميذ. وخلاصته أن التشدد والتطرف إن كان يخدم أحدا فإنه يخدم المخزن ويخدم القوى الظلامية التي تتربص ببلداننا بإيعاز من انجلترا والولايات المتحدة الأمريكية... التي تكمل خطتها باستغلال التيارات الإسلامية في تكريس سيادتها الخارجية بعدما كانت قد هيأت لها كل الظروف لكي تنمو وتتقوى على الأراضي الأوربية والأمريكية لاستعمالها كسلاح في حروبها الباردة. ولذلك فادعاء التيارات المتطرفة العداء لأمريكا والغرب عامة هو كذب وبهتان والدليل هو أن أي متطرف بمجرد ما ينتهي من سب وشتم النساء وأمريكا على المنابر وفي التجمعات يعقد الرحيل إلى ألمانيا أو بلجيكا أو أنجلترا أو أمريكا التي تمد له الأحضان والواقع شاهد


30 - رد الى: يامنة كريمي
المناضل-ة ( 2011 / 6 / 12 - 22:46 )
تحية وشكرا على المشاركة
المقطع الذي أوردته جاء في الردود، وهو من افتتاحية العدد 38 من جريدة المناضل ة الموجود بالأكشاك حاليا(منشورة كذلك على موقع الجريدة على الانترنيت http://www.almounadil-a.info/article2405.html)، واسمحي لنا أن نورد المقطع كاملا مرة أخرى: -واجبنا في هذا الظرف الدقيق، ونحن على أبواب استفتاء الدستور الممنوح، وما يليه من انتخابات، أن نوحد جهود الثوريين في ممارسة ميدانية تتصدى للتضليل الرسمي و لحملات القمع. واجبنا الانخراط بكل قوانا في حملة سياسية لمقاطعة دستور الاستبداد الجديد، الذي يكفي لرفضه انه لم يوضع من طرف ممثلين للإرادة الشعبية، بل من خدام أوفياء للاستبداد. حملة سياسية صوب أوسع كادحي مغربنا لتنويرهم بحقيقة الصراع الجاري ومرامي أطرافه التي لها أساس طبقي في المقام الأول. و بمقدمة جبهات النضال تأتي الحركة النقابية التي يصر قادتها على تغييبها قسرا عن تطلعات الجماهير الشعبية المتجاوبة مع حركة 20 فبراير. فانخراط الطبقة العاملة في الكفاحات الجارية من اجل الديمقراطية سيضمن في الآن ذاته توطد الحركة وتجذرها أولا ، و ثانيا تغليب جانب القوى التحررية بوجه قوى برجوازية صغيرة رافضة للوضع القائم لكن من منظور رجعي. اللحظة تاريخية بكل المقاييس، وكل تغليب لاعتبار غير توحيد فعل الثوريين إخلال بالواجب لا يُغتفر في ميزان مصلحة الطبقة العاملة و عامة الكادحين.-
نحن نعتقد أن الطريقة الأفضل المعبرة عن الإرادة الشعبية هي انتخاب مجلس تأسيسي تحت حكومة مؤقتة يضع دستورا يعرض للنقاش العمومي في جو من الحرية السياسية التامة وحرية التعبير المطلقة، تم يعرض للاستفتاء الشعبي. وطبعا لسنا واهمين بتحقق ذلك تحت الاستبداد القائم فعلا، لأن وراء التضارب في طرق إعداد الدستور توجد مصالح طبقية متعارضة ومتناقضة، ولن يحسم الصراع حول الطريقة المعتمدة سوى نتيجة النزال الجاري بين الاستبداد ومعاونيه من أحزاب وجمعيات... وبين قوى الشعب العامل والكادح.
تاريخ الدساتير بالمغرب هو تاريخ الدساتير الممنوحة، ومطلب المجلس التأسيسي مرفوع مند بدايات الاستقلال الشكلي.
المهمة صعبة وليست مستحيلة، والمطلوب العمل جديا لمحاربة الجهل ورفع مستوى الوعي والتخلص من العقال والخوف لأن قوة المخزن وسطوته تأتي من هذه العوامل نفسها وهو يسعى بكامل جبروته من أجل إدامة الوضع على ما هو عليه؛ الخوف والخضوع، واستئثار أقلية بالمال والسلطة...
لقد قلت أن - ...سلطة المخزن تيار وقوة تختلق كل الهيئات والمنظمات والأحزاب...- وطبعا قصدت تخترقها، ولاحظي أن تلك الهيئات والمنظمات والأحزاب... الفاقدة للمصداقية والتي فضلت ركوب الفساد المعمم بدل محاربته هي نفسها التي جرت المشاورات التي نوهت بها معها، وبالتالي فتلك المشاورات لا مصداقية لها، والمطلوب توفر الحريات الأساسية وخلق الشروط الضرورية لقيام تمثيلية شعبية حقيقية تكرس السيادة الشعبية وذاك ما ندعوه مجلسا تأسيسيا.
المقدمات لا تبشر بخير، وليس منتظرا بالنسبة لنا أن ينتج عن لعبة المخزن التي تستبق الخطر الذي يهدده دستور ديموقراطي يرسي السيادة الشعبية التي هي اختصارا الديمقراطية البرلمانية على شاكلة البلدان المسماة ديمقراطية. لقد جمع مستشار الملك قادة الأحزاب وألقى فيهم شفهيا خطوطا عريضة وناقشوها مباشرة وقدموا مقترحاتهم لترفع للملك، وتم تسريب أمور لجس النبض وتحضير المناخ لنزول المسودة النهائية. وعموما ليس هناك فيما تسرب لا ملكية برلمانية ولا هم يحزنون. وطبعا الملكية البرلمانية هي المطلب البارز والذي يطبل له الجميع. وعموما بعض الانتظار لن يضر، والمسودة في طريقها للنزول.
نعم التطرف بمعنى الإرهاب أو حتى بمعنى الرفض من أجل الرفض بالغ الضرر، لكن انعدام الثقة والمصالح الطبقية الموضوعة على المحك هي ما يدفعنا للشك والارتياب، لا نتوهم أن تتخلى الملكية ولو على الجزء اليسير من سلطتها المطلقة دون تدخل نضالي جماهيري واسع للمعنيين الحقيقيين بالتغيير المنشود نحو الأفضل. وحتى الملكية البرلمانية لن ينالها الشعب كمنة أو منحة بل يتعين عليه انتزاعها انتزاعا.
حول استعمال التطرف والإرهاب من طرف الدولة والإمبرياليات العالمية نحن متفقون إجمالا حول ما تفضلت به: لقد جرى استعمال القوى الرجعية لضرب تلك التقدمية لزمن طويل قبل أن ينقلب السحر على الساحر. لكن لا يجب أن يعمينا ذلك عن الحقيقة وهي أن أصل التطرف والإرهاب مآسي اجتماعية واقتصادية... سببتها الرأسمالية بتلازم مع مآسي خنق الحريات الأساسية قمعا وخطفا واغتيالا واعتقالا... بالتالي فرفضنا لهمجية الإرهاب لن تثنينا عن رفض همجية الدولة. كذلك لسنا من الرأي المتحمس لقمع الدولة للجماعات الرجعية وإنما من الذين يرفضون ذلك والداعين لمواجهتها سياسيا بسلاح النقد والنقد الذي لا يرحم طبعا لانتزاع الشعب من تحت هيمنتها وسطوتها، وجره نحو منظورات تقدمية وتحررية فعلية قائمة على مركزية الإنسان الحر والمالك لمصيره.
التغيير يتطلب الوقت والحكمة واليقظة والإصرار، ونحن نعتقد ذلك فعلا، وأن المهمة تستدعي سيرورة مديدة بنجاحاتها وإخفاقاتها، والمفضية في النهاية للتغيير المنشود وتحدياته.


31 - نضال من اجل اقتصاد افضل
Emad Alshamery ( 2011 / 6 / 12 - 14:18 )
يجب ان يكون نضال من اجل اقتصاد افضل للفرد للعالم الفرد عبيد لثقافة الشارع وليس لديه اي ثقافة اقتصادية وان وجدت ضعيفة الكل يتكلم عن الديمقراطية التي لديها صدى اعلامي فقط لكن على ارض الواقع يوجد قتال من اجل كرسي القيادة بأسم الديمقراطية الاعلامية التي لاتقدم للشعب سوى مقابر واكفان ومليشيات


32 - رد الى: Emad Alshamery
المناضل-ة ( 2011 / 6 / 12 - 22:58 )
تحية وشكرا على المشاركة
لم نستطع فهم مقصدك، وعموما النضال من أجل اقتصاد أفضل هو ما نعتقد القيام به، كما أننا نعتقد أن الأمر ليس مجالا للخبراء وهو ما يجري إقناع الناس به، بل المسألة كلها صراع مصالح طبقية، ووعي هذه المصالح وتعارضها وتناقضها هو المنفد لاستجلاء ملامح ما قد نطلق عليه اقتصادا سيئا وآخر جيدا... ونحن مناضلون من جهتنا من أجل اقتصاد متحرر من السوق ومنطق الربح ونمائه وقائم على أساس تلبية الحاجات الإنسانية الأساسية؛ اقتصادي تشاركي لمنتجين أحرار متضامنين.
الذي يقدم للشعب المقابر والأكفان والملشيات باسم الديمقراطية هو الاستبداد القائم فعلا، أما المناضلون الفعليون من أجل الديمقراطية فليس لديهم ما يقدمون سوى التضحيات اللازمة لذلك. وغير هؤلاء هم صنائع النظام أو من خضعوا لجبروته لأن أخشى ما يخشونه هو نضال فعلي من أجل الديمقراطية قد يكنسهم في طريق كنس المجتمع من الاستبداد والاستغلال والاضطهاد.


33 - اليسار الثوري اليوم
Maroc Liber Liber ( 2011 / 6 / 12 - 14:19 )
اليسار الثوري اليوم ليس مهيئا بالمغرب ليدفع بالحالة الثورية الى اقصاها...لكن طلائع النضالات الاجتماعية بالمرب تدفع في اتجاه تفتق لطاقات جديدة داخل وخارج التنظيمات التقليدية الثورية...وتتجه نحو طرح سؤال ضرورة الحزب الثوري الموحد....كضرورة انتقالية ولكن يستلزم دلك سيرورة ثورية ستعمل على دك صور ونمادج مقززة ممن يمثلون ابداعات الثورة و ولادة طلائع مشرفة


34 - رد الى: Maroc Liber Liber
المناضل-ة ( 2011 / 6 / 12 - 23:06 )
تحية وشكرا على المشاركة
متفقون تماما، والمسار سيكون مديدا بتعرجاته صعودا وهبوطا، وما يجري حاليا فتح الطريق وستجري تغييرات تستلزم أخرى أشد وأعمق وهذا حال السيرورات الثورية تاريخيا، وهو حال التي تجري أمامنا في الوقت الراهن. على قائمة المهام الملحة بناء ذاك الحزب الثوري الموحد... وفعلا تطور الصراع الطبقي كفيل بتبديد جبل الجليد من سوء الفهم والعصبوية وكل أمراض اليسار الطفولية، وستولد الطلائع الثورية الفعلية وتخلص الموجودة من ثقل ماض وجب تخطيه.


35 - نقاش يساري
Nidal Kifah ( 2011 / 6 / 12 - 14:19 )
الظرف الحالي يستلزم نقاش يساري حول متطلبات المرحلة الراهنة وتوحيد اجابات وراية اليسار الثوري تحية لرفاق تيار المناضل-ة على فتح هذا النقاش في هذه اللحظة التاريخية واتمنى ان يستمر النقاش.


36 - رد الى: Nidal Kifah
المناضل-ة ( 2011 / 6 / 12 - 23:16 )
تحية وشكرا على المشاركة
فعلا، ذلك هو المطلوب، وكلما جرى الأمر باستعجال كان أحسن، وتيار المناضل ة دعى ويدعو باقي اليساريين لمثل هذا النقاش والقيام بمبادرات عملية لتفعيله. ومنها طبعا النقاش الدائر مند مدة مع الرفاق بالنهج الديمقراطي والذي نرجو استمراره وإفضاءه لتقدم فعلي في توحيد الرؤية والراية اليسارية حول الإجابات العاجلة التي يتطلبها الوضع الحالي.
طموحنا هو أن تجري مبادرات تجمع اليسار الجدري واليسار الثوري بالمغرب وتفضي لعمل مشترك يقطع تدريجيا مع وضع الشتات السائد حاليا.
هذا النقاش جرى طبعا بفضل مشاركاتكم، وبفضل الحوار المتمدن الذي منحنا هذه الفرصة مشكورا، ونتمنى طبعا استمراره

اخر الافلام

.. أبرز القضايا التي تصدرت المناظرة بين بايدن وترامب


.. الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه ترامب يتبادلان الاتهامات بع




.. هل يتنحى بايدن؟ وأبرز البدلاء المحتملين


.. توثيق اشتباكات عنيفة في رفح جنوبي قطاع غزة




.. آيزنكوت: يجب على كل الذين أخفقوا في صد هجوم السابع من أكتوبر