الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن الكرد لسنا بين وبين نحن الشعب السوري

احمد علي

2011 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


أثارت الدعوة التي وجهها الرئيس السوري إلى الأحزاب الكردية، عاصفة من ردود الأفعال عليها، بين السوريين، وفي الوسط الكردي في الداخل والخارج. خاصة وان هذا ترافق مع تصريح غير مسئول أدلى به قيادي في احد الأحزاب الكردية، يقول فيه بان الأحزاب الكردية، تقف على مسافة متساوية بين النظام والمعارضة( مع التحفظ لأنه لا يمثل الأحزاب الأخرى، او حتى مجموع حزبه هو). وهذا ما طرح مجددا العديد من الأسئلة حول الموقف الكردي، وأين يقف الكرد مما يجري في سوريا.
أولا وقبل كل شيء ، لا بد من التذكير ، بأن الشباب الكردي، ومنذ الأسبوع الأول لبدء الثورة السورية، قد شارك فيها وقام بمظاهرات كبيرة في عامودا وقامشلو والدرباسية ورأس العين وكوباني –عين العرب. متضامنا مع إخوته السوريين في المدن الثائرة من درعا إلى بانياس إلى حمص وحماة...الخ، وكانت حناجره تصدح بشعارات الحرية والكرامة والوحدة الوطنية في مواجهة النظام، وآلته القمعية الرهيبة، وهو ما يزال يصعد مشاركته يوما ، بعد آخر، والجالية الكردية السورية منفردة، ومع إخوتهم السوريين، شاركت بكثافة ،إن لم نقل إنها كانت محرك أساسي، لكافة النشاطات والاحتجاجات، المؤيدة لثورة شباب الوطن على امتداد العالم، حيثما تواجدوا، ومشاركين في كل المؤتمرات ،والتجمعات التي تقيمها المعارضة السورية في الخارج. وكانوا عاملا أساسيا في إنجاح أول مؤتمر للمعارضة في انطاليا.هذا في الوقت الذي لم تشارك فيه مدنا أساسية إلى الآن في الثورة على النظام.
إن التفرقة والفتنة التي زرعها النظام، لعقود طويلة بين أطياف الشعب السوري كان لها هدف واحد، وهو تفتيت المجتمع إلى مكوناته الأولية، لكي يسهل عليه التحكم به، وقد نال الشعب الكردي في سوريا النصيب الأكبر من ذلك،ليس خدمة للعروبة كما كان يدعي، وليس خدمة لسورية، وإنما حسابا لهكذا موقف، لكن الشعب السوري افشل هذه السياسة، عندما سمى شباب الثورة، الجمعة قبل الماضية ب آزادي، وعندما كانت دير الزور بشكل خاص، وكل مظاهرات المدن السورية، تصيح آزادي آزادي، شعر الكرد لأول مرة منذ خمسين عاما،بأنهم مواطنون سوريون حقيقون تم الاعتراف بهم إخوة ومواطنين من قبل الشعب السوري، وهذا هو المهم، وليس من قبل نظام يقتل شعبه، وان الكرد يعرفون جيدا، بأن حصولهم على الجنسية السورية، ورغم نضالهم المديد وتضحياتهم، فان الفضل الكبير فيه هو لدم شهداء درعا.
إن الأحزاب الكردية والتي بذلت الكثير من التضحيات ، لإبقاء جذوة النضال الكردي متقدة حتى الآن، تجد نفسها أمام مفترق تاريخي، نتمنى أن تكون واعية له، هذا المفترق هو إن نضالهم عبر خمسين سنة من اجل إيصال مطالب، ومظالم الشعب الكردي إلى بقية الشعب السوري، وحشد تأييدهم لها، وهو ما تحقق منه الكثير في هذه الفترة القصيرة ، لا يتقاطع مع موقف قد يتخذونه بالذهاب إلى الحوار مع النظام، وهو يقتل ويذبح السوريين، ويدمر مدنهم وقراهم بالدبابات، وليس لديه إلا الحل الأمني في مواجهة الشعب وأبطاله في شوارع وساحات سوريا.هذا الموقف سيكون قبل كل شيء هدرا لكل تضحيات الشعب الكردي ، ولتضحيات هذه الأحزاب نفسها، وتهديدا لمستقبل العلاقة بينه وبين بقية الشعب السوري، وستكون نهاية للأحزاب التي تقدم على هكذا خطوة. ولتكن كلمة المناضل مشعل التمو الذي خرج البارحة من السجن، وقالها بدون مجاملة،(( مع احترامنا لمواقفكم، لكننا لسنا معكم، نحن مع ثورة الشباب السوري)) إنذارا قويا يستحق التفكير فيه مليا.
الشعب الكردي في سوريا قال كلمته، وهي انه ليس هناك منطقة وسطى بين جنة الشعب السوري، وجهنم نظامه، فأين موقعكم أنتم ؟.ا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية للكاتب احمد علي
قحطان خليل ( 2011 / 6 / 6 - 11:50 )
نحن سوريون وقبل كل شيء ، هذا الوطن الجميل استباحته عصابة الفساد والاستبداد ، هذه العصابة شوهت وجه سورية الجميل ، زرعت فيها السجون والمعتقلات ، حولت كل اخضرارها الى صحارى ، ،حاربت كل القيم النبيلة وكل القيم الوطنية ، الان اتى زماننا ، لتغسل الثورة السورية المباركة كل القذارات التي زرعها نظام الفساد والاستبداد ، لتزيل الثورة المباركة كل الحواجز التي زرعها النظام بيننا ، لنناضل سوية من اجل بناء سورية الجديدة ولندشن الاستقلال الثاني وليكن شعارنا سورية لكل السوريين ، سوريا بلا فساد وبلا استبداد ، تحية لاشقائنا الاكراد ، ونحيي مشاركتهم في الثورة السورية ، وأما من اختار ان يقف على مسافة واحدة من القاتل والقتيل ، ومن اختار ان يقف على مسافة واحدة من النظام المجرم والثوار الابطال نقول له هذه هي الخيانة العظمى بحق الوطن ولا حصانة لاحد ، نكرر شكرنا العميق للكاتب الفاضل احمد علي وله منا جزيل الاحترام

اخر الافلام

.. دول عدة أساسية تتخذ قرارات متتالية بتعليق توريد الأسلحة إلى


.. سقوط نتنياهو.. هل ينقذ إسرائيل من عزلتها؟ | #التاسعة




.. سرايا القدس تعلن قصف جيش الاحتلال بوابل من قذائف الهاون من ا


.. نشرة إيجاز - كتائب القسام تقول إنها أنقذت محتجزا إسرائيليا ح




.. -إغلاق المعبر يكلفني حياتي-.. فتى من غزة يناشد للعلاج في الخ