الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيش البعث السوري وجيش الاحتلال الإسرائيلي..

صباح كنجي

2011 / 6 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


تابعتُ اليوم محطة تلفزيون البعث السوري من دمشق العروبة، وهي تنقل عبر البث المباشر، أخبار المواجهات في عدد من قرى الجولان مع "جحافل" الجيش الإسرائيلي عبر شريط الحدود في ذكرى حرب الخامس من حزيران المعروفة للقراء...
وقفتُ مندهشاً من متابعة الموقف، حيث تتقدم مجاميع من الشبيبة لتتجاوز الأسلاك الشائكة والألغام، عبر خط الحدود في مجدل شمس وعين التينة وقلنديا
من قرى محافظة القنيطرة، وشاهدتُ عدداً من الشباب يعبر متسللا من فوق ساتر التراب نحو الطرف المعادي، الذي كانت تنتشرُ فيه آليات لجنود الجيش الإسرائيلي المدرب على فنون القتال ومواجهة العدو.. وسمعت عدداً من الفضائيات العربية وهي تنقل توجيه رئيس الوزراء نتنياهو الذي أكد بوضوح على ضرورة مواجهة أي اختراق للحدود، مع التنويه بضرورة ضبط النفس...
بعد ساعات من متابعتي للمشهد، من موقع لآخر، عبر شاشة تلفزيون البعث السوري نفسها، دونت على ورقتي مقتطفات مما قاله ذلك النفر من الشباب المتحمس، الذي دخل في مواجهة مع قوات الطرف المعادي وكان أهمها..
1ـ أن الشباب قد قدموا من عدة محافظات بينهم فلسطينيون من حلب واللاذقية ودمشق ودير الزور وعدد آخر من المدن السورية، ولفت انتباهي الأعمار المتقاربة وقوة البدن والهندام النظيف مما يوحي أنهم من فئة قد خضعت لترتيبات مسبقة ومهيأة لهذا النشاط، الأمر الذي دفعني للاستنتاج أن هذا النشاط ليس عفوياً، ويأتي في سياق تعبئة الدولة له، لأشغال المواطنين بأخبار جديدة على حساب أخبار المواجهات الأخرى في الداخل، التي سنأتي عليها في الفقرات اللاحقة...
ويقيني في ذلك أننا حاولنا عام 1995 القيام بسفرة إلى الجولان بصحبة الفنان فؤاد سالم بمناسبة ثورة 14 تموز فمنعنا من الذهاب، بالرغم من محاولاتنا المتكررة للحصول على إجازة للذهاب، إلا أن السلطات السورية منعتنا بحجة أن الجولان منطقة مواجهة عسكرية لا يسمح الوصول إليها...
2ـ تحدث عدد من الشباب عن طبيعة المواجهة بينهم وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي وسأنقل لكم بالنص ما بثه تلفزيون البعث في دمشق على لسان الشاب جميل مصطفى الفلسطيني الأصل، أحد المشتركين في تلك الفعالية، إذ قال وهو يتحدث مع المذيع:..
ـ رفيق استمر الاشتباك ساعة كاملة ضربونا بسلاح خلب وبعدها بساعة ضربونا بقنابل دخان.. وبعدها ولأقل بساعة أخرى من عندي إذ لم يحدد المدة هذه المرة ضربونا بالمطاطي، ونبهونا إلى أنهم سيطلقون الغازات المسيلة للدموع، وبعدها سيتم إطلاق الرصاص ومواجهة من لا يتراجع.. وتطرق إلى وجود الدبابات والمصفحات العسكرية في قوام المفارز المنتشرة في أكثر من موقع..
وقال أيضا متفاخراً انه أنقذ صديقه المصاب وتمكن من نقله وإعادته للأراضي السورية..
ـ وتحدث التلفزيون عبر نشرته عن استشهاد أربعة شبان مع وجود جرحى في تلك المواجهات دون أن يعرض أحدا منهم لحد مشاهدتي ما كان يبثه في ساعات المتابعة...
كنت أراقب المشهد بشيء من التركيز. وجدت الجنود الإسرائيليين يعتلون الآليات التي فيها رشاشات ساندة يقف خلف كل رشاش رامي في حالة استعداد تام ومتأهب لإطلاق النار..
كانت الحجارة تتواصل من الطرف السوري نحو الجنود وهم يراقبون المشهد كأن تلك المقذوفات لا توجه إليهم.. ولم أرى طاقم الجنود في وضع الاستعداد العسكري المطلوب، كانت المواجهة اقرب إلى مسرحية أعدها مخرج فاشل لا يفقه في الفن المسرحي شيئاً...
هذا ما جرى بالنسبة للجيش الإسرائيلي وهو "يقمع" بلا رحمة الشبان العرب من الذين توجهوا أو وجهوا لتلك الأصقاع بمناسبة ذكرى نكسة حزيران...
لن أسأل عن دور الجيش السوري وبقية صنوف القوات المسلحة في هذه المواجهة، لأنها حتماً مشغولة بالأهم منها..
لن أسأل عن دور ومهام الجيش في الدفاع عن حدود الوطن...
لن أسأل لماذا لم يحرك نظام البعث السوري جندياً واحداً في خطوط المواجهة مع إسرائيل منذ عام 1973 ولحد اليوم..!!!
لن أسال المزيد من الأسئلة..
فعلى الطرف الآخر من المشهد.. تناقلت الفضائيات ثمة خبر فيه الكثير من المواجهة.. التي سال فيها المزيد من الدماء وسقط خلالها العديد من الشباب السوري على مذبح الحرية...
تناقلت الأخبار بالصورة والصوت أنباءً من جسر الشغور.. حيث سقط أكثر من 35 شهيداً وعشرات من الجرحى، في مواجهة للجيش البعث مع شبان الانتفاضة .. سقط هؤلاء فوراً دون تأخير في أطلاق رصاص حي عليهم، من أول أطلاقة انطلقت، فجيش البعث السوري لا يمزحُ داخل الوطن..
في الوطن المستباح ليس هناك فرصة لجيش يعبثُ بالمطاط والخلب..
شتان ما بين جنود الاحتلال ورصاص الخلب.. وجنود البعث والرصاص الحي
شتانة... شتانة.. بين الطرفين!!..
من يجرأ أن يقولها قبل سقوط الدكتاتورية البعثية؟!..
تقول الحكمة...
ـ المزيد من الدماء ستفضي للمزيد من الحرية..
يا أيها البعثيون.. سيسقط نظامكم الذليل .. سترحلون قريباً..
في الزمن القادم.. لا مكانة للبعث والعبث..
الشعب المنتفض لن يستكين..
الاحتجاجات ستحقق أهدافها..
الثورة ستنجح..
ودمشق الشام ستزهو بالشمس والفرح..
لتسقط سوريا البعث والاستبداد..
وعاشت سوريا الحرة..
المجد لعشاق الحرية..
ـــــــــــــــــــــ
صباح كنجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحظ يبتسم لمنتخب فرنسا في ضربات الترجيح ويتأهل لنصف نهائي ك


.. تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.. إليكم ما نعلمه حتى ا




.. مصر ومؤتمر الأزمة السودانية.. تحديات ملحّة تدفع للتحرك الفور


.. كيف يبدو المشهد في تل أبيب؟




.. تركيا.. طلاب جامعة ميديبول يتضامنون مع غزة في حفل التخرج