الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الجيش الملكي هذه المرة..

زهير ماعزي

2011 / 6 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


الجيش المغربي -أو القوات الملكية المسلحة- لا يخلو من اعطاب مبكية ومضحكة في ان واحد، وكثيرا ما يوصف بالمغرب بأنه علبة سوداء لا احد يعرف عنها شيئا، فلا ناطق رسمي ولا بلاغات ولا موقع رسمي، باستثناء طبعا ما تنشره المجلات العالمية وما تتداوله "المخابرات الشعبية".
يحكي لي بعض المعارف المنخرطين في الجيش لما كانوا في مرحلة التكوين كيف انهم لم يلقوا التحية العسكرية على ضابط أعلى رتبة، هذا الاخير قرر معاقبتهم على ما إعتبره عدم احترام، فجمعهم وشكلهم صفا مستقيما وامرهم بالانحناء الجماعي وترديد كلمة (هبل) للإحالة على اله معبود في حقبة ما قبل الإسلام.
أما ولوج المدارس العسكرية فيتم في الغالب بالمحسوبية والزبونية واعطاء الأسبقية للقرابة العائلية من اجل القبول وحتى الترقية، وهي معروفة بظاهرة (البيزوطاج)، وتعني مثلا قيام طالب قديم بتوجيه اوامر قاسية لطالب جديد كأن يغسلوا المراحيض أو أن يستحموا شتاءا بالماء البارد أو أن يركضوا حول الملعب الرياضي على الساعة الثالتة صباحا، كل هذا تحت ذريعة فرض الإحترام والتعود على الحياة العسكرية وعلى طاعة أوامر العسكريين الأعلى رتبة.
كما يتداول المغاربة حكايات عن جنرالات الضيعات الفلاحية الذين يأتون بالجنود من أجل القيام بأعمال البستنة والسقي والزرع والحصد وباقي "السخرة الجديدة" دون حسيب ولا رقيب، وعن جنرالات أعالي البحار الذين يستفيدون من رخص للصيد في أعالي البحار تذر عليهم ملايين الدولارات، وعن الاتجار في المواد التموينية والبنزين المخصص للجيش، وتدور شكوك حقيقية حول تورط بعض العسكريين مع مافيات تجارة المخدرات القوية القادمة من امريكا اللاتينية والتي تاخذ طريقها عبر الصحراء وشمال افريقيا إلى أوروبا.
مهازل الاغتناء غير المشروع لكبار العسكر لا تزال مستمرة في المغرب بينما لا يزال صغار الجنود يعانون هزالة الأجور وقساوة ظروف العمل وسطوة بعض الضباط والحرمان من الإجازات السنوية. ويحكي بعض الجنود الذين خبروا العمل في الصحراء المغربية عن اقامات وقصور لكبار الضباط وسط الصحراء، في وقت يقيم الجنود في خيام ومساكن لا تقيهم قيظ الصحراء، ويفرق عليهم كميات غير كافية من المياه غير المبردة، مما اضطرهم إلى "إبداع طرق لترشيد استعمال المياه"، فهم يعيدون استعمال مياه الوضوء والاغتسال للتصبين. كما سبق واخبرني بعض الممرضين عن جنود ادعوا الجنون من اجل النجاة من الخدمة العسكرية في الصحراء.
ويذكر أن سياسة تسمين جنرالات الجيش المغربي انطلقت في عهد الملك الراحل مقابل ابتعادهم عن السياسة، في إطار سعي الملكية في المغرب لشراء ولاء المؤسسة العسكرية وتجنبها لسيناريوهات الانقلابات التي ضاق المغرب مرارتها في سبعينيات القرن الماضي.
أما أكبر إهانة في حق الشعب المغربي فهي استمرار حسني بنسليمان الجنرال الفرعون والمطلوب دوليا في قضايا تتعلق باغتيال قيادات المعارضة المغربية (المهدي بنبركة) على رأس مؤسسة الدرك الملكي. ويذكر ان هذا الجنرال كان يوجد حتى وقت قريب على رأس الجامعة الملكية لكرة القدم (اتحاد الكرة المغربي)، وقد تسبب لنا سجله الاسود وتنقيطه الصفري في تقارير منظمات حقوق الإنسان في ثقب كبير في ملفات ترشيح المغرب لكأس العالم.
ومن المعروف في المغرب أن من يتكلف بالأمن في الوسط القروي هي وحدات الدرك الملكي، لكنهم غالبا ما يتحولون إلى قطاع طرق "رسميين". ويتداول الناس فكرة ان "الإتاوات" تسعد من الأسفل إلى الأعلى.
ومؤخرا نبهني أحد نشطاء الحركة الأمازيغية إلى ملاحظة حول تركيبة الجيش المغربي الإثنية، وقال أن أغلب الجنود العاديين في الجيش المغربي هم امازيغ، أما قياداته والجنرالات السمينة فهم من العرب، وأضاف ان المخزن المغربي لن يثق في جنرال أمازيغي بعد محاولة الانقلاب للجنرال (أوفقير) الذي كان أمازيغيا. ورغم انني لا أستطيع ان أتبنى وجهة نظره بالكامل –خصوصا الخلفيات والتضخيم من "الصراع" الاثني" في المغرب- إلا أنني لا أستطيع أن أنفي ملاحظاته...
ولأن دوام الحال من المحال، فإن بعض رجال الجيش الشرفاء أنشؤوا صفحة على الفايسبوك من اجل أن يجهروا بالمنكر في ظل غياب اليات داخلية للتعبير عن ارائهم والتبليغ عن المخالفات وكل الأشياء المخيفة التي تهدد جيشنا العزيز. فشكرا أيها الفايسبوك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاستثمار الخليجي في الكرة الأوروبية.. نجاح متفاوت رغم البذ


.. رعب في مدينة الفاشر السودانية مع اشتداد الاشتباكات




.. بعد تصريح روبرت كينيدي عن دودة -أكلت جزءًا- من دماغه وماتت..


.. طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي




.. لساعات العمل تأثير كبير على صحتك | #الصباح_مع_مها