الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب .. والتراب!

جمال الخرسان

2011 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


لان مصائب العراق لا تأتي فرادى فقد ابتلي العراق بسلة من الظواهر السلبية الموجعة جدا .. وضع امني هش، وفساد اداري مستشري في دوائر الدولة، لامبالاة واضحة من قبل المسؤولين تجاه اداء ما عليهم من مسؤوليات جسام، يضاف لها شهية مفتوحة لجيران العراق تتحين الفرص لاستقطاع وضم هذا الجزء العراقي او ذاك، وتبحث بشتى السبل من اجل الحصول على جزء من الكعكة العراقية اللذيذة. مصائب العراق لاتقف عند هذا الحد فبالاضافة الى ما تقدم وكثير غيره ابتلي العراق ايضا هذا الصيف كما هو الحال مع الصيوف السابقة بظاهرة العواصف الرملية الناتجة عن مجموعة من المتغيرات الطبيعية والمناخية كالتصحر وغياب المساحات الخضراء وغيرها من الاسباب التي يتكفل بتفصيلها اهل الاختصاص.

التراب والغبار والعواصف الرملية لازالت تلاحق العراق وتهدد خصوبته بتصحر لا يبقي ولا يذر.. عواصف رملية غير مسبوقة تعطل الحياة اليومية وتحاصر المواطن العراقي حتى في بيته فتفرض عليه حضرا للتجوال وكأنها ارهاب من نوع آخر. جبال بنيّة تميل الى السواد تزحف واثقة الخطوة نحو المدن العراقية دون ايّ مصدّات او عوائق تقلل من شدتها .. ارهاب يلقي بظلاله وينعكس سلبا على الانسان والبيئة في نفس الوقت، رمال تلوّث الجو مصحوبة بعوالق معدنية وعضوية انعكست سلباً على صحة الناس ومصالحهم المختلفة فأغلقت المطارات واختفت المارة من الشوارع، بعدما حل الظلام وانعدمت الرؤيا.

فيما سبق كان العراق يسمى ( بلاد ما بين النهرين) ويوسم بانه ( ارض السواد )، ولشدة ما فيه من خضرة ..كان
يبدو اسودا لناظره من بعيد! وحيثما حل الماء والكلأ حلّت الحياة، ومن ذلك العراق { جعلنا من الماء كل شئ حي}.
تلك المياه والخضرة والخضرة الوفيرة صنعتها سواعد الامم العراقية عبر اجيالها المختلفة ودعمها حمورابي بقوانين تحمي الخضرة واشجار النخيل. لكن وضع العراق في العقود الاخيرة اختلف كثيرا عمّا سبق فالمياه تكاد تختفي، والمساحات الخضراء في تناقص حاد، فيما حلّ محل ذلك ظاهرة العواصف الرملية المدمّرة، التي تحصد مع كل زيارة لها مئات الضحايا من العراقيين!
نعم لازال العراق ارض السواد ولكن لالشدة الخضرة هذه المرّة بل لما يخيم عليه من سحب وعواصف رملية سوداء!
وفي اطار استعراض تلك الظاهرة القاتلة والمدمرة وسبل معالجتها الغائبة والمغيّبة، فإنّ القاء كل اللوم على عاتق الحكومة فيما يخص هذه المسألة .. ربما فيه شيء من الاجحاف الا انه في الاتجاه الاخر لايمكن تبرئة المعنيين تماما من الاثار السلبية لتداعيات ازمات من هذا القبيل، اذ ان الجهات المختصة حتى لو كانت عاجزة عن ايجاد حلول مباشرة للمشكلة فإن هذا لا يعني الغاء دورها في اتخاذ خطوات مهمة من شأنها تضييق دائرة تداعيات المشكلة في محاولة للحد من خطورتها ونطاق اتساعها! لكن ما يظهر للعيان هو أن الجهات المعنية لا تحرّك ساكنا تجاه ذلك الوحش الكاسر الذي اخذ يتردد كثيرا هذه الايام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب