الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يوقف نزيف المليارات العراقية

وسام محمد شاكر

2011 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


عادةً ما تتناقل وسائل الإعلام بابتهاج موضوعة الإعمار وتوفير الخدمات ، حيث تأخذ شكل الأخبار اصواتاً رنانة من لغة المليارات التي تخصص لهذا المشروع أو إلى ذاك ، حيث إن أرقام بعض المشاريع بقدر ما تحمل من طابع استفزازي نجدها غير ضرورية لضروريات الحياة اليومية للمواطن ، وهذا قد يعود لسبب ضعف وانعدام دراسة الجدوى التي هي عادة ما تحدد أولوية الأهم على المهم ، ودراسة الجدوى هذه هي ليست اجتهاد إداري بل هي نتيجة لخلاصة وعصارة تخطيط شامل لموضوعة ما يقوم بتحديدها مجموعة من الخبراء والمختصين ، حيث تكون جميع المدخلات متوافقة مع المخرجات ، وهذه طريقة علمية قامت عليها نجاحات الكثير من الدول وحققت قفزات هائلة في بناء اقتصادياتها ، ولعل ما يدعوا لهذا الكلام هو كثرة المشاريع في المحافظات وخصوصاً مشاريع ذات التكاليف الكبيرة دون مردودات حقيقية على سكان تلك المحافظات فمثلاً بناء ملعب كرة قدم بتكلفة 28مليار دينار في إحدى المحافظات في حين يشكوا قطاع الكهرباء لنفس المحافظة من أزمة انقطاع مستمرة للكهرباء ، وهذا هو الخطأ الكبير والمتكرر والذي يسبب نزيفاً للأموال المخصصة للنهوض بواقع المعيشة ويؤدي إلى بعثرة الجهود والأموال نحو مشاريع ترفيهية أكثر من كونها حيوية ذات فائدة ومردود على الحكومة والشعب ، وإن استمرار هذه الآلية المتخلفة لإقرار المشاريع سوف يزيد من هوة الفقر والبطالة وسوف تبقى عجلة التطور في دوامة ، فهي أشبه بعلاج مرض القرحة بلفافة الكسور ، فالاحتياجات الضرورية لحياة الناس تتوارى خلف بعض الحدائق والترصيفات ومدن الألعاب إما احتياجات الطاقة والماء الصافي وشبكات الصرف الصحي فهي مشاريع مؤجلة أو ذات أولوية ثانية إن لم تكن ثالثة في اجندة القائمين ، إن العراق بحاجة إلى وقفة جادة مع آلية الموافقة والصرف على المشاريع الوردية إن صح التعبير وإيقاف نزيف المليارات التي تهدر دون وجه حق ودون فائدة حقيقية و تخطيط مسبق ودراسة جدوى ، إن إمتصاص نقمة الناس من أزمات الفقر والبطالة والطاقة هي بيد المشاريع الضرورية التي وعلى أقل تقدير ما تحققه من هامش بسيط من سد النقص في حياة المواطنين وليس لبناء وإنشاء مشاريع تزول فائدتها بزوال مناسبتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عندما سقط الصنم صقطت غيرة العراق وطننا وشعباً
mazin al iraq ( 2011 / 6 / 6 - 16:03 )
مشكلة العراقيين يذهب السفاح وياتي سفاح اخر الخلل في الشعوب وليس القادة من اختار الطائيفية من قوئ شوكت الحكام الشعوب والشعوب علئ شاكلة القادة أقول عندما سقط الصنم صقطت غيرة العراق وطننا وشعباً والشعوب تحصد ما زرعتة..

اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة